الخميس، 11 يونيو 2015

ما كشفته وثائق سنودن عن تجسس أمريكا على المصريين .. «Citizenfour» .. فيديو


الحرب الإلكترونية وزراعة الفيروسات 
 تمتلك أمريكا القدرة على مراقبة وتسجيل إتصالات 
عـــدد كبير من سكان العــــــالم.


فبراير الماضي، حصلت المخرجة والصحفية الأمريكية لورا بويتراس، على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عن فيلم «Citizenfour»، الذي تدور أحداثه حول إدوارد سنودن المحلل السابق في وكالة الأمن القومي، وعملية كشفه لوثائق توضح تجسس الوكالة الأمريكية على العالم.



كشف الفيلم للمرة الأولى، كواليس التسريبات التي صدمت العالم، والتي شملت مئات الوثائق التي تفصل عمليات تجسس غير قانونية تنفذها وكالة الأمن القومي الأمريكية «NSA» على مئات الآلاف، وربما ملايين، من المواطنين داخل وخارج الولايات المتحدة.
بدأ التسريب بقرار من المحلل إدوارد سنودن في مايو 2013، الذي لم يكن قد بلغ الثلاثين بعد وقتها، بأن يهرب من عمله في ولاية هاواي الأمريكية إلى هونج كونج؛ ليقابل هناك الصحفي جلين جرينوالد الذي كان يعمل حينها لصالح صحيفة «الجارديان» البريطانية ويعطيه نسخا من وثائق شديدة السرية.
الدافع وراء قرار سنودن، كشف عنه في أحد حواراته مع «الجارديان»، عندما قال: "لا أريد أن أعيش في عالم يتم تسجيل كل شيء أقوله وكل شيء أفعله، وكل شخص أتحدث معه، وكل تعبير عن الإبداع والحب أو الصداقة". وثائق سنودن كشفت أن "الأخ الأكبر يراقبك"، وأن مصابي البارانويا ومتوهمي التعرض للمراقبة الحكومية قد يكونوا على حق.
كان من أبرز ما كشفته الوثائق، هو أن وكالة الـ«NSA» تستطيع دون أي إذن قانوني أو أي رقابة، أن تتجسس على آلاف المواطنين في العالم، من خلال التنصت على مكالماتهم الهاتفية الأرضية أو من خلال الجوال، وقراءة الرسائل الخاصة على الإيميل والسكايب وفيسبوك، ومراقبة عمليات بطاقة الائتمان والبيع والشراء والكروت الذكية الخاصة بالمواصلات، مما يمكنها من تتبع أي فرد في العالم، ومعرفة ماذا يشترون، أين يذهبون، ومن يراقبون. كل ذلك يتم في سرية تامة عبر شبكات تنصت تسجل ملايين «الجيجا بايت» من المعلومات، وتصنفها وتفلترها في قاعدة بيانات شديدة الضخامة، تحت تصرف أفراد وكالة الأمن القومي الأمريكية.
- لا قيود قانونية على مراقبة أمريكا للأجانب .. 
ولكن سنودن ينتصر
وبحسب موقع «بروبابليكا» الأمريكي، فإنه لا يبدو أن هناك أي قيود قانونية على ما يمكن للوكالة أن تفعله باتصالات الأشخاص الأجانب غير الأمريكيين.
ومع مرور جزء كبير من بيانات الإنترنت في العالم عبر الولايات المتحدة أو حلفائها، تمتلك أمريكا القدرة على مراقبة وتسجيل إتصالات عدد كبير من سكان العالم.
وأوضح الموقع، أن العديد من الدول تمتلك نوع من المراقبة الجماعية للإنترنت الآن، وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يكون هناك صعوبة في كشف المراقبة السلبية، إلا أن هناك دول تستخدم المعلومات التي يتم اعتراضها؛ لترهيب والسيطرة على مواطنيهم، من بين هذه الدول مصر وسوريا وإيران والبحرين والصين.
من جابنه، قال «سنودن»، في مقال نُشر مؤخرًا بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن "عددًا من المحاكم أعلنت عدم قانونية برنامج تتبع المكالمات الخاص بالوكالة كما تبرأ الكونجرس منه". ويرى أن "إنهاء المراقبة الجماعية للمكالمات الهاتفية الخاصة بموجب قانون باتريوت، يعد انتصارًا تاريخيًا لحقوق كل مواطن".
وأوضح «سنودن»، أن "منظمة الأمم المتحدة أعلنت أن المراقبة الجماعية تعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان".
فماذا كشفت هذه الوثائق عن مصر؟
1 - «بريزم» يتجسس على آبل وجوجل للتلصص على مليارات البشر تقول الوثائق إن منظمة الأمن القومي الأمريكي تدير برنامجا للتجسس يسمى بريزم (Prism)، بدأ العمل به عام 2007، ويستهدف التجسس على خوادم الشركات الكبرى مثل أبل وجوجل.
 وذكرت أن هذا البرنامج يمنح عملاء الوكالة الوصول المباشر إلى خوادم هذه الشركات، التي تحوي المعلومات الشخصية لمليارات الأشخاص حول العالم، بحسب ما نشرت النسخة البريطانية من موقع «إنترناشونال بيزنس تايمز».
 واقترحت تقارير لاحقة، أن «بريزم» هو أداة لتحليل هذا الكم الكبير من البيانات أو أداة تعمل عن طريق اعتراض البيانات القادمة من والذاهبة إلى الخوادم، وهي نظرية طُرحت بعد نفي قوي من جانب شركات التكنولوجيا المعنية. بحسب «تايمز»، فإنه بإمكان «بريزم» جميع أي شيء تنشره على الإنترنت إلى حد كبير، فإذا كنت تستخدم «جيميل» أو «فيسبوك» أو سكايب أو ياهو، من المرجح أن يراقب «بريزم» نشاطك على الإنترنت.


وقال «سنودن»، في حواره مع «الجارديان»، إنه طالما يمتلك بريدًا إلكترونيًا شخصيًا لأي شخص، يمكنه التنصت على هاتفه والبدء في رصد نشاطه على الإنترنت دون الحاجة إلى أمر قضائي.
 وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن «بريزم» أداة مستخدمة لجمع المعلومات، بينما تُستخدم أداة أخرى تُسمى «Boundless Informant»، في تنظيم وفهرسة "البيانات الوصفية"، مثل وقت الرسالة ومن أجراها، ومن استقبلها، ومدتها، وليس محتوى الرسالة نفسه. وفي نسخة من الوثائق المصنفة بختم «سري للغاية».. استعرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية وثيقة تكشف موافقة محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية عام 2010 على مراقبة 193 دولة ومنظمة من بينها «مصر وجماعة الإخوان المسلمين». الصحيفة الأمريكية نشرت صفحتين لوثائق تسرد أسماء 193 حكومة وفصيلًا أجنبيًا، ومنظمات سياسية، وهيئات أخرى كانت جزءًا من التصديق الذي أصدرته المحكمة، والذي يمنح وكالة الأمن القومي الأمريكية إمكانية مراقبة هذه الجهات بهدف جمع الاستخبارات الأجنبية.
 الوثيقة من ضمن مجموعة من الوثائق المسربة من قبل سنودن، تضم عددًا كبيرًا من الدول من بينها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والعراق والكويت ولبنان وليبيا وسوريا وتونس وتركيا.
 2 - برنامج «Boundless Informant» يجمع 7 مليارات تقرير عن مصر حصلت صحيفة «الجارديان» على وثائق سرية للغاية عن أداة جمع للبيانات تُسمى «Boundless Informant»، وتحوي الوثائق خريطة تكشف عن حجم المعلومات الذي تم التلصص عليه من حواسب وهواتف من كل دولة. تمنح الخريطة كل دولة لون بناء على مدى خضوعها لمراقبة الوكالة، ويتراوح نظام الألوان من الأخضر (أقل الدول الخاضعة للمراقبة)، مرورًا بالأصفر والبرتقالي، وانتهاء بالأحمر (أكثر الدول الخاضعة للمراقبة).
جاءت مصر في المرتبة الرابعة باللون البرتقالي، حيث تذكر الخريطة أن وكالة الأمن القومي جمعت 7.6 مليارات تقرير خلال مارس 2013 فقط، من بين 97 مليار معلومة استخباراتية تم جمعها من شبكات الكمبيوتر حول العالم. أما إيران فجاءت في المركز الأول بأكثر من 14 مليار تقرير، تتبعها باكستان ثم الأردن.
 3 - «TAO» تزرع فيروسات في 50 ألف شبكة كومبيوتر في مصر والعالم وفي نوفمبر 2013 أصدرت صحيفة «NRC Handelsblad» الهولندية، وثيقة سرية خاصة بوكالة الأمن القومي الأمريكية، توضح عدة مستويات استخدمتها الوكالة قي عملياتها الاستخباراتية. واشتملت الوثائق مرة أخرى على خريطة لونية، توضح كمية المعلومات التي تم الحصول عليها من كل دولة، ونوعية التجسس الذي تم استخدامه. جاءت مصر باللون الأصفر في الخريطة، وهو اللون الذي يشير إلى أن الأسلوب المستخدم في التجسس هو أسلوب «CNE»، أو "استغلال شبكة الحاسوب".
وتقوم عليه وحدة داخل وكالة الأمن القومي الأمريكية تسمى «TAO» أو وحدة عمليات الاستهداف المتخصصة. تعمل هذه الوحدة بأساليب الحرب الإلكترونية وزراعة الفيروسات.
 طبقا للخريطة، فقد كانت مصر من ضمن الدول التي تم استهدافها بهذا الأسلوب، الذي نجحت من خلاله وكالة الأمن القومي في اختراق 50 ألف شبكة كمبيوتر وسرقة معلومات حساسة منها. وكان من ضمن الدول التي تم استهدافها أيضا، السعودية والهند والمكسيك والبرازيل والصين.
 4 - وكالة الأمن القومي تتجسس على الكود المصري «02» صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، حصلت على وثائق من «سنودن» توضح أنه في 2008 حدثت عملية اعتراض لعدد كبير من المكالمات في ولاية واشنطن الأمريكية. المفاجأة، أن السبب في هذا التجسس كان خطأ برمجي، فقد كان الهدف من العملية التجسس على الهواتف التي تبدأ بكود الهاتف «02»، وهو كود الهاتف الدولي المصري، لكن خطأ أدى لكتابة كود «202» أدى للتجسس على ولاية واشنطن بدلا منه.
 5- «XKeyscore» يستخدم 150 موقعًا لمراقبة مصر والعالم منذ 2008 تحدثت صحيفة «الجارديان» أيضًا عن برنامج «XKeyscore»، الذي يسمح للمحللين بالبحث من دون إذن مسبق، عبر قواعد بيانات واسعة تضم البريد الإلكتروني والمحادثات على الإنترنت وتواريخ البحث لملايين من الأفراد، وذلك وفقًا لمستندات قدمها «سنودن».
هناك معلومة تفيد أن البرنامج يغطي تقريبًا كل شيء يفعله المستخدم على الإنترنت، من بين ذلك محتويات البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية التي زارها والبحث. ووفقًا للوثائق التي حصل عليها موقع «venturebeat» المتخصص في الأخبار التكنولوجية، فإن وكالة الأمن القومي تمتلك قدرة على التنصت على محادثات أي شخص، ومراقبة محادثات فيس بوك، وأكثر من ذلك. العديد من الوثائق تعود إلى معلومات مصنفة «سرية للغاية» من 2008، ومتاحة فقط لشخصيات بارزة تمتلك تصاريح أمنية عالية المستوى في 5 دول هي: أمريكا وأستراليا وكندا وبريطانيا ونيوزلاندا
، التي تعاونت في شؤون الاستخبارات الدولية. على الرغم من قدم الوثيقة، إلا أنه يمكن رؤية قدرات قوية ومثيرة للإهتمام في برنامج «XKeyscore»، فعلى سبيل المثال، استخدم النظام 150 موقعًا حول العالم في دول مثل مصر وأستراليا والهند وباكستان وروسيا وفرنسا، وجمع هذا البرنامج عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف، وسجلات الدردشة على الإنترنت، والمواقع التي تمت زيارتها.






ليست هناك تعليقات: