الجمعة، 26 يونيو 2015

المصريّونَ متقاعسونَ!! لا أعرفُ ماذا ينتظرونَ... فيديو



المصريّونَ متقاعسونَ!!
 المصريّين ليسوا عبيدًا
 بل هم شعب عظيم يستحقّ الحرّيّة والدّيمقراطيّة
 الإسلام قضيّة عادلة
 لكنّ المحامين المدافعين عنه فشلة


المصريّونَ متقاعسونَ!!
 . لا أعرفُ ماذا ينتظرونَ . 
ولماذا لا ينتفضونَ لسحقِ المجرمينَ؟
 ولماذا يحسبونَ أنّ الانقلابيّينَ أقوى منهم؟ ولماذا لا يوحّدون صفوفهم، ويعودون إلى الشّوارع والميادين، لدحرِ العسكر وإبادة المجرمين؟
التّقاعسُ شاملٌ، في الدّاخلِ والخارج جميعًا. صحيحٌ أنّ الانقلابَ سيزول قريبًا، بإذن اللّه. لكنّ السّكوتَ على هذه المظالم، والانتهاكات، والأعمال القمعيّة الإجراميّة الّتي يمارسها الانقلابيّون، هو شيء مخزٍ حقًّا.
الانقلابيّون ضعفاء، يا ناس!! المجرمون جبناء، يا شباب!! العسكر مرعوبون، يا عالم!! هم قلّة قليلة من الخصيان المجرمين، ونحن أكثريّة كبيرة من المتقاعسين الطّيّبين!!
المثيرُ للاستياء فعلًا هو ضعفُ الحقوقيّينَ المصريّينَ وتقاعسُهم. لا أعرف لماذا. لكنّي أتذكّر قولَ المرحوم الشّيخ محمّد الغزّالي عندما كان يتحسّر على أحوال المسلمينَ في العصر الحديث، ويقول: «الإسلام قضيّة عادلة، لكنّ المحامين المدافعين عنه فشلة»!!
نعم، علينا أن نعترفَ أنّ المحامين، والقانونيّين، والحقوقيّين المصريّين جميعًا فشلة فيما يخصّ دحر الانقلاب الأسود عن طريق المحاكم الدّوليّة!!
وقبلَ ذكرِ المقصودِ، لابدّ من الإشارةِ إلى سذاجةِ بعض الشّبابِ المصريّين الّذين يطالبون بعدم التّواصل مع الغربيّين، والاعتماد على الحراك الشّعبيّ فقط!!
هذا جهل أصلع بأحوال عالمنا، وعدم إلمام بموازين القوى، وانعدام الوعي بقواعد السّياسة العالميّة. وحسرتاه على المصريّين!!
التّواصلُ مع العالم الخارجيّ لا يقلّ أهمّيّة، يا عالم، عن انتفاضة الشّعب في الدّاخل، ومقاومة الانقلاب في الشّارع.
فبالعمل الخارجيّ نستطيع سحق الانقلابيّين، أو التّسريع بإبادتهم. ويكفي أن نتأمّل ما حدث في ألمانيا وجنوب أفريقيا مؤخرًا، وهو ما تأخر سنتينِ، إن لم يكن ستّينَ سنة!!
نستطيع بالعمل الخارجيّ استصدارَ أحكام بالقبض على الانقلابيّين، وأوامر بتوقيف المجرمين، بحيثُ لا يستطيعون مغادرة مصر قطّ، اللّهمّ إلّا لإداء العمرة في دبي!! 
وعندئذٍ ينتفض المصريّون، ويقبضون عليهم، وينفذّون فيهم الأحكام المستحقّة، إن شاء اللّه.
لكن لماذا لم يفعل القانونيّون المصريّون ذلك منذ اللّحظة الأولى للانقلاب؟
في اعتقادي، واللّه أعلم، أنّ السّببَ الأساسيّ لذلك هو الجهل والمكابرة.
 فقد لمستُ بنفسي هذا السّلوك المقزّز منذُ انقلاب السّفّاح على الشّرعيّة قبل سنتينِ.

سرقة حلم تسعين مليون مصريّ من قبل عصابة مجرمة من المغامرمين الخونة، دفعني إلى البحث عن محامين أوروبيّينمتخصّصين في القانون الدّوليّ، يستطيعون مساعدتنا في استصدار أحكام قضائيّة من «الجنائيّة الدّوليّة» بالقبض على الانقلابيّين وكلّ من أساء إلى المصريّين. لا تسامحَ مع المجرمين البتّة. 
بعد بحث طويل عثرتُ على ثلاثةٍ من كبارِ المحامين الأوروبيّين الّذين أبدوا استعدادهم لمساعدتنا في مقاضاة الانقلابيّين أمام محاكم دوليّة.
لكنّهم طلبوا «أدلة»، و«مكافأة». اتّصلتُ بمن حسبتهم «شرفاء»، «محترمين» من المحسوبين على الإسلاميّين!!
فلم أرَ منهم إلّا المكابرة، والعربدة، والمراوغة، والغباء، والجهل. أرادَ بعضهم الظّهور بمظهر «البطل»، أو بالأصحّ بمظهر «عنترة»، فقال لي: «نحن نعملُ في إنجلترّا على هذه القضيّة، ولا نريد تشتيت جهودنا»!!
ولمست عن كثب الأسلوب «الأبويّ»، «الهرميّ» السّائد عند «الإخوان»، والّذي كان أحد أسباب ضياع حلمنا بالحرّيّة والدّيمقراطيّة.
وهكذا وأدوا مشروع القبض على الانقلابيّين، قبل أن يرى النّور، بالجهل، والغباء، وضيق الأفق، والعيش في بيئة بعيدة جدًّا عن حضارة العصر وروحه. فاضطررتُ آسفًا أن أصرف النّظرَ عن هذا العمل.
بالمناسبة المدعو يوسف ندا كان أحد الّذين انتظرتُ مساندتهم وتشجيعهم لإنجاح هذا المشروع. لكنّ سلوكه أثبت لي من جديد أنّه «جعجاع» بامتيازٍ، لم يقدّم للثّورة المصريّّة المجيدة إلّا «الجعجعة» الفارغة الّتي لا تسمن ولا تغني من جوع!!
بعدَ ذلكَ بشّرنا المستشارُ شرابي بقرب تقديم الانقلابيّين لمحكمة الجنايات الدّوليّة.
فشعرتُ بالسّعادة والأمل في قرب زوال الانقلاب. فليس المهمّ أن أقوم أنا بهذا العمل، بل المهمّ هو أن نتخلّص من هذه العصابة المجرمة في أقرب وقت ممكن.
لكن سرعان ما سمعنا رفض «الجنائيّة الدّوليّة» بحث قضيّة محاكمة الانقلابيّينَ. فكانت هذه ضربة مؤلمة لجميع أحرار مصر.
وقرأتُ بعدها عن نيّة الثّوّار التّوجهَ إلى أفريقيا، ومخاطبة المحاكم هناك مُساندةَ الشّرعيّة في مصر. لكن الانصراف شبه الكامل عن العمل على السّاحة الدّوليّة أصابني بإحباط شديدٍ.
المساعدة الحقيقيّة لابدّ أن تأتي من القوى الكبرى في العالم الآن، وهي:
الولايات المتّحدة، وألمانيا، وإنجلترا، وفرنسا، والصّين، وروسيا، واليابان.
قد يقول قائل، وما أكثر القائلين، هذه الدّول تؤيّد الانقلاب، ولا طائل من التّواصل معها.
 وهذا جهل شديد لن يؤدّي بنا، إلّا إلى مزيد من الفشل، والإحباط، والتّقاعس!!
خذوا الولايات المتّحدة الأمريكيّة مثالًا.
فهي الّتي رعتِ الانقلابَ، وموّلته، أو ساهمت في تمويله، ومازال وزير الخارجيّة الأمريكيّ كيري يتبجّح بتأييد الانقلابيّين.
هذا صحيح، وهذا حقيقيّ. لكنْ أعلينا القبول بهذه المهازل، والاستسلام لهذه العربدة؟
بالطّبع لا، وألف لا. علينا، وبالتّحديد على القانونيّين المصريّين، إدراك أنّ تأييد أمريكا الانقلابَ، لم يحدث إلّا بسبب تقاعس المصريّين وضعفهم الظّاهر.
لكنّنا نستطيع، بقوّة القانون، إجبار الإدارة الأمريكيّة على وقف دعمها للانقلابيّين، ومساعدتنا في تقديمهم للمحاكمة. كيف؟
القانون الأمريكيّ يحظرُ التّعامل مع أيّ نظام انقلابيّ. وتوضيح هذه الحقيقة للنّاس، وإثارة الرّأي العامّ في أمريكا ضدّ الإدارة الأمريكيّة، ولصالح الشّرعيّة في مصر، يقتضي العمل، والاجتهاد، والسّفر، والبحث، وتكليف كبار المحامين في أمريكا بمقاضاة إدارة أوباما، ومخاطبة البرلمانيّين في الكونجرس ومجلس الشّيوخ، والتّواصل مع وسائل الإعلام الأمريكيّة وشرح عدالة قضيّتنا. لكنْ كيف نفعل ذلك وهناك من المصريّين الّذين فرّوا من جحيم الانقلاب إلى تركيا لا يفعل شيئًا، سوى قضاء يومه في الصّلاة، والأكل، والنّوم؟!!
لقد رأينا ما يمكن أن يفعله فرد واحد من أعمال عظيمة مؤثّرة عندما زار السّفّاح ألمانيا. فالمصريّة فجر العادلي لفتت نظر الرّأي العامّ الألمانيّ إلى جرائم السّفّاح المصريّ، القاتل، المجرم.
وبالأمسِ انقلبتِ الدّنيا في ألمانيا بالذّات بسببِ حادثة توقيف أحمد منصور. هذه ضربات موجعة للانقلاب لا محالة.
لكنّ هذا لا يكفي يا ناس لسحق الانقلابيّين.
المصيبة أنّ غالبيّة المصريّين يتوهّمون أن  دحر العسكر صعبٌ. وهذا وهم كبير، لأنّ العسكر عصابة مجرمة يمكن سحقها بسهولة، إذا تكاتفنا جميعًا في الدّاخل والخارج، وصمّمنا على التّضحيّة بكلّ شيء من أجل سحق هؤلاء المجرمين. عار أن يسمح تسعون مليون مصريّ لعصابة صغيرة أن تذلّهم وتستعبدهم وتقتلهم.
فكما نشط المصريّون والعرب، وهبّوا جميعًا مشكورين، لمساعدة أحمد منصور بعد اعتقاله في ألمانيا، حيثُ  كلّفوا كبار المحامين هناك بالدّفاع عنه أمام الحكومة الألمانيّة، نستطيع أن نفعل الشّيء نفسه لمقاضاة الانقلابيّين في جميع الدّول الكبرى الغربيّة منها والشّرقيّة: أمريكا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا في الغرب، والصّين واليابان وروسيا في الشّرق.
قد يقولُ «مُسفسط» أو «متفزلك»: لكن تكاليف هؤلاء المحامين باهظة جدًّا. والرّدّ هو: لا شيء يغلو على حرّيّتنا وإنقاذ بلادنا. أتستعظمون، يا ناس، حفنة ملايين على دحر إنقلاب ينفق المليارات يوميًّا لشراء شرعيّته، وفرض نفسه على العالم؟
لا مفرّ من مضاعفة الجهود، وتوحيد الصّفوف، وتنظيم العمل، وتصعيد الضّغوط.
لابدّ من التّنقيب عن أفضل من يستطيع تمثيل المصريّين في الخارج أمام حكومات الدّول الكبرى ووسائل إعلامها. وعندما نتمكّن من تكوين حكومة مصريّة قويّة في المنفى، تتحدّث باسم الشّعب المصريّ، وتقاتل من أجل استرداد حقوقه وكرامته، عندئذٍ سيكون بوسعنا تدبير الأموال اللّازمة لمقاضاة الانقلابيّين، وإقناع العالم أجمع بحتميّة زوال الدّيكتاتوريّة العسكريّة، ونشر الدّيمقراطيّة والحريّة بين شعوب المنطقة العربيّة. وبعدُ.
أعودُ إلى الموضوع الأساسيّ، وهو القبض على السّفّاح أثناء زيارته المرتقبة لإنجلترّا. ما المطلوب (عمله) للقبض على المطلوب سحقه (المجرم)؟
يُخْطئ من يعتقدُ أنّ القبضَ على المجرم الانقلابيّ أثناء زيارته إنجلترا صعبٌ أو مستحيل.
فالّذي لا يعرفه معظم المصريّين هو أنّ الدّيمقراطيّة في إنجلترّا عريقة جدًّا. ديمقراطيّة إنجلترا بدأت في القرن السّابع عشر، بالثّورة المجيدة سنة ١٦٨٨م، في حين أنّ ديمقراطيّة ألمانيا الفعليّة لم تبدأ إلّا بعد الحرب العالميّة الثّانية، وتأسيس «جمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة» سنة ١٩٤٩م.
الإلمام بتاريخ الدّيمقراطيّة في إنجلترّا بالذّات مهمّ لنا - نحنُ المصريّينَ - لنحسن الحديث مع الغربيّين عمومًا:
١- لابدّ من مخاطبة البرلمانيّين البريطانيّين جميعًا، وإقناعهم أنّ استقبال «السّفّاح» يعني: تأييد جرائمه، والمشاركة فيها. وهذا مخالف للقوانين والأعراف الإنجليزيّة جميعًا. فليس يعقل لأعرق ديمقراطيّة في العالم مناصرة أقبح ديكتاتوريّة في العالم.
٢- لابدّ من تكليف كبار المحامين الإنجليز بمقاضاة حكومة كاميرون الّتي تعيث في الأرض فسادًا. لابدّ من محاسبة كاميرون على تعاونه مع مجرمي الإمارات. فليس هناك ما يُبرّر استقبال سفّاح انقلابيّ وتأييده. 
الانقلابيّ قلب نظام الحكم، وقتّل المعارضين. وعقوبة من يقلب نظام الحكم معروفة وهي الإعدام. وليس يجوز تضليل النّاس بإدانة الانقلاب في الظّاهر، ثمّ تأييده ومساندته في الباطن. كفاية استهبالًا، وكفاية استخفافًا بعقول النّاس!!
٣- الجاليات المصريّة والعربيّة والإسلاميّة في الغرب ينبغي أن تنظّم نفسها وتخرج إلى شوارع لندن، وتعلن للعالم أجمع أنّ المصريّين ليسوا عبيدًا، بل هم شعب عظيم يستحقّ الحرّيّة والدّيمقراطيّة. على المصريّين في الخارج محاصرة مقرّ الحكومة الإنجليزيّة، وفرض كمّاشة على أيّ مكان أو فندق ينزل فيه المجرم السّفّاح. والسّعي إلى القبض عليه ومحاكمته.
٤- أدعو الحقوقيّين المصريّين والعرب إلى تشكيل فريق ذي كفاءة عالية، ومزوّد بوثائق وصور للمذابح البشعة الّتي ارتكبها الانقلابيّون، وكذلك صور المعتقلين الّذين اعتقلهم السّفّاح خوفًا ورعبًا من انتفاضة المصريّين. لابدّ من تنوير الإنجليز بجرائم السّفّاح، وعصابته، ودعوتهم إلى القبض عليهم وتقديمهم للجنائيّة الدّوليّة.

خطاب السيسي الجديد .. ترغيب أم تهديد ؟



باحث إسرائيلي يتحدث عن قدرات الجيش المصري





ليست هناك تعليقات: