ليتخــلص من الممــــاليك
بعــد أن كـــان قــد تصــــــالح معهـــــم ؟
صدق السيسى حين صرح بأن محمد على باشا قدوته
إنه ليس قدوة السيسى فقط ،
إنه قـــدوة جميــع العسـكر
الذين حكمـــوا مصر
منذ عام 1952
لقد تعلمــــــوا منـــه الاستئثـــــار بالسلطــــــة
إنهــا نفس الفكــرة مع فــارق جوهــرى
حاكم مستبد يستأثر بالحكم
لا يريد أن ينازعه فيه أحد أو حتى يشاركه
.. ولو قام .. مجرد احتمال ..
.. أن "زيدا" من الناس يفكر فى المنازعة ..
أو المشــاركة
قــام الحـاكم على الفـور بالتخلص من "زيـد"
. وكل من يمت له بصلة .
العسكر يحكمون مصر منذ عام 1952 لم يسمحوا طوال هذه المدة بأى قدر من الديمقراطية ، أى مظاهر للديمقراطية فى مصر فى ظل العسكر كانت شكلية ، فالبرلمان هم من يعينوه بانتخابات مزورة ، هم من يعينوا مجالس النقابات واتحادات الطلاب ، هم من يعينوا قيادات كل المؤسسات القضائية أوالرقابية على أساس الموالاة وليس الكفاءة ، وسائل الإعلام هم من يختاروا العاملين فيها ، وظلت هذه الأوضاع حتى قيام ثورة يناير المجيدة والتى استرد الشعب بمقتضاها إرادته ووضع دستوره واختار ممثليه فى مجلسى الشعب والشورى والرئاسة ، فقام العسكر بهدم المعبد بعد مؤامرة شاركت فيها قوى خارجية وعناصر داخلية منها من يبغض الإسلام والإسلاميين والمرجعية الإسلامية ، ومنهم من له مصالح مع حكم العسكر ، واستردوا الحكم ، وأعادوا حكم العسكر من جديد فى نموذج نازى ليس له مثيل ، ولم تشاهده مصر على مر تاريخها حتى فى عهود الاحتلال .
بعد الانقلاب أصبحت كل الفصائل والحركات السياسية التى شاركت فى ثورة يناير عدوا للعسكر لأنها طالبت بالديمقراطية ومن ثم نازعتهم على الحكم ، فاتخذ العسكر قراره بالتخلص من كل هذه الفصائل ، ولكن كيف يتخلصوا منهم ، كان لابد أن يعود السيسى والعسكر إلى ذاكرة التاريخ ، أن يعودوا إلى محمد على باشا الذى يعتبرونه كبيرهم الذى علمهم السحر باعتباره مؤسس جيش مصر الحديثة ، محمد على باشا الذى قال عنه السيسى أنه قدوته ، محمد على باشا الذى يسعى مؤرخو العسكر دائما إلى تجميل صورته ، وتبرير جرائمه ، وتحويلها إلى إنجازات ، زاعمين أن ارتكابها كان ضرورة من ضرورات نهضة مصر .
* كل إنسان حاكما كان أو محكوما له حسناته وسيئاته ، له مزاياه وعيوبه ، له انجازاته أو جرائمه ، ومن الإنصاف أن يذكر المؤرخ والمحلل هذا وذاك ، لا أن يغالط لتحقيق مكاسب لهذا الفصيل أو ذاك.
*كان الخصم الأساسى لمحمد على باشا هم المماليك الذين كانوا يحكمون مصر قبل ظهوره ووصوله للحكم ، وهنا يأتى الفارق الجوهرى الذى أشرت إليه ، إذ لا وجه للمقارنة بين المماليك الذين هم فى الأصل دخلاء على مصر جلبهم الخلفاء والسلاطين من تركيا وألبانيا وغيرها من الدول ليستعينوا بهم فى الجيش وسائر الدواويين ، ثم استولوا على حكم مصر بعد أن زادت أعدادهم واشتد عودهم وبين فصائل المعارضة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين الفصيل الأكبر عددا والأقوى تنظيما ، والذين هم مصريون وطنيون يضمون علية القوم تعليما وثقافة وأصحاب فكر ولهم مطالب سياسية على رأسها التحول الديمقراطى فى مصر .
ولم يكن ما ذكرناه عن المماليك هو سبب سعى محمد على للتخلص منهم ، لأن محمد على نفسه كان من الوافدين على مصر ، كما أن الممالك كانوا قد عاشوا مئات السنين فى مصر وأصبحوا مصريين لغة ودينا وقيما ، كما لم يكن السبب أيضا هو فساد المماليك ، لأن محمد على نفسه ارتكب من الفساد ما لا يقل عما ارتكبه المماليك ، ومن يقرأ تاريخ الجبرتى كاملا سوف يتأكد من ذلك .لم يحاول محمد على باشا فى بداية حكمه التخلص من المماليك إنما تصالح معهم وأحضرهم من الصعيد إلى القاهرة ليكونوا تحت بصره وأجزل لهم العطاء وارتضوا بحكم محمد على .
إذن لماذا رتب لهم محمد على مذبحة القلعة ليتخلص منهم بعد أن كان قد تصالح معهم ؟ الإجابة أن السلطان العثمانى " محمود " طلب منه إرسال قواته إلى نجد للمساعدة فى القضاء على الثورة الوهابية ، وعندئذ قرر محمد على القضاء على المماليك قبل خروج الجيش بقيادة ابنه " طوسون " إلى " نجد " ؛ حتى لا يثوروا ضده بعد خروج الجيش .
إنه الإرهاب المحتمل إنه احتمال قيام المماليك بثورة ضده بعد خروج ابنه طوسون إلى نجد ومعه الجيش ، فما الحل ؟ كيف ينفذ محمد على باشا الأمر السلطانى بإرسال جيشه إلى نجد ، وفى نفس الوقت يكون مطمئن الجانب من ناحية المماليك الذين تصالح معهم ، لكى يحقق هذه المعادلة رتب مؤامرة للخلاص منهم ، رتب لهم مذبحة القلعة .
أعد "محمد علي" مهرجانًا فخمًا بالقلعة دعا إليه كبار رجال دولته ، وجميع الأمراء والبكوات والكشاف المماليك ، فلبى المماليك تلك الدعوة وعدوها دليل رضاه عنهم ، وقبل ابتداء الحفل دخل البكوات المماليك على محمد على فتلقاهم بالحفاوة ، ودعاهم إلى تناول القهوة معه ، وشكرهم على إجابتهم دعوته ، وألمح إلى ما يناله ابنه من التكريم إذا ما ساروا معه فى الموكب ، وراح محمد على يتجاذب معهم أطراف الحديث ؛ إمعانًا فى إشعارهم بالأمن والود .
يصف الجبرتى مذبحة القلعة ويقول : " فلما أصبح يوم الجمعة سادسه ( يقصد 6 صفر 1226هـ ــ 1 مارس 1811م ) ركب الجميع ، وطلعوا إلى القلعة وطلع المصرية ( كان الجبرتى يسمى المماليك بالأمراء المصرية ) بمماليكهم وأتباعهم وأجنادهم فدخل الأمراء عند الباشا وصبحوا عليه ، وجلسوا معه حصة وشربوا القهوة وتضاحك معهم .
بعد الانقلاب أصبحت كل الفصائل والحركات السياسية التى شاركت فى ثورة يناير عدوا للعسكر لأنها طالبت بالديمقراطية ومن ثم نازعتهم على الحكم ، فاتخذ العسكر قراره بالتخلص من كل هذه الفصائل ، ولكن كيف يتخلصوا منهم ، كان لابد أن يعود السيسى والعسكر إلى ذاكرة التاريخ ، أن يعودوا إلى محمد على باشا الذى يعتبرونه كبيرهم الذى علمهم السحر باعتباره مؤسس جيش مصر الحديثة ، محمد على باشا الذى قال عنه السيسى أنه قدوته ، محمد على باشا الذى يسعى مؤرخو العسكر دائما إلى تجميل صورته ، وتبرير جرائمه ، وتحويلها إلى إنجازات ، زاعمين أن ارتكابها كان ضرورة من ضرورات نهضة مصر .
* كل إنسان حاكما كان أو محكوما له حسناته وسيئاته ، له مزاياه وعيوبه ، له انجازاته أو جرائمه ، ومن الإنصاف أن يذكر المؤرخ والمحلل هذا وذاك ، لا أن يغالط لتحقيق مكاسب لهذا الفصيل أو ذاك.
*كان الخصم الأساسى لمحمد على باشا هم المماليك الذين كانوا يحكمون مصر قبل ظهوره ووصوله للحكم ، وهنا يأتى الفارق الجوهرى الذى أشرت إليه ، إذ لا وجه للمقارنة بين المماليك الذين هم فى الأصل دخلاء على مصر جلبهم الخلفاء والسلاطين من تركيا وألبانيا وغيرها من الدول ليستعينوا بهم فى الجيش وسائر الدواويين ، ثم استولوا على حكم مصر بعد أن زادت أعدادهم واشتد عودهم وبين فصائل المعارضة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين الفصيل الأكبر عددا والأقوى تنظيما ، والذين هم مصريون وطنيون يضمون علية القوم تعليما وثقافة وأصحاب فكر ولهم مطالب سياسية على رأسها التحول الديمقراطى فى مصر .
ولم يكن ما ذكرناه عن المماليك هو سبب سعى محمد على للتخلص منهم ، لأن محمد على نفسه كان من الوافدين على مصر ، كما أن الممالك كانوا قد عاشوا مئات السنين فى مصر وأصبحوا مصريين لغة ودينا وقيما ، كما لم يكن السبب أيضا هو فساد المماليك ، لأن محمد على نفسه ارتكب من الفساد ما لا يقل عما ارتكبه المماليك ، ومن يقرأ تاريخ الجبرتى كاملا سوف يتأكد من ذلك .لم يحاول محمد على باشا فى بداية حكمه التخلص من المماليك إنما تصالح معهم وأحضرهم من الصعيد إلى القاهرة ليكونوا تحت بصره وأجزل لهم العطاء وارتضوا بحكم محمد على .
إذن لماذا رتب لهم محمد على مذبحة القلعة ليتخلص منهم بعد أن كان قد تصالح معهم ؟ الإجابة أن السلطان العثمانى " محمود " طلب منه إرسال قواته إلى نجد للمساعدة فى القضاء على الثورة الوهابية ، وعندئذ قرر محمد على القضاء على المماليك قبل خروج الجيش بقيادة ابنه " طوسون " إلى " نجد " ؛ حتى لا يثوروا ضده بعد خروج الجيش .
إنه الإرهاب المحتمل إنه احتمال قيام المماليك بثورة ضده بعد خروج ابنه طوسون إلى نجد ومعه الجيش ، فما الحل ؟ كيف ينفذ محمد على باشا الأمر السلطانى بإرسال جيشه إلى نجد ، وفى نفس الوقت يكون مطمئن الجانب من ناحية المماليك الذين تصالح معهم ، لكى يحقق هذه المعادلة رتب مؤامرة للخلاص منهم ، رتب لهم مذبحة القلعة .
أعد "محمد علي" مهرجانًا فخمًا بالقلعة دعا إليه كبار رجال دولته ، وجميع الأمراء والبكوات والكشاف المماليك ، فلبى المماليك تلك الدعوة وعدوها دليل رضاه عنهم ، وقبل ابتداء الحفل دخل البكوات المماليك على محمد على فتلقاهم بالحفاوة ، ودعاهم إلى تناول القهوة معه ، وشكرهم على إجابتهم دعوته ، وألمح إلى ما يناله ابنه من التكريم إذا ما ساروا معه فى الموكب ، وراح محمد على يتجاذب معهم أطراف الحديث ؛ إمعانًا فى إشعارهم بالأمن والود .
يصف الجبرتى مذبحة القلعة ويقول : " فلما أصبح يوم الجمعة سادسه ( يقصد 6 صفر 1226هـ ــ 1 مارس 1811م ) ركب الجميع ، وطلعوا إلى القلعة وطلع المصرية ( كان الجبرتى يسمى المماليك بالأمراء المصرية ) بمماليكهم وأتباعهم وأجنادهم فدخل الأمراء عند الباشا وصبحوا عليه ، وجلسوا معه حصة وشربوا القهوة وتضاحك معهم .
ثم انجر الموكب على الوضع الذى رتبوه ، فلما انجر الموكب وفرغ طائفة الدلاة ومن خلفهم من الوجاقلية والألداشات المصرية وانفصلوا من باب العزب ، فعند ذلك أمر صالح قوج بغلق الباب ، وعرف طائفته بالمراد فالتفتوا ضاربين بالمصرية ، وقد انحصروا بأجمعهم فى المضيق المنحدر الحجر المقطوع فى أعلى باب العزب بمسافة ما بين الباب الأعلى الذى يتوصل منه إلى رحبة سوق القلعة إلى الباب الأسفل ، وقد أعدوا عدة من العساكر أوقفوهم على علاوى النقر الحجر والحيطان التى به فلما حصل الضرب من التحتانيين أراد الأمراء الرجوع القهقرى فلم يمكنهم ذلك لانتظام الخيول فى مضيق النقر وأخذهم ضرب البنادق والقرابين من خلفهم أيضا ، وعلم العساكر الواقفون بالأعالى المراد فضربوا أيضا فلما نظروا ما حل بهم سقط فى أيديهم ، وارتبكوا فى أنفسهم وتحيروا فى أمرهم ووقع منهم أشخاص كثيرة فنزلوا عن الخيول .
واقتحم شاهين بك وسليمان بك البواب وآخرون فى عدة من مماليكهم راجعين إلى فوق والرصاص نازل عليهم من كل ناحية ، ونزعوا ما كان عليهم من الفراوى والثياب الثقيلة ، ولم يزالوا سائرين وشاهرين سيوفهم حتى وصلوا إلى الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة وقد سقط أكثرهم ، وأصيب شاهين بك وسقط إلى الأرض فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا ليأخذوا عليها البقشيش ، وأما سليمان بك البواب فهرب من حلاوة الروح وصعد الى حائط البرج الكبير فتابعوه بالضرب حتى سقط وقطعوا رأسه أيضا ، وهرب كثيرا لبيت طوسون باشا يظن الالتجاء به والاحتماء فيه فقتلوهم .
واقتحم شاهين بك وسليمان بك البواب وآخرون فى عدة من مماليكهم راجعين إلى فوق والرصاص نازل عليهم من كل ناحية ، ونزعوا ما كان عليهم من الفراوى والثياب الثقيلة ، ولم يزالوا سائرين وشاهرين سيوفهم حتى وصلوا إلى الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة وقد سقط أكثرهم ، وأصيب شاهين بك وسقط إلى الأرض فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا ليأخذوا عليها البقشيش ، وأما سليمان بك البواب فهرب من حلاوة الروح وصعد الى حائط البرج الكبير فتابعوه بالضرب حتى سقط وقطعوا رأسه أيضا ، وهرب كثيرا لبيت طوسون باشا يظن الالتجاء به والاحتماء فيه فقتلوهم .
وأسرف العسكر فى قتل المصريين وسلب ما عليهم من الثياب ، ولم يرحموا أحدا وأظهروا كامن حقدهم وضبعوا فيهم ، وفى من رافقهم متجملا معهم من أولاد الناس وأهالى البلد الذين تزيوا بزيهم لزينة الموكب ، وهم يصرخون ويستغيثون ومنهم من يقول أنا لست جنديا ولا مملوكا ، وآخر يقول أنا لست من قبيلتهم ، فلم يرقوا لصارخ ولا شاك ولا مستغيث ، وتتبعوا المتشتتين والهربانين فى نواحى القلعة وزواياها والذين فروا ودخلوا فى البيوت والأماكن وقبضوا على من أمسك حيا ولم يمت من الرصاص أو متخلفا عن الموكب ، فسلبوا ثيابهم وجمعوهم إلى السجن تحت مجلس كتخدا بك ، ثم أحضروا أيضا المشاعلى لرمى أعناقهم فى حوش الديوان واحدا بعد واحد من ضحوة النهار إلى أن أمضى حصة من الليل فى المشاعل حتى امتلأ الحوش من القتلى ومن مات من المشاهير المعروفين وانصرع فى طريق القلعة قطعوا رأسه وسحبوا جثته إلى باقى الجثث حتى إنهم ربطوا فى رجلي شاهين بك ويديه حبالا وسحبوه على الأرض مثل الحمار الميت إلى حوش الديوان هذا ما حصل بالقلعة " .
وبمجرد انتشار خبر المجزرة فى القاهرة حتى هاجم الجنود بيوت الأمراء المماليك واندفعوا يبحثون عنهم فى كل مكان ، ونهبوا بيوتهم ولم يتركوا كبير أو صغير من المماليك إلا وقتلوه ، وانتشر النهب والقتل فى المدينة ، وفى صباح اليوم التالى نزل محمد علي باشا إلى القاهرة فى موكبه محاطا بحاشيته ورجاله، وأمر بوقف القتل والنهب، ومثل بمن لم يمتثل فتوقف النهب ، وأرسلوا بعدها إلى الأقاليم والصعيد يطلبون رءوس المماليك ، ولم يقبلوا شفاعة فى مملوك من كائن كان ، واستمر وصول رءوس المماليك من الأقاليم عدة أيام ، ولم ينجوا منها إلا أمين بك الذى كان متأخرا عن الموكب ، فلما سمع صوت الرصاص قفز بحصانة من فوق سور القلعة وفر إلى الشام .
وبمجرد انتشار خبر المجزرة فى القاهرة حتى هاجم الجنود بيوت الأمراء المماليك واندفعوا يبحثون عنهم فى كل مكان ، ونهبوا بيوتهم ولم يتركوا كبير أو صغير من المماليك إلا وقتلوه ، وانتشر النهب والقتل فى المدينة ، وفى صباح اليوم التالى نزل محمد علي باشا إلى القاهرة فى موكبه محاطا بحاشيته ورجاله، وأمر بوقف القتل والنهب، ومثل بمن لم يمتثل فتوقف النهب ، وأرسلوا بعدها إلى الأقاليم والصعيد يطلبون رءوس المماليك ، ولم يقبلوا شفاعة فى مملوك من كائن كان ، واستمر وصول رءوس المماليك من الأقاليم عدة أيام ، ولم ينجوا منها إلا أمين بك الذى كان متأخرا عن الموكب ، فلما سمع صوت الرصاص قفز بحصانة من فوق سور القلعة وفر إلى الشام .
ويقدر الجبرتى عدد من قتل فى القلعة بأكثر من 500 مملوك ، وحوالى 2000 آخرين فى عمليات القتل التى تبعتها فى طول مصر وعرضها ، ونصب جنود محمد على مصطبة أمام باب زويلة وعلقوا عليها رءوس القتلى ".
وأقول إن مذبحة القلعة جريمة بشعة ارتكبها محمد علي باشا لا يُقدم عليها حاكم مسلم فى قلبه مثقال ذرة من خشية الله ، يقوم بقتل الآلاف من المصريين المسلمين سبق وأن تصالح معهم وارتضوا بحكمه ، وأمنوا جانبه ، لكنه قتلهم خشية الإرهاب المحتمل ، خشية أن يثوروا عليه بعد خروج الجيش .
لم يكتف بقتل المماليك الذى حضروا الحفل ، وإنما قتل كل المصريين الذين حضروا معهم ، ولم يشفع لهم صراخهم بأنهم ليسوا مماليك ولا جنود ، إنها جريمة إبادة جماعية .
** ;"> لقد صدق السيسى حين صرح ذات مرة بأن محمد على باشا قدوته ، إنه ليس قدوة السيسى فقط ، إنه قدوة جميع العسكر الذين حكموا مصر منذ عام 1952 ، لقد تعلموا منه الاستئثار بالسلطة ، ومن يقرأ تاريخ الجبرتى سيرى ماذا كان يفعل محمد على باشا لكى يحصل على رضا السلطان العثمانى ليستمر حاكما واحدا وحيدا لا شريك له ، كما تعلموا منه أن القتل مباح لكى تستمر حاكما ، بل إن مؤرخى العسكر يجعلون مذبحة القلعة من حسناته ، لقد تعلموا منه كيف ينهبون الشعب ليوفروا الأموال التى تكفل لهم رغد العيش أو التى تمكنهم من الانفاق على مشروعاتهم الخاصة التى يقومون بها لتحقيق منافع لهم دون أدنى نفع للشعب .
** ;"> لقد صدق السيسى حين صرح ذات مرة بأن محمد على باشا قدوته ، إنه ليس قدوة السيسى فقط ، إنه قدوة جميع العسكر الذين حكموا مصر منذ عام 1952 ، لقد تعلموا منه الاستئثار بالسلطة ، ومن يقرأ تاريخ الجبرتى سيرى ماذا كان يفعل محمد على باشا لكى يحصل على رضا السلطان العثمانى ليستمر حاكما واحدا وحيدا لا شريك له ، كما تعلموا منه أن القتل مباح لكى تستمر حاكما ، بل إن مؤرخى العسكر يجعلون مذبحة القلعة من حسناته ، لقد تعلموا منه كيف ينهبون الشعب ليوفروا الأموال التى تكفل لهم رغد العيش أو التى تمكنهم من الانفاق على مشروعاتهم الخاصة التى يقومون بها لتحقيق منافع لهم دون أدنى نفع للشعب .
إن كافة حسنات محمد على باشا فى تحديث مصر ، أهدرها بقواعد الاستبداد التى أورثها للعسكر المصرى ، فجميعهم ساروا على نفس النهج ، أصبح شعارهم السلطة لنا الثروة لنا ومن نازعنا فيهما قتلناه ، هذه هى السلوكيات التى سار عليها الرئيس جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وأسرف السيسى فى استعمالها . لقد تخلص محمد على باشا من كافة قيادات المماليك الذين ينافسوه على الحكم فى مذبحة القلعة من خلال جريمة إبادة جماعية واستولى على منازلهم وأموالهم ، وهكذا ابنه وتلميذه الذى اقتدى به السيسى يرتكب جريمة إبادة جماعية ضد الإخوان المسلمين الذين ينافسوا العسكر على السلطة ، وكما أدرج محمد على كل المصريين الذين توجهوا لمهرجان القلعة ضمن قائمة المماليك وقتلهم ، كذلك أدرج السيسى والعسكر كل المعارضين ضمن الإخوان وقتلوهم واعتقلوهم
لا بديل عن تحديد وضعية المؤسسة العسكرية فى الدستور المصرى ، وقصر دورها على وظيفة الجيوش فى كل الدول المدنية الديمقراطية الحديثة وهى حماية الحدود ، لابد من رقابة الشعب على موازنة الجيش مثل كافة الدول المدنية الحديثة ، لابد من حظر تدخل الجيش فى السياسة أو الاقتصاد ، لابد من منع الجيش من وضع السياسات الخارجية لمصر أو التعامل مع دول أو منظمات أجنبية بعيدا عن رقابة الشعب كما يحدث الآن ، حيث يتولى قيادات جيشنا شئون السياسية الخارجية لاسيما علاقتهم مع وزارة الدفاع الأمريكية ، وتلقيهم لمساعدات عسكرية لا يعلم عنها أحد شيئا ، ما لم يحدث ذلك ستظل المؤمرات ويظل الفساد الذى أوصل ديون مصر إلى اثنى تريليون جنيه ، وأوصل عجز موازنتها خمسمائة مليار جنيه ، وعم الفساد كل القطاعات ، فساد إعلامى ، فساد أخلاقى ، فساد اجتماعى .
لقد أدخل محمد على باشا بعض مظاهر الحداثة لمصر ، ولكنه أيضا وضع حجر أساس استبداد العسكر ، وفعل مثله جمال عبد الناصر أنشأ مشروعات قومية كبرى ، ولكنه أضاف على أسس الاستبداد أعمدة جديدة ، والنتيجة ، لم ينفعنا حداثة محمد على ولا مشروعات عبد الناصر ، بعد أن أصبحنا نعيش فى مستنقع الاستبداد الذى بناه الأول وقام الثانى بتوسعته ، وجاء السيسى ليجعل مستنقع الاستبداد على كامل أرض مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق