لا توجد لدى السيسي سياسة
سوى سحق عدوه اللدود جماعة الإخوان المسلمين
وشقيقتها المسلحة حركة حماس
قال "ديفيد هيرست" الصحفي البريطاني في مقال نشر له على صحيفة "هافينغتون بوست" أن الرأي العام الدولي يتغير تجاه الحصار المفروض على غزة، مشيراً إلى أن عدد متزايد من الزعماء يتساءل عن الحكمة من الضغط على غزة إلى أن تنفجر، مستشهداً على ذلك بتصريحات أوباما الخميس الماضي التي قال فيها إنه "لابد من الاعتراف بأن غزة لا يمكنها أن تقوم بنفسها طالما أنها على الدوام معزولة عن العالم".
وأشار هيرست إلى أن المطلب المركزي للوفد الفلسطيني الموحد في محادثات القاهرة ينص على أنه بعد ما جرى من سفك للدماء في الجولة الأولى من القتال لا يمكن لغزة أن تعود إلى الوضع الذي كانت فيه.
وتساءل الكاتب؛ "من كان العقبة الأكبر في طريق المفاوضات هذا الأسبوع، إسرائيل أم مصر؟ الجواب: الأمر غير واضح".
وحول ما يحدث داخل غرفة المفاوضات بالقاهرة، نقل هيرست عن مصادر فلسطينية قولهم إن المسؤولين المصريين رفضوا رفضاً قاطعاً عبارة "رفع الحصار" في الاتفاقية المقترحة للهدنة، ورفضوا توصيل الطلب الفلسطيني بفتح ميناء غزة إلى الجانب الإسرائيلي".
ويقول هيرست: "وفي صباح الجمعة طلب الوفد الفلسطيني من المسؤولين المصريين موافقة إسرائيلية مبدئية لإنهاء إغلاق الحدود والسماح بإعادة إعمار غزة مقابل تمديد التهدئة، فرد عليهم المسؤولون المصريون بأن إسرائيل ترفض ذلك. من جهة أخرى قيل بأن إسرائيل عرضت تخفيف الحصار إلا أن حماس رفضت".
مصر تربط فك الحصار بنزع سلاح حماس
وأكد هيرست أن إسرائيل ومصر عملتا على ربط إنهاء الحصار بنزع سلاح حماس وجميع الفصائل المسلحة في قطاع غزة.
وقال إن "المبادرة المصرية الأصلية لوقف إطلاق النار صيغت بشكل يحتم رفضها، ولم تعرض أساساً على حركة حماس قبل أن تنشر في وسائل الإعلام. يبدو أن المصريين لم يتزحزحوا عن ذلك الموقف حتى الآن قيد أنملة".
واستعرض بعدها كلام الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، "إذا لم يستجب لمطالبنا، بما في ذلك إقامة ميناء بحري، فعلى المفاوضين الانسحاب من المفاوضات وإنهاء هذه اللعبة".
وأضاف: "واضح مما ذكر آنفاً أن المسؤولين المصريين والإسرائيليين يعملون معاً بتناغم تام، وهذا ما كان يشكو منه الفلسطينيون إزاء الدور الذي كان يقوم به الأمريكان فيما يسمى بعملية السلام، إلا أن الأمر كان أكثر وضوحاً وأكثر فظاظة في المحادثات التي جرت في القاهرة هذا الأسبوع".
السيسي يشدد الحصار أكثر مما ترغب به إسرائيل
وأشار هيرست إلى أن "الانقلابي السيسي فاجأ المسؤولين الإسرائيليين بخطابه المعادي بشدة لحركة حماس، وكما أوردت صحيفة (الوول ستريت جورنال) في تقرير حديث لها حينما أغلق السيسي تقريباً جميع الأنفاق دون أن يعوض غزة عن فقدها لسبل عبور المواد الضرورية إليها فوق الأرض، بدأ بعض المسؤولين الإسرائيليين يدقون نواقيس الخطر تجاه قسوة الإجراءات التي اتخذتها القاهرة".
واستشهد بما نقلته الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله: "لقد بالغوا في الحقيقة في خنق غزة". وأضاف "صحيح أن إسرائيل تخنق غزة منذ ثمانية أعوام ولكنها تعلمت كيف تخفف من قبضتها من حين لآخر حسب الظروف، ولكننا الآن بصدد منتسب جديد لنادي الخانقين لغزة وهذا القادم الجديد يسعى لتضييق الخناق بشدة وبسرعة بالغة".
دور المخابرات المصرية في المفاوضات
وقال هيرست: "والآن لك أن تتأمل في هذا الرجل الذي يقود “فريق المفاوضين” المصري في المحادثات. كان جهاز المخابرات العامة يحتفظ بالملف الفلسطيني لديه. ومن أوائل ما أخبرني به خيرت الشاطر حينما التقيته بعد أن استلم الرئيس الشرعي محمد مرسي السلطة هو أنه اتخذ قراراً بأن يبقى جهاز المخابرات هو القناة المركزية في العلاقات مع إسرائيل. وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت أول مهمة يقوم بها الانقلابي السيسي بعد الانقلاب العسكري هي تطهير جهاز المخابرات وتعيين رجل موثوق لديه، هو في الحقيقة أستاذه وملهمه الجنرال محمد فريد التهامي رئيساً للجهاز".
وأضاف: "من الذي قابل الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي؟ إنه التهامي. من المسؤول عن الترويج لفكرة أن حماس تهدد الدولة المصرية فيما يعتبره البعض في واشنطن نظريات مؤامرة؟ إنه التهامي. ومن الذي شجع السيسي على التقدم والتشرح للرئاسة؟ إنه التهامي".
وأكد الكاتب أن الحالة الآن تشبه أي جولة سابقة من القتال بين إسرائيل وحماس "وذلك لسبب وحيد، وهو أن إسرائيل وجدت في مصر شريكاً لها في غاية الحماس لدرجة أن ذلك حفزها على تجاهل إشارات من اشنطن تحثها على ضبط النفس".
وأشار إلى أن المصالح الاستراتيجية لإسرائيل مختلفة عن المصالح الاستراتيجية لمصر، فكل ما تنشده إسرائيل هو وقف إطلاق الصواريخ وفرض السيطرة على الأنفاق.
وقال: "لا يوجد سبب يحول دون أن تتمكن غزة من العودة ثانية إلى حالة من الهدوء لو أن إسرائيل وفت بالوعد الذي قطعته حينها على نفسها برفع الحصار. وبالفعل، إن وجود حكومة وحدة في غزة وانتشار شرطة السلطة الفلسطينية في معابر غزة الحدودية يوفر كل الأسباب الموجبة لإنجاز مثل هذه الصيغة. لابد أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل، والتي تظل المصدر الأكثر براغماتية في صياغة سياسة الدولة، ترى أنها وقد رفضت خيار إنهاء وجود حماس في غزة فإنه لم يبق من خيار أمام إسرائيل سوى التفاوض. أياً كان الترتيب الذي يتبع في تسلسل الإجراءات، ستكون ثمرة هذا التفاوض هي فتح الحدود".
وختم مقالته بقوله "لا يوجد في مصر شيء من هذه البراغماتية، فلا السيسي ولا التهامي لهما مصلحة في تطبيع العلاقات مع حماس، بل ربما شعراً بأن مثل هذا التطبيع سيكون سبباً في خسارة شخصية لهما. لا توجد لدى السيسي سياسة سوى سحق عدوه اللدود جماعة الإخوان المسلمين وشقيقتها المسلحة حركة حماس".
وأشار هيرست إلى أن المطلب المركزي للوفد الفلسطيني الموحد في محادثات القاهرة ينص على أنه بعد ما جرى من سفك للدماء في الجولة الأولى من القتال لا يمكن لغزة أن تعود إلى الوضع الذي كانت فيه.
وتساءل الكاتب؛ "من كان العقبة الأكبر في طريق المفاوضات هذا الأسبوع، إسرائيل أم مصر؟ الجواب: الأمر غير واضح".
وحول ما يحدث داخل غرفة المفاوضات بالقاهرة، نقل هيرست عن مصادر فلسطينية قولهم إن المسؤولين المصريين رفضوا رفضاً قاطعاً عبارة "رفع الحصار" في الاتفاقية المقترحة للهدنة، ورفضوا توصيل الطلب الفلسطيني بفتح ميناء غزة إلى الجانب الإسرائيلي".
ويقول هيرست: "وفي صباح الجمعة طلب الوفد الفلسطيني من المسؤولين المصريين موافقة إسرائيلية مبدئية لإنهاء إغلاق الحدود والسماح بإعادة إعمار غزة مقابل تمديد التهدئة، فرد عليهم المسؤولون المصريون بأن إسرائيل ترفض ذلك. من جهة أخرى قيل بأن إسرائيل عرضت تخفيف الحصار إلا أن حماس رفضت".
مصر تربط فك الحصار بنزع سلاح حماس
وأكد هيرست أن إسرائيل ومصر عملتا على ربط إنهاء الحصار بنزع سلاح حماس وجميع الفصائل المسلحة في قطاع غزة.
وقال إن "المبادرة المصرية الأصلية لوقف إطلاق النار صيغت بشكل يحتم رفضها، ولم تعرض أساساً على حركة حماس قبل أن تنشر في وسائل الإعلام. يبدو أن المصريين لم يتزحزحوا عن ذلك الموقف حتى الآن قيد أنملة".
واستعرض بعدها كلام الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، "إذا لم يستجب لمطالبنا، بما في ذلك إقامة ميناء بحري، فعلى المفاوضين الانسحاب من المفاوضات وإنهاء هذه اللعبة".
وأضاف: "واضح مما ذكر آنفاً أن المسؤولين المصريين والإسرائيليين يعملون معاً بتناغم تام، وهذا ما كان يشكو منه الفلسطينيون إزاء الدور الذي كان يقوم به الأمريكان فيما يسمى بعملية السلام، إلا أن الأمر كان أكثر وضوحاً وأكثر فظاظة في المحادثات التي جرت في القاهرة هذا الأسبوع".
السيسي يشدد الحصار أكثر مما ترغب به إسرائيل
وأشار هيرست إلى أن "الانقلابي السيسي فاجأ المسؤولين الإسرائيليين بخطابه المعادي بشدة لحركة حماس، وكما أوردت صحيفة (الوول ستريت جورنال) في تقرير حديث لها حينما أغلق السيسي تقريباً جميع الأنفاق دون أن يعوض غزة عن فقدها لسبل عبور المواد الضرورية إليها فوق الأرض، بدأ بعض المسؤولين الإسرائيليين يدقون نواقيس الخطر تجاه قسوة الإجراءات التي اتخذتها القاهرة".
واستشهد بما نقلته الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله: "لقد بالغوا في الحقيقة في خنق غزة". وأضاف "صحيح أن إسرائيل تخنق غزة منذ ثمانية أعوام ولكنها تعلمت كيف تخفف من قبضتها من حين لآخر حسب الظروف، ولكننا الآن بصدد منتسب جديد لنادي الخانقين لغزة وهذا القادم الجديد يسعى لتضييق الخناق بشدة وبسرعة بالغة".
دور المخابرات المصرية في المفاوضات
وقال هيرست: "والآن لك أن تتأمل في هذا الرجل الذي يقود “فريق المفاوضين” المصري في المحادثات. كان جهاز المخابرات العامة يحتفظ بالملف الفلسطيني لديه. ومن أوائل ما أخبرني به خيرت الشاطر حينما التقيته بعد أن استلم الرئيس الشرعي محمد مرسي السلطة هو أنه اتخذ قراراً بأن يبقى جهاز المخابرات هو القناة المركزية في العلاقات مع إسرائيل. وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت أول مهمة يقوم بها الانقلابي السيسي بعد الانقلاب العسكري هي تطهير جهاز المخابرات وتعيين رجل موثوق لديه، هو في الحقيقة أستاذه وملهمه الجنرال محمد فريد التهامي رئيساً للجهاز".
وأضاف: "من الذي قابل الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي؟ إنه التهامي. من المسؤول عن الترويج لفكرة أن حماس تهدد الدولة المصرية فيما يعتبره البعض في واشنطن نظريات مؤامرة؟ إنه التهامي. ومن الذي شجع السيسي على التقدم والتشرح للرئاسة؟ إنه التهامي".
وأكد الكاتب أن الحالة الآن تشبه أي جولة سابقة من القتال بين إسرائيل وحماس "وذلك لسبب وحيد، وهو أن إسرائيل وجدت في مصر شريكاً لها في غاية الحماس لدرجة أن ذلك حفزها على تجاهل إشارات من اشنطن تحثها على ضبط النفس".
وأشار إلى أن المصالح الاستراتيجية لإسرائيل مختلفة عن المصالح الاستراتيجية لمصر، فكل ما تنشده إسرائيل هو وقف إطلاق الصواريخ وفرض السيطرة على الأنفاق.
وقال: "لا يوجد سبب يحول دون أن تتمكن غزة من العودة ثانية إلى حالة من الهدوء لو أن إسرائيل وفت بالوعد الذي قطعته حينها على نفسها برفع الحصار. وبالفعل، إن وجود حكومة وحدة في غزة وانتشار شرطة السلطة الفلسطينية في معابر غزة الحدودية يوفر كل الأسباب الموجبة لإنجاز مثل هذه الصيغة. لابد أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل، والتي تظل المصدر الأكثر براغماتية في صياغة سياسة الدولة، ترى أنها وقد رفضت خيار إنهاء وجود حماس في غزة فإنه لم يبق من خيار أمام إسرائيل سوى التفاوض. أياً كان الترتيب الذي يتبع في تسلسل الإجراءات، ستكون ثمرة هذا التفاوض هي فتح الحدود".
وختم مقالته بقوله "لا يوجد في مصر شيء من هذه البراغماتية، فلا السيسي ولا التهامي لهما مصلحة في تطبيع العلاقات مع حماس، بل ربما شعراً بأن مثل هذا التطبيع سيكون سبباً في خسارة شخصية لهما. لا توجد لدى السيسي سياسة سوى سحق عدوه اللدود جماعة الإخوان المسلمين وشقيقتها المسلحة حركة حماس".
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق