الاثنين، 2 فبراير 2015

خطة عسكرية ضد غزة بتمويل إماراتى هل يضرب جيش السيسى غزة؟



“مثلث الشــر الإقـليمي” 
 مخطط لإفشال تجربة حماس في الحكم، 
كما تم إفشال تجربة الإخوان المسلمين في مصر


 في خطابه (السبت) للمصريين عقب اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أرسل السيسي رسالة مفادها أن الجيش المصري قد يذهب لضرب قطاع غزة، بعدما كرر اتهامات وجهها الإعلام المصري لجهات خارجية اتهمها مباشرة بتمويل ودعم العمليات ضد الجيش المصري في سيناء، دون أن يحدّدها. وقال السيسي عقب لقائه قادة الجيش: “في دول مش هتسبنا في حالنا الدول ديه“، ووجه السيسي رسالة لمن يفترض أنهم دعموا هجمات سيناء من الخارج قائلًا:
  “اللي ساعدكم واللي اداكم (أعطاكم مالًا وسلاحًا) احنا شايفينه ومش هنسيبه“.
 وقد بدأ إعلام ولواءات مصر بالضرب على وتر تحرُّك مصري خارج الحدود في أعقاب حديث السيسي، وتحدث خبراء استضافهم التلفزيون المصري وفضائيات خاصة، صراحةً، عن احتمالات التدخل في أو ضرب غزة، معتبرين أن خرق جيش مصر لحدود غزة لصد إرهاب محتمل أو منع هجمات على مصر “أمر عادي” لا يجب أن يعتبره البعض تعديًا على غزة.
 الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط -وهو مركز شبه رسمي- كان أكثر صراحة حين قال إن: “القانون الدولي يمنح مصر الحق في تتبع التنظيمات الإرهابية والدول الراعية لهم لحماية أمنها القومي”، معتبرًا أن “دخول مصر لغزة مباح لتعقب تنظيمات إرهابية تدخل من سيناء لغزة“. وقال - في لقاء مع قناة (الحياة) الخاصة مساء السبت-: “سيناء استوطنت فيها التنظيمات الإرهابية، وتلك التنظيمات تعمل بدعم وتنسيق مع حركة حماس، والتنظيمات المتواجدة في سيناء لها فروع في غزة“.
واللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية السابق، قال إن السيسي استهدف في كلمته التي ألقاها عقب اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة حين قال “إحنا عارفينكم وشايفنكم“، حركة “حماس” وقطر وتركيا، وأشار إلى أن “الرئيس لم يصرح علانية بالأسماء لدواعي الأمن القومي، حتى لا يتسبب ذلك في إفساد عمل جهاز المخابرات المصري“.
 وقال “نور الدين” في تصريح خاص لقناة “صدى البلد” الخاصة، إن أسلوب تنفيذ العملية الإرهابية بسيناء “يثبت أن هناك تخطيطًا مخابراتيًا وراءها“، هذه الأطراف الثلاثة هي “مثلث الشر الإقليمي” الذي يعمل على تنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي بالمنطقة.
 أيضًا، المذيعة لميس الحديدي، قالت على قناة «سي بي سي» السبت لإن: “استهداف سيناء غرضه تحويلها لإمارة إسلامية تحصل عليها حماس لتسوية القضية الفلسطينية“، وقالت إن «ما تشهده مصر الآن من أحداث إرهابية لا يمكن وأن يكون مجرد مخطط مصري من قبل جماعة الإخوان، بل هو مخطط دولي واضح للمنطقة العربية بأكملها». 
  أحاديث عن مخططات ضد غزة
 وفي نهاية يوليو الماضي، نشر الفريق المتقاعد “سامي حسن” على فيس بوك ما وصفه بـ “خطة عسكرية خطيرة تحاك ضد غزة بتمويل من الإمارات“؛ تحدث فيها عن مخطط لإفشال تجربة حماس في الحكم، كما تم إفشال تجربة الإخوان المسلمين في مصر، وتعزيز “نجاح الثورة المضادة في غزة”، بهدف دفع الفلسطينين داخل غزة إلى الثورة على حماس والمطالبة بالتغير والإصلاح عبر المسيرات الشعبية أسوة بما حدث في بلادنا مصر.
 وقال إن هدف المخطط هو التضييق على الفلسطينيين في قطاع غزة لدفعهم للثورة على حماس عبر قطع كافة الإمدادات التموينية التي تعبر عبر الأنفاق إلى سكان القطاع وخاصة المحروقات؛ حيث تعتمد غزة على 80% من المحروقات المصرية، والتضييق على القطاع، كما ظهر لاحقًا بغلق معبر رفح وهدم كل الأنفاق، وخلق منطقة عازلة بهدم مدنية رفح المصرية.
 اللواء سامي حسن تحدّث عن لقاء سابق بين السيسي بمستشار هيئة الأمن الوطني الإمارتي الشيخ هزاع بن زايد وبالقيادي الفتحاوي محمد دحلان، وتخصيص مبلغ 750 مليون دولار مبدئيًا لإتمام الخطة المرسومة والتي تكمن في إعادة غزة إلى السيطرة المصرية أو تسليمها إلى السلطة الفلسطينية.
ومن ثمرات اللقاء المشترك كان “إسقاط حكم حماس في غزة، وإعادة غزة إلى حاضنة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو إلى قيادات حليفة كالقيادي الفتحاوي محمد دحلان”. وقد بدأت الخطة بترويج الإعلام المصري اتهامات حول تورط حماس في اقتحام سجون مصرية إبان ثورة 25 يناير، أو مشاركة أعضاء من حماس والجهاد الفلسطيني في عمليات عنف في سيناء عبر أنفاق سيناء، أو نشر معلومات غير صحيحة عن نية حكومة الرئيس محمد مرسي السابقة إنشاء مليون وحدة سكنية للفلسطينيين في سيناء قرب منطقة تجارية مشتركة بين البلدين هناك، أو ضم جزء من سيناء لغزة.
 أيضًا، قالت (وكالة سيناء العربية) على فيس بوك، إن الهدف من الحملة التي قادها الجيش المصري على الأنفاق والمنطقة الحدودية وإقامة منطقة عازلة مع غزة بعمق كبير، قد تصل إلى “توغل بري محدود من الجيش المصري مدعوم بوحدات استخباراتية عربية داخل غزة، وأنه ليس الهدف احتلال غزة بل احتلال رفح الفلسطينية والسيطرة عليها فقط“.
 وقالت إن الهدف من وراء كل ذلك تسليم معبر رفح لدحلان وأنصاره؛ ما يعني سيطرة إسرئيلية ضمنيًا على المعبر، ثم يتفرغ دحلان بعد ذلك لتصفية المقاومة ورجالاتها مدعومًا باستخبارات عربية. وجاء تأكيد المذيع توفيق عكاشة القريب من المؤسسة العسكرية المصرية في وقت سابق إن جيش مصر “سيوجه ضربة إلي قطاع غزة إن لم يتحرك شعب غزة من الفلسطينيين ويعلنوا الثورة على حماس.. وإنه فور تحرك شعب غزة ستندفع القوات المصرية لإعادة الوحدة الفلسطينية تحت قيادة واحدة“، ليثير تساؤلات حول حقيقة هذا المخطط وهل هذه المعلومات مسربة عمدًا أم تهديد فقط؟ 
  حماس تتوقع التصعيد مع السيسي
 وقد أثارت تغريدات أحد أعضاء كتائب القسام بغزة تكهنات حول حقيقة هذه التهديدات وأخذ حماس لها على محمل الجد بدليل (وفق ما قال عضو القسام): قيام طائرة مصرية بتصوير لمخيمات تدريب القسام قبل فترة – معلومات عن تحرك 4000 من قوات دحلان وإجراء تدريبات في كل من مصر والإمارات – الإعلان (ضمن المخطط) عن “قتل فلسطينيين في سيناء” و”القبض على فلسطينيين” للإيحاء أن هناك تورطًا فلسطينيًا في سيناء وتبرير التدخل المصري – هدم منازل رفح المصري لتهيئة الساحة لتحرك بري للقوات. ويقول نشطاء ومسؤولون فلسطينيون إنّ السيسي يستهدف الضغط على حماس من خلال المعبر الوحيد المفتوح لها وهو معبر رفح، وأن الغلق المستمر للمعبر جزء من هذه الخطة، ومعلوم أنه لا يمكن إيصال أي شيء إلى قطاع غزة سوى من 7 معابر أو البحر المتوسط، 6 من هذه المعابر تسيطر عليها إسرائيل، وهي: بيت حانون والشجاعية والمنطار والعودة والغرارة وكرم أبو سالم، ولا يتبقي سوي مكان وحيد يمكن منه إنقاذ غزة هو معبر رفح المصري.

 وقد انتقد الشيخ رائد صلاح
 رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948 
وقال موجّهًا رسالته إلى السيسي:
“إن سولت لك نفسك بالاقتراب من غزة العزة 
والله لترى جهنم أنت وجندك الخونة.. 
هذه غزة .. اســأل أولياءك الصهاينة أيهــا السفاح“.
أحكام القضاء مقدمة لتبرير التدخل ويقول خبراء قانون وسياسيون مصريون إنه برغم أن أحكام القضاء الأخيرة في مصر ضد حماس وكتائب القسام والتي تصنفها كـ “منظمة إرهابية”ـ تعد “قرارات سياسية وحبر علي ورق”، لأنه لا يوجد مقار للقسام في مصر يمكن التحفظ عليها، إلا أنها تمهد الطريق لعمل ضد غزة بحجة تورطها فيما يجري من هجمات على جيش مصر. ولهذا أطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “وسمًا” بعنوان: “#‏القسام_مش_إرهاب#‏القسام_مقاومة“، وذلك ردًا على إصدار محكمة مصرية حكمًا باعتبار “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” تنظيمًا إرهابيًا. وشارك الآلاف من النشطاء بتغريدات أكدت على دعمها وتأييدها لكتائب القسام وكلها إشادات بها ومهاجمتها للنظام المصري، ونشر صور أناشيد وفيديوهات لكتائب القسام، وتنوعت هذه التغريدات ما بين مسؤولين وشخصيات عربية معروفة من كافة الدول العربية والإسلامية. حيث قالت الإعلامية خديجة بن قنه في تغريدة لها: أنشودة الجهاد مش إرهاب ردًا على اتهام قضاء الانقلاب المصري لكتائب القسام بالإرهاب، 
فيما قال الداعية الإسلامي طارق سويدان:
نحن نعتبر هؤلاء(كتائب القسام) أبطالًا، بل هم رأس الحربة 
في الصراع مع عدونا الصهيوني.
 وغرد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء 
الفلسطيني السابق إسماعيل هنية قائلًا: 
كتائب القسام تاج فوق الجبين وفخر للأمة ودرعها الحامي لا يضرها من يخالفها أو يمكر بها، 
فهي قدر الله النافذ وسهم في كنانة الحق لا تكسره النوائب
 ولا المؤامرات ولا تحرفه متاهات الإقليم عن بوصلته تجاه القدس“.

 وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قد أصدرت السبت (31|1)، أمرًا قضائيًا بإدراج “كتائب القسام” على خانة “التنظيمات الإرهابية”، بدعوى “تورّطها في الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع أمنية وعسكرية للجيش والشرطة المصرية في سيناء“.
 واعتبر الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اعتبار محكمة مصرية الذراع العسكري لحركته “كتائب القسام” على “منظمة إرهابية”: “انقلاب على التاريخ وأخلاق مصر ومبادئها التي وقت إلى جانب حركات التحرر في العالم على مدار التاريخ“. وقال أبو مرزوق -في تعليق له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ردًا على إصدار محكمة مصرية حكمًا باعتبار كتائب القسام تنظيمًا إرهابيًا-: 
“لقد سجل التاريخ لكتائب القسام تعاملها الراقي والحضاري مع المخابرات المصرية، حين تعاونت معها في ملفات شائكة، وكان النجاح حليفهما دون غدر أو سوء طوية، فهل أصبحت اليوم إرهابية؟“.
 وأضاف: “في سابقة هي الأولى من نوعها، تدرج محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، كتائب القسام كمنظمة إرهابية….لأول مرة في العالم العربي والإسلامي ومعظم دول العالم باستثناء (إسرائيل) ومن أوجدها ومن يدعمها في الغرب، تدان المقاومة الفلسطينية“. وأضاف: “لم يثبت في حق كتائب القسام حادثة واحدة، أو رصاصة واحدة في أي اتجاه خاطئ، ولعل أحداث غزة 2007 والفتنة الداخلية التي حصلت كانت استثناءً أجبرت عليه الكتائب في دفاعها المشروع عن النفس والمقاومة ومشروعها في تحرير أرضها“. 
  خدمة استراتيجية لإسرائيل
بالمقابل، رحب مسؤولون وكتاب إسرائيليون بقرار المحكمة المصرية إعلان “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس منظمة “إرهابية”، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الأحد عن محافل في ديوان كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون قولها إن: “القرار يقدم خدمة استراتيجية لإسرائيل تتمثل في تقليص قدرة حركة حماس على تعزيز قوتها العسكرية أو تكريس حكمها في القطاع“. وأكد معلقون إسرائيليون أنها “المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي تتفق دولة عربية مع إسرائيل في اعتبار المقاومة الفلسطينية شكلًا من أشكال الإرهاب“. ففي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الأحد، قال تسفي برئيل معلق الشؤون العربية في الصحيفة، إن قرار محكمة الشؤون المستعجلة المصرية اعتبار “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” منظمة “إرهابية”: “يمثل انقلابًا على المبدأ القائل إن المقاومة الفلسطينية تخدم بالضرورة المصالح العربية“.
 ومع أن “بارئيل” استهجن أن يتم تحميل جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس المسؤولية عن العمليات التي تحدث في سيناء، وقال إن منظمة تتبنى أفكار الدولة الإسلامية هي التي تعلن مسؤوليتها عنها، فهو قد اعتبر الجوانب السياسية والدبلوماسية لهذا القرار لا تقلّ أهمية عن الجوانب العسكرية.
 حيث قال: “للمرة الأولى، يتناقض زعيم عربي مع الاعتقاد السائد بأنّ تنظيمات “المقاومة” التي تحارب إسرائيل تخدم بالضرورة القضية العربية“، وأضاف: “لم تعد “قدسية” الكفاح ضدّ إسرائيل مبرّرًا لوجود تنظيم يوجّه سلاحه ضدّ مصر، ويوضح السيسي هنا بشكل قاطع بأنّ القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة لديه فقط بالدرجة التي لا تشكّل فيها تهديدًا على مصر“.
 وشدد بارئيل على أن “الهدف الرئيس لقرار المحكمة هو إضفاء شرعية على تواصل إغلاق قطاع غزة وحصاره“، ولم يستبعد بارئيل أن يكون القرار متعلقًا بالانتخابات التشريعية التي ينوي السيسي تنظيمها قريبًا، مشيرًا إلى أن السيسي يريد أن يوظف الاتهامات لحماس والإخوان لنزع الشرعية عن حق ممثلين عن الإخوان في الترشح كمستقلين في هذه الانتخابات. ونوه بارئيل إلى أن أخطر ما يترتب علي هذا الحكم هو أنه “لم يعد بإمكان مصر أن تلعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل أو حماس وحركة فتح“. ونقل بارئيل عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إنه على الرغم من ارتياحها لمواقف السيسي ضد حماس؛ إلا أنها قلقة من إمكانية أن يسهم زيادة وطأة الحصار إلى إجبار حماس على شن حملة جديدة ضد إسرائيل.

  التداعيات الكارثية لوقف الأونروا مساعداتها لغزة



ليست هناك تعليقات: