الاثنين، 20 أكتوبر 2014

دعشنة الإخوان بين الحقيقة والأوهام.


إعادة ترتيب مفاتيح السيطرة على المنطقة 
وتوزيع الأدوار والأفعال 
لمصلحة من يتم الدفع وبقوة فى اتجاه دعشنة الإخوان؟


           وكما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب(داعش) على مساحات من الأراضى العراقية والسورية تعادل حجم المملكة المتحدة 
كما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية 
,سيطر أيضا على مساحات شاسعة من عقول وقلوب العالم بأسره.

فبينما يجتهد الأمريكان فى خلق تحالف دولى _ وهكذا حدث _ ظاهريا للقضاء على تنظيم داعش ومحاربة الإرهاب ومن خلف الستار إعادة ترتيب مفاتيح السيطرة على المنطقة وتوزيع الأدوار والأفعال.
اجتهد كثير من الباحثين والكتاب فى فهم حقيقة داعش وأسباب وجودها ومن يدعمها ويمولها وأعداد قواتها وعدتها وكيف سيطرت على تلك المساحات الشاسعة؟
وكذا أعداد المقاتلين الأجانب فى صفوف داعش وخاصة أبناء دول الاتحاد الأوروبى والتى جاءت فرنسا فى مقدمة الدول بتسعمائة مقاتل تليها بريطانيا ثم ألمانيا.
ونظرا لتخوفى الشديد من انتشار الفكر الداعشى فى الأمة الإسلامية عامة وأبناء التيار الوسطى الجارف خاصة كتبت ثلاثة مقالات أولهما يرصد هدم الفكرة الداعشية (الجهاد الربانى والجهاد الداعشى) وثانيهما يدق جرس الخطر فى انتشار داعش فى مصر(داعش فى مصر..لامرحبا بكم!) والثالث يسلك طريق الوسطية بين داعش والجيش الحر( الوسطية ألا تكون داعشيا ولا من الجيش الحر).
وذكرت فى مقال ( داعش فى مصر..لا مرحبا بكم ) أنه تولد لدى تخوف رهيب من انتشار الفكر الداعشى فى مصر عامة وبين أبناء التيار الإسلامى _الذى كان يوصف بالوسطى _خاصة وذلك لتوافر بيئة خصبة وتربة ملائمة لنمو هذا التيار الداعشى و تظهر بوادر هذا التخوف وملامحه فى الآتى:
(1) الإنقلاب العسكرى المجرم على أول تجربة ديمقراطية وليدة فى مصر أطاحت برئيس جمهورية منتخب وعصفت بأحلام وطموحات جيل كامل فى بناء أمة ناهضة قوية .
(2) انتشار الظلم والطغيان وسفك الدماء وانتهاك الحرمات واعتقال الشرفاء مع عدم القصاص من قتلة الثوار ومغتصبى النساء.
(3) الإحساس المنتشر بين أبناء التيار الوسطى بخيبة الأمل واليأس ممزوجا بالمظلومية وحالة الكربلائية وإرتداء ثوب الضحية المستضعفة وإجادتها على طول الخط.
(4) الدور المخابراتى الداخلى والخارجى فى خنق الحالة الثورية وتأزيمها وتوجيهها نحو المشهد السورى.
(5) الدور الدولى والإقليمى فى رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وترسيم حدوده وتقسيم المقسم فيه.
(6) كثرة أعداد المصريين المنضويين داخل تنظيم داعش فى سوريا والعراق وأغلبهم من الشباب المتعلم المثقف والذى كان يحيا حياة طبيعية وليس بها منغصات معيشية وشوائب حياتيه.
(7) المتابع لمواقع التواصل الإجتماعى والراصد لحركة الثوار وإتجاهاتهم يجد ترحيب كبير واستقبال شرس لأخبار داعش ونوادرهم وإظهار محاسن مواقفهم مع حاضنتهم الشعبية وترويجها وفرحهم بداعش وبما يفعلونه فى الأنظمة المستبدة.
ويؤكد هذا الكلام ماقاله الأستاذ /يزيد الصائغ فى نفس المقال السابق عن تنظيم داعش ودوره فى ترسيخ مفهوم دولته وكسب حاضنته الشعبية(يدعم تنظيم «داعش» البعد الرمزي للدولة بأشكال أخرى من أعمال بناء الدولة. ففي سورية، اهتم أكثر من معظم منافسيه المتمرّدين السوريين، وفعل ذلك بقدر أكبر من النجاح، بإدارة المناطق الخاضعة إلى سيطرته، وضمان توفير الخدمات الأساسية والاحتياجات المعيشية وتنظيم الأسعار ونقل عائدات صادراته النفطية ومصادر دخله الأخرى عند الحاجة. أما في العراق، فقد ترك هذه المهام لشركائه السنّة، بينما احتفظ بالإشراف على شؤون السياسة والأمن وإقامة العدل وفقاً لتصوّره للشريعة.)
(8)استمرار سفك الدماء وقتل الأبرياء واعتقال الشرفاء وسرقة الأحلام والأمنيات والأوطان.
(9)انسداد الأفق السياسى والحلول الثورية مع غياب الرؤية وعجز القيادة وجلد الظالم وفجره.
وممازاد قلقى وتخوفى أيضا  اطلاعى على صفحة من صفحات جوجل ترندز والتى تهتم بكلمات البحث الأكثر شيوعا وأماكنها ونسبتها.
وبعيدا عن من يتسللون لوازا لإلصاق الدعشنة بالإخوان زورا وبهتانا تارة فى المنهج وأخرى فى المؤسس وثالثة فى السلوك والوسائل كناصرى الديكتاتورية العسكريه ويساريها مثل مايقول عبدالحليم قنديل فى مقال له بعنوان دعشنة الإخوان (وقد لا يصح إنكار إغراء الداعشية الراهن، ليس فقط عند شباب جماعات القاعدة وأخواتها، بل فى قلب حركات إسلامية كانت توصف بالاعتدال فيما مضى، وعلى طريقة ما يجرى فى صفوف جماعة الإخوان، فقيادة الإخوان تراوغ كالعادة فى بياناتها الرسمية، وتدعى أنها تنكر العنف، وتستنكر الدموية الوحشية المنسوبة لداعش، لكن قطاعات متزايدة من شباب الإخوان تبدو مبهورة بداعش، والسبب ظاهر، فداعش تختصر الطرق، وتقيم دولة الخلافة الموعودة فى خيالهم، ثم أن تراث الإخوان فيه ميل داعشى ظاهر، وبالذات فى نظريات سيد قطب، وهو ما يفسر التحاق جموع الشباب الإخوانى الأصغر سنا بنزعة داعش، وولعهم المتزايد بتكوين جماعات الإرهاب ، خصوصا مع الاختناق السياسى وهزائم الإخوان الشعبية، وافتراض أن العنف الدموى هو الطريق الصحيح لإقامة دولة الإسلام، وهو ضلال لو تعلمون عظيم( .  ,وهذا الكلام محض خيال دواعش الفكر الناصرى المتهالك والذى ينم عن حقد وكراهية موروثة تاريخيا.
وبعيدا عن هؤلاء فهناك من يقولون باستحالة دعشنة الإخوان_وأنا منهم _لأسباب منها:
- تعرض الإخوان لأكثر من اختبار محنوى شديد لم يعصف بوسطية فكرتها ومنهجها ووسائلها كما حدث فى محنة 1954 و1965و حتى الآن ,ووقفت عاصية عاتية تواجه تلاطم الأمواج فى قوة وعزة وثبات.
- سيطرة الصف الأول والثانى والثالث وغالبيتهم من كبار السن والفكر وعجائز المرحلة على مقاليد الأمر فى التنظيم.
- النزعة الإصلاحية القوية فى فكر الجماعة وسياستها ووسائلها واستحالة تثوير رؤيتها ومنهجها.
- شباب الإخوان نتاج تكوينى لفكر العجائز وممارساته وأطروحاته.
- المقصلة الاقصائية لأى عنصر يخرج عن اطار ماترسمه القيادات الفكرية والميدانية.
- حالة الاحتسابيه والتصالحيه والتنازليه والتسامحيه وانتظار الأجر الأخروى وعدم الاكتراث بالقصاص ولا بالثأريه للدم.
والمتتبع المنصف لمسار التاريخ الإخوانى منذ نشأتها على يد مؤسسها الأستاذ/ حسن البنا  _رحمه الله_  يجد المسار السلمى الاصلاحى التصالحى هو نهج الجماعة وديدنها , وتكتمل الصورة بعد مذبحة رابعة والنهضه والتى تعد الأبشع فى تاريخ الإخوان خاصة وتاريخ مصر عامة حيث أن بعد هذه المجزرة والتى شهدها العالم _ولم يحرك ساكنا_كانت الجماعة ولازالت تحتفظ بسلمية منهجهها ووسائلها رغم فداحة خسائر الجماعة وتنظيمها من قتل لأفرادها واعتقال لقادتها وأبنائها وتشريد ومطاردة مناصريها ومحبيها .
ثم يبقى سؤالى الأخير لمصلحة من يتم الدفع وبقوة فى اتجاه دعشنة الإخوان؟
والدفع فى اتجاه دعشنة الإخوان إنما هو يخدم أعداء مصر والأمة ولا يخدم الوطن ومستقبله , فالإخوان فصيل وطنى قوى ومتماسك وحضوره فى نسيج المجتمع راسخ , ووجوده فى المعترك السياسى لازم وضرورى , وإقصائه يضر بمصر والأمة , بل يعصف بخريطة الإسلام الوسطى فى المنطقة والعالم والتى تعد جماعة الإخوان صمام أمان الأمة من الغلو والتطرف والدعشنة فى عصرنا الحديث.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى 
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





ليست هناك تعليقات: