الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

بعد العدوان على ليبيا : تاريخ التدخل العسكري المصري منذ يوليو 1952..


التدخلات العسكرية للقوات المسلحة المصرية
منذ حركة يوليو 1952
 ويبقى السؤال الجدلي مطروحًا:
 هل تشارك مصر عسكريًا في عملية جديدة خارج حدودها 


أثار النبأ الذي نشرته وكالة أسوشيتد برس مؤخرًا عن قيام طائرات مصرية بقصف مدينة بنغازي الليبية جدلًا واسعًا على الجانبين المصري والليبي، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها توجيه أصابع الاتهام للجانب المصري بالتدخل عسكريًا في ليبيا لدعم تحالف ما يعرف بـ”عملية الكرامة” التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر وأنصاره، رغم إصرار الجانب المصري في كل مرة على نفي تدخله العسكري بأي صورة في الجانب الليبي.
في نفس الصدد، تأتي عمليات ما يعرف بـ”التحالف الدولي” ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وما يراه المراقبون من محاولة لاستدراج بعض الجيوش العربية ومنها مصر ربما للمشاركة بإرسال قواتها، رغم أن مصر أعلنت سلفًا تأييدها للتحالف الدولي مع تأكيدات بأنها لن تشارك في العمليات العسكرية بأية صورة من الصور.
في هذا التقرير نستعرض أبرز العمليات والتدخلات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية منذ حركة يوليو 1952، ويبقى السؤال الجدلي مطروحًا: هل تشارك مصر عسكريًا في عملية جديدة خارج حدودها سواء في الشرق الليبي أو في غيره؟ أم أن دروس التاريخ قد أقنعت العسكريين المصريين بسلوك مسارات أقل مخاطرة؟
  التدخل العسكري المصري في اليمن “1963-1967″
اندلعت حرب اليمن – أو كما يسميها اليمنيون ثورة 26 سبتمبر – في عام 1962، وهي حرب نشأت بين أنصار المملكة المتوكلية اليمنية وبين أنصار الجمهورية اليمنية، اندلعت الحرب في أعقاب الانقلاب الذي قام به المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين ملك اليمن الشمالي في ذلك الوقت، واستمرت الحرب لمدة 8 سنوات “1962-1970″ انتهت بسقوط الملكية وإعلان الجمهورية العربية اليمنية.
دعمت كل من السعودية والأردن الإمام البدر، بينما تلقى الجمهوريون الدعم من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث سافر عبد الرحمن البيضاني “العقل المدبر لثورة الجمهوريين” إلى القاهرة والتقى بجمال عبد الناصر الذي وافق على دعمه.
أرسلت مصر أكثر من 60 ألف جندي إلى اليمن إضافة إلى المعدات والأسلحة والتعيينات والمستشفيات بكامل أطقمها الفنية والبشرية ومستودعات الوقود، ومخازن الأدوية وقطع الغيار والمهمات ومستلزمات المزارع، وورش إصلاح الأسلحة والسيارات والمعدات الحربية والفنية، وقد ثبت رسميًا وصول «130» ألف بندقية أي تسليح «130» ألف جنديًا، «5» آلاف مدفعًا رشاشًا متنوع الأحجام، «130» مدفعًا مضادًا للدبابات، «90» مدفع هاون، «16» مدفعًا مضادًا للطائرات، «20» مليون طلقة «8600» لغمًا مضادًا للدبابات، إضافة إلى طائرات النقل وطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة، كل هذه المعدات قد أرسلت حتى نهاية عام 1963 فقط. ورغم كثرة المعوقات العسكرية ومنها نقص الخرائط الطوبوغرافية وقلة المعلومات العسكرية المتوفرة عن اليمن ولكن طموح عبد الناصر قد دفعه إلى هذه المغامرة غير المحسوبة، في حين أرسلت السعودية جنودًا وسلاحًا لدعم أنصار الملك واستمرت الحرب عدة سنوات، ورغم انتصار ثورة الجمهوريين في النهاية إلا أن مصر فقدت أكثر من 25 ألف جندي من أبنائها الذين أرسلوا إلى اليمن، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إضعاف الجيش المصري الذي افتقد إلى أكثر وحداته تدريبًا خلال حرب يونيو 1967 ضد إسرائيل. ووفقًا للخبراء فإن عبد الناصر وجد في اليمن فرصة سانحة لإعادة إحياء مشروعه القومي الذي تلقى ضربة كبيرة بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961 بعد أقل من 43 شهرًا على وحدتهما، كما جاءت الحرب في سياق التنافس المصري السعودي على الأخذ بزمام المبادرة في المنطقة حيث أرادت مصر عبد الناصر إزاحة السعودية عن أحد أبرز مناطق نفوذها، يذكر أن هذه الفترة قد شهدت منافسة شرسة بين مصر والسعودية بلغت حد التراشق المباشر بين القيادات السياسية حيث عرف عن عبد الناصر وقتها مهاجمته للسعودية وللملك فيصل من خلال خطاباته.
حــــرب اليمـــــن


 الحرب الأهلية النيجيرية “حرب بيافرا”
نشبت هذه الحرب في عقب إعلان الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا “الكولونيل أوجوكو” الانفصال عن الدولة واستقلال الإقليم في 30 مايو عام 1967، وأطلق على الإقليم «جمهورية بيافرا« وقام حاكم الإقليم بإصدار وثائق مالية خاصة والامتناع عن توريد الأموال إلى الحكومة المركزية باستثناء عائدات النفط، وتلقى الإقليم المنفصل دعمًا من فرنسا بينما دعمت بريطانيا ومصر وسوريا والولايات المتحدة الحكومة في نيجريا.
تلا ذلك رد المجلس العسكري الحاكم للبلاد بقرار بتقسيم الإقليم الشرقي لـ3 أقاليم منفصلة، ورد الإقليم الشرقي بالاستيلاء على بقية المباني والإدارات التابعة للحكومة الاتحادية إضافة إلى تأميم بترول الشرق لتذهب عائداته بالكامل للحكومة الشرقية وبدا أنه لا مفر من الذهاب إلى الحرب خاصة بعد أن اتخذت الجمعية الاستشارية لإقليم الشرق قرارًا يقضي بالانفصال عن الدولة الاتحادية.
قام الحاكم العسكري النيجيري يعقوب جون بإعلان حالة الطوارئ استعداد للحرب، وقرر عبد الناصر إرسال دعم عسكري عن طريق إرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا، شريطة أن يكونوا من الطيارين المتقاعدين، رغم أن مصر وقتها لم تكن قد أفاقت بعد من آثار هزيمة 5 يونيو الكبيرة، أنشأ الطيارون المصريون كلية طيران في لاجوس لتدريب الطيارين النيجيريين كما شاركت وحدات الطيران المصري في العمليات الجوية ضد قوات بيافرا حتى عام 1970.


 حرب الخليج الثانية 1991
تسمى أيضا بحرب تحرير الكويت أو عملية عاصفة الصحراء، وعلى الجانب العراقي سميت بـ”أم المعارك”، وقعت في أعقاب غزو العراق للكويت في أغسطس عام 1990، حيث قادت الولايات المتحدة تحالفًا بمشاركة 30 دولة منها مصر تحت شعار تحرير الكويت.
تباينت مواقف الدول العربية من الحرب، ففي حين أعلنت الأردن واليمن والسودان وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية مع الجانب العراقي معتبرة التحالف الأمريكي عدوانًا على الشعب العراقي، أيدت الحرب دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب بينما اتخذت كل من الجزائر وتونس موقفًا محايدًا. 
شاركت مصر بقوة مكونة من 35 ألف جنديًا توزعت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة، وتمركزت القوات المصرية على يسار الحدود الكويتية، وففقا للتقديرات فإن الخسائر البشرية لمصر في هذه الحرب كانت حوالي 10 جنود. في مقابل مشاركة مصر في تحالف حرب الخليج تم إسقاط حصة كبيرة من الديون المصرية وقتها من قبل الولايات المتحدة واليابان وقطر إضافة إلى إعادة جدولة باقي الديون خلال مدة 25 سنة، كما حصلت مصر على مساعدات مالية من الكويت والسعودية وبعض دول أوروبا أودع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جزءًا منها في البنك المركزي المصري، وهي الوديعة المعروفة بـ”وديعة حرب الخليج” التي ثار حولها جدل كبير مؤخرا في أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو عام 2013، حيث تناقلت مصادر صحفية أنباء عن قيام السلطة العسكرية الحاكمة في مصر بفك وديعة حرب الخليج من أجل الاستعانة بها لمواجهة المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
قوات الصاعقة في حرب الخليج:



 ذكر أيضًا أن مصر تشارك في أكثر من دولة ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وكانت بداية مشاركات القوات المصرية مع الأمم المتحدة عام 1960 في الكونغو، فيما تنتشر الآن معظم قوات حفظ السلام المصرية في السودان، فهل تتجه القوات المصرية إلى ليبيا؟



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


ليست هناك تعليقات: