الجمعة، 23 أكتوبر 2015

إسماعيل القمري .. كفره "داعش" فاعتقلة الانقلاب بتهمه الانضمام للتنظيم



تعرّض القمري للاعتقال في سن السادسة عشرة، 
خلال فترة حكم المخلوع مبارك،



اعتقلت قوات الأمن المصرية، الشاب إسماعيل القمري، في مطار القاهرة، قبل نحو أسبوع، خلال عودته من تركيا، وبعد اختفاء دام عدة أيام في جهة غير معلومة، تكشّف الأمر باتهامه بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
 وتعرّض القمري إلى تعذيب شديد، بحسب مقربين من أسرته، حتى وصل الأمر بمعذبيه إلى قطع شريان يده اليسرى، وتم تحويله إلى نيابة أمن الدولة لمواصلة التحقيق في التهم المنسوبة إليه.
 واللافت في القضية المتهم فيها الشاب المصري العشريني، وهي الانضمام لـ"داعش"، أنه يرفض فكر التنظيم ويعتبر مناصريه من الخوارج، وبالمثل تكفّره عناصر "داعش" علناً باعتباره مرتداً. ويحظى إسماعيل بشعبية بين صفوف شباب التيار الإسلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة أنه اشتهر بكتاباته التحليلية لأزمات وخلافات التيار الإسلامي، ولا سيما الشق الجهادي منه. وتعرّض القمري للاعتقال في سن السادسة عشرة، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وظل في السجن لفترة تعرف فيها على عدد كبير من قيادات التيار السلفي والجهادي، وتم إطلاق سراحه عقب ثورة يناير لأنه لم يكن معتقلاً على ذمة أي قضية. وعمل القمري في مجال النشر والتوزيع من خلال دار نشر أسسها تحمل اسم عائلته (دار القمري)، وكانت تهتم بنشر الكتب والدراسات والرؤى في المجال الإسلامي، إضافة إلى نشر روايات عدة لكتاب من خارج التيار الإسلامي.
 وكما لم يشارك القمري في الصراع السياسي قبل اعتقاله الأول، اتخذ نفس الموقف عقب الأحداث المضطربة التي شهدتها مصر بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وخرج من مصر لاحقاً إلى تركيا، حيث عاش لمدة تجاوزت العام، قبل أن يعود إلى مصر ليتم اعتقاله في المطار.
 وكانت للقمري آراء رافضة لفكر تنظيم الدولة، ودخل في سجالات طويلة مع أنصار التنظيم، وصلت بهم حد إهدار دمه. بينما هو متهم الآن في مصر بالانتماء إلى التنظيم. وكتب القمري على حسابه في "فيسبوك": "وأما خطف البنات الذي قامت به جماعة #‏بوكو_حرام في نيجيريا، فهو من الموبقات الشرعية والإساءات الجلية لعقيدتنا الإسلامية، لا بد من إنكاره أشد الإنكار، صيانة للحق ونصرة للمظلوم"، وكتب: "الولَعُ بالتكفير يصرف همَّ المجاهد مِن طلبِ هداية الخلق وإدخالهم الإسلام، إلى تتبع زلاتهم لإخراجهم منه. فيضيع مقصد الجهاد".
 وكان القمري معارضاً لنظام السيسي مثله في ذلك مثل معظم شباب التيار الإسلامي، ومما كتب قبل عام: "بالنسبة لمؤيدين السيسي سنة سودة عليكم إن شاء الله. وبالنسبة لمؤيدين البغدادي انتظروا وعدكم من جند الخليفة.
‏قررت أقعد في مقعد المتفرجين. اللهم شماتة. هات الفشار يا ابني"، في إشارة إلى تكفير تنظيم الدولة لكل من يخالفون ممارساته. وعن فترة اعتقاله السابقة كان القمري يكتب في وسم خاص يحمل رقمه في السجن (مذكرات المعتقل 66054)، وفيه الكثير من القصص حول فترة سجنه، بعضها نوادر مضحكة وبعضها أحداث دامية.




ليست هناك تعليقات: