الأربعاء، 12 أغسطس 2015

حرب غربية شيعية على أهل السنة.



حرب إبادة بشعة لمسلمى السنة 
و جرائم ضد الإنســانية 
لم يرتكبهــا سوى التتــار عند دخولهم بغداد



لا أحد من حكامنا الأشاوس يريد أن يعترف بأن الفوضى التى تعم العالمين العربى والإسلامي، قد أشعلها الغرب بديلاً عن حروبه المباشرة ضدنا، وأنه استخدم الورقة المذهبية لضمان استمرار هذه الفوضى حتى لا تبقى دولة إسلامية متماسكة باستطاعتها صد عدوان الصهاينة فى الشرق، أو النصارى وباقى ملل الكفر ضد الدول الإسلامية الأخرى على امتداد باقى قارات الدنيا. إن ما يجرى فى سوريا والعراق واليمن ولبنان، حرب ضروس ضد أهل السنة، فى ظل صمت من حكام العرب المستبدين، الذين أمروا بغض الطرف عن هذه الكوارث التى حلت بأمتنا، ولخوفهم على كراسيهم ومصالحهم دون مصالح شعوبهم استجابوا لتلك الأوامر الأمريكية، فلم يعترض أحدهم -مجرد اعتراض- على ما يجرى على أرضه، وفسر لى - بربك - الصمت السعودى على استيلاء الحوثيين على اليمن وفرض سيطرتهم على البلد الاستراتيجى العريق؟
ولا تحدثنى عن التحالف الذى تلقى طائراته مئات الأطنان من المتفجرات كل يوم على الأرض اليمنية، فإن الخاسر الوحيد هو المواطن اليمنى المسكين الذى لا يعرف شيئًا عن السياسة .. لقد سمحوا من قبل لشيعة اليمن بالاستيلاء عليه، من جميع أركانه، وبأسلحة الجيش الوطني، ولو وضعت الحرب أوزارها فسيكون اليمن بلدًا آخر يحتاج عشرات السنين للإعمار، فضلا عن تقسيمه، إن لم يكن يمنين جنوبى وشمالي، فسيكون واحدًا للسنة وآخر للشيعة، ما يعنى دوام الحرب بين الطرفين حتى يفنى أحدهما الآخر.
 وهذا المثال -أى اليمن- نموذج لما يخطط له الغرب، العدو اللدود للمسلمين، فإنه يطلق الحبل على غاربه للشيعة، ويمدهم بالمال والسلاح، والدعم الأممي؛ كى يقتلوا أهل السنة، فيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد: أوجد الفوضى والخراب فى سائر القطر المستهدف، فضلا عن ضمان استمرار أوار الحرب فى هذا القطر أو ذاك، وهى حرب مذهبية محال أن تطفأ نارها.
 وما يحدث فى العراق أشد وأنكى مما يحدث فى البلاد الثلاثة الأخرى التى استولى عليها الشيعة بمساندة الأمريكان، فهناك حرب إبادة بشعة لمسلمى السنة، وهناك جرائم ضد الإنسانية لم يرتكبها سوى التتار عند دخولهم بغداد، وهناك -فى المقابل- تعتيم إعلامى كبير كى لا تنقل مشاهد تلك المجازر والانتهاكات الفظيعة فى محافظات العراق السنية، وهناك تواطؤ غربي، وعربى أيضًا، للتغطية على هذه الجرائم التى يرتكبها الجيش العراقى وميليشيات الحشد الشيعية التى يحركها قادة هذا المذهب الرافضى الذين أفتوا لهؤلاء التابعين بحرق شباب السنة أحياء، واغتصاب حرائرهم فى خدورهن.
 ولا يخفى على المسلم السنى العادي، أن الجو صار مهيئًا لفرض المذهب الشيعي، برعاية أمريكية كما ذكرنا، على المنطقة، رضًا أو غصبًا، ولم تسلم المحروسة التى يحكمها العسكر العلمانيون الانقلابيون من ذلك، وانظر - إن شئت - إلى عدد فضائيات الشيعة على (النايل سات)، والتى تعد بالعشرات وتسب الصحابة ليل نهار، وتشكك فى كتاب الله وسنة النبى صلى الله عليه وسلم،
فما سمعنا أن قناة واحدة أوقفت عن البث مثلما أوقفوا أربع عشرة قناة يوم انقلابهم دون سند من دستور أو قانون. ولقد سئل العسكر -صراحة- عن موقفهم فيما يجرى فى سوريا والعراق واليمن، فكان الجواب: جيشنا لا يعرف المذهبية، ولا يتدخل فى مثل تلك النزاعات الطائفية، وهى حجة -كما تري- واهية، تهدف إلى التنصل من المسئولية الإنسانية، وتتحاشى الوقوف فى وجه أمريكا التى إذا أمرت فيجب أن تطاع.. ولقد بشرنا داعية شيعى كبير أن صار للشيعة حسينيات كثيرة فى مصر، بدأت فى القاهرة وزحفت إلى محافظات أخرى أبرزها الشرقية.
 ثم يأتى الاتفاق النووى (الأمريكى -الإيراني) ليعزز موقف الشيعة أكثر فأكثر؛ وليعلنها حربًا صريحة كما لم تكن كذلك من قبل، فإيران صارت بديلا عن (إسرائيل) فى مهاجمة دول المنطقة واستفزاز شعوبها، وقد صارت أمريكا لها عونًا وظهيرًا، وأعطتها الضوء الأخضر لانتهاك حرمة وسيادة تلك الدول، ولتفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب، ما جعلنا نسمع فى يوم واحد تصريحين خطيرين؛ أحدهما لبشار، يقول: إن سوريا ليست لمن يسكنها لكن لمن يدافع عنها، إشارة إلى أنها صارت أرضًا إيرانية تتصرف طهران فيها كيفما تشاء، أما التصريح الآخر فهو لحسن نصر الله الذى قال: يتهمنا البعض بأننا نتلقى دعمًا ماديا وعسكريا من إيران، وأنا أقول: نعم نفعل ذلك، بل نفخر بأننا نفعل ذلك. إننى من هذا المنبر ألفت نظر شعوبنا الأبية، إلى أن قابل الأيام سوف يشهد صراعًا حقيقيا على الوجود، وأن حكامنا -وكلاء الغرب فى المنطقة- هم من صنعوا هذا الصراع؛ بتمكين الغرب من رقابنا .. لكننى ألفت النظر أيضًا إلى أن نتائج هذا الصراع متوقفة على قدرة هذه الشعوب على درء هذه الفتنة، وعزمها على استعادة بناء نفسها بنفسها على ما كان عليه الأجداد والسلف الصالح، الذين لم يقبلوا الضيم، ولم يسمحوا لعدو أو منافق أن يغتصب أرضهم، أو أن يمس كرامتهم.




ليست هناك تعليقات: