الجمعة، 8 أغسطس 2014

هل يمكن أن تتحوّل الثورةُ المصريّة إلى ثورةٍ مسلّحة؟.



هل يمكن أن تتحول الثورة المصرية
 إلى ثورة مسلحة على غرار الليبية والسورية؟.


“السينارﯾوھات القادمة داخل مصر” 
سينارﯾوھات عنف اجتماعي تستھدف 
 رجال أعمال والأحزاب السياسية والإعلامين وقيادات الجيش 
حال الفشل فى تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة 
وسينارﯾوھات مقاومة مسلحة ضد الشرطة 
 بسبب استمرار أعمال العنف المسلّحة في مصر منذ 3 يوليو 2013 تاريخ انقلاب الجيش المصري على الحكم، وقيام مسلحين على فترات متقاربة باستهداف رجال الشرطة والجيش في أكثر من منطقة، خصوصًا سيناء، وآخرها قتل مسلحين مجهولين 23 جنديًّا من الجيش في منطقة “الفرافرة” قرب مدينة مطروح (300 كم من ليبيا)، وقتل مسلحين مجهولين أيضًا خمسة ضباط وجنود في استهداف كمين على طريق الإسكندرية –مطروح الصحراوي، ولأنّ هذا العنف بدأ مع مظاهرات واعتصامات معارضي السلطة الحالية في مصر خصوصًا من الإسلاميين، أصبح العديد من المصريين العاديين والمحليين يطرحون سؤال:
هل يمكن أن تتحول الثورة المصرية إلى ثورة مسلحة على غرار الليبية والسورية؟. 
 وبرغم أنّ مَن يقومون بأعمال العنف المسلح والقتل هذه، يمارسون أعمالهم سرًّا وتظهر بياناتهم وتصريحاتهم أنّهم على خلاف مع الذين يقودون المسيرات السلمية، وأنّهم (المسلحون) يختلفون عن المتظاهرين السلميين الذين يخرجون للتظاهر علنًا في بعض مدن مصر، فهناك مَن يرى رابطًا بين الاثنين، وهناك مَن يتخوّف من أن يؤدي استمرار القتل والتعذيب والاعتقال المستمرّ وحالة الانسداد السياسي دون مصالحة أو حلول وسط، لتحول المظاهرات السلمية إلى أعمال عنف موسعة وحمل المتظاهرين للسلاح، كما فعل نظراؤهم في ليبيا وسوريا بعدما استقبل النظام احتجاجاتهم بالقوة المسلحة .
 إرهاصات هذه المخاوف بدأت مع انتشار بوادر التصفية الجسديّة للمعارضين الإسلاميين من جانب قوات الجيش والشرطة في مذبحة الحرس الجمهوري التي قتل فيها 162 أعزلَ في رمضان قبل الماضي، وتوالي القتل الجماعي في اعتصامات أخرى كان أكبرها رابعة والنهضة التي قتل فيها 2200 وفق المستشفي الميداني وتقارير حقوقية وألف معتصم فقط وفق رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي . فعقب هذه المجازر غير المعتادة في مصر إزاء متظاهرين ومعتصمين سلميين، بدأتْ تظهر عبارات (سلمية ماتت) بين بعض شباب المتظاهرين، وخصوصًا من المنتمين إلى التيارات السلفية غير المنضوية تحت حزب النور، وكذا بعض شباب الإخوان، وانتشرت صفحات على فيس بوك بعنوان (الثورة المصرية المسلحة). وبالمقابل، قوبلت هذه الدعوات بالمزيد من الرفض من قبل أولئك الذين يؤمنون بالمقاومة السلمية، وصرح بعضهم بقوله: “إن هدف الانقلابيين هو جر الإسلاميين للعنف كي يسهل تبرير العنف الرسمي ضدهم”، ناهيكَ عن عدم تعادل القوة العسكرية، فضلًا عن القناعة أن المعارضة السلمية أكثر تأثيرًا على المستوى البعيد فضلًا عن جلبها لتعاطف العالم مع المعارضين السلميين في مواجهة الآلة العسكرية وعنف الشرطة الذي أوصل الشهداء حتي 31 يناير 2014 فقط إلى 3248 قتيلًا، والمصابين حتي 28 فبراير 2014 إلى 18,535، والمعتقلين حتى 15 مايو 2014 إلى 41,163 معتقلًا، بحسب موقع “ويكي ثورة” الحقوقي الذي تديره منظمات حقوقية ليبرالية ويسارية . 
 * مرحلة المقاومة .. “ولع” و”مولوتوف” و”هنرعبكم” 
 وبرغم أن فضّ اعتصاميْ رابعة والنهضة وما أعقبهما من 7 مواجهات بين السلطة الجديدة في مصر ومعارضيها الإسلاميين طالت أكثر من 3 آلاف قُتلوا بحسب تقديرات مختلفة، أثارَ غضب بعض الشباب الذين دعوا إلى مبادلة العنف بالعنف، وتمّ ردعهم بقوّة من قبل قادة الإخوان؛ فقد أثارت ظاهرة شاذة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ضابط الشرطة غضبهم مرة أخرى .
 فقد بدأ ضباط شرطة وجيش ينشرون صورًا لهم بملابسهم الرسميّة وهم يمسكون الرشاشات والمسدسات ويكتبون أنّهم فخورون بقتل المتظاهرين في المظاهرات، ويسبون فتيات الجامعات المتظاهرات ويفتخرون بالاعتداء عليهن، وأحدهم كتب يقول إنه: “ما لم يَقتل اثنين أو ثلاثة من “الخرفان” –يقصد الإخوان– كل شهر لن يشعر أنه فعلَ شيئًا يحلّل به راتبه”.
ومع أنّ هذه الشهادات تعتبر دليلًا على القتل العمْد على الهُويّة ويجب محاكمة من يقولها فلم يتم التحقيق فيها، بل واستمرّ تمادي الشرطة في استهداف مشيّعي جنازات الشهداء وضربهم بالغاز والخرطوش واعتقال مشيعين منهم؛ ما زاد من إشعال وقود غضب الشباب، حيث بدأ بعضهم يتحرك بصفة فردية لصدّ عدوان الشرطة .


وهكذا، بدأ شبّان على فيس بوك رصد هؤلاء الضباط الذين يفتخرون بقتلهم عمدًا وينشرون صورَهم ومقاطع من حساباتهم على فيس بوك ويطالبون بالقصاص منهم، ولكن عبر وسائل عنف ارتجالية ليست مسلحة ولا ترقى للثورة المسلحة، عبر حرق سياراتهم الخاصة أمام منازلهم وهي فارغة وكذا حرق سيارات الشرطة والمدرعات التي تعتدي على المظاهرات، وقالوا: “من الآن ستبدأ مرحلة المقاومة.. هنوريهم الغضب هنعلمهم الأدب”.
وقد أزعج هذا وزارة الداخلية، فحذّرت إحدى الصفحات التابعة للوزارة على موقع تويتر، الضبّاط من وضع صورهم أو بياناتهم على الفيس بوك خوفًا من تتبعهم أو اغتيالهم بعدما بدأ تنظيم “أنصار بيت المقدس” يستفيد من هذه المعلومات أيضًا ويتتبع الضباط ويقتلهم ومنهم مساعد وزير الداخلية للشؤون الفنية .
حركات مقاومة عنيفة غير مسلحة
من هنا بدأت تظهر حركات شبابية تطالب بالرد على عنف وقتل الشرطة للمتظاهرين بحرق سياراتهم وتكبيدهم خسارة مادية دون استخدام السلاح، فظهرت حركات تدعي “مولوتوف” و”ولّع” تؤكدان أنّ هدفهما هو (السلمية الخشنة)، ردًّا على “انتهاكات القوات الانقلابية وقتلها المصريين بغير ذنب”، وظهرت حركات أخرى مثل (قصاص) و(هنرعبكم).
وقالت حركة (مولوتوف) على حسابها على فيس بوك موجِّهة تحذيرها لضباط الشرطة: “سنشردكم كما شردتمونا”، كما تبنّت حركة تدعي “هنرعبكم” حرق سيارات ملاكي مملوكة لضباط، ردًّا على ما أسمته “الاعتداءات على المسيرات وعلى الحرم الجامعي واعتقال الفتيات والسيدات”، كما توعّدت الحركة ضباط الشرطة بالاعتداءات .
وقالت مجموعة أخرى هي (شباب ضدّ الانقلاب) في بيانٍ إنّه تم تشكيل مجموعات فى 10 محافظات من محافظات مصر مما أسموه (حركة قصاص)، وقالت إنها أنجزت في يوم واحد حرق نقاط شرطة، وسيارات ضباط وقتل رائد شرطة .
أيضًا قرّر شبّان آخرون بالقاهرة مطاردة بلطجية مشهورين يتعاونون مع قوات الأمن ويعتدون عليهم ويسلمونهم لقوات الشرطة، وترددت أنباء عن حرق الشباب منازل بعض البلطجية الذين هاجموا المسيرات والاعتداء عليهم أو “تأديبهم” وضربهم .
ومن بين الحركات التي برزت في هذا الصدد، “حركة الخفاش”، و”كتائب الشهيد” التي حذرت من أنها سوف تلاحق “جميع مَن اشتركوا في قتل الشهداء منذ بداية الانقلاب حتى يومنا هذا”، مدعية أن لديها عناوين أولئك الذين كانت تهدف استهدافهم، وأعلن عن قتلها “بلطجي” في المنصورة .
وعقب حملة إشعال النيران في عدة سيارات مدنيّة مملوكة لضباط شرطة مُتهمين بقتل واعتقال وتعذيب متظاهرين ومعتقلين، ونشر صور لهم وأماكن سكنهم وهواتفهم، عبر عدة مواقع إلكترونية وحسابات على فيس بوك، بدأت وزارة الداخلية تتبع الشباب الداعي لذلك على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى باستخدام التقنيات الحديثة من فحص فني وتتبع البصمة الإلكترونية وتمّ اعتقال بعضهم وتقديمهم للنيابة العامة كما قالت الوزارة، فضلًا عن شراء أنظمة حديثة لمراقبة الإنترنت .
وقامت الشرطة بالفعل باعتقال العديد من القائمين على تلك المواقع، التى قالت إنّها تبث التحريض على أحداث العنف وتصنيع المتفجرات، والتى تحمل عبارات التهديد وبيانات حول كيفية التعامل وحرق سيارات الشرطة والتحريض على إحراق بعض المنشآت الشرطية، منهم القائمون على صفحة “عفاريت دمنهور” التى تحرض على اقتحام وحرق المنشآت الشرطية، و”حركة ثوار بنى سويف” لقيامهم بنشر صور وبيانات بعض ضباط الشرطة والتحريض ضدهم.
عنف محدود ردًّا على القتل
ويقول خبراء “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” إنّه يرجح أن يستمرّ هذا العنف المحدود لأجل غير مسمّى ويزداد سوءًا؛ لأنّه من غير المرجّح أن يجد شباب «الإخوان» طرقًا أخرى أكثر رسميّة للتعبير بحرية وديمقراطية، كما تخشى الحكومة المصرية المدعومة من الجيش من أنّ سماحها لـ «الجماعة» بالمشاركة في الحياة السياسية سوف يمكنها من العودة إلى السلطة والبحث عن الانتقام، وعلى نفس المنوال فإنّ أعضاء «الإخوان» غير مستعدين للمشاركة في المرحلة الانتقالية الحالية، وبالتالي قبول الإطاحة بمرسي .
العنف المسلح فرديّ وليس جماعيًّا
وعندما ظهرت مجموعتا “أنصار بيت المقدس” و”أجناد مصر” وبدأتا تنفيذ تفجيرات بالقاهرة، اعتبر خبراء أنّ هذا مقدّمة للعنف المسلّح أو الثورة المسلحة على غرار العراق وسوريا وليبيا، ولكن الصعود والهبوط في عمليات هذه الجماعة، وفردية هذه الأعمال، واتهام البعض لها بأنها جماعة مخابراتية هدفها إظهار المعارضين على أنهم يمارسون الإرهاب ومن ثمّ تبرير التخلص منهم بالعنف والإعدام، جعل هذه الجماعة لغزًا لأنها تغيب عن أحداث وتظهر في أحداث أخرى، واعتبرها البعض “تشويشًا” متعمدًا على المعارضة السلمية .
وبالرغم من أن معظم هذه المجموعات الجديدة ليس لها سابقة خبرة كبيرة فى أعمال العنف، إلّا أنّها تتطور بشكل سريع بفضل التطور التكنولوجى السريع الذي أصبح من السهل تعلم أي شيء من خلاله .
الثورة المسلّحة غير واردة على المدى القريب
ويري خبراء في شؤون الحركات الإسلامية أنّ لجوء الإخوان أو تحالف الشرعية للعنف والثورة المسلحة على غرار دول مثل ليبيا وسوريا والعراق أمرٌ مستبعدٌ في المرحلة الحالية؛ بسبب طبيعة مصر التي تختلف عن هذه الدول، وطبيعة الحركة الإسلامية (الإخوان) التي لا تميل للعنف وتتبع النهج السلمي رغم ما تتعرض له من قتل وقمع، ولكنهم لا يستبعدون أن تتصاعد بالفعل ثورة مسلحة من الشعب نفسه، وربما تكون “ثورة جياع” بسبب ممارسات السلطة التي طالت الجميع وبدأت تمسّ العصب الاقتصادي الضعيف لفقراء مصر عبر قرارات رفع الأسعار مع استمرار انتشار الفساد والقمع وعودة رموز نظام مبارك السابقين .
ويقولون إن سنة العراق ثاروا على حكومتهم الشيعية وساندهم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد صبرهم على مظالم وبطش حكومة نور المالكي بهم لمدة 8 سنوات كاملة (المالكي تولي عام 2006)، كما أنّ ظروف وطبيعة العراقيين وانتشار السلاح في العراق، وتفكك الجيش والشرطة، وانتشار العشائر والقبائل، ساعد على هذه الثورة المسلحة، والأمر نفسه تكرر في ليبيا، وهذا عكس الحال في مصر
وفي هذا الصدد تري (داليا مجاهد) المستشارة السابقة للرئيس أوباما أنّ “الثورة القادمة سوف تتسم بالعنف”، وأن مصر ستشهد حالة هدوء في هذه الفترة لكن الثورة مستمرة لأن الأسباب التي دعت إلى قيام ثورة 25 يناير ومطالب الشباب التي خرجوا بها لم تتحقق إلى الآن.
ويقول الباحث خليل العناني الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إن: “شباب الثورة الإسلاميين أكثر ميلًا للمواجهة ويعتقدون أن السبيل الوحيد للتصدي للانقلاب هو الاحتجاج، ربما بمهاجمة الشرطة وحرق أقسام الشرطة لا برفع السلاح “.
ويقول الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية بالمركز الفرنسي للدراسات أحمد زغلول، إن الإخوان حسموا توجههم الاستراتيجي فى قضية العنف عام 1984، حيث قررت الجماعة خوض انتخابات النقابات، ثم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والتحالف مع حزب الوفد الليبرالي، وكانت بداية حقيقة للتغير التدريجي باتجاه تجاوز العنف عمليًّا .
ويضيف زغلول: الأداء السياسى العام ضدّ جماعة الإخوان المسلمين والتضييق عليها، أدى إلى ظهور طرق لحماية تحركاتهم وفعالياتهم، وكانت البداية مع إيجاد ما يسمّى بفرقة «الردع»، وهى جماعات منظمة فى إطار تظاهرات الجماعة فى «الجامعة» يتم تكليفهم يوم المسيرة بتأمين خط سيرها بهدف فرض هيبة للتظاهرات .
وأكد زغلول على أنه رصد خلال دراسة غير منشورة له بعنوان: «إخوان مصر.. صراع «الدولة» و«التنظيم»، أنّ الظروف السياسية دفعت الإخوان فيما بعد إلى تكوين ما يُعرف بفرق «الحماية والتأمين»، والتى ظهرت فى ميدان التحرير لحماية المظاهرات أثناء الثورة، واستمرت فيما بعد فى مهمة حماية التجمعات وضبطها وتنظيم الأمور، وكذا بعد ظاهرة الاعتداءات على مقار الجماعة وحزبها ووجود ما اعتبرته الجماعة عدم توافر حماية أمنية لها، بدأت تقوم بحماية المقرات .
وقال “زغلول” إنه عقب عزل الرئيس مرسي أعلن تحالف دعم الشرعية عن (لا مركزية العمل)، وأكد أنه لا إمكانية للسيطرة على حركة الشباب، وبدأت تتكون مجموعات شبابية بصورة لا مركزية غير منتظمة وموجهة من قبل الجماعة مثل حركات «ولع»، «مولوتوف» من عدد من شباب الجماعة كردّ فعل على حالة «السلمية» «السلبية» -كما يرونها- حيث يستهدفون قطاعات «الداخلية – الفلول – الإعلام – الجيش» لدورها السلبي فى تشويه الصورة الإسلامية عامّة، والإخوانية خاصّة .
ويقول عمار علي حسن الباحث فى الاجتماع السياسى إنه “حتى لو كانت تلك المجموعات ليست بخطورة «بيت المقدس»، إنما يكمن تأثيرها فى كونها مجهولة بالنسبة للأمن، وقلة عدد أفرادها تمكنهم من تنفيذ عمليات محدودة متتابعة”.
ويري أن المشهد الحالى يشبه فى ملامحه كثيرًا ما حدث فى السبعينيات، عندما استهدفت الدولة القوى الإسلامية الكبري (الجماعة الإسلامية والجهاد) وقتها، ما نتج عنه ظهور قرابة الـ 70 مجموعة وتنظيمًا، كوّنوا بعد ذلك صفوفًا من الإرهابيين الذين خاضت ضدهم الدولة حربًا مريرة، وأنه لا يجب الاستهانة بتلك العناصر الفردية التى وجدت البيئة الحاضنة للإرهاب بسبب الظروف الحالية .
وقال “زﯾدان القنائى” وهو صحفيّ وقﯾادي فيما يسمي (المجلس السياسي للمعارضة المصرﯾة) الذي عارض الرئيس السابق مرسي ويعارض الحكم العسكري حاليًا، إن تحالف عدد كبﯾر من جنراﻻت الجﯾش والمخابرات ممّن شاركوا مبارك بصفقات السﻼح وشاركوا رجال أعمال مصرﯾﯾن بتقاسم أرباح صفقات السﻼح قد ﯾقود البﻼد إلى سﯾنارﯾوھات خطﯾرة للغاﯾة، وربما ﯾؤدى إلى تشكﯾل جماعات مسلحة إسﻼمﯾة ومدنﯾة لمقاومة نظام الحكم الفاسد الذى فشلت ثورة 25 ﯾناﯾر فى اإطاحة بھ، وربما أﯾضًا بروز حركات انفصالﯾة مسلحة داخل الجﯾش المصرى ذاتھ وبﯾن صغار الضباط لتغﯾﯾر المشھد المصري بالقوة بعد اإطاحة بالسﯾسى وتشكﯾل مجلس حكم من شرفاء الضباط والحركة الوطنﯾة المصرﯾة التى تتمثل فى وجوه جدﯾدة بعد تحالف النخب السﯾاسﯾة والأحزاب بما فﯾھا حزب النور السلفى مع نخبة رجال اأعمال الفاسدة ونظام مبارك .
وأضاف: “السينارﯾوھات القادمة داخل مصر سينارﯾوھات عنف اجتماعي تستھدف نخب رجال اأعمال واأحزاب السياسية والإعلامين بين وقيادات الجيش حال الفشل فى تحسﯾن أوضاع الطبقات الفقيرة وسينارﯾوھات مقاومة مسلحة ضد الشرطة”.
أيضًا قال القيادي بالجماعة الإسلامية في مصر عبد الآخر حماد في دراسة نشرها على موقع الجماعة على الإنترنت إنه: “بعد التجارب المريرة التي مرت بها الحركة الإسلامية في مصر..  فإني لا أرى الخروج المسلح على الحكام؛ أي عدم جواز الخروج المسلح على الحكام” .
وقال إن “الخروج المعهود على الحكام قديمًا كان هو الخروج عليهم بالسلاح والقتال، أما الذي يحدث في هذه العصور من تظاهرات واعتصامات، فهو مجرد وسيلة مستحدثة من وسائل التعبير، وهؤلاء الذين خرجوا للتظاهر في مصر لم يحملوا سلاحًا، ولم يلجؤوا إلى استخدام العنف، بل هم الذين كانوا هدفًا لهجوم ظالم من بلطجية الحزب الحاكم بالسيوف والأسلحة البيضاء والخيول والجمال”  .
أيضاً رصد تقرير لوكالة “رويترز”، مايو الماضي، وجود حالة من الانقسام داخل “الإخوان المسلمين” حول اللجوء إلى استخدام القوة في مواجهة الدولة، ردًّا على حملة القمع الأمني التي تتعرض لها الجماعة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي .
وقالت الوكالة إنه “على الرغم من أن الحرس القديم بجماعة الإخوان ما زال يصرّ على الدعوة للمقاومة السلمية من وراء القضبان في قاعات المحاكم المصرية، فإن بعض أعضاء الجماعة من شباب الإخوان يفكرون جديًّا في اللجوء للعنف وسيلة للرد على الحملة التي تشنها الدولة عليها”.
وأشارت رويتر إلى أن “النشطاء الشبان يشكون من أن كبار قادتهم فقدوا صلتهم بالواقع وفشلوا في رسم اتجاه لهم، والشباب يشعرون بإغراء الخروج على السياسة التي تنتهجها الجماعة منذ سنوات بعيدة وتقوم على نبذ العنف، وذلك رغم أن القيادات تعقد ورش عمل لإقناع الشباب بالابتعاد عن العنف”.
الخلاصة أن الاحتجاجات، أو ما يسميه المعارضون (الثورة) في مصر لا تزال سلمية، ويبدو أن هذا يكسبها أرضًا كلّ يوم من وراء هذه السلمية وعدم الانجرار وراء استفزازات السلطة، كما أنّ دماء القتلي اليومية، وانضمام مؤيدين سابقين للسلطة إلى المعارضة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وقمع قوى ثورية غير إسلامية بقوانين منع التظاهر وغيرها… كل ذلك زاد من الضغط على السلطة .
ولكن هذا لا يمنع من ظهور مجموعات شبابية تعارض هذا التوجه السلمي وتطالب بالعنف مقابل العنف، ولكنه عنف “محدود” لا يرقى إلى استخدام السلاح بصورة منظمة على غرار ثورة السنة المسلحة في العراق مثلًا، ولكن المؤشرات لا تنفي احتمالات أن تكون الثورة المقبلة أكثر عنفًا ضد السلطة الحالية، خصوصًا من جانب الفئات غير الإسلامية التي طالتها أيادي البطش أو القمع أو الغلاء، وربما تكون “ثورة جياع” غاضبة عنيفة مسلحة، في ظل حالة التقشف التي تتبعها السلطة مع الفقراء، ورفع الأسعار وتقليص الدعم، والإسراف بالمقابل على أنصار النظام، وانتشار المطالبين بحقوق الشهداء ودمائهم.

قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: