الجمعة، 27 فبراير 2015

برقية عاجلة إلى قضاة 30 يونيو فيديو


القـــاضى الحــق لايخشى فى الله لومة لائم 
ولايهتز لسلطة أى حاكم مهما كان  

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُـوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُـونَ



 * كان هناك قاض عادل فى سلطة الملك الكامل الأيوبي يسمى  "ابن عين الدولة " في الإسكندرية . وكان شجاعا نابغا لايخشى فى الحق لومة لائم . وحدث  ذات مرة أن الملك الكامل شهد أمام ذلك القاضي في حادثة ، ورأي القاضي "ابن عين الدولة " أن الملك الكامل لا يصلح للشهادة وليس عدلا ثقة تؤخذ شهادته . وكان علي القاضي أن يردّ ويرفض شهادة السلطان الكامل الأيوبي علنا في مجلس القضاة ، ولم يتردد القاضي الشجاع في ذلك ، فقال في لباقة للسلطان: " إن السلطان يأمر ولا يشهد ". وفهم الملك الكامل أن القاضي لا يقبل شهادته فواجهه مهددا :
" أنا أشهد في القضية ..أتقبل شهادتي أم لا " ولم يتردد القاضي الشجاع في إعلان رأيه في السلطان بصراحة فقال له أمام الملأ: " لا أقبلك وكيف أقبلك والمغنية "عجيبة " تطلع عليك بموسيقاها كل ليلة وتنزل ثاني يوم وهي تتمايل سكري" .
وأخذت السلطان العزة بالإثم فشتم القاضي بالفارسية ، فقال القاضي للحاضرين اشهدوا أني عزلت نفسي عن القضاء ، وترك المجلس وخرج غاضبا ، وأوصي المستشارون السلطان الكامل بأن يعتذر للقاضي حيث لا يشيع الأمر وتصل أخبار السلطان مع المغنية عجيبة إلي بغداد وتكون فضيحة ، واضطر السلطان للاعتذار للقاضي الشجاع حتى رضي أن يعود لمنصبه  .
* أردت الاستشهاد بتلك الواقعة لكى أؤكد أن القاضى الحق لايخشى فى الله لومة لائم ولايهتز لسلطة أى حاكم مهما كان جبروته وقهره وظلمه وعدوانه . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية موضحا وظيفة القاضي قائلا " المقصود من القضاء ، وصول الحقوق إلى أهلها، وقطع المخاصمة ،‏ فوصول الحقوق هو المصلحة ، وقطع المخاصمة إزالة المفسدة‏ ، فالمقصود هو جلب تلك المصلحة ، وإزالة هذه المفسدة ،‏ ووصول الحقوق هو من العدل الذي تقوم به السماء والأرض ، وقطع الخصومة هو من باب دفع الظلم والضرر ، وكلاهما ينقسم إلى إبقاء موجود ، ودفع مفقود ،‏ ففي وصول الحقوق إلى مستحقها ، يحفظ موجودها ، ويحصل مقصودها، وفي الخصومة يقطع ، موجودها ويدفع مفقودها ،‏ فإذا حصل الصلح زالت الخصومة التي هي إحدى المقصودين " .
فهل قضاة اليوم يدفعون السوء والظلم والبغى والعدوان عن الناس؟
 أم أنهم مجـرد ادوات يستخدمهــا الحــاكم لتهذيب وتاديب 
الخــارجين عن حظيرته والمعــارضين لسـياستـه ..؟.
* لذا فان الدولة العميقة الراسخة في مصر رسوخ الجبال , قد حرصت أشد ما يكون الحرص على انتقاء واجتباء واصطفاء كل من ينتمي لسلك النيابة والقضاء بحرص شديد وعناية فائقة وتدقيق هائل وتحقيق كبير . اتفقوا  واخذوا البيعة وتعاهدوا على ألا يكون معيار التفوق والنبوغ وتوافر المواصفات الشخصية والقدرات العقلية هو الميزان الدقيق للتقدم لتلك المهنة الحساسة , لكنهم جعلوها عزبة خاصة وإقطاعية ورثوها كابرا عن كابر من أبناء الطبقة المتحكمة الفاسدة فى مقدرات الوطن حتى ينهب من يريد وهو مستريح , ويقتل من يقتل وهو غير قلق , ويسرق من يسرق وهو مطمئن .
فاللص والسارق والقاتل  فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون , لان سيادة القاضي سيقابلهم بالأحضان ويودعهم بالقبلات لأنهم خرجوا جميعا من مشكاة واحدة , مشكاة أبناء البطة البيضاء .
فلما الخوف ..؟ ولما الذعر القلق..؟
فالمال مالنا , والوطن وطننا , والشعب شعبنا , والقاضي حبيبنا ..!.
ترى اليوم وتسمع مايشيب من هوله الولدان من أحكام قضائية لاعلاقة لها بأي قانون أو دستور أضمير . فالقاضي يحكم على مئات المتهمين بالإعدام أو المؤبد فى دقائق معدودات دون قراءة أو اطلاع لملف القضية ونص الاتهام , وإنما يحكم حسب الهوية والتوجه الأيدلوجي للمتهم . لقد تحولت منصة العدالة إلى سلخانة للمتهمين وإهدار للعدالة وإلغاء للقانون ودهسا للدستور .
لقد صارت الأحكام كالأغذية الفاسدة منتهية الصلاحية التي تصيب أصحابها بالقئ والمغص والإسهال .
فصارت الأحكام أشد فسادا وأكثر ضررا من تلك الوجبات الضارة الفاسدة . أحكام فاسدة تصدر من قضاة فاسدين لايرقبون فى مصري إلا ولا ذمة . ضاعت مصر وتاهت فى بيداء الحياة يوم أن فسد قضاؤها وضل علماؤها وظلم حكامها .
* لذا فإننا نحمل هولاء القضاة المسؤولية الجنائية لتلك الدماء التي أهدرت , وهذه الأموال التي نهبت  , وهذه الأعراض التي انتهكت , وهذه البيوت التي خربت , وهذه الشركات التي أغلقت , وهذه الجثث التي بالأقدام دهست , وهذه الانتخابات التي زورت ,  وهذه الانقلابات التي بليل دبرت , وهذه الأحكام التي بالباطل قد أصدرت  . بل نحملهم مسؤولية رئيس منتخب سجن ظلما وعدوانا , ودستور مستفتى عليه تم تعطيله زورا وبهتانا , وبرلمان منتخب انتخابا نزيها تم حله مهانة للشعب وإذلالا , ونواب شعب تم سجنهم واعتقالهم وملاحقتهم وتشريدهم فى بقاع الأرض بلاحق بل ظلما وجورا وتعديا . إن الحق يقتضى القول انه لولا هولاء القضاة الفاسدون ماظلم ظالم , وما تعدى جائر , وما سرق سارق , وما قتل قاتل . إن كل هارب من العدالة وراءه قاض فاسد مشارك له فى الجريمة .
أقول لهولاء القضاة أن الرب لايموت والجزاء لايفوت .
 قولوا ماشئتم واحكموا كيف شئتم وافعلوا ماشئتم فكما تدين تدان. ومن سره منكم الفساد ... ساءه يوم المعاد. ودرهم من حلال ينفع ودينار من حرام يضر. ومن أرضى منكم سلطانا جائرا أغضب ربا قادرا. و من استغنى منكم بالله عن الناس أمن عوارض الإفلاس..! وأي إفلاس وأي عرى...؟
 انه الإفلاس من الحق والعرى من ثوب الفضيلة . كما أذكركم أن رقابكم غدا بين يدى منصة العدالة الإلهية حيث لامحسوبية ولا تزوير ولا تلفيق وإنما تدقيق وتحقيق وعدالة ربانية . فكيف بكم إذا وقفتم بين يدي الله لاتملكون لأنفسكم ضرا ولانفعا ولا دفاعا ولا شهود زور ..؟
كيف بكم إذا وقعت الواقعة وحان وقت القارعة فكان مصيركم الهلاك والدمار والعذاب الشديد  بما كنتم تعملون .
* أذكر هولاء القضاة بدعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب يقول لها رب العزة " لأنصرنك ولو بعد حين...! " تنام أيها القاضي قرير العين هادئ البال مستريح الضمير , والمظلوم يدعو عليك وعين الله لم تنم...! فاستيقظ  من غفلتك وغفوتك وكن من غضب الله حذرا وأعلم أن غضب الله يشتد على من لايجد له نصيرا غير الله. فلا تركنوا ياقضاة مصر إلى الذين ظلموا فتمسكم النار. وانظروا عن أيمانكم وعن شمائلكم ومن فوقكم ومن أسفل منكم لتروا بأعينكم مساكن الذين ظلموا أنفسهم خاوية على عروشها تنوح فيها الغربان  وتسير فى دهاليزها الديدان ,   وهاهي ....لم تسكن من بعدهم
 ...! فماذا  تنتظرون أيها الغافلون...؟ ثم أحذركم بأن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم . الدنيا قصيرة وقد مضى من أيام بؤسنا أيام , ومضى من أيام نعيمكم أيام , واقترب الوعد الحق لنرى أبصاركم شاخصة من هول ظلمكم وجوركم وتعديكم على البلاد والعباد . وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .



▬▬▬▬▬▬ ●●●ஜ۩۞۩ஜ●●● ▬▬▬▬▬▬


ليست هناك تعليقات: