الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

الأحداث الجسام التي ينتظرها الشرق الأوسط


متى يتدخل الغرب عسكريا ؟



صرح عدد من السياسيين والكتاب، اليوم وخلال الفترة الماضية ، بأن الشرق الأوسط سيشهد أحداثا جساما ، أجمالها البعض بالقول إن الغرب يجلي رعاياه من أجل التدخل العسكري في بلاد الربيع العربي.
 ونشرت جريدة الشعب آراء متعددة ، بأن الغرب ربما يتدخل عسكريا في بلاد الربيع العربي ، وبالأخص ليبيا واليمن، شريطة أن يخرج الأمر عن السيطرة وحامي حمى الديار وغالق معبر رفح قد تم الاطاحة به ، وهو أمر وارد في ظل الانهيار الاقتصادي لمصر وتراجع العائد السياحي الذي صنعه السيسي بنفسه، حينما سمح للأذرع الإعلامية أن يهتم اهتماما مبالغا فيه بحادث الطائرة الروسية، وظن أن الغرب سيعمل على دعمه مرة أخرى، لكن الغرب يخشى من أن يكون الدعم بشكل ظاهري فج ، من خلال الإسراع بالتدخل العسكري، ويفقده مرحلة التوازن ومسك العصا من المنتصف وخشية أن تتحول جميع بلاد الربيع العربي إلى أفغانستان أخرى.
 فالغرب يدرك جيدا أن التدخل العسكري ، يفيق الغافل ويتدافع تحت رايات الجهاد الجميع بمن فيهم عفوا ومعذرة "السكير" من منطلق الغيرة على عرضه ووطنه ودينه، وكم رأينا أناسا يكونون في الصف الأول وينالون الشهادة وربما لم يركعوا لله ركعة لكن كما يقولون "شجاعة ابن البلد".
 متى يتدخل الغرب عسكريا ؟
 لا شك كما قلنا إن السيسي عمل على الاهتمام المبالغ فيه بحادثة الطائرة الروسية لاستغلاله من الناحية الإعلامية ، لعل يفوز بتأيد الغرب، إضافة أنه حاول استغلال هذا الحدث في سياسة الإلهاء عن المصائب التي تحدث في مصر وفشله الذريع.
 لكن الغرب كما ذكر آنفا ليس من البلاهة بمكان أن يتعجل بعجلة السيسي، دون أن يعد للأمر شأنه وأول ما فعل هو سحب رعاياه من سيناء وهذا ما يؤكد نظرية من قال من أن الغرب يستعد للتدخل العسكري في شبه جزيرة سيناء، وهو أمر لا شك جلي لكن سيحدث من خلال أمرين : الأمر الأول هو نجاح الثورة المصرية القادمة ، إن شاء الله ، في الاطاحة بحكم العسكر كلية وليس السيسي فحسب ويتمكن الإسلاميون من العودة بعد أن استفاد الجميع من آلام السنين العجاف في حكم العسكر بعد يناير. وإن وصول الإسلاميون في سوريا ليس ببعيد أيضا، فتكون هناك كما يقولون "كماشة" على الغالية "دولة بني صهيون" وهذا ما تخشاه أمريكا، ولن يفلح تورط بوتين آنذاك ، بل ذهب البعض أن بوتين ربما ينسحب في أقرب وقت ممكن. الأمر الثاني : إن اشتعال الوضع في الأراضي المحتلة بانتفاضة السكاكين التي تحولت إلى القنص وهلما جرا، وربما تتسرع أيضا بمحاولة ضربة موجعة لحماس إذا ما فشل دحلان وعباس في الخطة الموضوعة للانقلاب على حكم الحركة وعلى المقاومة بشكل كلي، أضف إلى ذلك ما يعانيه الكيان من انحصار اقتصادي عالمي، مما يعني أن دولة الكيان التي بذلوا من أجلها الغالي والنفيس ، مهددة بالزوال، وما أحداث المنطقة بأسرها عنها ببعيد. فإذا ما وصل الإسلاميون في سوريا ومصر وكانت لهم الغالبة إن شاء الله في ليبيا ، واشتعل الصراع في الأراضي المحتلة وكانت المعركة بين حماس والكيان التي لن تكون كسابقتها بالنسبة للطرفين ، آنذاك فإن الغرب لن يقف مكتوف الأيدي .

|••| رحماك ربي ما أرحمك |••| 

ليست هناك تعليقات: