السبت، 21 نوفمبر 2015

هل بوتين يعلم بمخطط تفجير الطائرة وغض الطرف لاستغلال الحدث؟



تفجيرات باريس والطائرة،
عونا له وللغرب لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية 
ومنها إنشاء قاعدة عسكرية في سيناء




قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها: إن هجمات باريس، منحت فرصة تكتيكية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فمنذ شهرين يسعى لإقناع الدول العربية والغربية بالانضمام إلى ما وصفه بتحالف ضد "داعش"، على الرغم من أن الهجوم الروسي في سوريا استهدف قوى ثورية سورية مدعومة من الغرب. 
 وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة العسكرية لـ"بوتين" في سوريا تعثرت، إلا أنه وفي ضوء هجمات باريس، تحول فجأة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لفكرة تشكيل تحالف كبير، وقرر زيارة واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل لتعزيز الفكرة.
 وتحدثت الصحيفة عن أن الرئيس الروسي يقوم بأفضل عمل له ليبدو شريكًا محتملًا، حيث أكدت حكومته بشكل مفاجئ الثلاثاء بعد أسابيع من التشويش والتعتيم، أن "داعش" مسؤول عن تفجير طائرة الركاب الروسية الشهر الماضي، وقامت القوات الروسية بتنفيذ موجة من الهجمات النادرة ضد الرقة عاصمة التنظيم. 
 واعتبرت الصحيفة أن الكرملين لديه الكثير ليربحه، فالتحالف قد يعني انتهاء العقوبات الأوروبية ضد روسيا، والتي ستنتهي في يناير، إلا إذا جرى تجديدها. وذكرت الصحيفة أن السؤال بالنسبة للحكومات الغربية، ومن بينها حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المحقة في تشكيكها، هو ما إذا كان الانضمام مع "بوتين" سيساعد أو يضر هدف تدمير "داعش".


 وأضافت أن روسيا لديها القليل لتقدمه للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" من الناحية العسكرية، حتى لو أثبتت استعدادها للتركيز على مهاجمة التنظيم بدلًا من مهاجمة الثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد. 
 وتحدثت عن أن استراتيجية "بوتين" في تعزيز بدلًا من إزاحة نظام "الأسد"، والتي تسير جنبًا إلى جنب مع الاستراتيجية الإيرانية، الإشكالية الأكبر لهزيمة "داعش".
 وأشارت إلى أن القوات السورية والإيرانية خسرت الكثير من الدبابات والمدرعات الروسية أمام صواريخ "TOW" الأمريكية، كما أن فشل روسيا في السيطرة على أراض مهمة في سوريا، جعل المهمة العسكرية لها في سوريا تتجه للدخول في مستنقع أو حتى هزيمة، في ظل غياب خطة إنقاذ دبلوماسية. 
 واعتبرت الصحيفة أن المساهمة الوحيدة البناءة التي من الممكن أن يقدمها "بوتين" للتحالف المناهض لـ"داعش"، تكون من خلال تغيير نفسه، واستخدام النفوذ الروسي لإزاحة "الأسد"، ووقف الهجمات على القوات المدعومة من الغرب، والفشل في تحقيق ذلك يجعل من التحالف مع روسيا خطوة خطيرة خاطئة للولايات المتحدة وفرنسا. 
 إن ما ذهبت إليه الصحيفة ، شيء هام وربما يكون خطير، أن عملية ضرب الطائرة الروسية ، جاءت بمثابة طوق نجاة لبوتين وانعشت ضرباته ضد المعارضة السورية ، بل سيعيه ليكون حليفا للغرب ، وفق الصحيفة، وما أعلنته فرنسا عن تعاون مشترك مع موسكو لضرب ما يسمى "الإرهاب"، كل ذلك يجعلنا نسأل بمنطق إذا أردت أن تعرف من الفاعل في الجريمة فأبحث عن المستفيد، فهل كان يعلم بوتين بالأمر ، وغض الطرف لكي يستغل الحادث لصالحه.
ولربما يكون احتمال مستبعد ، والأمر الأخر أنه يستغل الحادث بكل فطنة وذكاء لتحقيق الأهداف الذي فشل في تحقيقها بضرب سوريا ، وكان من المرجح أن يخرج من سوريا تحت ضغط الكرملين، فجاءت الطائرة بمثابة طوق النجاة من ورطة سوريا وتحقيق أهداف أخرى، ثم تأتي تفجيرات باريس ، فتكون عونا له وللغرب لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية ولعل منها إنشاء قاعدة عسكرية في سيناء إلى أخر تلك المكتسبات التي يستفاد منها بوتين.


ليست هناك تعليقات: