الثلاثاء، 27 يناير 2015

هكذا تدافع الشعوب عن نفسها، وهكذا تنال احترام العالم، فهل ندرك ذلك؟.



(القــوة أضمن طــريق لإحقــاق الحــق) 
 فمــــــاذا نحن فاعلــــــون؟



 مجتمع مستعد للدفاع عن الوطن بجد، وليس بالأغاني والأهازيج، 
مجتمع يُعلى من قيم الكرامة والحرية والحق والعدل. 
 إن الأمة التى تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا
والنعيم الخالد فى الآخرة
 وما الوهن الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ،
 فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم
 واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة 
فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة ، 
رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد فى سبيله

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

شهد القرن العشرون حربين عالميتين، الأولى 1914- 1918، وكان عنوانها الرئيسي الصراع من أجل أوروبا وتركة الرجل المريض (الدولة العثمانية)، وراح ضحيتها حوالى 9 ملايين مقاتل من بين 60 -70 مليون مقاتل شاركوا في المعارك، وانتهت بسقوط آخر دولة ترفع شعار الخلافة الإسلامية في الشرق، وتقسيم العالم العربي على أساس اتفاقية سايكس- بيكو، وانهيار روسيا القيصرية ونجاح الثورة الشيوعية وبداية ظهور الاتحاد السوڤييتي. 
وكان عنوان الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) الرئيسي الصراع من أجل السيطرة على العالم، وإنهاء عصر الإمبراطوريات العجوز تماماً، وشارك فيها نحو مليون جندي تحت السلاح، سقط منهم حوالى 18 مليون قتيل في المعارك، وضعفهم من المدنيين. 
وانتهت بسقوط دول المحور- ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية - وبلورة قطبين كبيرين: الولايات المتحدة الأميركية وحلفها الغربي الرأسمالي يحمل "شعارات" الحرية والديمقراطية وإعلاء قيمة الدولة الوطنية وحقوق الإنسان، وجناحها العسكري، حلف شمال الأطلسي "الناتو". والقطب الآخر هو الاتحاد السوڤييتى وحلفه الشرقي الشيوعي، ويحمل "شعارات" الاشتراكية وسلطة البروليتاريا والطبقات العاملة، والحزب الواحد، وإعلاء قيم الأممية وسحق الإنسان لصالح الدولة السلطوية الشمولية، وجناحه العسكري حلف وارسو.
ودخل العالم في مرحلة جديدة من مراحل الصراع، عرفت بمرحلة الحرب الباردة (1945- كانت سمتها الرئيسية تجنب الصدام المباشر بين "الخطر الوجودي قائم، وقادم، ويهدد كل شعوب المنطقة العربية، خصوصاً بعد استبعاد تركيا وإيران وإسرائيل، باعتبارهم يمثلون الركائز الواعدة للشرق الأوسط الجديد، فماذا نحن فاعلون؟"
المعسكرين الكبيرين بترساناتهما العسكرية الهائلة، مع إدارة مجموعة كبيرة من الحروب الصغيرة بالوكالة في مناطق عديدة لبسط النفوذ. وانتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوڤييتي، وإنزال علمه من على الكرملين آخر مرة في 25 ديسمبر/كانون الأول 1991.
وانتهى عصر كانت طبيعة الصراعات فيه تأخذ شكل الحروب العسكرية التي تخوضها الجيوش على مسارح العمليات وساحات القتال، وكانت الشعوب يتحدد مصيرها طبقا لما تحققه جيوشها في ميادين القتال.
وقبل أن يبزغ فجر الألفية الثالثة، كانت البشرية تدخل عصراً جديداً عُرف بعصر ما بعد الحداثة، وبدأت تظهر ملامح نظام عالمي جديد، تجلس على قمته الولايات المتحدة الأميركية، وعلى مسافة منها باقي دول الشمال الصناعية الكبرى، ثم تأتى الدول الكبرى، أو البازغة التي استطاعت أن تجد لها مكاناً قرب القمة، مثل الهند وبعض دول آسيا وغيرها.
ولكن، بقيت منطقة الشرق الأوسط القديمة، وفى قلبها العالم العربي الإسلامي، تمثل بالنسبة للنظام العالمي الجديد، ومن وجهة نظر دول الشمال المتقدمة، مشكلة ثلاثية الأبعاد هي:
بعدها الأول أنها مصدر للأفكار والتوجهات الجهادية التي تنتج الجماعات الراديكالية التي تتبنى ثقافة العنف والإرهاب.
وبعدها الثاني أنها مصدر للهجرة غير الشرعية إلى دول الشمال، وتدفق قوى بشرية غير مؤهلة وغير مطلوبة، تؤثر سلباً على المجتمعات وعلى سوق العمل. وبعدها الثالث أنها في ظل زيادة نسب الفقر والبطالة وتدنى المستويات التعليمية والمعرفية، أصبحت بيئة حاضنة لجماعات الجريمة المنظمة المتمثلة في تجارة السلاح والمخدرات والبشر.
وبدأ طرح مشروعات إعادة هيكلة هذه المنطقة، بداية من مشروع الشرق الأوسط الكبير، إلى الشرق الأوسط الأوسع، وأخيراً الشرق الأوسط الجديد.
كل هذا والشرق الأوسط نفسه، بكل دوله وشعوبه العربية، غائب عن المشهد، وغارق في مشكلاته متعددة المستويات، في ظل نُظم حكم سلطوية متكلسة، لا تُجيد سوى أساليب القمع والاستبداد ضد شعوبها، بينما تتسع الفجوة الحضارية والمعرفية بينه وبين العالم من حوله. ثم جاءت أحداث "11 سبتمبر 2001"، والتي استهدفت الولايات المتحدة في عقر دارها، في عملية إرهابية غير مسبوقة هزت أميركا وعالم الشمال بعنف، وامتدت تداعياتها إلى كل العالم.
هنا كان القرار الأميركي الحاسم هو الانتقال من حالة التحليل والتقييم والدراسة التي بدأت مع انتهاء حقبة الحرب الباردة، مثل كتابات فرانسيس فوكوياما وصموئيل هنتنجتون، عن نهاية التاريخ وصراع الحضارات وغيرها، وكذا الاعتماد على العمل بالوكالة، عبر حلفائها من نُظم الحكم التابعة في المنطقة، إلى حالة الفعل المباشر، ربما لأول مرة في تاريخها، وبدأت بغزو أفغانستان في 2001، ثم غزو العراق في 2003، بعد أن أطلقت نظريتها الفريدة بنشر "الفوضى الخلاقة" في أرجاء المنطقة. ووجدت شعوب المنطقة نفسها في مواجهة خطر حقيقي، يهدد وجودها نفسه، وعليها أن تتصدى له بنفسها، خصوصاً بعد أن انكشفت الجيوش القومية تماماً، بعد عجزها المخزي في الدفاع عن الأوطان، أو حتى القتال المشرف ضد قوات العدو الغازية. وكان في مشهد العراق وسقوطه تحت الاحتلال في 500 ساعة، استغرقتها قوات الغزو في التقدم من أم القصر إلى بغداد، والذي أعاد إلى الأذهان مشهد سقوط بغداد على يد المغول 1258، رسالة متجددة وواضحة للشعوب، مفادها بأن جيوشكم قد تكون قادرة على قهركم وحكمكم، لكنها قطعا لن تكون قادرة على الدفاع عنكم وحمايتكم.
إذن، الخطر الوجودي قائم، وقادم، ويهدد كل شعوب المنطقة العربية، خصوصاً بعد استبعاد تركيا وإيران وإسرائيل، باعتبارهم يمثلون الركائز الواعدة للشرق الأوسط الجديد، فماذا نحن فاعلون؟ وكيف تدافع الشعوب عن نفسها ومقدراتها؟ هذا هو السؤال الأهم الذي يجب أن يشغلنا جميعا في هذه المرحلة، وعلينا أن نجتهد في الإجابة عليه. ولا أعتقد أن الإجابة في إعادة تكوين الجيوش التقليدية التي تفككت على النسق نفسه، ولا تكديس الأسلحة والعتاد من المصادر نفسها التي تسعى إلى إعادة هيكلة المنطقة.
ولكن الإجابة الحقيقية تكمن في العمل على بناء مجتمع مدني قوي متماسك مبني على الوعي والإدراك والمعرفة، يشعر بالشراكة الحقيقية في الوطن، ويحترم الاختلاف في الرأي والرؤى السياسية، ويتمسك بوحدة الهدف الوطني، مجتمع مستعد للدفاع عن الوطن بجد، وليس بالأغاني والأهازيج، مجتمع يُعلى من قيم الكرامة والحرية والحق والعدل.
هكذا تدافع الشعوب عن نفسها، وهكذا تنال احترام العالم، فهل ندرك ذلك؟..
عادل سليمان
منصــــــة الثــــــورة 
 " و أعـــــــدو "
 أخـــــي الثائر ..... وأختــــــي الثائرة :



سيفان متقاطعان .... وبينهما " وأعدوا " وتحتهما .... " صوت الحق والقوة والحرية " ذلك هو شعار دعوة الإخوان المسلمين .
فكل مفردات الشعار تعنى القوة ؛ فالرمز وهو السيفان ، وكلمة "و أعدوا" التى هى شعار القوة فى القرآن الكريم ، والكلمات الثلاث التى كُتبت تحت السيفين تعنى ذلك أيضاً ، ف " الحق " لابد له من قوة تحميه ، و " الحرية " لا تو هب ولكنها تُنْتَزع انتزاعاً بالقوة ، ولذلك جاءت كلمة القوة بين الحق والحرية .
و حرص الإمام المؤسِّس على تشكيل "فرق الكشافة"ْ التى هى مظهر اللياقة والإنضباط ، و تشكيل "النظام الخاص " الذى هو ابرز ملامح القوة .
و جهَّز الإمام البنا كتائب الجهاد التى أرسلها إلى فلسطين لقتال اليهود المغتصبين ، و أعاد المرشد الثانى حسن الهضيبى تشكيلات "النظام الخاص " لإستنزاف البريطانيين المحتلين .
ويقول الإمام البنا رحمه الله : "ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصحّ أن توصف جماعة بالقوة، حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعًا، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مفككة الأوصال، مضطربة النظام، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك".
ولكي ينصرنا الله عز وجل لا بد من تحقيق شرط النصر المتمثل في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).
وإعداد القوة يحتاج أولاً إلى إرادة ، إرادة البدء ، وإرادة الإستمرار والرعاية ، والقيادة والجنود شركاء فى هذا .
وعملية إعــداد القوة تُعنــى
أولاً : الحالة النفسية
أو ما يُسمى بالحالة المعنوية ، والتى عُرِّفت بأنها ( القوى الكامنة فى صلب الانسان ، التى تُكسبه القابلية على الاستمرار فى العمل ، والتفكير بعزم وشجاعة ، مهما اختلفت الظروف المحيطة به " .... المصطلحات العسكرية للواء محمود شيت خطاب ، ويعلق فيقول :" معنى هذا التعريف أن الفرد يجب أن يكون شجاعاً لا يجبن ، قوياً لا يضعف ، عزيزاً لا يهون ، صامداً لا يتراجع ، صابراً لا ينهار ، متفائلاً لا يقنط ، مستعداً للتضحية بروحه وماله من أجل مُثُله العليا "
وعرَّف الإمام حسن البنا القوة النفسية هكذا :" إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر ، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه ، أوالانحراف عنه ، أوالمساومة عليه ، أوالخديعة بغيره "
وتُعنى ثانياً : بالقوة البدنيـــة
ففى أدبيات الإخوان كانت الرياضة " وِرْداً" كما القرآن ورد ، والمأثورات ورد ، ولقد حصلت فرق الإخوان الرياضية على بطولات الجمهورية لسنوات فى العديد من المسابقات الرياضية كألعاب القوى " الجودو والكراتيه والملاكمة والاشتباك وغيرها" والذى يطالع كتاب الباحث محمد شوقى ذكى " الاخوان المسلمون والمجتمع المصرى" يجد تفصيلاً أوسع فى ذلك .
وبناء على هذا فلابد من ترتيب الورد الرياضى الفردى والبدء فيه عاجلاً لا آجلاً ، موسَّعاً لا مُضَيَّقاً !!
ومن كلمات الامام البنا للإخوان :" وفي الوقت الذي يكون فيه منكم ـ معشر الإخوان المسلمين ـ ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسيا روحياً بالإيمان والعقيدة ، وفكرياً بالعلم والثقافة ، وجسمياً بالتدريب والرياضة ، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار ، وأقتحم بكم عنان السماء . وأغزو بكم كل عنيد جبار ، فإني فاعل إن شاء الله ، وصدق رسول الله القائل: (ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة).
و يقول أيضاً : " وما أحكم ذلك القائل : (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق ، وما أجمل أن تسير القوة والحق جنبا إلى جنب ..!) ،
و كذلك نجده يقول : " وتحتاج كذلك الأمم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية ، ولا سيما فى هذه العصور التى لا يضمن فيها السلم إلا بالاستعداد للحرب ، والتى صار شعارأبنائها جميعا : (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق) " .
و يقول : " إن الأمة التى تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا ، والنعيم الخالد فى الآخرة وما الوهن الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم ، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ....فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة ، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد فى سبيله ."
ثم يقول : "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها ، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة ،"
فعلى الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة ، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا ، ونستحضر فيها معانى الجهاد ، ونهيء أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه ، ونطلب فيها منازل الشهداء ........
" ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوى عزيز "





ليست هناك تعليقات: