الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الأمن القومي المصري.. مرة ثانية وعاشرة - فيديو



قالوا لمحاربة (الإرهاب!!) أي: (الإسلام السني)
 ويعلم الله أن هذا الشعب بريء مما يفعله الأقزام


هذا الكلام أخص به الشرفاء الوطنيين، الراشدين الذين ليس لهم مصلحة سوى مصلحة الوطن والدين، أدعوهم لإنقاذ البلد قبل ضياعه، ما استطاعوا، فإنا كتبنا في هذا الموضوع مرارًا، ولن نمل من التذكير به، رغم ما نرى من صمم وعمى، بعدما استولى العسكر على الحكم، وجعلوا البلد "أبعادية" للمحاسيب، دون نظر إلى دواعي الأمن الوطني الحقيقية، فكانوا كمن سلط اللصوص على قصر منيف، فهم في سرقتهم حتى لم يبق من هذا القصر إلا جدرانه، وهكذا مصر الآن. قلنا من قبل إن (ألف باء) الأمن القومي هو السِلْمُ الاجتماعي، وهو أول الدرج في هذا الأمر، ومعلوم أنه لا سلم اجتماعيًا في مصر الآن، بعدما قال قائلهم (انتوا شعب واحنا شعب) وبعدما فوض أحد الشعبين قائد الانقلاب لقتل الشعب الآخر، فرأينا أناسًا يسجدون لصورة الصنم، ويضعون البيادة على رءوسهم، ويقبلون الضيم لأجل إغاظة الشعب الثاني، وفى المقابل ترى أناسًا "يشمتون" إذا لحق بالمنتخب الكروي المصري هزيمة خارجية، ليس لأنهم غير وطنيين، بل هم أشد وطنية من الشعب الأول، لكن لأنهم يعتقدون أن هؤلاء لا يمثلونهم، وأنهم جاءوا بأوامر صهيونية، من ثم فهم خراب على البلد، مدمرون لمقدراته.
 وإذا كان السلم الاجتماعي كأساس للأمن القومي قد انهار وحلت محله "الشماتة"، و"العداوة" و"البغضاء" أبدًا للجيش الوطني وكل ما هو رسمي، فماذا بقي من أساس الأمن القومي المصري؟! في الحقيقة لم يبق شيء ذو أهمية، بعدما استهانوا بكل شيء، وبعدما حاربوا كل خير، وبعدما فرطوا فيما لا يفرط به.. خذ مثلاً موقف (الحكام الجدد) (العسكر) مما يجري في سوريا، فإن الوطني يختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري، المعروف بخياراته العربية الإسلامية الأصيلة.. للأسف لم يحدث هذا، رغم أن هذا الخيار يصب أولاً وثانيًا وعاشرًا في صالح الأمن القومي المصري، ولو خير شعبنا لاختار الجهاد بجانب مجاهدي هذا الشعب، ولاستضاف نساءه وأطفاله المشردين في شتى بلاد الأرض، لكن سمعنا أن السوريين في مصر يقبض عليهم ويوضعون في السجون، ويرحلون إلى دمشق ليموتوا تحت التعذيب، أو ليوضعوا -حتى يأذن الله- في سجون المجرم ابن المجرم، لا يأملون في العودة إلى الحياة مرة أخرى.
 الطبيعي -كما قلت- أن تقف مصر مع الشعب السوري، وضد الغزوة الفارسية الشيعية الطائفية الجديدة، التي تصطف معها الأرثوذكسية السوفيتية العنصرية الفاجرة والكاثوليكية الأوربية المتطرفة؛ لأن هذا يستهدف المسلمين السنة أولاً، فضلاً عن استهداف أرض سوريا وما يجاورها من بلاد عربية، غير أن هذا لم يحدث، بل ما حدث هو العكس؛ إذ أعلن (الأقزام) أنهم يقفون بجوار النصيري الكافر (بشار)، ولِمَ؟!.. قالوا لمحاربة (الإرهاب!!) أي: (الإسلام السني) وإذا كنا نعتقد اعتقادًا جازمًا أن هذه أوامر صهيوأمريكية، فإننا لم نكن نتصور أن الخيانة تصل إلى هذا الحد؛ ففي الحالتين الضرر واقع على بلدنا، الذي لن يسلم من الضياع إن دخلت إيران وروسيا والأوربيون البلد الشقيق، أو إن نصر الله المجاهدين - وسيكون بإذن الله - وكانت لهم الكلمة في بلد الخلافة الأموية، فإن هذا الموقف سيضع مصر والمصريين تحت طائلة المحاسبة، وسيجعل هذا البلد العريق - بلد الأزهر- ضمن طائفة الدول المناوئة للدين، الداعمة للكفار، ويعلم الله أن هذا الشعب بريء مما يفعله الأقزام، ومن أمروهم ومن حرضوهم على هذه الأفعال الرخيصة. وما يجري في الأقصى، وفى عموم فلسطين، دليلٌ ثان على ضياع مصر وانهيار أمنها، الداخلى والخارجي، فإن هُدم الأقصى -لا سمح الله- فقد انتهى الصهاينة إلى المرحلة قبل الأخيرة فى تحقيق حلمهم الدينى (إسرائيل.. من الفرات إلى النيل) أما المرحلة الأخيرة فهى عبور سيناء ووصول القوات إلى حدود الجيزة، وهذا أمر لا أراه بعيدًا، فالذى يستأسد على مواطنيه بطائراته يسلم أرضه بدون مقاومة لأعدائه، وانظروا إن شئتم للمجرم السوري وكيف فعل بشعبه، وهل أطلق على الصهاينة طلقة واحدة لتحرير أرضه، وهم الذين يمكنهم الآن وضع يدهم على العاصمة دمشق دون أن يتصدى لهم جيشه، لكنهم يؤجلون هذا الإجراء لحينه المناسب. وفي القضاء على المقاومة الفلسطينية التي يحاربها (الأقزام) الآن، قضاء على مصر، وتعريض أمنها للخطر، فإن كل حجر يلقى على اليهود هو بمثابة تعطيل لحركتهم ناحية سيناء، تلك الأرض المقدسة التي تحمل ذكريات أنبيائهم وأجدادهم الأولين.. وأن غزة -بالفعل- محافظة مصرية تتحمل كلفة المقاومة الشعبية ضد عدو دائم التربص بنا، وأن تلك المقاومة نجحت في كسر إرادة هذا العدو، وتكبيله وإرباكه فهل تستحق هذه المقاومة الحصار؟، أم تستحق الإشادة والمديح؟!
الواقع المر يقول إنهم يتعرضون للكيد، وأن مصر صارت حليفًا للصهاينة ضدهم. وإذا شئنا استكمال المخاطر التى تحيط بالأمن القومى المصري، فلن يتسع هذا المقام - بالتأكيد - لحصرها، لكننا نذكر - مرة أخري - إخوتنا الوطنيين المحترمين، بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فإن بلدًا كبلدنا لا يصعب على أبنائه - إن أتيحت لهم الفرصة - أن ينتجوا غذاءهم ودواءهم وسلاحهم بأيديهم، وذلك ثالوث حُرّم عليهم الاقتراب منه؛ كي تظل مصر محتاجة، تمد يدها إلى (أسيادها) فمنهم من يمنح ومنهم من يمنع، ولما أراد أول رئيس منتخب أن يسلك هذا الطريق، سجنه الفجرة وكالوا له التهم، بأوامر الأسياد -بالطبع- الذين يصممون على تبعيتنا لهم.





ليست هناك تعليقات: