الاثنين، 16 نوفمبر 2015

بعد رحيل الاستثمار الأجنبي.. رجال أعمال الانقلاب يهربون من "ابتزاز" السيسي



رعب رجال الإعمال من غدر العسكر



دق الانقلاب العسكري المسمار الأخير في نعش الاقتصاد المصري في ظل فشل دولة السيسي في التعامل مع الأزمات المتلاحقة التي ضربت الوطن، حيث حمل رأس المال المصري حقائبه في محاولة للفرار من غدر العسكر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل عدم استقرار السوق المصري وعدم توافر المناخ الملائم للاستثمار وابتزاز رجال الإعمال من أجل ضخ قليل من الرز في أمعاء الجنرالات الخاوية.
 ولم يدخر الانقلاب جهدا من أجل صنع حالة من انعدام الثقة للاستثمار في مصر، بداية من المؤتمر الاقتصادي الفاشل الذي انعقد في شرم الشيخ مارس الماضي، ومرورا بالإعلان عن المشروعات الوهمية التي تنصل منها الجميع من نوعية العاصمة الإدارية والمليون وحدة سكنية والمليون فدان، مع توقف ضخ الرز الخليجي وانهيار البورصة والتراجع التاريخي للعملة المصرية أمام الدولار، وانتهاءً بإجبار رأس المال الأجنبي على الفرار من مصر وحصار رجال الأعمال المصريين بالملاحقات الأمنية والابتزاز. وفى الوقت الذي لم يكن فيه الوضع المصري المتأزم يتحمل تداعيات سقوط الطائرة الروسية في سيناء أواخر أكتوبر الماضي، في ظل تواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من مِصْر، وحظر روسيا وبريطانيا السفر إلى مصر، حتى قرر السيسي أن يزيد من مخاوف رجال الأعمال باعتقال مالك صحيفة "المصري اليوم" صلاح دياب، على خلفية اتهامات معلبة، وتعمد تسريب صور رجل الأعمال المقرب من النظام بـ"الكلابشات" في رسالة ضمنية "يا الدفع يا الحبس".
 رعب رجال الإعمال من غدر العسكر بعد اعتقال الرجل المقرب من السيسي، دفع البعض منهم لتهريب أمواله إلى الخارج من أجل الحفاظ على ثروته من عملية مشابه لتأميمات عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي، في ظل توالي ابتزاز عصابة الجنرال للمستثمرين، وهي الخطوة التي سبقها رحيل جماعي لرأس المال الأجنبي وتشريد آلاف العمال.
 وبسبب عقلية الـ 50 % لم يستوعب العسكر درس رحيل شركات عملاقة من السوق المصري في أعقاب انقلاب 3 يوليو وتردي الأوضاع الأمنية في البلاد، مثل "مرسيدس، وياهو وأوراكل وتوماس كوك، وجنرال موتورز، وتويوتا، وسوزوكي، ورويال داتش شل النفطية، وباسف الألمانية للكيماويات، ويلدز التركية للصناعات الغذائية، وإلكترولوكس السويدية، وإنتل"، ليدفع بممارساته الفاشية تجاه حلفائه من رجال أعمال صندوق "تحيا مصر"، وعجزه عن حل أزمات البنية التحتية نحو هروب رأس المال المحلي من السوق المصري. فرج عامر -رئيس جمعية مستثمري برج العرب- قص شريط الهاربين من حصار السيسي، حيث أعلن عن البدء رسميا في نقل أول المصانع الغذائية من المنطقة الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة، إلى المنطقة الصناعية بالشارقة بالإمارات. وأوضح رجل الأعمال السكندري أن نقل المصانع سيتم نظرًا "لعدم توافر المياه الصالحة للصناعات الغذائية، وعدم قدرة المسؤولين عن التعامل مع هذه النوعية من المشاكل"، دون أن يتطرق إلى خوفه من اعتقال عدد من رجال الأعمال.
 وأضاف عامر أن انقطاع المياه عن مناطق غرب الإسكندرية، لمدة 7 أيام متواصلة إثر إيقاف العمل بـ4 محطات معالجة بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة خلال الأيام الماضية في ارتفاع منسوب مصارف الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب؛ مما تسبب في خسائر قدرت بمئات الملايين. إعلان عامر الرحيل، ومن قبله اعتقال دياب، وبينهما هروب رأس المال الأجنبي، وتوقف الرز الخليجي، وانهيار البورصة، وهبوط الجنيه، وأزمة السياحة، تفضح حالة الفشل التي تسيطر على ممارسات العسكر، وينذر بعواقب وخيمة لن ينجو منها المواطن المطحون بين غلاء الأسعار وتفاقم الضرائب وغياب الدخل الذي يضمن له حياة كريمة.


ليست هناك تعليقات: