الأحد، 28 سبتمبر 2014

العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة .. فيديو


ما حدث في اليمن في نهاية المطاف
 ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله


أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن 
 الدور السعودي في سقوط صنعاء
 وانعكاســـات ذلك على دول الخـــليج. 
 هل ينفذ النظام السوري وحلفاؤه مشروع الفوضى "الهلاكة" بالمنطقة؟ 
ألم يهدد الأسد قبل أكثر من سنتين
 بزلزلة الشــرق الأوســط إذا تعرض للخــطر؟ 
أم أن المنطقة بأكملها ضحية لمشاريع التفكيك والتقسيم.

ساهمت السياسة السعودية المتمثلة في الاكتفاء بتمويل الجماعات التي تدين لها بالولاء، في إضعاف اليمن وسقوطه فريسة في يد جماعة الحوثيين الشيعية المسلحة، التي نجحت بمؤامرة إقليمية ودولية كانت السعودية أحد أطرافها في السيطرة على العاصمة صنعاء، وترتيب الأوضاع السياسية في البلاد وفقاً لمصالحها الخاصة ومصالح حليفتها الاستراتيجية في المنطقة إيران، التي تعتبر صنعاء العاصمة الرابعة الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط، بعد بغداد، ودمشق، وبيروت.
لقد اعتقدت المملكة خطأً ــــ حسب الكاتبة الصحفية منى صفوان في مقالها المنشور بموقع عربيات سبتمبر 2014 ــــ أن الأمور في اليمن تسير إلى الأمام، وأن الضربة القاصمة التي وجهت للمشروع الشيعي الإيراني في العراق كفيلة بجعله يرفع يده عن بقية مناطق التماس مع المملكة، وأن المليارات التي ضختها لرعاية مؤتمر كبير كفيل بجعل الأمور تسير في اليمن وفقا للمصالح السعودية، بينما كان العكس هو ما يحدث، إذ يبدو من مجمل التطورات في المنطقة أن ايران والولايات المتحدة الأمريكية خدعتا المملكة، وأوهماها بتقلص النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سيطرة الدولة الإسلامية "داعش" على المناطق السنية في العراق، بينما كان الترتيب يجري على قدم وساق لإسقاط اليمن في قبضة الحوثيين، بدعم من المملكة العربية السعودية نفسها، والتي ظنت أن الخطر الأكبر عليها ليس من المد الشيعي بجوارها، وإنما من جماعة الإخوان المسلمين التي وصفتها بالإرهابية، والقضاء على ما تبقى من ثورات الربيع العربي.
فحسب صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية في اليمن، كانت كلمة السر فيما يحدث باليمن هي العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة، وأهمها المملكة العربية السعودية، فرغم الخطاب العدائي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الذي خفت حدته مؤخرًا، فإن تحالفًا خفيًا بين الدولتين يهدف لإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وخاصة السعودية المستهدف تقسيمها إلى 3 دول، شيعة في الشرق، حيث يوجد نحو 4 ملايين شيعي، ودولة في الغرب، يسكنها العرب السنة، وأخرى في الوسط، تحت رعاية دولية لوجود المقدسات الإسلامية بها.
ولذلك مثلت السياسة السعودية في اليمن خطاً استراتيجياً، لأنها أضعفت اليمن في النهاية وأسقطته في يد الحوثيين الموالين لإيران، وبالتالي عرضت أمن الخليج كله للخطر، إذ يبدأ أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن.
والمشكلة أنه بدلا من الاعتراف بخطأ التخطيط والتنفيذ ترى السعودية أن الحوثيين انقلبوا على الاتفاقية التي تم توقيعها معهم، ووسعوا رقعة انتشارهم العسكري، وسيطروا على صنعاء، لإقصاء كافة اليمنيين وليس فقط "الإخوان"، والأخطر من ذلك أنه بدلا من وضع استراتيجية شاملة لتدارك الموقف قبل أن تتحول السيطرة الحوثية على اليمن إلى حكم شامل مشابه لحكم الملالي في ايران، تكتفي المملكة بتشبه الحوثيين بداعش، وذلك حسب ما قاله "عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط"، محملة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن مسئولية ما حدث.
والحقيقة أن سكوت المملكة العربية السعودية على ما يحدث في اليمن يثير الكثير من الاستغراب وعلامات التعجب، خاصة وأن الخطر الإيراني بات يحاصرها ودول الخليج من جميع الجهات، وهذا ما قاله مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني "علي رضا زاكاني" المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي صراحة، من أن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.
ولم يعتبر "زاكاني" أن ما سماها - الثورة اليمنية - ستتوقف عند العاصمة صنعاء أو اليمن فحسب، بل ستمتد وتصل إلى داخل السعودية قائلا: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي"، على حد زعمه.
وعلى الرغم من هذه التصريحات الطائفية الصريحة, والتي لا تتورع عن إعلان مكة والمدينة أهدافا توسعية فارسية، وعلى الرغم من يقين جميع الدول الخليجية أن طهران لم ولن تلتزم يوما بأي اتفاق يخالف أهدافها التوسعية، وأن كل ما يجري مع طهران من مفاوضات أو تفاهمات ليس أكثر من هدر للوقت، إلا أن هذه الدول لم تتخذ ما ينبغي من إجراءات لتفادي سقوط وانهيار صنعاء آخر حصون أمنها القومي.
ولم يكن هذا رأي بعض المحللين السياسيين فحسب، بل هو رأي كثير من علماء الأمة بشكل عام، فقد تعجب الشيخ ناصر بن سليمان العمر من موقف دول الخليج مما يجري في اليمن وذلك مع سيطرة الحوثيين على البلاد، محذراً من أطماع إيران في المنطقة والتي تمتد إلى مكة المكرمة بحسب ما أعلنوا ذلك صراحة.

وفي  مقاله بجريدة الشروق المصرية تساءل  الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي عن  الصمت العربي الخليجي تجاه التطور الأخير على الساحة اليمنية وسيطرة الحوثيين على أجزاء من صنعاء، رغم أن دول الخليج من المفترض أن تكون قلقة بالفعل، ورغم أن التكهنات تشير إلى أن الحل المطروح الآن مع الحوثيين ينسخ المبادرة السابقة الذي توافق عليها مجلس التعاون بخصوص اليمن.
كما أكد الباحث والمحلل السياسي رياض الأحمدي أن ما حدث في اليمن ناتج عن ترك دول الخليج البلاد في المرحلة الانتقالية لصالح الدول الغربية، التي يبدو مشاركتها في مؤامرة تسليم صنعاء للحوثيين، لتنضم بذلك البلاد للفوضى الطائفية وتكون المناطق الشمالية مسرحًا للانطلاق باستهداف السعودية.
ومن جهته رأى الصحفي والمحلل السياسي مصطفى حسان أن طهران نجحت في ملء فجوة التأثير الخليجي المحدود، ودعمت الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء، ما يوضح امتلاك القادة الإيرانيين استراتيجية واضحة بضم صنعاء ضمن الهلال الإيراني في المنطقة، يصاحبه جمود خليجي في اليمن.
وتتفق وجهة نظر الأحمدي وحسان مع الكثير من السياسيين اليمنيين في أنّ غياب التأثير الخليجي الفاعل في اليمن، منذ اتفاق نقل السلطة في 2011، ترك الباب مفتوحًا لإيران بملء الفراغ الخليجي، حيث ألقت بثقلها السياسي والعسكري بدعم تحركات الحوثيين الشيعة لترسيخ نفوذها الإقليمي، بدءًا بإسقاط محافظة عمران شمال صنعاء وأخيرًا بسقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيديهم بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية.
وبذلك يتضح أن ما حدث في اليمن في نهاية المطاف ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله، لأن الهدف الأساسي من وراء ذلك استكمال مخطط التقسيم والتفتيت الذي يستهدف دول المنطقة، والذي لم يتبقَّ منه سوى الخليج ومصر.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




ليست هناك تعليقات: