العادلي يكشف
خيوط المؤامرة علي الشعب المصري ..!
قلنا سابقاً وكشفنا بالأدلة والحجة والمنطق أن الشعب المصري
يتعرض لمؤامرة قذرة ومستمرة وضاغطة لتحريف
عقله الجمعي عن الحقائق ولإلباس الأباطيل والأكاذيب ثياب الحق..!
ولم تكن مرافعات محامي الجواسيس والعملاء فريد الديب سوي أنها اختصار فج وقذر لخيوط تلك المؤامرة التي يقودها الإعلام المصري المُسيس عن بكرة أبيه ثم تتحول الضغوطات الإعلامية المتوالية والتي يقوم بها أهل الإجرام لا الإعلام بداخل مدينة الإنتاج الإعلامي لمحاولة صناعة رأي عام تجاه قضية بذاتها لتوافق رؤية وتوجه دولة الفساد المباركية السيسية وبعدها تتحول المؤامرة الإعلامية إلي مؤامرة واقعية علي الأرض ..!
المؤامرة الإعلامية تحولت إلي مرافعات لمحامي الجواسيس ..!
قبل مرافعات "ديب إسرائيل" المتصهين محامي جواسيس الكيان الصهيوني وعملائه كان قد مّهد له الإعلام المصري عن عمد واضح وبتكتل إعلامي موحد لا مثيل له وعلي كافة القنوات الفضائية والأرضية في آن واحد حتي لا يفوتهم مشاهد واحد (!) وذلك بغية تحقيق هدف واحد فقط وهو .. فرش الأرض الإعلامية لشيطنة ثورة يناير.. أعظم ثورة في التاريخ المصري بل هي إن شئت الدقة هي الثورة الوحيدة في تاريخ مصر التي تستحق اللقب عن جدارة واستحقاق فمن الممكن أن تختلف مع كل ما سُمي في تاريخ مصر بثورة إلا ثورة يناير ، ولم يكن أحد يجرؤ علي أن يقول غير ذلك في أوج نجاح الثورة .. بل نافقها المنافقون وجلس تحت قدميها المتنطعون يغسلون قدميها بدموع أعينهم الكاذبة وحاول أن ينتسب لها حتي كتيبة عبدة المخلوع سواء من أهل الإعلام أو السياسة أو حتي من يدعون أنهم رجال دين ..!
ولكن بعد أن تم اختطاف الثورة متزامنة تماما مع اختطاف الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي وتبلور نجاح الثورة المضادة في ذروة سنامها بسيطرة سفاح العصر أحد عبيد مبارك المخلصين وجلوسه علي كرسي الحكم – مؤقتا بإذن الله _ دوي نباح الكلاب التي اختبئت وعلا صوت التعالب فعوت وخرجت الثعابين والحيات من جحورها لتبث سمومها من جديد ..!
لتتوحد أصوات الأقذار نحو هدف واحد.. وهو قتل ثورة يناير بوهم كبير اتفقوا عليه جميعاً ( إعلام – مخابرات – أمن دولة – رجال المخلوع بما فيهم.. سيسيه) وليس أدل علي ذلك من فرش الإعلام بتوحد ضاغط ومستمر قبل مرافعات "ديب إسرائيل" وافتكاساته المتفق عليها بشهور ( لو أن البلد في حالة حرب ما توحدت القنوات هكذا )
وذلك للضغط علي أذن المشاهد وليس واستضافة الهجاصين الذين يسمونهم خبراء استراتيجين وحفنة معروفة من بعض الموظفين والرُتب بالمعاش يقولون أي شيء طالما كان المقابل جاهزاً .. والكل يقول أن ثورة يناير هي مؤامرة خارجية قادتها أمريكا وبعض الجهات ويستفيض كل واحد في تخاريفه ويشط بها عن أي حقيقة من الممكن أن تقبلها العقول ..وظهروا إعلامياً كمن يقرأون كتاباً بصوت عال للمشاهد لمؤلف واحد ..!
وهم لا يؤمنون بالمنطق أو الإقناع عن طريق الأدلة والحجج المنطقية ولكنهم يؤمنون بالمثل الذي يقول ( الدوي علي الودان أقوي
من السحر )..!!
وظلوا ليلاً ونهاراً مرارا وتكرارا يلعبون علي هذا المثل باستخدام أسوأ وأقذر جوقة إعلامية عرفتها مصر في أشد العصور انحطاطاً .. لا يملكون أفواها تتحدث بل يظهرون كثعابين تبث سمومها .. لا يتكلمون بالمنطق ولكن بالصراخ والشتائم .. لا يحكمون أي عقل ولكن يصبح ما يملي عليهم هو العقل ذاته .. يمنعون استضافة من يختلف مع تخاريفهم خوفاً من فضحهم في أزهي عصور البلطجة الإعلامية .. !
إعلام أحادي الجانب يعرض ما تمليه عليه الجهات السيادية التي تستخدمهم في التمهيد لما يخططون له علي الأرض .. ( سبق أن استخدموهم وجروهم جرا من أقفيتهم ليفرشوا لهم الأرض ويمهدوا للرأي العام قرارهم بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية .. هه .. الإرهابيون يلصقون الإرهاب بجماعة الإخوان .. ولم يخجل من كان يقبل أيادي الإخوان ويقول فيهم شعراً أن يساير الأوامر ليقف في نفس الخندق وبئر الكذب والخيانة ) ..!
وكما حدث في قصة الإخوان يسيرون علي نفس الدرب في إدعاء أن ثورة يناير كانت مؤامرة أجنبية ..( يا راجل فيه دولة أجنبية ولا مهلبية حتي تعمل مؤامرة مع شعب كامل ضد حاكم )..؟!!
المهم .. نفس الخطة بحذافيرها كما حدثت مع اتهام الإخوان بالإرهاب تم تنفيذها في إرادة تصدير حكاية المؤامرة الأجنبية ..... تحضير النباح والعواء والفحيح الإعلامي لإلصاق التهمة الكذوبة بالثورة التاريخية الفذة أنصع الصفحات بياضاً في التاريخ المصري ثم يأتي دور الجهات السيادية بالدولة المباركية العميقة التي يقودها مبارك ذاته وسوزان وجمال ثم سيسيهم لإخراج تلك الحثالات الإعلامية في صورة قرارات أو أحكام علي الأرض ..!
تحول الديب كشف المؤامرة ..!
ولذلك يتضح أن "ديب إسرائيل"ط انتقل من النقيض إلي النقيض في مرافعاته الأولي في بداية القضية واختلافها جذرياً عن مرافعاته الأخيرة وكأنها قضية أخري تماماً.. !
فهو أسير ما مّهد له الإعلام التابع وهو جزء منه بالطبع ، فمن شكر وأثني علي ثورة يناير تحول إلي الهجوم والذم فيها .. ومن وصف الشعب المصري بالمُلهم والعظيم المعلم إلي شعب مخدوع وساذج ومُغّرر به .. ومن ثورة نبعت من التحام الجماهير إلي مجرد مظاهرة صنعتها جهات أجنبية في مؤامرة علي مصر باستخدام الإخوان المسلمين .. !(وقد صدق الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف حينما كان أول من لفت إلي هذا التناقض وقال إنه يوجب محاكمة فريد الديب نفسه بعد أن زعم أن مبارك وقف مع الثورة وحقق متطلباتها فكيف يقف مبارك مع مؤامرة خارجية؟ وبالتأكيد فيوسف محق فيما ذهب إليه وكشف بذكائه غباء الديب ) ..
هذا التغيير التكتيكي الغبي في القضية لم يكن من بنات أفكار الديب ولا المرافعات ذاتها خارجة من جعبة محامي الجواسيس ولكنها نتاج تجمع صفوة الصفوة من دولة مبارك الفاسدة التي عادت –أكرر مؤقتا بإذن الله تعالي _ هذه المرافعات نتاج اتفاق هو المؤامرة بذاتها علي مصر والمصريين من المخلوع مبارك وولديه ووزير داخليته الجلاد حبيب العادلي وبالطبع قائد الانقلاب الذي يشارك معهم إخراج السيناريوهات المطلوبة بتسخير كافة إمكانيات الدولة وأجهزتها لها..!
بــــراءة مشـــرفة ..!
لا يريد أصحاب المؤامرة أن يخرج المتهمون من قضيتهم خروجاً عاديا .. كيف ذلك ؟ أليس هذا مبارك الذي كانوا يسجدون له من دون الله ؟ أليس هذا هو ولي نعمتهم وفاتح خزائن البلاد لهم من دون الشعب كله .. أليس هذا من جعلهم معه يستعبدون الشعب المصري ويستذلونه ويحتقرونه ويدوسون علي رقابه بلا أي رحمة أو ذرة ضمير ؟!
إنهم يريدون إخراج فرعونهم ببراءة مشرفة .. لا براءة عادية أو إفراج صحي .. يريدون له براءة البطل الذي تعرض لمؤامرة خارجية ..، ويقولون عنه زورا وبهتانا أنه حقق لمصر الأمن والأمان .. ووالله ما حقق سوي الخوف وموت القلوب ..! يريدون للمخلوع براءة يتبعها التصفيق لكشف المؤامرة الخارجية وليست دموعا تبرهن علي ظلم وإظلام وتبعية منظومة القضاء في مصر للفرعون المخلوع إلا من رحم ربي من أمثال المستشار شرابي ومن معه ..! وبالطبع يريدون مع ذلك في خط متواز ترسيخ وجود دولة الظلم والفساد لتحكم المصريين كما كانت في عهد أفسد حكام الأرض مبارك ..!
يظن هؤلاء أن الشعب المصري يسهل خداعه بإعلام الدعارة هذا .. وهم واهمون ... فالواقع أقوي من أي كلام لو تعلمون ..!
العادلي يكشف خيوط المؤامرة علي الشعب المصري ..!
لم يقل مبارك ولا دفاعه يوما أن ثورة يناير كانت مؤامرة خارجية لكنه الآن قالها.. بعد أن رأي أن موعد قطف ثمرة الضغط الإعلامي قد آن أوانه وما يكشف مؤامرتهم القذرة علي الشعب المصري هو الوضوح التام في اتفاق جميع المتهمين علي نفس نظرية الدفاع والتي تأتي ضد كل ما ذكروه في أول المحاكمة ويوم أن حكم علي المخلوع بالمؤبد والعادلي بالحبس لسنوات لن يعيشها بالمؤبد( لم يصرخا مثلاً في القفص ويقولا للقاضي استني عايزين نقولك سر كنا مخبيينه حفاظا علي الأمن القومي لشبر الخيمة .. الثورة كانت مؤامرة .. والمؤامرة كانت ثورة .. وكله كله من صنع بلاد مرة .. ماحدش نطق يعني يا ولاد المؤامرة ؟!!)
و لم يكن يُسمع لحبيب العادلي صوتاً قبل ذلك لكنه نطق أخيرا .. فسكت دهرا ونطق هجصاً وهبلاً وقال أن الثورة لم تكن سوي مؤامرة أجنبية .. ليشارك في الاتحاد العائلي ضد ثورة يناير والشعب المصري وينطق بالسر العبيط الذي احتفظ به لسنوات .. طب وثورة تونس ياعم الحاج كانت إيه ؟ وعلي فكرة لا يجوز فصل الثورة التونسية عن الثورة المصرية فلولا التونسية ما قامت المصرية في وقتها هذا ..!
إنه لا توجد أبدا مؤامرة أجنبية يمكنها صناعة ثورة حقيقية كما حدث في مصر وتونس .. المؤامرة الخارجية تصنع انقلابات فقط بغطاء جماهيري كما حدث في انقلاب 30 يونيه .. فلا تعكسوا الحقائق يا من لم تنطقوا بحق يوماً ..!
الدفاع عن الثورة
لن يدافع عن ثورة يناير سوي من قاموا بها ولن يتم الدفاع عن الثورة إلا بثورة تعيد هؤلاء الشرزمة التي سرقت مصر وتستمر في سرقتا في وضح النهار .. تعيدهم إلي وجودهم الحقيقي كأصنام ولكن بلا عُبّاد..!
وأخيرا يقول الإمام علي كرم الله وجهه :
حينما سكت أهل الحق ظن أهل الباطل أنهم علي حق
فلا تسكتوا يا أهل الحق.
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق