الاثنين، 16 نوفمبر 2015

تقرير مأساوي يرصد دور "السيسي" و"بشار" في تفجيرات باريس - فيديو



ويبقى أصل الحكاية ماثلا للتاريخ
 يحكى أن شعوبا حلمت يوما بالحرية ودفعت الثمن وما تزال تحلم.


لا يمكن قراءة الأحداث التى هزت العاصمة الفرنسية باريس وأودت بحياة قرابة 130، وعشرات المصابين مساء الجمعة الماضية، بمعزل عن المشهد الدامي فى بلاد الشام، وتوالت غارات الـ F16 والرافال على المدنيين فى بلاد الشام لإنقاذ رقبة بشار الأسد تحت لافتة القضاء على "الدولة الإسلامية".
 الأحداث متشابكة ودويّ التفجيرات التى ضربت قلب أوروبا الهادئ تردد صداها أولا فى الشام، والضحايا الذين سقطوا فى باريس قبل أيام هم امتداد لآلاف سقطوا وذبحهم الصمت الفرنسي ابتداء وقذائف الرافال بعدها، ليدفع فرانسوا أولاند ضريبة تأييد الأنظمة الديكتاتورية فى الشرق الأوسط، ويتكبد ذات المعاناة فى دياره.
 شبكة "الجزيرة" الإخبارية -رصدت في تقرير لها- ملابسات الحادث، كاشفا عن ازدواجية مقيتة، حيث يغض الجميع الطرف عن براميل بشار وأسلحته الكيماوية فى سوريا وعشرات الشهداء فى فلسطين برصاص الجيش الصهيوني، ومئات الضحايا من المصريين على يد الانقلاب العسكري، فيما يقف الكافة على أطراف أصابعهم لمشاطرة الغرب الأحزان دون الكشف عن الأسباب أو بحث المسببات.
 وأضاف التقرير: "باريس الجميلة نزفت دما في سبعة أماكن دفعة واحدة في ساعة واحدة، لقد تمكن تنظيم الدولة -حسب بيان التبني- من توسيع ساحة نشاطه، وتجاوز بكثير مرحلة الاستعراضات البصرية المرعبة التي كان يبثها، وصار قادرا على اختراق أمن أهم مدينة أوروبية، ومن قبل اختراق مطار في مصر".
 ولفت إلى أن هذه هجمات تفوق بكثير ما يفعله التنظيم على الأرض التي يقيم عليها، ما يسميها دولته، بما يستورد لدى كثيرين أفكارا من قبيل، كيف يعجز مثلا من يرصد فرنسوا هولاند في باريس عن رصد خصمه الأول المفترض في سوريا؟ أما التوقيت فينتج السؤال البديهي التالي لكل جريمة: من المستفيد؟!.
 وأعرب التقرير عن حالة الاستياء من ازدواجية العالم، موضحا: "سريعا اصطف العالم بين دمع حقيقي على أبرياء المطاعم والملعب والمسرح، وبين متباكي من نوع آخر حشر نفسه بين الضحايا، بل وقف يتلقي العزاء"، معقبا: "من بين العيون الباكية ستلمح بشار الأسد وهو يصف الهجمات بالوحشية ويقرع الفرنسيين بأن سياستهم الخاطئة سمحت بتمدد الإرهاب الذي يحمل عبئه منذ خمس سنوات كما قال". ووقف التقرير على فحوى رسالة بشار -ردا على الحادث الذين تشتم فيه رائحة مخابراتية-، قائلا: "بهذا المعني فإن السياسة الصائبة لديه، تكون بالوقوف معه ومع براميله وكيميائه التي فتكت بالسوريين، حتي مل العالم من إحصاء قتلاهم". وتابع: "قصة يطوي فصلها الجديد فصولها السابقة، ويشطب من عمر انتفاضة الشعب السوري أكثر من مائة ألف قتيل، قتلهم النظام نفسه قبل ظهور تنظيم الدولة ومرادفاته بعامين، ومع الأسد اصطفت تتباكى مليشيات طائفية وأخرى قومية متعصبة توأمت نفسها مع باريس وطمست بيدها صفحة انتهاكاتها وتطهيرها العرقي والطائفي".
 واستطرد: "في المقابل أيضا تتعالى الآن أصوات تقول إن عدم ملاقاة الغرب لقيم الحرية التي ينادي بها، وعدم التحرك إزاء قتل وتهميش ملايين البشر في الشرق الأوسط بعد غزو العراق، ثم لدى اندلاع ثورات الربيع العربي، قد وفر أرضا خصبة لنمو التطرف الذي يضرب الآن في قلب أوروبا". وهكذا تبلغ القصة ذروتها، فتصير سوريا -كما أُريد لها- ربما قصة إرهاب لا ثورة، ولا أحد يتحدث عن جرائم بشار، بل إن الهجمات جاءت عشية اجتماع دولي –يقصد فيينا- لم يقرر طبعا معاقبته أو حتى إزاحته، بل عزز محاولات إعادة إنتاج نظامه بعد سكوت المجتمع الدولي عليه. واختتم التقرير بربط أحداث باريس بما يجري فى بلدان الربيع العربي وفى القلب منهم مصر وسوريا فى ظل تماهي هولاند مع النظامين هنا وهناك، قائلا: "الأمر نفسه أيضا بعد تفجير ضاحية بيروت، والطائرة الروسية، السيسي في مصر وحزب الله ومن ورائه إيران، وروسيا التي أقر رئيسها بأنه يضرب الجيش الحر -الوجه العسكري للمعارضة المعتدلة-، يقولون الآن هلم معركتنا واحدة، أما ضحاياهم فيتوارون غالبا في زوايا النسيان، وإن رد بعضهم باختيار العنف والتطرف تتوالى الفصول إلى نهاية لا يعرفها أحد، ويبقى أصل الحكاية ماثلا للتاريخ، يُحكى أن شعوبا حلمت يوما بالحرية هنا ودفعت الثمن.. وما تزال تحلم".




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: