الجمعة، 14 أغسطس 2015

" رابعة العدوية " الزاهدة التي ارتبط اسمها بأشهر مجزرة في تاريخ المصريين .. فيديو



.. اليتم والتشرد والرق .. 
مــآسٍ عاشتهــــا رابعــــة 
رحلـــة التصـــوف والعشق الإلهـــي



مسجد "رابعة العدوية" هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، ليس فقط لأنه سمّي باسم إحدى أشهر العابدات الزاهدات في التاريخ الإسلامي، ولكن أيضا بسبب ما ارتكبته قوات الأمن في 14 أغسطس 2014 من مجزرة هي من كبرى المجازر التي تشهدها مصر في العصر الحديث، والتي قتل وأصيب فيها الآلاف من المعتصمين المعارضين لحكم العسكر.
 **رابعة.. العـــابدة رابعة العدوية
 التي ارتبط اسمها بالمسجد الشهير، هي البصرية بنت إسماعيل، مولاة آل عتيك من بني عدوة، قد اشتهرت في التاريخ بما قدمته من زهد وورع ومعرفة لربها، وكانت قدوة ومعلما بارزا في العبادة والتنسك، خاصة بين النساء. ولدت رابعة بالبصرة، وعاشت زمنًا طويلاً، وقد نشأت بين أبوين فقيرين صالحين، وجاءت بعد ثلاث بنات فسمّاها "رابعة". وكانت رائعة الجمال فاتنة، ورغم ذلك لم تتزوج؛ ليس إعراضا -كما تقول كتب التاريخ- ولكن لانشغالها بالعبادة والقرب من الله، ومخافة أن تقصّر في حق زوجها لانشغالها بعبادتها.
 **اليتم والتشرد والرق ..
مآسٍ عاشتها رابعة تجرعت رابعة العدوية مرارة اليتم إذ مات والدها -الذي كان يلقّب بالعابد- وهي صغيرة، ثم لحقته أمها بعد فترة قصيرة، لتعيش حياة صعبة في ظل فقر كبير، حيث لم يترك أبوها لها ولإخواتها ما يعيشن منه إلا قاربا ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد أنهار البصرة، والذي كانت تعمل عليه رابعة طيلة النهار حتى المساء. وحدثت بعد ذلك مجاعة وجفاف شديدان في البصرة، مما أدى إلى أن ساءت أحوال رابعة وأخواتها أكثر، فقرّرن الخروج من البصرة، إلا أن المجاعة تسبّبت في انتشار اللصوص الذين قام أحدهم باختطاف رابعة، لتتفرّق عن أخواتها للأبد، ويبيعها لتاجر بستة دراهم. وعانت رابعة من سوء معاملة التاجر الذي اشتراها، والذي كان قاسيا للغاية، حتى رآها يوما تتضرع إلى الله عز وجل أن يخلصها منه، فرقّ لها وأعتقها.
 **رحلة التصوف والعشق الإلهي
 وعرفت رابعة طيلة حياتها بالتزامها الديني، حيث حفظت القرآن صغيرة، كما كان أبوها يلقب بالعابد، وبدأت لديها رحلة العبادة والزهد منذ صغرها، وزادتها الأحداث التي مرت بها تعلقا وتنسكا وتصوفا. وتعرف رابعة في التاريخ بأنها صاحبة مذهب صوفي، سمّي بمذهب الحب الإلهي،أو العشق الألهى ويعنـــي الحب الخــــالص، الحب الذي لا تقيّده رغبة سوى حب الله وحده. وكانت من أقوال رابعة المشهورة: يجب على الجميع أن يحبوا مَن أحبّنا أولا، وهو الله عز وجل، وقالت أيضـــــا: يا سروري ومنيتي وعمـادي وأنـيـسـي وعـدتـي ومــرادي أنت روح الفؤاد أنت رجائـي أنت لي مؤنس وشوقك زادي أنت لولاك يا حياتي وأنســي مـا تـشـتت في فـسـيـح البـلاد
 **رابعــــة.. المسجد والمجـــزرة
 تم إشهار جمعية مسجد رابعة العدوية عام 1993، حيث تعد الجمعية أحد أهم الجمعيات العاملة في مجال العمل الخيري والتنموي بالقاهرة، إذ يدير الجمعية مجلس إدارة مكوّنا من 11 عضوا، كما يبلغ أعضاء الجمعية العمومية 300 عضو، كلهم من المتطوعين. ويقع المسجد في حي مدينة نصر، وترجع شهرة المسجد الكبرى لخروج جنازات عديد من المشاهير منه، وذلك لقربه من مقابر شرق القاهرة. ووقع اختيار مؤيدي الدكتور محمد مرسي على ميدان رابعة العدوية، ليعتصموا فيه منذ ما قبل الانقلاب حتى يوم فض الاعتصام الذي امتد نحو 48 يوما. وشهد المسجد والمنطقة المحيطة مجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة، وهما الموقعان اللذان يقعان على مشارف ميدان رابعة العدوية. واقتحمت قوات الأمن المسجد يوم مذبحة الفض، حيث كانت المهمة الأخيرة التي أعقبها حرق المسجد والميدان كاملين دون سبب واضح لهذا الحريق. وتم إغلاق المسجد منذ وقوع المجزرة، ولم يتم فتحه حتى الآن، بينما أعلنت وزارة الأوقاف مرارا وتكرارا أنها ستفتح المسجد الذي انتهى تجديده دون أن يتم افتتاحه.







؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: