الخميس، 11 ديسمبر 2014

المومياوات كنز مصر المسروق .. تحولت لمسحوق طبي في أوروبا.



التحنيط فكـرة جماعية
 وليست خاصــة بالأغنيــاء فقـط



المومياوات كنز مصر المسروق
تحــولت لمسحـــوق طبــي في أوروبــا
.... 4 آلاف مومياء تم تهريبهـــا لأمريكا ....

كان إعلان متحف فيلد بمقاطعة شيكاغو الأمريكية، اليوم الأربعاء، فتح مومياء الابن "مينيرديس"، ابن أحد أهم الكهنة المصريين الكبار بداية في تاريخ المومياوات المصرية التي وصفها الأديب الفرنسي جان جاك انبير في القرن التاسع عشر "إن من يزور مصر ويخرج منها وتحت يده مومياء لإنسان ومومياء طائر محنط".آ
الدكتور أحمد صالح المتخصص في علم التحنيط المصري أكد لـ"بوابة الأهرام"، أن أكبر المتاحف التي تضم مومياوات مصرية هو المتحف البريطاني، ومتحف شيكاغو بأمريكا، ومتحف مانشتسر بانجلترا، والذي يضم 17 قطعة مصرية مكتملة، لافتاً أن أقرب الإحصائيات لعدد المومياوات المتواجد في متاحف العالم يقدر بـ6243 مومياء مصرية.آ
في أوربا استخدمت المومياوات كمسحوق طبي تم بيعه في صيدليات أوربا كما تم استخدامها كوقود بديلاً عن الفحم لتحريك القطارات لتساهم المومياوات المصرية في صناعة النهضة الأوربية قبل أن يقرر علماء الطب إيقاف بيع مسحوق المومياوات بسبب الآثار الجانبية للمتعاطي له وهو مرض السل.آ فرنسيس أمين الباحث الأثري أوضح لـ"بوابة الأهرام"، أن المواد المستخدمة في التحنيط كانت تماثل مفعول مضادات حيوية لذا اتخذه الأوربي كدواء حتي أن لويس السادس عشر كان يحتفظ ببرطمان يحوي مسحوق مومياء، مشيراً إلي أن أسوأ العصور في سرقة المومياوات كانت في القرون 17 و18 و19، لافتاً الى أن الاحصائيات تغيب عنها مصير ملايين المومياوات تم تدميرها ، مشيراً إلي أن أمريكا قامت بأخفاء 4 آلاف مومياء في الحرب العالمية الثانية في إحدي الجامعات . 
  الأثري صالح صاحب كتاب التحنيط في مصر الفرعونية أوضح أن هلاك المومياوات المصرية في عهد الفراعنة كان موجودا بسبب قيام اللصوص بحرق المومياوات، وخاصة الفقراء، أو فساد ورشة التحنيط في البر الغربي، مشيراً إلي أن ورشة التحنيط شهدت الكثير من وقائع الفساد المتمثلة في إتلاف الأعضاء أو تبديلها وهذا ماتم اكتشافه حديثاً .
- أفضل أنواع التحنيط هو تحنيط الأسرة 21 الفرعونية" هذا ما يؤكده الباحث فرنسيس أمين، مؤكداً أن سرقة اللصوص للمويات، جعلت كل من يقوم بالتحنيط يتقنه كي لايتم انتهاك الجثة بحثاً عن الذهب، لافتاً إلى أن من أغرب المواقف في العصر الحديث هو دفن مومياء - في افتتاح المتحف المصري في حديقة المتحف بعد أن خرجت منها رائحة عفونة وهي واقعة تم ذكرها كثيراً في كتب الأثريين المصريين والأجانب .
- التحنيط فكرة جماعية وليست خاصة بالأغنياء فقط في مصر القديمة هذا ما أوضحه الباحث أحمد صالح، لافتاً إلى أن الأدوات المستخدمة في التحنيط عند الأغنياء تختلف عنها عند الفقراء وهي أدوات مادة النطرون الذي كان يتم جلبه من الصومال وزيت الآرز، والذي كان يتم استيراده من لبنان، مشيراً إلي أن الفقراء كانوا مجبرين علي استخدام زيت الخروع وملح الأرض في التحنيط الذي كان يستمر لمدة 70 يوما في ورشة التحنيط بالبر الغربي في الأقصر.
في عام 1886م كانت أول مشاهدة رسمية للمومياوات المصرية حيث شاهد خديوي مصر مومياء رمسيس الثاني وهي من ضمن الخبيئة التي اكتشفها المواطن عبدالرسول في الأقصر، والذي اكتشف الكثير من الآثار وقام ببيعها - كان القانون المصري آنذاك يسمح بالبيع- وهي نفس المومياء التي أدت لتوتر في العلاقات الدبلومسية بين مصر وفرنسا في عهد الزعيم جمال عبدالناصر بسبب قيام باحث أثري يهودي بأهانة المومياء لظنه أن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج .آ الواقعة التي شاهدها خديوي مصر في عام 1886م تحدثت عنها الصحف "الرجل الذي تحرك" كما يؤكد الباحث فرنسيس أمين فنزع اللفائف الكثيفة منه جعلت يديه تتحرك بطريقة غريبة جعلت المشاهدين يظنون أنه تحرك، مشيراً إلي أن أغرب الوقائع في عالم المومياوات هو حمل مومياء علي حمار من سقارة ثم وضعه في قطار ثم في مركب حتي بولاق ليقوم موظف الجمارك بكتابة وصفه بسمك مملح نظراً لعدم معرفة وصف محدد لها. - الأثري أحمد صالح يؤكد أن العلم الحديث في المومياوات أتاح للأثريين معرفة الأمراض في المصريين القدامي بالإضافة إلي معرفة تطور الطب عند القدماء المصريين، لافتاً إلى أن مومياوات أثبتت إجراء عمليات جراحية في الجمجمة والأسنان وغيرها.






ليست هناك تعليقات: