الأحد، 3 أغسطس 2014

عبد الناصر والسادات مجرما حرب إذن .. فيديو



هكذا ببساطة شديدة! 
إذن، وطبقاً لمعايير الامم القديمة تاريخياً، ونحن منها، تمر بها عصور ازدهار
 وعصور اضمحلال وانحطاط، 
أحسب أننا نعيشها الآن


هل علينا أن نستدعى جمال عبد الناصر، ونطالب بمحاكمته، باعتباره مجرم حرب، وأيضاً على ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية؟
 قد يبدو هذا السؤال غريباً ومدهشاً، خصوصاً لمن يرى في عبد الناصر زعيماً وطنياً وقومياً، لم يجد الزمان بمثله، حتى إنهم جعلوا من الانتساب إلى اسمه عقيدة ومنهجاً في الحياة، وأطلقوا على أنفسهم لقب الناصريين، وأنشأوا أحزاباً ناصرية، ويعتز الشخص منهم بتقديم نفسه باعتباره ناشطاً ناصرياً، ومفكراً ناصرياً.
 وكانوا في مقدمة الصفوف في ما عرف في مصر بـ"جبهــــة الإنقـــاذ" التي تشكلت بدعوى إنقاذ مصر من أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية، ثم كانوا في الصفوف الأولى لطوابير "30 يونيو" المنظمة التي طالبت الجيش المصري بالتدخل في السياسة، وكانوا، أيضاً، أي الناصريين القوميين الوطنيين أول من هلل فرحاً يوم 3 يوليو/تموز، عندما تولى الجيش زمام الأمور في البلاد صراحة، باعتبار ذلك انتصاراً للناصرية التي يدينون بها.
 قد يبدو ذلك السؤال غريباً، أيضاً، على كثيرين داخل مصر وخارجها من العرب بالطبع، ممن قضوا حياتهم يعتقدون أن قضية فلسطين قضيتهم المركزية، وأن كلمة العـــــدو تعني "إسرائيل"، وأن مبدأها في التعامل مع هذا العدو هو النصر عليه لتحرير الأرض والأهل والمقدسات أو الشهادة دون ذلك. ولكن، تزول دهشتهم عندما يدركون السبب في احتمال ظهور أصواتٍ تطالب بمحاكمة عبد الناصر بتلك الاتهامات، طبقاً للمعايير الجديدة التي أفرزها نظام عبد الناصر نفسه، والذي أسسه قبل 60 عاماً!
 الأمر بوضوح أكثر، عبد الناصر هو من أعلن تحديه إسرائيل في مايو/أيار 1967؟
وهو من أغلق خليج العقبة؟ .
وهو من قام بتعبئة الجيش؟
وإعلامه وفنانوه هم من قاموا بأكبر حملة تعبئة للشعب المصري للحرب، وبسطوا لهم كل الأمور، وانطلق مطرب ذلك الزمان يشدو مزهواً، مخاطباً الزعيم.. ولا يهمك يا ريس من الأمريكان يا ريس! فكانت النتيجة أن وجه العدو الإسرائيلي ضربة قاصمة للشعب المصري كله، وليس فقط للجيش. وراح ضحية ذلك العدوان أهلنا المدنيون والنساء والأطفال في محافظات سيناء وبور سعيد والإسماعيلية والسويس، وتم تهجير من تبقى منهم على قيد الحياة، في سابقة نزوح لم يعرفها الشعب المصري من قبل.
 ثم لم يتوقف عبد الناصر عند هذا الحد، بل أطلق حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلي الذي وجد فيها مبرراً لاستكمال تدمير مدن القناة، ولعل بعض كبار السن يتذكرون حرائق الزيتية في السويس التي ظلت مشتعلة أسابيع.
ثم تمادى العدو الإسرائيلي، في الرد بمنطق هذه الأيام، فقتل أطفال مدرسة بحر البقر، وقتل عمال مصانع أبو زعبل.
بالطبع، كان ذلك كله لأن عبد الناصر لم يحقن الدماء!
ولم يستسلم للعدو الإسرائيلي!
لا داعي للتعجب، فالأصوات تخرج من الإعلام الرسمي في مصر، تطالب باعتبار قادة حماس والمقاومة الفلسطينية مجرمي حرب، ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لأنهم لم يحقنوا دماء الفلسطينيين في قطاع غزة بالاستسلام للعدو الإسرائيلي!
والأمر جد خطير، فقد لا يتوقف عند عبد الناصر، وأركان حكمه، بل وقادة الجيش.
ويمتد ليطال أنور السادات أيضاً، وقادة حرب أكتوبر 1973، لأن السادات هو من خدع إسرائيل، وبدأ الحرب، فأجبرها على الرد، فسقط أبناؤنا شهداء ومصابين، ودفع أميركا لمساعدتها، بجسر جوي حربي، هو الأكبر في تاريخ الحروب، لإنقاذها من هزيمة مروعة، فتمكنت من قتل آلاف المدنيين غرب القناة، وفى مدينة السويس، أي أن السادات، أيضاً، لم يسعَ إلى حقن دماء المصريين بالاستسلام للأمر الواقع، واحتلال إسرائيل سيناء. هذا أيضاً بمعايير هذا الزمان، عندما تخرج علينا من تقول، في الإعلام المصري الرسمي: المقاومة مش عايزة توقف القتال.. خلاص خلليهم يتقتلوا... هكذا ببساطة شديدة!
إذن، وطبقاً لهذه المعايير، علينا البحث جدياً في محاكمة عبد الناصر وحكومته وقادته، وأيضاً السادات وحكومته وقادته، باعتبارهم مجرمي حرب، وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بإراقتهم دماء المصريين. لم يبق لنا سوى أن نرسل للعدو الإسرائيلي اعتذاراً عن دفعه إلى قتلنا من دون رغبة منه في ذلك، وتلويث يديه بدمنا، واحتلال أرضنا وحصار أهلنا، وقتل أطفالنا ونسائنا، وحتى المعاقين منا في دورهم، وتدمير بيوتنا ومدارس أطفالنا ومستشفياتنا ودور عبادتنا. لم يتركوا بشراً ولا شجراً ولا حجراً، فنحن من دفعناه إلى ذلك! لا أجد ما أقوله سوى أن الامم القديمة تاريخياً، ونحن منها، تمر بها عصور ازدهار عديدة، وعصور اضمحلال وانحطاط، أحسب أننا نعيشها الآن.
عادل سليمان

.. العسكر والهروب في كل الحروب .. 
من واقع اعترافات القادة العسكريين (وثائقي)


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



ليست هناك تعليقات: