"النينو" يهدد مصر بأكبر فيضان من 60 عاما
وعـــودة الملاريا والجــــراد
دول شرق أفريقيا تستعد لـ"النينو"
.. وحكومـة محلب "ولا حس ولا خبر" ..
الجفاف ونقص الأغذية وتدمير المحاصيل والأمراض..
... أخطر نتائج الظاهرة ...
مؤشر نومورا: مصر السادسة في قائمة 80 دولة
لتكبد أكبر الخسائر بسبب النينو
سجل هذا العام رقما قياسيا في ارتفاع درجات الحرارة في مصر، بشكل لم يسبق له مثيل، لدرجة ان موقع الطقس العالمي '' weather online ''صنف مصر كصاحبة أعلى درجات حرارة في العالم، في 26 مايو الماضي، حيث سجلت الواحات البحرية 49 درجة، والمنيا 47 درجة، وأسوان 46 درجة، القاهرة 46 درجة.
وتسبب هذا الارتفاع الهائل في درجات الحرارة في العديد من حالات الوفيات، التي بلغت 95 حالة بالإضافة إلى 1914 مصابا، وفقا لغرفة أزمات وزارة الصحة .
وفيما فسرت هيئة الارصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، ، وزير الصحة، بأنه ارتفاع طبيعى ومتوقع فى مثل التوقيت من العام، إلا أن الدكتور وفيق نصير، استشارى الهندسة البيئية وعضو البرلمان العالمى للبيئة، كان قد نبه فى مارس الماضى إلى أن صيف 2015 سيشهد ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة.. والسبب ما يعرف بظاهرة «النينو».
ماذا تعرف عن «النينو»؟
النينو ظاهرة طبيعية تحدث فى المحيط الهادى حيث ترتفع درجة حرارة سطحه نصف درجة مئوية فأكثر عن المعدل العام ولمدة ثلاثة أشهر، وتتكرر الظاهرة كل فترة زمنية تتراوح بين 10و 15 سنة، وتستمر كل مرة لمدة خمس سنوات فى المتوسط، أما عن آخر مرة شهدها العالم فكانت فى عامى 1997 و1998 وقبلها فى عام 1983، إلا انها عادت هذه المرة بشكل أقوى بسبب تأثير الاحتباس الحرارى الناتج عن ارتفاع نسبة التلوث الجوي، ويشير نصير إلى أنه فى نهاية العام الحالي، سيسعى مؤتمر باريس للتغيرات المناخية لبحث كيفية الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الارض أربع درجات مئوية كما هو متوقع بحلول عام 2030، لجعلها درجتين فقط، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية الى نسبة 40%.
ظاهرة النينو تلازمها ظاهرة أخرى تعرف بـ«النينا» اذ تنخفض درجات الحرارة على مناطق اخرى فى العالم، وبالتالى يحدث ما يعرف بالتطرف الحراري، اذ نجد موجات شديدة الحرارة أعلى من المعدل الطبيعى على مصر والهند مثلا، وفى الوقت ذاته تنخفض بشكل -أقل من المعدل أيضا- تصل الى تساقط الثلوج كما فى فى المناطق الشمالية وروسيا وشرق آسيا وأجزاء من شرق اوروبا وجنوب شرقها.
كما توجد ظاهرة أخرى تدعى بظاهرة " الناو " تشابه في نشاطها ظاهرة " النينو " ولكنها تتمركز فوق شمال المحيط الأطلسي وتعرف بـ " تقلبات شمال المحيط الأطلسي " " ناو " اختصارا لـ north Atlantic oscillation.
بعض الطروحات في الغرب توجه إصبع الاتهام بلا مواربة "لممارسات الرأسمالية المتوحشة" التي تغذي ما يسمى بحرب البيئة وإشكاليات الاحتباس الحراري ومحنة الإنسان المعاصر في علاقته بالكوكب الأرضي الذي يقدر بعض العلماء عمره بـ 4,5 مليار عام فيما يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي" إن الفقراء كالعادة هم الأكثر معاناة وخسارة في الحرب العالمية الجديدة حول البيئة".
.. نتائج النينو على الأرض ..
هناك نتائج عديدة لهذه الظاهرة على الأرض ، فطبقاً لما أعلنته الإدارة القومية الأمريكية للمحيطات والبيئة والمكتب الأمريكي لتقديم المساعدات للمنكوبين فإن ظاهرة النينو أضرت بالدول الفقيرة ، كما إن قدرتها على التدمير مذهلة ، حيث أنها أدت إلى جفاف نهر "فلاي" في " بابو غينيا الجديدة مما أدى إلى إلغاء جميع المرافق التي تعتمد على الطاقة المولدة منه.
أما في تنزانيا وهي من أفقر دول أفريقيا فقد أدت الأمطار الغزيرة إلى تحطيم شبكة السكك الحديدية في واحد من أسوأ الفيضانات التي شهدتها البلاد منذ قرن ، مما أدى إلى عرقلة شديدة لنقل القهوة والقطن والكاكاو إلى الأسواق الاستهلاكية وتباطأت عملية إرسال مواد الإغاثة والمؤن إلى اللاجئين في غرب تنزانيا . وتتوقع وزارة الزراعة في كينيا أن تؤدي الأمطار غير الموسمية التي سببتها ظاهرة النينو إلى انخفاض في المحاصيل .
أما في شمال الصومال وشمال كينيا فهناك بعض القرى انعزلت عن العالم لعدة أسابيع بسبب الأمطار التي بدأت في شهر ديسمبر ، وفي بقاع أخرى من العالم تعرضت عدة بلدان في العالم للكوارث منها ماليزيا التي دمر 50% من إنتاجها من الكاكاو .
ولا يتوقف تأثير ظاهرة النينو على فقدان المكاسب والأرباح فقط ،بل لعبت دوراً فاعلاً في نقص الأغذية مما أدى إلى إرتفاع أسعارها مما أدى إلى حوادث شغب وعنف في دولة مستقرة مثل أندونيسيا والتي غيرت من نظامها السياسي وإقالة رئيسها "سوهارتو "
ويقول العلماء بأن النينو ظاهرة يصعب توقع حدوثها مسبقاً ، ويقول البرو فسور "جوني شان " من جامعة هونغ كونغ " عندما ندرس تاريخ الظاهرة يبدو لنا أنها بلغت أوجها لكن الأحداث المرتبطة بالنينو جميعها متباينة مثلها مثل الكائنات البشرية قلما تجمع بينها مواصفات مشتركة "
ومن النتائج المرتبطة بالنينو مشكلة الجفاف في جنوب شرق آسيا ففي الفلبين أعلنت الحكومة وفاة 26 شخصا بسبب المجاعة التي تهدد أيضا مليون شخص آخر في إقليم مينداناو الجنوبي .
ويعتبر نحو 90 % من الأرخبيل منطقة منكوبة إذ أن معظم الأقاليم لم تتلقى سوى نصف المعدل الطبيعي للأمطار ، وترى تايلاند أن الحرارة المصاحبة لظاهرة النينو هي المسئولة عن انتشار حمى "الضنك" التي تقل بواسطة البعوض والتي أودت بحياة 178 عام 1997 م .
لكن الصين وهونغ كونغ تأثرتا بطريقة معكوسة من الأمطار الغزيرة والتي مازالت الصين تعاني منها وقد فقد وتضرر ملايين الأشخاص وخسرت مليارات الدولارات.
.. مصــر والنينـو ..
في مؤشر أعده بنك نومورا احتلت مصر المرتبة السادسة في قائمة تشمل 80 دولة مرشحة لتكبد أكبر الخسائر بسبب ظاهرة النينو التي اشتدت العام الحالي، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة في منطقة خط الاستواء فوق المحيطات.
وقال روب سابرمان أحد المشاركين في إعداد تقرير حول أضرار النينو أن البلدان الفقيرة التي تعتمد على استيراد غذائها والتي تنفق أجزاء كبيرة من دخولها في شراء الطعام ستمر بمصاعب ومشاق أكبر.
وأضاف أن تلك البلدان ستتعرض لتراجع حاد في إجمالي ناتجها المحلي وصعود التضخم في مؤشر أسعار المستهلك وتدهور أوضاعها المالية والتجارية وصعود أسعار الفائدة وتراجع قيمة العملة.
.. أكـبر فيضــان في مصــر ..
من جانبه، قال العالم المصري نايل الشافعي، خبير الاتصالات الدولي وصاحب موسوعة المعرفة، ان تعرض شرق افريقيا لظاهرة النينو سيصل لأقصى موجاته في يناير المقبل أمر بالغ الأهمية، مشيرا الى ان اخر مرة تعرضت فيها شرق افريقيا لهذه الظاهرة كانت في 2006 في اثيوبيا وقبلها في 1997 وتسبب في مجاعات ضخمة جدا في اثيوبيا.
وأوضح الشافعي، في فيديو له على موقع يوتيوب، ان النينو هذا العام بدأ منذ 9 شهور وسيستمر لمدة 18 شهرا، وتسبب في موجة جفاف عالية حصلت في شرق اثيوبيا وبدات شكاوى كبرى من ان 4.5 مليون اثيوبي بحاجة معونات غذائية، وهو ما ينبغي على دول المصب توفرها من قبيل الدبلوماسية الشعبية.
وحذر الشافعي من ان نينو هذا العام يتوقع ان يكون أكبر ظاهرة نينو في التاريخ المسجل فى التاريخ، وبالتالي يتوقع هبوط كم هائل من الامطار على الهضبة الحبشية ونتيجة لذلك يتوقع ان فيضان النيل الارزق الذي سيصل مصر في يوليو، سيكون اعلى فيضان منذ 60 عاما.
وتساءل الشافعي: هل مصر مستعدة لهذا الفيضان، وهل بحيرة ناصر ومفيض توشكى والقناطر الموجودة على نهر النيل؟ هل هي مستعدة لهذا الفيضان؟
غير ان اخطر ما حذر منه الشافعي كانت الأمراض المصاحبة لهذه الظاهرة، حيث أكد أنه كتلة الهواء الساخن القادمة بسبب ذه الظاهرة يصاحبها دوما هجوم كبير من أسراب الجراد والملاريا.
وتساءل: هل مصر مستعدة لمواجهة الجراد والملاريا؟
وما الترتيبات التى اتخذتها وزارات الزراعة والصحة والري لمواجهة الأم؟
منوها ان دول شرق افريقيا اجتمعت منذ اسبوعين في نيروبي استعدادا لوصول النينو، مندهشا من عدم مشاركة مصر فيمثل هذا الاجتماع التحضيري.
وشدد الشافعي على خطورة الاهتمام بالاستعداد لظاهرة النينو قبل يونيو 2016، كما حذر من احتمالية ظهور الملاريا في مصر في يناير المقبل.
.. بركاتك يا سيسي ..
الطريف في مسألة النينو انها حدثت هذا العالم وبشكل أقوى من مثيلاتها السابقة، بعد أن تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة اللجنة الرئاسية الأفريقية للتغيرات المناخية في مطلع هذا العام الحاسم في المفاوضات الدولية النهائية لإقرار اتفاقية جديدة لقضية تغير المناخ.
بركات السيسي هذه المرة كانت على مستوى دولى، ولم تكن قاصرة على مصر فقط او حتى على بلد آخر، فوفقا لهيئة الأرصاد الجوية الفيدرالية في الولايات المتحدة فإن خطورة ظاهرة (النينو) في الوقت الراهن تشكل ارتفاعا كبيرا بآثارها على منظومة الطقس والأنظمة البيئية على وجه العموم، موضحة أن النينو هذا العام سجل بالفعل ثاني أقوى موجاته على مدى زمني يتجاوز الستين عاما.
وكما تقول صحيفة (نيويورك تايمز) نقلا عن خبراء فإن ظاهرة (النينو)
غير بعيدة عن موجات جفاف في أستراليا والهند وأعاصير في المحيط الهاديء..
وبصورة أقل في المحيط الأطلنطي، فيما تعد سببا لارتفاع درجات الحرارة في العالم ككل ويمكن أن تتسبب في "مزيد من التداعيات المأساوية للبشر في كل مكان
على ظهر هذا الكوكب الأرضي.
ومن المثير للقلق حقا ما قالته هذه الصحيفة نقلا عن خبراء وعلماء حول وجود احتمال مرجح لاستمرارية تبعات الموجة الحالية من ارتفاع (النينو) حتى ربيع العام 2016.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق