. الجيش والديمقراطية .
فراعنــة مصــر المعــــاصرون
هل اختلفت قناعات السيسي عن قناعات عبد الناصر
بأن الشعب المصري لا يستحق الديمقراطية
لأنه غير مؤهل لها ، ولا يصلح له إلا أن يحكمه الجيش؟!!
فراعنــة مصــر المعــــاصرون
هل اختلفت قناعات السيسي عن قناعات عبد الناصر
بأن الشعب المصري لا يستحق الديمقراطية
لأنه غير مؤهل لها ، ولا يصلح له إلا أن يحكمه الجيش؟!!
شهــادة اللواء محمود عبداللطيف حجــازى
أحــد الضباط الأحــرار يوليـو 1952
هل تغيرت قناعات قيادات الجيش عن الشعب المصري ، هل اختلفت قناعات السيسي عن قناعات عبد الناصر بأن الشعب المصري لا يستحق الديمقراطية لأنه غير مؤهل لها ، ولا يصلح له إلا أن يحكمه الجيش ، ستون عاما من تراكم الأزمات والتخلف والمعاناة والتضحيات والتخبط السياسي والاقتصادي والأمني والتنموي حتى سبقتنا أغلب الدول التي كنا نسبقها بكثير وقررت التمسك بالديمقراطية والدولة المدنية ،
وما زال العسكريون عندنا ينظرون للشعب بأنه قاصر ويحتاج إلى ولاية عسكرية على تصرفاته واختياراته وقراراته..
في مصر قبل ستين عاما بالتمام والكمال جرى هذا الحوار الداخلي بين ضباط الجيش المصري : بدأنا الاجتماع فى السابعة مساء وتجمع ما يقرب من 60 ضابطا وبدأ أحمد المصرى حديثه للضباط بالتأريخ للحكم العسكرى فى كل البلاد وما فعل فيها من هتلر وموسولينى إلى فرانكو، وجاء أحد الجنود وهمس له فى أذنه فاستأذن وطلب منى إكمال الحديث.
الجندى أخبره بأن عبد الناصر ومحمود الجيار على البوابة ويرفض الجنود إدخالهم لعدم معرفة أحدهم «كلمة سر الليل» وشرح احمد المصرى لعبد الناصر ما حدث وما يدور فى الاجتماع وكنت وقتها أتحدث مع الضباط فى ضرورة التمسك بالديمقراطية وطلبت منهم ــ كاقتراع ــ أن يتجه إلى اليمين من يوافق على استمرار الحكم العسكرى وأنا أشير لهم بيدى واللى عاوز الديمقراطية وعودة الحياة النيابية ييجى كده ــ ووجدت عيونهم جميعا تتطلع إلى الباب فالتفت فوجدت عبد الناصر فقلت: سيادتك هنا من إمتى؟ فأشار لى بيده من لحظة ما قلت كده وكده فقلت: إذن الرأى واضح أمامك فصمت وجلس وجاء حسن التهامى وشمس بدران وحسين الشافعى.
وسيطر عبد الناصر على الاجتماع (كانت له كاريزما) وخفت أن يفشل ما بدأناه بكلمتين (يلم بيهم الليلة) فنظرت إلى الجيار وبدران وقلت: إذا كنت جايبهم حراسة معاك يبقى ما فيش اجتماع وأحدثت الكلمة تأثيرها وشعر الضباط بالنعرة فهاجوا وحدث تراشق بينهم وبين من جاءوا معه، وقال الصاغ أحمد على عطية للتهامى: تتهمون الجميع بأنهم لصوص وأنتم اللصوص لم تتركوا شيئا فى البلاد حتى صرة المحمل تم سرقتها (الصرة هى الأموال التى تحمل مع الكسوة كمعونة لشريف مكة).
فوقف عبد الناصر وهو يرفع يديه لإسكات الضباط وطلب أن يخرج التهامى وبدران والجيار، وهنا علا صوت الدبابات العائدة من «مشروع» فوقعت السيجارة من يد عبدالناصر ظنا أننا سنقبض عليه فطمأنه أحمد المصرى عندما شعر به بأن هذه ليست أخلاق الفرسان.
وتحدث عبد الناصرعن مبرراته لتعطيل الحياة النيابية بخوفه من الإقطاع وأعداء الثورة والأحزاب المنحلة من القفز على البلاد مرة أخرى إذا أعدنا الديمقراطية، فاقترحت عليه أن يأخذ مجلس القيادة بعددهم مقاعد فى البرلمان ومجلس الشيوخ لمنع إصدار أى تشريع بدون موافقة الجيش وبذلك نضمن عدم مخالفة الحال لمبادئ الحركة فأعاد التبرير مرة أخرى من خلال شرح لحالة الخريطة السياسية المضادة للحركة من إخوان وشيوعيين وإقطاع وعملاء السرايا وعملاء الإنجليز والخونة.. وحتى شعرنا كأن كل ما عدانا هو عميل أو خائن أو فاسد، وأضاف: الشعب المصرى لم يبلغ بعد مرحلة أن تكون له قدرة على التعامل بالديمقراطية.
فقلت له ساخرا: يعنى نعلمهم أم نستورد لهم خبراء أجانب؟
فقال: نحكم نحن! فقلت: نحن غير مؤهلين لحكم البلاد فتعليمنا ودراستنا توقفت عند البكالوريا (الثانوية العامة).
فرد عبدالناصر قائلا: نحن خريجو بكالوريوسات.
فقلت: فى الحرب والعلوم العسكرية فقط وتربيتنا العسكرية هذه لا تجعلنا صالحين للحكم فتساءل: لمـــاذا؟...
فقلت: لأننا تعودنا على إصدار الأوامر وألا نناقش فيها وعندما يعترض وكيل وزارة على شىء ويناقشه سننقله ونستبدله بآخر يكون تعلم الدرس ألا يناقش وأن يطيع! وبذلك سنصل فى النهاية إلى أن يكون مطلوبا الانقلاب علينا، فقال: «الشعب لن يستطيع تحمل مسئولية الحرية ولا أن يستمتع بها، فرد عليه أحد الضباط: نحن لا نستطيع أن نفرض الوصاية على أهالينا والحرية هى السبيل الوحيد ليتعلموا كيفية ممارستها ولا يمكن لنا الحجر عليهم بأنهم ليسوا أكفأ للاستمتاع بالحرية.
وانفجر عبد الناصر غاضبا: أنا عضو فى مجلس القيادة ولابد أن أرجع لمجلسى، وذهب وعاد بعد ساعتين ومعه خالد محيى الدين ليخبرنا بأن المجلس قرر عودة نجيب رئيسا لجمهورية برلمانية وخالد محيى الدين رئيسا للحكومة، وأننا كمجلس سنظل فى خدمة خالد دون تولى وظائف عامة، بعدها ذهبنا إلى محمد نجيب أنا واحمد المصرى وعرض عليه أن ينتقل بأسرته ليعيش وسطنا فى سلاح الفرسان وأن يحكم حتى يكون قراره مدعوما بقوة سلاح الفرسان شريطة أن يقوم بعمل انتخابات ومن ينجح يتسلم الحكم ليعود الجيش إلى ثكناته بعد 6 أشهر فقال: أنا عندى موعد مع الأولاد (مجلس القيادة) فلو رأيت فى عيونهم خيانة أجيلكم وراح وما رجعش!.
فقال: نحكم نحن! فقلت: نحن غير مؤهلين لحكم البلاد فتعليمنا ودراستنا توقفت عند البكالوريا (الثانوية العامة).
فرد عبدالناصر قائلا: نحن خريجو بكالوريوسات.
فقلت: فى الحرب والعلوم العسكرية فقط وتربيتنا العسكرية هذه لا تجعلنا صالحين للحكم فتساءل: لمـــاذا؟...
فقلت: لأننا تعودنا على إصدار الأوامر وألا نناقش فيها وعندما يعترض وكيل وزارة على شىء ويناقشه سننقله ونستبدله بآخر يكون تعلم الدرس ألا يناقش وأن يطيع! وبذلك سنصل فى النهاية إلى أن يكون مطلوبا الانقلاب علينا، فقال: «الشعب لن يستطيع تحمل مسئولية الحرية ولا أن يستمتع بها، فرد عليه أحد الضباط: نحن لا نستطيع أن نفرض الوصاية على أهالينا والحرية هى السبيل الوحيد ليتعلموا كيفية ممارستها ولا يمكن لنا الحجر عليهم بأنهم ليسوا أكفأ للاستمتاع بالحرية.
وانفجر عبد الناصر غاضبا: أنا عضو فى مجلس القيادة ولابد أن أرجع لمجلسى، وذهب وعاد بعد ساعتين ومعه خالد محيى الدين ليخبرنا بأن المجلس قرر عودة نجيب رئيسا لجمهورية برلمانية وخالد محيى الدين رئيسا للحكومة، وأننا كمجلس سنظل فى خدمة خالد دون تولى وظائف عامة، بعدها ذهبنا إلى محمد نجيب أنا واحمد المصرى وعرض عليه أن ينتقل بأسرته ليعيش وسطنا فى سلاح الفرسان وأن يحكم حتى يكون قراره مدعوما بقوة سلاح الفرسان شريطة أن يقوم بعمل انتخابات ومن ينجح يتسلم الحكم ليعود الجيش إلى ثكناته بعد 6 أشهر فقال: أنا عندى موعد مع الأولاد (مجلس القيادة) فلو رأيت فى عيونهم خيانة أجيلكم وراح وما رجعش!.
-- كان هذا جزء من شهادة اللواء محمود عبداللطيف حجازى أحد الضباط الأحرار والذى كان ملازما وقتها، أعاد نشره الدكتور مصطفى النجار في مقاله "هل ذبحت دولة يوليو الديمقراطية" والذي أضاف أن هذه الشهادة منشورة بالكامل بموقع جريدة الأهرام بتاريخ 18 مارس 2011 ضمن جزء من حوار مطول وتوجد مقتطفات منها سجلها السيد خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة فى كتابه والأن أتكلم، وروى الرجل تفاصيل اجتماع الميس الأخضر الذى طالب فيه ضباط سلاح الفرسان عبد الناصر بإعادة الديمقراطية. بعد ستين عاما من تلك الواقعة ، وذلك الحوار ، هل تغير شيء ، هل تغيرت قناعات قيادات الجيش عن الشعب المصري ، هل اختلفت قناعات السيسي عن قناعات عبد الناصر بأن الشعب المصري لا يستحق الديمقراطية لأنه غير مؤهل لها ، ولا يصلح له إلا أن يحكمه الجيش ، ستون عاما من تراكم الأزمات والتخلف والمعاناة والتضحيات والتخبط السياسي والاقتصادي والأمني والتنموي حتى سبقتنا أغلب الدول التي كنا نسبقها بكثير وقررت التمسك بالديمقراطية والدولة المدنية ، وما زال العسكريون عندنا ينظرون للشعب بأنه قاصر ويحتاج إلى ولاية عسكرية على تصرفاته واختياراته وقراراته ، ستون عاما وما زال العسكريون يرون الشعب المصري يعيش طفولية سياسية غير ناضجة ، ستون عاما والجنرال عمر سليمان قبل وفاته يقول لصحيفة أمريكية أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية ، ستون عاما ويأتي بعدها السيسي يقول بأن الشعب يحتاج إلى ربع قرن آخر لكي يكون مؤهلا للديمقراطية ، ولا أدري بعد ربع القرن التالي ، أي بعد خمسة وثمانين عاما من قناعات جمال عبد الناصر ، يا ترى هل سيعترفون بأن الشعب نضج ووصل سن الرشد وأصبح يستحق الديمقراطية ، أم سيأتي جنرال جديد يقول بأن الشعب المصري ما زال يحتاج إلى ربع قرن أو نصف قرن آخر لكي يستحق الحرية والكرامة وأن يدير شؤون حياته ودولته باختياره الحر..
فراعنـــة مصر المعــــاصرون
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق