الاثنين، 3 نوفمبر 2014

الآن اعترف .. خسرت الرهان والفائز في مصر شاذ جنسيا.


هكـــذا ارادوا لمصــــر
 ان يقود منابرها كل آفاق لعين .. من هو بلا مباديء أو ضمير


 .. من يقبل دون تردد ان ينحط الى اسفل سافلين ..
عندها فقط تفتح له النوافذ لينفث سمومه لجمهور الناظرين ..
وينفث ايضا اوجاعه النفسية ..
لانه يعرف جيدا الثمن الذي دفعه كي يلعب في ” الاستاد ” 
 ما احقره وأبشعه
اعترف ، اني خسرت الرهان
 وكسبت روحي وقلبي وايماني واحترامي لنفسي
 و الفائز في مصر ،،، شاذ جنسيا 
واسألوا ايضا عن من تحدث باسم لجنة كتابة دستوركم المهيب !!!!

اتحدى ان يكون هناك فنان مسرح واحد من جيلي يجهل ما ستحمله اليكم هذه السطور المؤسفه !
والحق أقول لكم اني ترددت طويلا قبل ان أكشف هذا الجانب الدنيء في بلادي مصر المنحوسة .. ولكن وقد وجدت من يظهر على الشاشات ليقول : انا عاوز اشوف دم للركب
: انا عاوز اشوف دم من بكرة .. من دلوقتي
: محدش يقولي ديمقراطية أو حرية رأي بعد كده .
قررت ان اتكلم .. قررت ان احكي تجربة مره مررت بها شخصيا ولا انقلها عن رواية أحد .. تجربة تكشف حجم الدناءة المخطط ان نحيا فيها .. وهؤلاء المخططين ادركوا ان باب هذه الدناءه لابد أن يبدأ من أعلى ، من القمة .. فان فسد الكتاب والمثقفون والاعلاميون والفنانون فسيصبح فساد باقي الشعب .. أو القطاع الاوسع منه .. أمر حتمي
والشخصية التي سأحكي تجربتي معها معروفة في الوسط الثقافي والفني جيدا ، وليس أدل على ذلك من قيام السيناريست وحيد حامد باستلهامها في فيلم عمارة يعقوبيان .. كما قام الممثل خالد الصاوي الذي بدأ حياته في المسرح مؤلفا ومخرجا وممثلا باستلهامها ايضا في أداؤه التمثيلي في هذا الفيلم .. فمن اراد منكم تخيل الشخصية التي سأحكي عنها .. عليه فقط ان يتخيل اداء خالد الصاوي في فيلم عمارة يعقوبيان .
كنت في العام 1995 في الثالثة والعشرين من عمري .. ادرس في كلية عظيمة هي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، سمحت لي ادارتها – التي كان على رأسها د. علي الدين هلال السياسي السابق – بتقديم عملي المسرحي الاول ” عودة خوفو ” ضمن مهرجان مسرح العروض القصيرة كمؤلفا للنص ومخرجا له .. ولقد استطاع العرض بفضل من الله تحقيق العديد من الجوائز للكلية .. وكانت هذه هي المرة الاولي التي يحصل فيها فريق مسرح كلية سياسة على جوائز مسرحية .
هذا النجاح جعلني بالطبع اشعر بثقة شديدة فبدأت في التخطيط لكتابة مسرحيتي الثانية وهي الاكثر نجاحا وشهرة حتى الآن ” الكلاب الايرلندي ” .. مستفيدا من الدروس التي تعلمتها من فرصة اخراج نصي المسرحي الاول والتي جعلتني اقترب كثيرا من مناطق القوة والضعف فيه ، فجاء النص الثاني أكثر حرفية والدليل ان الشباب مازالوا يقدمونه على المسرح حتى الآن بعد مرور 19 عاما على كتابته .
كان طموحي بدأ يتجاوز حاجز مسرح الكلية .. فقمت بتشكيل فرقة مسرحية للهواء .. وبدأت معتمدا على الدعم المالي المتاح من والدتي المتحمسة لفن المسرح لرقيه واحترامه لعقول جمهوره في تأجير صالات تصلح لعمل بروفات لهذه المسرحية ، وحين اكتمل العرض توجهت الى جهة تحصل على دعم من وزارة الثقافة تنظم مهرجانات مختلفة لعروض الهواه وتسلط عليهم الضوء اعلاميا ونقديا .. ولكن بحدود .
بالفعل توجهت باوراق العرض الي هذه الجهة وطلبت تحديد موعد للمشاهدة وقدمت صورة ضوئية للنص المسرحي المكتوب .. وبعد ايام فوجئت بأن مدير المهرجان .. والمؤسس الحقيقي لهذه الجهة ورئيسا السابق والفعلي في نفس الوقت يطلب لقائي .
هل يمكن ان يتخيل أحد كم السعادة التي يشعر بها شاب بداخله احلام كبيرة لوطنه يصيغها في عبارات مسرحية يحلم ان تحمل لواقعه التغيير الذي يستحقه حين يفاجأ ان خطوته الاولى خارج اسوار الجامعة تسفر عن لقاء مع هذا الاسم الكبير .. مع الدكتور الناقد المخرج الاعلامي الذي يملأ الشاشات وأعمدة الصحف بمقالاته وأخباره .. بالطبع كانت سعادتي غامره حتى اني قضيت الليل احلم بهذا اللقاء وتخطى حلمي حدود براد واي نفسها مرورا بالكوميدي فرنسيز دون شك .
جلست امامه في أدب التلميذ النجيب .. استمع اليه .. كانت بدايته في الحديث مبشره حيث قال لي : حسام انا لمحتك وانا داخل مكتبي وانت بتقدم مشروعك للسكرتير وقلت بصراحة شكله ولد روش عاوز يدخل المسرح علشان البنات .. لكن لما قريت نصك احترمتك جدا وطلبت اني اقابلك .
بالطبع انطلقت من فمي عندها سيول من الشكر والمديح له ، واخبرته انني عشقت المسرح حين عرفت انه بدأ كلعبة سياسية حيث كان يقوم اصحاب الرأي السياسي في اليونان القديمة بتقديم آرائهم في الحكم وشئون الدولة عن طريق المسرح .. واستمر ذلك لقرون حيث كانت كل احداث المسرحيات تدور في باحات الحكم قبل ان تنتقل الاحداث المسرحية الى الشارع تناقش هموم واوجاع الشعب !!
فقاطعني قائلا : اسمع يا حسام احنا مبنخترش اي حد .. وانت موهوب بجد .. وانا سكة للــ …. ( الكبير قوي في وزارة الثقافة ” .. وممكن اجيب لك منه 100000 جنية ميزانية لمسرحيتك .. بس بشرط!!
سألته مبهورا بالرقم باسعار التسعينات : ايه هو يا دكتور ؟
فصعقني قائلا : تنام معايا !!
قالها هكذا دون مواربة وكدت اصعق من هول المفاجأه .. أيكون هذا المثقف الكبير راعي شباب المسرحيين ، الذين ينطلقون من فن المسرح الى الاعمال التليفزيونية والسينمائية ، والذي بدت مصافحته الاولي معى رجولية جدا – وكأنه تعمد ان تبدوا كذلك – ” شاذ جنسيا ” ويراودني عن نفسي !! ، أيكون هذا المكان مجرد محطة لانتقاء الشباب الى هذا المصير المأفون …
كسر صمتي بسؤال : مالك .. اتخضيت كده ليه .. انت موش راجل
: الحقيقة انا راجل يا دكتور عـــ…… بس واضح ان حضرتك اللي موش كده – هكذا اجبت –
: ليه .. موش راجل ليه .. علشان بتــــ …. ( لفظ خادش للحياء ) دي ملهاش علاقة بالرجولة .. الرجولة اني اقف جنبك واساعدك وادعمك لحد ما تحقق طموحك .
: لا طبعا .. اللي بتحكي عنها دي اسمها المسئولية .. موش الرجولة .
: اسمع يا حسام .. انت فاكر ان عرش الرحمن بيتهز من الموضوع ده زي ما مفهمينك وانت صغير .. محدش شاف عرش الرحمن علشان يقدر يتكلم .. والموضوع ده بين الرجالة أحسن وانضف علشان مفهوش اختلاط انساب ” نفس المعنى الذي استخدمه وحيد حامد في فيلم عمارة يعقوبيان ” .. وشباب كتير في المسرح يتمنوا يصاحبوني .. لكن زي ما قلت لك احنا موش بنقي اي حد .. وانت لو عملت معايا الموضوع ده ح نقف جنبك لحد ما تبقى نجم .
فأجبته قائلا : السيد المسيح قال ما قيمة ان يكسب الانسان العالم كله ويخسر نفسه
فعقب قائلا : محدش ليه علاقة انت بتعمل ايه في الكالوس .. اهم حاجة لما تظهر للناس على الاستيدج ( خشبة المسرح ) تبقى قدامهم نجم .
فعلقت قائلا : وتفتكر ح استمتع بنجومية يكون ده تمنها .. انت تجرؤ تقول اللفظ اللي بيتقال في الشارع على الناس من عينتك
فأجابني بعنجهية : ميهمنيش .. يقولوا مثلي .. يقولوا شاذ جنسيا
فقلت : لا لا لا .. فيه لفظ تاني شعبي .. ايه يا ( ناديته باسمه دون القاب ) انت مكسوف تقوله وللا ايه ؟
فقال لي بتحدي : خــــــ….. ( نطق اللفظ )
فوقفت قائلا : وانا ميشرفنيش اتعامل مع راجل خــــــــ….. ( نطقت اللفظ وكانت لعمري المرة الاولى التي انطقه فيها )
فقال لي ببرود جملة مازالت تتردد بداخلي : ح تفضل طول عمرك تلعب في الحاره .. و عمرك ما ح تلعب في الاستاد .. على العموم جرب .. ولو تعبت من المحاولات تعلالي .. انا طريق الاستاد الوحيد .
راهنني وفاز .. نعم .. فاز .. اقولها اليوم ولم يمض على مغادرتي لبلادي ثلاثة ليال .. فاز المثقف الكبير ولم استطع الوصول الى الاستاد ابدا .. كل المسارح الكبيرة اغلقت امامي طيلة 19 عاما .. وكنت بمبادرات فردية وبمجهودات مضنية استطيع تقديم ليلة عرض أو ليلتين أو ثلاثة على الاكثر على خشبات مسارح الدولة دون ميزانية أو دعم .. وحين انتقلت الى مسرح الثقافة الجماهيرية وتفوقت في مهرجاناتها وتأهلت مرتين لتمثيل مصر في مهرجانها الدولي للمسرح التجريبي كان عرضي الاول ” بدون ملابس ” على هامش فعاليات المهرجان .. وعرضي الثاني ” البحث عن قاتل ديانا ” المدافع عن الاسلام ضد اتهامه بالارهاب وضد الحروب المستمرة التي يواجهها ، عرضا في اخبار الجرائد الحكومية فقط ولم توفر له خشبة مسرح يعرض عليها فعليا ضمن فعاليات المهرجان ، وبالطبع كان العرض الوحيد المتأهل ولم يعرض ضمن فعاليات المهرجان الدولي رغم نشر اخبار عرضه في الصحف القومية .
ورغم ان أحد مديري مسرح الثقافة الجماهيرية ويدعى سامي طه تجاسر ومنحني فرصة تقديم عرض محترف لمده 30 ليلة ضمن نشاط الفرقة المركزية التابعه لادارته .. الا ان ناقدا أو صحفيا واحدا أو قناة تليفزيونية لم تُستدعى لحضور العرض لتغطيته اعلاميا خلاف كل عروض الفرقة الاضعف فنيا .. ورغم نجاح العرض جماهيريا فوجئت ان ترشيحي الجديد كان لفرقة بيت ثقافة بركة السبع التي لا تمتلك حتى خشبة مسرح وتقدم عروضها في قاعات افراح .. ويال الصدف ، جاء ليحضر هذا العرض الناقد والمخرج الشاذ اياه كمحكما له ، لان عروض الثقافة الجماهيرية يتم تقييمها بدرجات من لجنة تقييم ترسلها الادارة العامة للمسرح ..اذكر تماما انه يومها تأمل بعينيه ارجاء مكان العرض البائس والفقير جدا وقال لي شامتا : موش قلت لك ح تفضل تلعب في الحارة .. قولي ايه اللي قدرت تحققه..
فأجبته في تحدي يخفي مراره كبيره : موش مهم .. انا بستمتع وانا بقدم مسرح وموش مستني آكل منه عيش خالص
فآجابني ساخرا : اوكي .. خليك مستمتع !!
ثم فوجئت بأن ترشيحي في العام التالي كان في مكان آخر أكثر بعدا وفقرا .. وعندها اعتذرت عن العمل في مسرح الدولة تماما .
كنت بعناد اقدم نصوصا مسرحية للبيت الفني للمسرح الذي يشمل مسارح القومي والطليعة والكوميدي والشباب والعرائس .. وكانت تقارير لجان القراءة تثني كثيرا على اعمالي ، ويكفي ان اقول ان رئيس لجنة القراءة كتب في تقريره عن نص ” بيت مشبوه ” اني اعد من أهم كتاب المسرح في مصر الآن .. ورغم ان مدير مسرح الشباب الفنان حلمي فوده قد صرح في العديد من الصحف والجرائد ان نص ” بيت مشبوه ” لحسام الغمري ضمن خطة عروض مسرح الشباب لعام 2014 .. الا ان يدا خفيه بت اعرفها تماما امتدت لمنع تقديم العرض كسابقيه جميعا .
واليوم رحلت عن مصر .. وقد تكررت نفس التجارب الصادمة في التليفزيون حيث استطعت تقديم عملين لا يتناولا امور السياسة وعرضا في قنوات واوقات المشاهدة الضعيفة .. ومنعت من تقديم العشرات .. رغم تقارير لجان القراءة الايجابية جدا والتي احتفظ بنسخ منها للذكرى .. العمل الاول ساعدني في تقديمه الراحل الرائع عبد المنعم مدبولي .. وبزخمه قدمت حلقات العمل الثاني الضعيف انتاجيا .. وبعدها الابواب الموصده كالمعتاد ، والسبب دون شك هو ان تبقى الحارة ملعبي الوحيد .. لان اللعب في الاستاد في مصر المنحوسة له شروط خاصة ، مثلي لا يذعن لها .
لانهم هكذا ارادوا لمصر .. ان يقود منابرها كل آفاق لعين .. من هو بلا مباديء أو ضمير .. من يقبل دون تردد ان ينحط الى اسفل سافلين .. عندها فقط تفتح له النوافذ لينفث سمومه لجمهور الناظرين .. وينفث ايضا اوجاعه النفسية .. لانه يعرف جيدا الثمن الذي دفعه كي يلعب في ” الاستاد ” ، ما احقره وأبشعه
واليوم ايضا وبعد توديع مصر بلادي غير نادم ولا عائد باذن الله آن لي ان اعترف ، اني خسرت الرهان وكسبت روحي وقلبي وايماني واحترامي لنفسي و الفائز في مصر ،،، شاذ جنسيا
واسألوا ايضا عن من تحدث باسم لجنة كتابة دستوركم المهيب !!!!
حسام الغمري
 هذا الشاذ ما ذال حتي هذه اللحظة يشغل مناصب هائلة منها : 
رئيس اتحاد كتاب مصر 
رئيس تحرير الأهرام إبدو الحالي 
والمصرى اليوم السابق 
والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
وعضو المجلس الأعلى للصحافة



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



ليست هناك تعليقات: