وسيتبرأون منه غدا إذا لم يستجب لكل ورطة جديدة
يريدون له وللمنطقة أن تنزلق فيها.
سر اللعبة الأمريكية لمفاوضة نووي إيران بعاصفة الحزم
ومحاكمة سلمان السعودية كمجرم حرب
عاصفة الحزم التي انطلقت من السعودية لم تكن أول العواصف الأمريكية، فهي صاحبة عاصفة الصحراء، والمسمي يدل كما قلنا من قبل علي صاحبه، وكما قادت أمريكا عاصفة الصحراء بالتحالف الدولي تقود من وراء ستار عاصفة الصحراء التي تتصدرها السعودية ودول الخليج بدرجة أقل كثيرا من السعودية، لكن قيادة أمريكا لتلك الحرب تختلف عن سابقتها، فهي في الأولي قدمت جيشها علنا ومن ورائه التحالف، لكنها هنا تقدم التحالف الخليجي وهي من ورائه، ولا تتدخل إلا في حالات إنقاذ مواقف لتصنع توازنا معينا في القوي بعكس ما يظن جميع من يظنون أنهم حلفاء وأصدقاء لأمريكا وأنها تريدهم أن ينتصروا، وهي الفكرة الخاطئة التي كرست لها الأنظمة العربية طويلا عن صداقة أمريكا والتحالف معها، بينما لم يكونوا أكثر من منفذ خاضع للسيطرة الأمريكية!!
ورغم أن العاصفة قد انطلقت من السعودية، فقد يرتد إليها غبارها واستمرارها لأمد طويل.
وكما أنه ليس في مصلحة اليمن بالطبع سقوط القتلي منهم كل يوم فهي بنفس الدرجة ليست في مصلحة السعودية ولا الملك سلمان، فسقوط قتلي من المدنيين وهو أمر تكرر كثيرا وسوف يتكرر أكثر مع استمرار الحرب، وقد أسقط ذلك سلمان نفسه في قبضة الأمريكان الغليظة.
فبعد أن أقنعوه بالحرب وانتصاره العاجل فيها ووقوفهم إلي جواره سيتبرأون منه غدا إذا لم يستجب لكل ورطة جديدة يريدون له وللمنطقة أن تنزلق فيها.
بل إن تزامن التفاوض الأمريكي حول الملف النووي مع إيران في مراحله النهائية لا أستطيع أن أتجاهله ولا أربطه بين اتخاذ القرار الأمريكي لتوقيت حرب العاصفة وإدخال السعودية ودول الخليج عن عمد كطرف غير مباشر وربما أصلا لم ينتبهوا إليه في مفاوضات أمريكا مع إيران ليقول المفاوض الأمريكي لإيران:
نستطيع أن نجمع جميع البلاد العربية ضدك في أي وقت، وما عاصفة الحزم إلا إنذار يسير ونستطيع أن نفعل أكثر وأكثر!!
ولذلك ستجد لأول مرة أن المفاوضات بين إيران وأمريكا قد خلت من التصريحات النارية لإيران ككل مرة في مقابل لهجة أمريكية حاسمة تصاعدت لأول مرة؛ وتحدثت عن عدم استبعادها للخيار العسكري.
*إذن فقد دخلت المنطقة مستنقع حرب؛ وليس إلي مجرد عاصفة وتنتهي
ولا أستبعد أن تظهر أمريكا لسلمان نصف وجهها الحقيقي إذا ما وقف كعثرة في طريق ما خططت له من أهداف متعددة وخطيرة في أي وقت من الأوقات وسوف تكون ورقة سقوط مئات القتلي من المدنيين (وأمريكا بالمناسبة ليس لديها أي مشكلة في أن تضرب بطيرانها أي منطقة مدنية مأهولة بالسكان أو استخدام عميلها صالح في ذلك ثم إلصاقها لعاصفة الخليج بحيث تكون تلك الضربات تستهدف أكثر عدد ممكن من المدنيين من الأطفال والنساء بالذات لتزيد من أعداد المدنيين أكثر وأكثر) ومن ثم ترعي أمريكا جميع الملفات الموثقة التي تنطلق من خلالها منظمات حقوق الإنسان بأمريكا وتسخين الإعلام الغربي ضد السعودية لتتحرك الأمم المتحدة والجنايات الدولية برعاية ونفوذ أمريكي لحصار سلمان ملك السعودية واتهامه بالتسبب في سقوط مئات القتلي، بل وربما الآلاف من المدنيين مما يستدعي محاكمته كمجرم حرب، وساعتها سوف تجد الآلة الإعلامية العربية ذاتها في تناغم وتوافق مع الآله الإعلامية الغربية بقيادة أمريكا وخاصة في مصر!!
نصر العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق