الاثنين، 3 نوفمبر 2014

مقارنة بين “المكارثية” الأمريكية وما يحدث في مصر الآن.. فيديو


فــي 10 نقـــاط 
مقارنة بين “المكارثية” الأمريكية وما يحدث في مصر الآن


 تعرف العنصرية بأنها الاضطهاد لاختلاف اللون والعرق، والطائفية بكونها الاضطهاد لاختلاف الدين، أما المكارثية فقد تشترك مع العنصرية والطائفية بكونها اضطهاد لكنه على أساس الأفكار. فهي اضطهاد ضد فئة من البشر لكونهم يؤمنون بأفكار مختلفة عن أفكار المتحكمين في السلطة والإعلام. 
وقد ظهرتكلمةالمكارثيةلأولمرةمن خلال كاريكاتير للأمريكي هربرتبلوكعام 1950،محاولاً به وصف الهستيريا الجماعية التي أصابت بلاده. يقول بلوك أنه اختار تسمية تلك الحالة بهذا الاسم نسبة لسيناتور جوزيف مكارثي، أكثر من قدموا وساهموا في تقديم الفكر المكارثي للعالم.
ذلك الرجل الذي تم انتخابه قاضيًا لمحكمة استئناف عام 1939 ليصبح أصغر قاض بالولاية، وليتطوع ويشارك بالحرب العالمية الثانية وفيسنال33 ويعود منتصرًا زاهيًا بما فعله.
ويمكننا تعريف المكارثية باختصار بكونها تلك الطريقة في اغتيال الخصوم السياسيين معنويًا عبراتهامات بالجملة تطعن في شرفهم ووطنيتهم ثم التنكيل بهم وإقصائهم.
ومع حوادث تمر علينا يوميًّا من خلال الإعلام المصري، أمكننا في تقريرنا رصد متشابهات كثيرة بين الحال الأمريكي خلال انتشار المكارثية والحال المصري الآن.
توقيت الظهــــور
كان التوقيت والصراع السياسي هما خير معينين لظهور “المكارثية” الأمريكية في الستينات، ثم المصرية حاليًا، فقد ظهرتالمكارثية الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية، أثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، فكان التحفز والهجوم والشراسة ضد الشيوعية من قطاع كبير من الأمريكان في أعلى درجاته، وحيث الدولة كسلطة في صراع مع الفكر الشيوعي وأكبر الدول المتبنيه له. وهو ما نجده حاليًا في مصر بعد رحيل الرئيس المعزول مرسي، حيث السلطة العسكرية في صراع عنيف مع جماعة الإخوان، وحيث “إما هم وإما نحن” هو الشعار الغالب، فيكون قتل أكثر من1000 شخص في يوم واحد، مع حث وتشجيع ومدح إعلامي من أغلب القنوات المؤيدة للسلطة أثناء وبعد ارتكاب واحدة من أكبر مذابح التاريخ الحديث، وليكون أكبر ما تحاربه الدولة الآن – ما تصنعه في آراء أخرى– هو “الإرهاب” في مقابل ما كانت أمريكا تحاربه “الشيوعية”.
  تأسيس ثقافة الخوف
“الدولة حاربت وتحارب وستحارب الإرهاب، كل من يعارضها فهو مؤيد للإرهاب، أمامنا خطر الإرهاب وكفى على الرئيس والدولة مواجهته” ذلك النداء الذي تختلف صيغته من وسيلة إعلامية لأخرى، لكنه هو الأساس لأي حديث، وليكون ناتج هذا البث الدائم لخطر الإرهاب، هو “الخوف”، الخوف من كل شخص يبدو إسلاميًّا لعله يكون “إرهابيًّا”، الخوف من أي شخص يحاور ويتحدث بالمنطق فقد يكون من داخله مؤيد للإرهاب، الخوف من إبداء رأي مخالف لسيمفونية العزف على أخطار الإرهاب، فلا تشكك ولا تتحدث بأي كلام قد يجعل “المؤيدين للإرهاب” يستفيدون منه. الخوف الذي يصل بك لدرجة “ليس علي لبس تيشرت عليه لون أصفر أثناء خروجي، فلعلهم يقبضون علي بسببه مثلما فعلوا مع غيري. الخوف وطلبات الانتقام الذي أصبح يبثه ويكتبه كتاب ومثقفون في أعمدتهم.



 ■ اتهامات دون دليل
“هذه قائمة فيها 205 من الشيوعيين والجواسيس بداخل وزارة الخارجية الأمريكية” هكذا تحدث عضو الكونجراس الأمريكي جوزيف مكارثي. ليكون حدث العام، وتتحرك الدولة كاملةً على أثر حديثه. بالطبع ثبت بعد ذلك كون هذه القائمة غير حقيقية، وأن الأمر برمته من وحي خيال مكارثي مهما كانت الأسباب، لكن النتيجة كانت خلال 10 سنوات هي إلقاء القبض على أكثر من 200 شخص، وطرد أكثر من 10 آلاف من عملهم. بل أكثر من ذلك، فيثبت التاريخ أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ساعد مكارثي بوثائق وأوراق غير صحيحه لكي يساعد علي استمرار تلك الحالة، فيتمكن باستمرارها من النيل من أي شخص دون الحاجة لأدلة وإثباتات وإجراءات، فقط يكفي اتهام كونه شيوعي، ويصل في أعلى درجات المشهد لأن يقترح الـ إف بي آي– على حث الوضع المساهمين في صناعته – بقانون شامل للتجسس. هل هناك ما هو أكثر من ذلك؟ نعم، تشكيل لجنة مكارثي لتشرف على توجيه الاتهامات والحسم بكون هذا الشخص “شيوعي” ومقتنع بالشيوعية أم لا. والمقابل المصري لا يقل عن ذلك بأية حال من الأحوال:- في مقابل قانون التجسس الأمريكي، القانون المصري الحالي بالرقابة على وسائل التواصل الإلكتروني. تسجيل مكالمات لأغلب المشاهير المصريين، وإذاعتها في برنامج فضائي دون تدخل من أية جهة قضائية. اتهامات بالجملة لكل من يعارض الدولة وقرارتها، مهما كانت تلك القرارات وأسبابها.


  إغلاق ومواجهة أي صوت معارض للسلطة
“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” هكذا دائمًا يكون شعار السلطات أثناء تفشي “المكارثية”، والذي يترجم شعبيًا لـ”مش وقته”.. حيث المنطق المسيطر هو “يمكننا مهاجمة السلطة لكن ليس الآن حتى لا نضعفها ونكون ضدها في محاربتها للإرهاب”. فنجد في أمريكا ودون إجراء تحقيقات أثناء المكارثية تم إقالة قرابة الـ10 الاف موظف من عمله، ونجد هنا إيقاف – منذ بداية الحكم العسكري – لكل القنوات الإسلامية، مهاجمة دائمة ومستمرة لقناة الجزيرة بما تنقله من صوت معارض للحكومة المصرية، القبض على3 إعلاميين عاملين بقناة الجزيرة منذ ديسمبر الماضي. وليصل الأمر في بعض الأحيان لمهاجة إعلاميين بالأسماء وأنه على الدولة تكميم أفواههم..






المؤسسات الدينية والمكارثية
حظي مكارثي وممارساته بتأييد الكثير من الكنائس الكاثوليكية خصوصًا في ولاية هويسكنسن، هكذا كان الأمر وشهد التاريخ، وهو الملحوظ حاليًا بدعم الأزهر والكنيسة لكل ما تقوله الدولة، وذلك بإجراءات كثيرة يتخذها الأزهر ضد طلابه المعارضين، وبدايةً من تأييد مفتي الجمهورية لعملية فض رابعة والنهضة.


لسنا شعب واحد
هكذا تقول واحدة من أبرز الأغنيات التي تذاع يوميًّا على قنوات الإعلام الرسمي “انتوا شعب واحنا شعب”، وهكذا كان يحاولة مكارثي تصنيف الأمريكان، فهؤلاء “ضد أمريكا” ومع الشيوعية، وهؤلاء مخلصون للأفكار الأمريكية. ولتكن النقاشات يوميًّا في الإعلام الأمريكي تلك الفترة عن تلك الجماعات الشيوعية العسكرية التي تستهدف هدم الدولة، وليكتشف العالم بعد ذلك أن ما قيل لم يكن أكثر من هراء يشيعه الإعلام. وهو ما نجد شبيهًا له في جريدة الوطن المحسوبه على النظام المصري بنشرها لتقرير يفيد بإقامة فرع لداعش في القاهرة بفيصل والهرم.
  توقف تام لأي نشاط سياسي في ظل المكارثية
بعض الواعين والمثقفين يحاولون النجاة بأنفسهم، فوجدنا أثناء تلك الحقبة مهاجمة رموز ثقافية كبيرة واتهامها بالشيوعية، مثل أينشتاين، وشارلي شابلن، وارثر ميلر، وكان علي أثر ذلك هجرة وسفر كثير من العقول المثقفة لأوروبا. وهو ما نلاحظة في الحال المصري حاليًا، من توقف للنشاط السياسي منذ رحيل الرئيس المعزول مرسي، حتى إن انتخابات الرئاسة كانت بين شخصين فقط، وفاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بنسبة 97%. ونجد أثر ذلك أيضًا في انغلاق الأفق أمام أغلب الشباب المصري ورغبته في الهجرة خارج مصر، بنسبة تصل لـ74% من الشباب المصري.
استغلال المكارثية للانتقام
 من أبشع طرق استخدام المكارثية هي التكنيل بالخصوم، هكذا استغلها الـ إف بي آي، وهكذا استغلها مكارثي، وهكذا استغلها كثير من الأمريكان وقتها، فكلما واجهتك مشكلة مع شخص ما أسهل أن تشيع عنه كونه شيوعي لتحطمه، ما أسهل أن تقول إن ولاءه ليس لأمريكا والأفكار الأمريكية. بل إن المكارثية تصل حد مهاجمة رموز الدولة، فوجدنا الأمر قد وصل بمكارثي لاتهام وزير الدفاع الأمريكي وقتها ذلك المخضرم المنتصر في الحرب العالمية الثانية جورجمارشال بأنه شيوعي! بل أكثر من ذلك اتهام مكارثي لأعضاء في لجنة التحقيق التي يقودها بنفسه بأنهم أيضًا تشوبهم تهمة الشيوعية. وتلك الدرجة من اتهام أكبر ترتيب وظيفي في الدولة (رئيس الجمهورية) بأنه من الجبهة التي تحاربها الدولة ليست بغريبة، بل ذكرت قبل مجيء عبد الفتاح السيسي للرئاسة بالفعل.



تحظي بتأييد الأغلبية
 ليس هناك خيار أمام مجتمع فقير – في أغلبه – اقتصاديًّا ومعرفيًّا سوى إعلام الدولة وما يبثه من أخبار ومعلومات، لذلك في حين وجدنا أن المؤمنين بالمكارثية كانوا قد بلغوا نسبة 52% من الأمريكان، نجد أن في مصر كثيرًا من المؤمنين أن الدولة التي أعلنت نجاح الخطة نسر وقضاءها علي الإرهابيين في سيناء ما زالت تحارب الإرهاب، وأنه لكي تحاربه فعليها أن تهجر سكان المنطقة الحدودية، بل وتعذبهم. 1) الحل (إدواردمورو – أرثرميلر) لا تستمر المكارثية طويلاً، ففي أمريكا استمرت لـ10 سنوات ثم كان انتهاؤها وتعقل الشعب لما كانوا فيه من حُمق، وهتلر بإعلامه لم يستمر أكثر من 20 سنة.
لكن كيف كان التغلب على المكارثية وأضرارها؟ إعلام، ونخبة.. بهاتين الوسيلتين كان التغلب على المكارثية، إعلام واعي عاقل قاده الإعلامي الشهير ادوارد مورو دون خوف، ونخبة مثقفة مستنيرة واعيه بخطر استمرار هذا الفكر وكان علي رأسها المسرحي والروائي الأمريكي أرثر ميلر.
 (ساسة بوست)



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

ليست هناك تعليقات: