الخميس، 15 يناير 2015

في زمن الانقلاب "أرض الفيروز" تتحول إلى عراق جديد.2..



السيسي يخفي "رفح المصرية" من علي وجه الأرض


بعد أن انفصلت عن توأمتها قبل عقود، الآن تختفي.. إنها مدينة رفح المصرية، آخر مدينة على الحدود المصرية الفلسطينية، التي انفصلت قبل عقود عن توأمتها رفح الفلسطينية، رغم أنهما كانتا مدينة واحدة، قبل أن تستعد إلى أن تختفي تماما بعد بدء السلطات المصرية تنفيذ المرحلة الثانية من المنطقة العازلة بعمق 1000 متر، في الحدود مع غزة.
 قال  محافظ شمال سيناء في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي، إن "إنشاء المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة يتطلب إزالة مدينة رفح المصرية بالكامل".
وتابع: "يجري العمل على إنشاء مدينة رفح الجديدة وبداخلها منطقة سكنية بمواصفات تتواءم مع طبائع سكان المنطقة"، مضيفا: "تم الاتفاق مع الجهة الهندسية المسؤولة عن إنشاء المنطقة العازلة للبدء في العمل على الفور". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمر في 5 نوفمبر الماضي، بإعداد دراسة متكاملة لآليات تنفيذ مشروع إنشاء مدينة "رفح الجديدة" يحقق التنمية لتلك المدينة الحدودية بمحافظة شمال سيناء. وذلك قبل أن تتشكل لجنة حكومية لـ"تخطيط منطقة رفح الجديدة والامتداد العمراني لها، ودراسة احتياجات السكان ممن تم نقلهم من منطقة الشريط الحدودي واقتراح الأنشطة الاقتصادية للمنطقة الجديدة، وتوفير الخدمات الأساسية وخدمات الرعاية الاجتماعية للسكان ودراسة تطوير المشروعات السيناوية الصغيرة وإتاحة التدريب والتمويل لها". 
 وباتت أيام قليلة تفصل مدينة رفح عن المحو والاندثار، بعد أن بدأت السلطات المصرية، توسيع المنطقة العازلة في الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بمدينة رفح، لتصل إلى كيلومتر.   ووفقا للبيانات الرسمية لمركز معلومات محافظة شمال سيناء، فإن مساحة رفح المصرية (المركز وما حوله من قرى) 633 كيلومتر مربع، مقسمة إلى 14 حيا سكنيا بإجمالي 45 تجمعا سكنيا، ويبلغ ســكانها 60 ألف نسمة. ونتيجة لطبيعة تكوينها الرملي والذي جعلها لا تصلح للزراعة، إلى جانب موقعها الحدودي ازدهر النشاط التجاري في رفح، واتجه سكانها نحو التجارة بين مصر وفلسطين. واشتهرت رفح في العشر سنوات الأخيرة بظاهرة حفر الأنفاق التي تصل منها إلى الجانب الآخر من الحدود، حيث مدينة رفح الفلسطينية، ومنها مارس أهالي وتجار من الجانبين عملية نقل للبضائع ومرور أفراد في محاولة للتغلب على الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ 2007. 
 وأدى حفر الأنفاق وتدفق رؤوس الأموال بعد تنامي هذه الظاهرة لنهضة اقتصادية في المدينة، وإقامة العديد من الأسواق والمراكز التجارية، حتى شكلت الأنفاق متنفسا رئيسيا لسكان قطاع غزة (أكثر من 1.8 مليون فلسطيني)، لمواجهة الحصار الخانق الذي فرضته إسرائيل على القطاع برا وبحرا وجوا، وكانت مدينة رفح قبل إغلاق الأنفاق تُلقب بـ"عاصمة اقتصاد غزة". 
 وعلى الرغم من سعى السلطات المصرية طوال تلك الأعوام إلى هدم الأنفاق، والقبض على المهربين، إلا أنها استمرت في العمل. ومع تزايد العمليات العسكرية ضد الشرطة المصرية والجيش، شنت قوات مشتركة من الجيش والشرطة، حملة عسكرية موسعة، بدأتها في سبتمبر 2013، لتعقب ما تصفها بالعناصر "الإرهابية"، و"التكفيرية" و"الإجرامية" في شمال سيناء، تتهمها السلطات المصرية بالوقوف وراء هجمات مسلحة استهدفت عناصر شرطية وعسكرية ومقار أمنية، تصاعدت عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو عام 2013. 
 وجاءت عملية كرم القواديس في منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، في 24 أكتوبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 31 عسكريا، وإصابة 30 آخرين، لتغلق بعدها السلطات معبر رفح البري، ويعلن بدء تنفيذ المنطقة العازلة. أهالي رفح يهجرونها الآن مجبرين، حيث قال أحمد الشاعر، أحد سكان رفح، إنهم حصلوا على تعويضات من الحكومة بقيمة منازلهم التي تركوها لتهدمها القوات، واشتروا بديلا عنها بمدينة العريش على بعد 40 كم من رفح. 
 وأضاف: "تركنا مجبرين غير مخيرين أرضنا وتاريخنا وذكرياتنا، ولو كان الأمر بيدنا ما غادرنا البلدة التي أصبحت ركاما وأثرا بعد عين". محمود سامي، أحد سكان رفح، قال إن "هدم وتدمير ما تبقى من مدينة رفح، أنهى معالمها للأبد". ويرجع أصل تسمية مدينة رفح بهذا الاسم إلى العهود القديمة، فتاريخ تأسيسها يرجع إلى خمسة آلاف سنة، وقد أطلق عليها المصريون القدماء اسم "روبيهوي" أما الآشوريون فأطلقوا عليها اسم "رفيحو"، بينما أطلق عليها الرومان واليونان اسم "رافيا"، فيما أطلق عليها العرب اسم "رفح" الحالي.
 في زمن الانقلاب
 "أرض الفيروز" تتحول إلى عراق جديد



قتل وقمع وحصار كلها أوصاف لحال "أرض الفيروز" سيناء التي ضحى أبناء الوطن بدمائهم لتحريرها في اكتوبر 1973، وفي زمن الانقلاب تحولت سيناء إلى عراق جديد فلا يمر أسبوع دون تفجير وضحايا من الجيش وأبناء سيناء.
* 5 يوليو عام 2013: 
مقتل رجلي شرطة برصاص أطلقه مسلحون مجهولون في منطقة العبور بمدينة العريش .
مقتل رجلي شرطة في هجوم لمسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية في منطقة المساعيد بالعريش.
مقتل جندي وإصابة 6 في هجمات لمسلحين مجهولين على مطار ومعسكر لقوات الجيش و6 حواجز أمنية عند المدخل الغربي لمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. 
 7  يوليو: إصابة جندي في هجوم مسلح نفذه مجهولون على 4 حواجز أمنية بمدينة العريش. مقتل جندي بالجيش في هجوم على نقطة أمنية مشتركة للجيش وسط العريش. إصابة رجلي شرطة جراء قيام مسلحين مجهولين بإطلاق الرصاص عليهما بالعريش. 
 10 يوليو : مقتل مدنيين اثنين وإصابة 7 آخرين بجراح بينهم 3 جنود في هجوم مسلح على نقطة تفتيش أمنية بوسط سيناء. 
 12 يوليو :مسلحون مجهولون يقتلون ضابط شرطة ويصيبون عنصرًا أمنيًا في هجوم على مدرعة تابعة للشرطة المصرية أثناء توقفها عند حاجز أمني بالعريش . 
 17 يوليو: مقتل شرطي إثر إطلاق مجهولين الرصاص عليه في حي العبور بالعريش. مقتل عنصر أمني برصاص مسلحين مجهولين هاجموا "مركز شرطة ثالث" في العريش. 
 18 يوليو: مقتل رجلي شرطة في هجوم مسلحين على مركزي شرطة بمدينتي الشيخ زويد والعريش بشمال سيناء. 
 24 يوليو : مقتل جندي إثر استهدافه أثناء أدائه الخدمة بنقطة تفتيش أبو سكر جنوب العريش. الأول من أغسطس: مقتل جندي بالعريش وأصيب آخر فى هجوم مسلح على نقطة تمركز لقوات الأمن بجوار أحد فنادق العريش. 
 15 أغسطس:مقتل 4 جنود وإصابة 5 آخرين في هجوم مسلح نفذه مجهولون على نقطتي تفتيش "الصفا" و"السكر" على الطريق الدائري بالعريش. 
 19 أغسطس:  استشهاد 25 جنديًا من قوات الأمن المركزي خلال استقلالهم لحافلتين بمنطقة "السادوت" بمدينة رفح، فى هجوم مسلح، اشتهر إعلاميًا بـ"مذبحة رفح الثانية". 
 8 سبتمبر: إصابة 3 جنود إثر إنفجار عبوة ناسفة أثناء مرور شاحنة نقل مدرعات جنوب الشيخ زويد . 
 11 سبتمبر: استشهاد 6 جنود وإصابة 17 آخرين عقب استهداف  سيارتين ملغومتين لعناصر تأمين بمدينة رفح. 7 أكتوبر: استشهاد 5 وجرح أكثر من 50 في تفجير بسيارة مفخخة استهدف مديرية أمن محافظة جنوب سيناء. 
 10 أكتوبر: استشهاد 4 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، إثر تفجير حاجز أمني الريسة بالعريش عبر سيارة مفخخة. 22 أكتوبر: استشهاد جندي وإصابة 7 آخرين عقب تفجير عبوة ناسفة في ناقلة جنود من الجيش ومدرعة أخرى، خلال سيرهما على طريق (رفح – العريش) بمحافظة شمال سيناء. 
 20 نوفمبر: استشهاد 11 جنديًا، وإصابة 35 آخرين عقب تفجير سيارة لحافلة نقل جنود على طريق (رفح – العريش). 
عام 2014
 26 يناير: استشهاد 4 جنود وأصابة 11 آخرين بعد إطلاق النار من مسلحين مجهولين على حافلة تحمل جنودًا فى طريقهم إلى خارج سيناء. 
 30 مارس: استشهاد جندي وإصابة 3 آخرين عقب هجوم مسلح علي حافلة جنود، عند منطقة الشلاق على طريق العريش - رفح بشمال سيناء.
 26 أبريل: إصابة 3 من رجال الشرطة بينهم ضابطان في هجوم مسلح استهدف سيارة شرطة في العريش. 
 2 مايو: استشهاد جندي وإصابة 3 أفراد شرطة، وآخر من الجيش عقب تفجير عبوة ناسفة عند نقطة أمنية مشتركة بين الشرطة والجيش، بطريق الطور فى جنوب سيناء. 
 23 مايو: استشهاد ضابط وإصابة شرطيين إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار على دوريتهم، عند العلامة الدولية رقم 17 جنوبي رفح .
 28 يونيو: استشهاد 4 من رجال الشرطة، برصاص مسلحين مجهولين، بمنطقة الشلاق، بمدخل مدينة رفح. 
 13 يوليو: استشهاد جندي وإصابة 3 آخرين من قوات الأمن فى إطلاق صاروخين على معسكر أمنى بضاحية السلام بالعريش . 
 25 يوليو:  مقتل 2 من مسؤولي الشرطة، برصاص مجهولين في منطقة الشلاق بشمال سيناء، عندما اعترض مسلحون طريق سيارة خاصة كانت تنقلهما. 2 سبتمبر: استشهاد ضابط و10 جنود في إنفجار لغم أرضي في مدرعة قوة أمنية بطريق الشيخ زويد - رفح . 
 16 سبتمبر: استشهاد 6 من رجال الأمن وإصابة اثنين آخرين، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار إحدى المدرعات على طريق رفح - العريش . 
 17 أكتوبر: استشهاد شرطيين وإصابة 8 آخرين، في تفجير عبوة ناسفة، استهدف دورية أمنية بالعريش . 
 19 أكتوبر: استشهاد 6 من عناصر الجيش وأصابة 5 آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة جنوبي مدينة العريش. 
 24 أكتوبر: استهدف مسلحون مجهولون نقطة تفتيش تابعة للجيش، بمنطقة "كرم القواديس" التابعة لمدينة الشيخ زويد؛ مما أسفر عن استشهاد 26 جنديًا وأكثر من 28 مصابًا.
  تهجير أهالي رفح 
بدأت قوات الانقلاب في أكتوبر العام الماضي حملة لتهجير أهالي رفح، لم تعلن سلطات الانقلاب عن إزالة مدينة رفح، صراحة منذ البداية، ولكن الأمر جاء تدريجيًا، منذ أكتوبر 2014 وحتى الآن، بدءًا من الإعلان عن إخلاء شريط حدودي بعمق نصف كيلومتر وتنفيذه في خلال ساعات، وتفجير المنازل وتهجير قسري لأهالي سيناء، بعدها قرار توسعة الشريط الحدودي إلى كيلومتر واحد، ثم إعلان محافظ شمال سيناء منذ 3 أيام إزالة مدينة رفح المصرية كاملة.
رأى عدد من المراقبين أن تهجير أهالي سيناء لإزالة رفح، سيعمل على توفير أرضية خصبة لاتساع رقعة الجماعات المسلحة التي تتواجد بالفعل في سيناء- على الرغم من تضخيم أعدادهم-  ولكن مع التهجير ربما تتزايد قوتهم وقبضتهم.




ليست هناك تعليقات: