الأربعاء، 27 أغسطس 2014

معضلة أوباما في العراق وسوريا: لا يوجد قوة على الأرض تستطيع دحر داعش.


اوباما-التحدي الذي تشكله الدولة الإسلامية
 سوف “يستغرق وقتاً” للقضاء عليه


الديلي بيست
بالعودة إلى الوراء، وتحديداً عندما كانت إدارة أوباما تفكر في الانتقام من الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية، سعى وزير الخارجية جون كيري لتهدئة المخاوف من أن أميركا سوف تصبح متورطة في الحرب الأهلية في سوريا، واعداً بأن أي أعمال انتقامية ستكون “صغيرة بشكل لا يصدق”. وفي تلك الحالة، سمحت المناورة الدبلوماسية الروسية للإدارة بالخروج من ورطتها.
وأما في العراق اليوم، فقد قررت الإدارة الأمريكية القيام بشيء ما ضد قوات ما يسمى بالدولة الإسلامية، ولكن تدخلها العسكري مازال محدوداً جداً ويتخلف بفارق كبير عن عنتريات مسؤولي أوباما منذ مقتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي. مرةً أخرى، نحن نرى نفس التردد الذي أظهرته الإدارة في معرض انتقامها من الرئيس السوري بشار الأسد لنشره السموم الكيميائية. هناك خوف حتى الآن من وضع الأحذية الأمريكية على الأرض، والإيمان المفرط في عجائب التكنولوجيا العسكرية الأمريكية يسهم في صناعة مزيج قاتل ومتناقض من الحذر المفرط والثقة المفرطة لدى هذه الإدارة.
وكانت الفجوة بين الخطاب والعمل واضحة جداً في نهاية هذا الأسبوع من خلال الضربات الجوية الأمريكية، التي تشبه الوخز بالإبر، في شمال العراق. وكما يقول جوناثان سكانزير، محلل الشرق الأوسط في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: “هذه الغارات قد تضعف داعش بشكل كبير، لكنها غير كافية في الوقت الراهن”. ويضيف: “حتى إذا ما أرادت الإدارة الأمريكية تلبية هدفها المحدود في كبح جماح الجهاديين فقط، فسيكون عليها زيادة هذه الطلعات الجوية”.
وخلاصة الأمر هي أن الضربات الجوية الأمريكية نجحت خلال عطلة نهاية الأسبوع في الدفاع عن العاصمة الكردية، أربيل، واستعادة سد الموصل، وتدمير عربة همفي للجهاديين، وفقاً للقيادة المركزية الأمريكية. إلا أن سجل الجهاديين في الدولة الإسلامية حقق في الوقت نفسه تقدماً كبيراً في سوريا المجاورة، من خلال الاستيلاء أخيراً على القاعدة االعسكرية الجوية في الطبقة، وهي كانت تشكل المعقل العسكري الأخير للحكومة السورية في محافظة الرقة. كما يزداد ضغط هذا التنظيم واعتداءاته ضد المتمردين الأكثر اعتدالاً في محافظة حلب الشمالية، وهو ما يهدد بقطع كل خطوط الإمداد المهمة إلى تركيا.
وفي العراق، لا يظهر أن فقدان سد الموصل الرئيسي قد هز الجهاديين وحلفائهم السنة. إنهم مستمرون في حصارهم لأميرلي، وهي بلدة التركمان الشيعة في شمال العراق، مما أثار مخاوف من أن السكان هناك قد يتعرضون لنفس مصير اليزيديين في سنجار، ومن أن يعانوا من نفس الأزمة الإنسانية التي دفعت جزئياً أمريكا إلى التدخل في العراق هذا الشهر.
لقد فشلت كل الجهود حتى الآن للوصول إلى أميرلي، وحذرت الأمم المتحدة من “مذبحة محتملة” في البلدة التي يبلغ تعداد سكانها 17 ألف نسمة، يعانون بالفعل من “ظروف بائسة” بعد أشهر من الحصار.
مقاتلو الدولة الإسلامية يمنعون أيضاً نجاح الجهود الكردية الرامية لاستعادة سلسلة من البلدات الرئيسية على الحدود مع كردستان العراق، بما في ذلك البلدة المضطربة جلولا. مراقبون عسكريون أوروبيون قالوا للديلي بيست، إنهم يخشون من أن البيشمركة والجيش الكردي لا يمتلكون القوة الكافية لدفع الجهاديين وحلفائهم السنة مرة أخرى، ومن أن الأكراد يحتاجون دعماً غربياً أكبر بكثير، إضافة إلى إعادة تسلحيهم وتدريبهم.
ويقول بولاد طالباني، وهو نائب قائد فريق البيشمركة في مجال مكافحة الإرهاب: “لم تكن المساعدة على المستوى الذي نحتاج إليه”. ويضيف: “استولى الجهاديون على الأسلحة من الجيش العراقي، ولديهم دبابات أمريكية وأسلحة والكثير من الذخيرة الأكثر تطوراً”.
وأوضح الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي أن التحدي الذي تشكله الدولة الإسلامية سوف “يستغرق وقتاً” للقضاء عليه، وقال: “سيكون هناك العديد من التحديات المقبلة. لكن في الوقت نفسه، ينبغي أن لا يكون هناك شك في أن جيش الولايات المتحدة سوف يستمر في تنفيذ مهامته المحدودة التي أذنت بها، من أجل حماية أفرادنا ومنشآتنا في كل من أربيل وبغداد، وتقديم الدعم الإنساني كما فعلنا في جبل سنجار”. كما وأكد الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأسبوع الماضي أيضاً، أنه لا يمكن هزيمة الجهاديين من دون أخذ كل من سوريا والعراق بعين الاعتبار.
ولكن بعض المحللين يؤكدون على أن الإدارة الأمريكية ليس لديها خطة أو حتى رغبة لفعل هذا. خبير مكافحة الإرهاب بريان فيشمان، على سبيل المثال، يقول: “أصبحت الدولة الإسلامية جيشاً للارهاب لا يمكن أن يهزم إلا من خلال حرب شاملة في كل من العراق وسوريا”. ويضيف: “سيتطلب هذا سنوات من القتال، العمل العسكري المباشر على كلا الجانبين من الحدود العراقية والسورية، وعشرات، إن لم يكن مئات، المليارات من الدولارات، وأكثر بكثير من 15 ألف جندي”.
وفي النهاية، يؤكد فيشمان: “لا أحد عرض استراتيجية معقولة لهزيمة داعش إلا وتضمنت إرسال القوات البرية للولايات المتحدة للقتال على الأرض، وتغيير أنظمة الحكم على كلا الجانبين من الحدود العراقية السورية”


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






ليست هناك تعليقات: