الأحد، 29 نوفمبر 2015

من أوقع "تواضروس" في الفخ؟!


زيارة تواضروس 
رتبها عبد الفتاح السيسي بنفسه



حضور البابا تواضروس لجنازة الأنبا "أبراهام" الذي كان يشغل الترتيب الكنسي الثاني في الكنيسة القبطية وكان زميلاً للبابا تواضروس أثناء رهبنته، هل كان سببًا في وقوع "تواضروس" في فخ زيارة القدس المحتلة، الذي رفضها البابا السابق شنودة الثالث، أم أن الزيارة لها أبعاد سياسية أخرى، وبذلك يقوم بابا الكنيسة بمشهد مشابه للدور الذي قام به في مشهد انقلاب 3 يوليو 2013، وبالتالي يواصل دوره في دعم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ولكن هذه المرة خارجيًّا نظرًا للدور الكبير الذي يلعبه الكيان الصهيوني في دعم الانقلاب على المستوى الدولي والإقليمي. 
 لقـــاؤه عبــاس والسيسي 
ويرى بعض المراقبين أن هذه الزيارة رتبها عبد الفتاح السيسي بنفسه، عندما كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى بالبابا تواضروس الثاني في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر بحضور البابا تواضروس بناءً على طلب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وأن لقاءً ثلاثيًا جمع ثلاثتهم، السيسي وعباس وتواضروس، خلال زيارة لمصر، وتم الاتفاق على التنسيق للزيارة. 
وكانت زيارة تواضروس إلى القدس بدعوى حضور جنازة مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط والتي تعتبر هي الأولى من نوعها لرئيس الكنيسة القبطية المصرية هي الأولى منذ عشرات السنين، قد أثارت مزيدًا من الجدل حول دور المسيحيين في المشهد السياسيي، خاصة أن البابا السابق شنودة الثالث منع مسيحيي مصر من السفر لإسرائيل اعتراضًا على إعلان إسرائيل للقدس بما فيها القدس الشرقية المحتلة "عاصمة موحدة وأبدية" لها في العام .1980. وأقيمت مراسم الجنازة اليوم السبت في البطريركية القبطية الأرثوذكسية في مدينة القدس القديمة، قرب كنيسة القيامة، حسب ما أعلنت الكنيسة. 
 شيخ الأزهر في القدس بدوره
 قال الناشط الحقوقي، نجاد البرعي: إنه "لا شيء يبرر زيارة بابا الإسكندرية للقدس"، "كان أمام البابا شنودة مئات المبررات لزيارة القدس، ولكنه لم يفعل". 
ورأى أن الزيارة "تأتي في سياق التشاور مع الدولة، وليس بطلب منها، لكن الكنيسة منذ عهد تواضروس يوجد فيها تهاون إزاء هذه القضية، خاصة إذا علمنا أن آلاف الأقباط زاروا القدس في الفترة السابقة". 
وتوقع البرعي "رؤية شيخ الأزهر أحمد الطيب في القدس قريبًا، في ظل حالة المرونة الموجودة في الدولة إزاء تخفيف خطاب العداء مع إسرائيل الذي بدأ يخبو شيئًا فشيئًا، وأن هناك عدوًا آخر".  
 إسرائيل تروج للزيارة 
أما عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي، جورج إسحق، فقال "إن إسرائيل تسعى، كعادتها، إلى استغلال الحدث، والترويج على أنه كان زيارة".  وأضاف أن "الثغرة المشينة" في الزيارة "هي ذهابه إلى القدس من خلال تل أبيب، وليس عن طريق الأردن، كما جرت العادة، ولا أفهم ما السبب"، منتقدًا "إعلان الزيارة بعد حدوثها، ليس قبلها".  وأكد أن "مقاطعة زيارة القدس ثوابت لن نحيد عنها أبدًا، وجميع المسيحيين الذين يذهبون إلى القدس يعاقبون كنسيًا، والأقباط حريصون على الالتزام بعدم تجاوز تلك المحاذير الكنسية"، بحسب تعبيره.


ليست هناك تعليقات: