الاثنين، 14 يوليو 2014

أمور تحيّرني عن غزة وحماس والإخوان والدولة الإسلامية ومواقف السعودية.



أعجَـــزَنا المعصـــومون !!


لماذا عندما تتقدّم القوات اليمنية قليلاً وتبدأ بوادر فرجة وهزيمة للحوثيين : يعقد عبد الهادي هدنة مع الحوثيين ليرجع الجيش اليمني إلى ثكناته ، ثم يبدأ الحوثيين بعدها بيوم أو يومين في الهجوم مرّة أخرى على نفس المواقع في غياب الجيش اليمني !!
لماذا كلما ذهب عبد الهادي إلى الرياض ، أو اتصل بملك آل سعود ، يقوم الحوثيون بعدها بيوم أو يومين باحتلال قرية أو مدينة يمنية ..
لماذا انطلقت صواريخ الفتاوى بعد اعلان الدولة للخلافة لتفنّد هذا الإعلان !!
 كان العراقيون يعيشون تحت الظلم والاستبداد لعشر سنوات ، وكانت الفتاوى فيها أقل سرعة من السلاحف !!
لماذا كانت أغلب الفتاوى الصاروخية عن الخلافة عامَّة ليس فيها تأصيلات علمية شرعية مِنْ ذكرٍ لشروط الإمامة وشروط البيعة وشروط المبايِعين ، هل خاف هؤلاء إن يُنزل الناس الفتاوى على حكام البلاد العربية ، أو أن مطلب أهل الحل والعقد لا ينسجم والإنتخابات الديمقراطية في الدولة المدنية المنشودة !!
مما يحيرني أن البعض أثبت بكلامه العام : بطلان “خلافة البغدادي” لعدم توفّر الشروط الشرعية المعتبرة !! طيّب ، الشروط غير متوفّرة كما تقولون ، لكن ما هي الشروط الشرعية المتوفّرة في حكام البلاد التي أنتم فيها !! أيهما أولى بالإمامة : حاكم يجاهد أعداء الدين ، ويحكم في سلطانه بأحكام رب العالمين ، أم حاكم يوالي أعداء الدين ويحكم في سلطانهم بأحكام اليهود والنصارى والعلمانيين !! إن قلتم بأن البغدادي يقتل المسلمين ، فنقول : وهل حكامكم الذين يدعمون الأمريكان والنصيرية والرافضة والليبراليين والخونة يحافظون على حياة المسلمين !! لا مانع أن تبيّنوا حقيقة بيعة البغدادي ، ولكن نريد نصف أو ربع بيان في هؤلاء أيظا !!
لماذا لا تتحرّك “الجيوش السعودية” اتجاه حدودها الجنوبية التي يحتلها الرافضة الحوثيون الذين يريدون إعلان دولة “رافضية إمامية” يرون الطائف جزءاً منها ، بينما الحدود الشمالية يحرسها أكثر من ثلاثين ألف جندي بعد إعلان خلافة إسلامية سُنيّة !! هل عدوهم الأكبر من السنة أم الرافضة !! أيهما “الشيطان الأكبر” بالنسبة لهم !!
انتشرت تسجيلات مرئية لمتحدثين باسم الجيش اليهودي يتحدثون العربية ، ويحاولون إقناع الناس بأن حماس منظمة إرهابية ، هل فشلت قناة “العربية” والقنوات المصرية والقنوات الرسمية في الدول العربية إلى الدرجة التي احتاجت فيها إلى متحدثين من الجيش الصهويني يقنعونا أن حماس إرهابية !!
ومثل هذا اجتياح الشبكة العالمية بكميات هائلة من التسجيلات المرئية التي تحاكي عمليات المجاهدين : فرأينا الكثير من التسجيلات التي فيها بيانات متضاربة ، وعمليات مشبوهة ، وتمثيليات إعدام مشينة ومضحكة في نفس الوقت ، وإشاعات كثيرة أغرقت الساحة الإعلامية في الشبكة العالمية ، فهل فقد هؤلاء ثقتهم بقنواتهم الفضائية ، أم هذا تشويش متعمّد ، أم محاولة إساءة للمجاهدين .. المحيّر أن بعض الجماعات المجاهدة لا تملك – إلى الآن – قنوات إعلامية رسمة معتمدة تنقل بياناتها حصرياً ليأخذ المسلمون منها الأخبار في مقابل هذا الغبش الإعلامي !!
- لماذا يطالب البعض “البغدادي” بإصدار بيان عن غزّة ؟ 
هل غزّة تحتاج إلى بيان آخر يندد ويشجب ويستنكر !! البعض يتحدى البغدادي أن يطلق صواريخ على الأراضي الفلسطينية ، ويقول أين البغدادي من فلسطين !! هل هذا المتحدّث ، أو الكاتب ، يكتب لنا بعد نفيره إلى فلسطين أم قبلها !!
 لقد تكلّم الشيخ أسامة – رحمه الله – مجرّد كلام عن فلسطين فكان ردّ فعل حماس أنهم لا يريدون تدخلاً خارجياً ، فماذا ستفعل حماس لو كان التدخّل إطلاق صواريخ !! وأين الأمة الإسلامية كلها بحكّامها وجيوشها وعلمائها وعوامها من فلسطين ؟ 
- أم لم يبق في العالم الإسلامي اليوم رجل غير البغدادي الذي يقاتل الرافضة والنصيرية والأمريكان والروس وإيران والصين ودول النفط في العراق وسوريا !! من أراد من البغدادي التدخّل في فلسطين عليه أن يذهب إليه ويبايعه وأنا أضمن له أن البغدادي سيجهّزه بما يحتاج للذهاب إلى فلسطين ، أم يحسب البعض أن البغدادي وحده مكلّف بالجهاد والتدخّل في فلسطين !!
لماذا يتقدّم المتطوعون الرافضة إلى جهة تكريت في حاملات جند تباد الواحدة تلو الأخرى !! أين جنود الجيش العراقي وجنود الجيش الإيراني وميليشيا الملالي الفرس !! لماذا عوام الرافضة العرب فقط هم الذين يقدّمهم المالكي ليجري عليهم عمليات تجارب قاتله كأنهم فئران !! أم أن تذاكر الجنّة لا تُعطى إلا للرافضة العرب فقط !!
تتبّعت جميع ما قيل عن الإخوان في الفترة الأخيرة ، فوجدت أن الإعلام والحكومات قالت في الإخوان جميع ما قاله بعض علماء وقادة الإخوان عن “قاعدة الجهاد” : إرهاب ، تنطّع ، تخلّف ، خوارج ، فئة ضالة ، تحارب الدين ، جاهلة بالدين ، تحرّف المفاهيم الشرعية ، مجرمة ، عميلة ، خائنة ، سفهاء ، ظلاميين ، تنظيم سري ، وغيرها … كل هذه الألقاب قالها بعض الإخوان عن “قاعدة الجهاد” ، وللأمانة فإن البعض زاد فقال عن الإخوان “ريحتهم نتنة” !!
بعض الإخوان أفتى بوجوب محاربة “قاعدة الجهاد” ، وقال بجواز قتلهم ابتداء : فقتل السيسي من الإخوان الآلاف في رابعة وغيرها ، وبعض الإخوان قال بأن “قاعدة الجهاد” تفتأت على الأمة وتجرها لحرب لا قِبل لها به ، وهذه المقولة تُقال اليوم في حماس !! وبعض الإخوان قال بأن “قاعدة الجهاد” لا تُحسن إدارة مدرسة ، فضلاً عن دولة ، وهذا ما قيل عن الإخوان وحكومة مرسي .. الذي يحيرني أنه مع وجود كل هذه الإشارات والدلالات : لا زال بعض الإخوان يكرر نفس الإسطوانة في “الدولة الإسلامية” !!
القتل في غزّة الحبيبة يؤلم جميع المسلمين ، وتُستنفر جميع القنوات الفضائية ويحصل النفير العام عند الدعاة والعلماء وغيرهم لنصرتها ، وهذا شيء جميل مطلوب ، بل هو واجب ، ولكن المسلمين الذين يُقتلون في العراق وسوريا وبورما وأفريقيا الوسطى وغيرها أضعاف أضعاف مَن يُقتل في غزة الآن ، ولا نرى هذا الإستنفار لهم !! لا نقلّل من حياة المسلمين في غزّة ، ولكن أليس الذين يُقتلون في غيرها مسلمين !!
مما يحيرني أن البعض يقارن بين جهاد حماس وبين جهاد الدولة الإسلامية أو قاعدة الجهاد !! البعض يُفاضل ، والبعض يتعصّب ، والبعض يتّهم ، والبعض يخاصم ويفجر في الخصومة !! المقتول مُسلم ، والقاتل كافر ، فالواقع واحد ، والحدث واحد ، والهدف واحد ، والمصير واحد ، والبعض لا زال غير مقتنع بأي شيء إلا ما غرسه العدو في قلبه من عداوة وتفرقة بين المسلمين ليستفرد بهم الواحد تلو الآخر ، ويضربهم كلٌّ على حده .. هي ذات الإسطوانة : هؤلاء إخوان علمانيون خونة ، وهؤلاء متنطّعون متفيقهون جهلة ، والعدو مجتمع مبتهج يضرب هؤلاء وهؤلاء ..
ومما يحيرني أن نسمع نداءات للسيسي لفتح معبر رفح !! هل من المعقول أن يُساعد السيسي أعداء أخواله !! هل انعدم الإنصاف عند الناس حتى يطلبوا من “ابن يهودية” مساعدة حماس الإرهابية التي تُطلق صواريخ على أبناء خالاته !! لأي شيء كان الإنقلاب إذاً !! قليلٌ من الإنصاف ، هذه صلة رحم ..
ومما يحيرني أن البعض يطالب مَن دعم السيسي بالمال ، ويدعم الحوثيين بالمال ، ويدعم نصارى جنوب السودان بالمال ، ويدعم المالكي بالمال ، ويدعم الأمريكان بالنفط والمال والقواعد العسكرية ، ويدعم الحكومة اللبنانية النصرانية بالمال ، ويدعم حفتر بالمال ، ويدعم الليبراليين في تونس بالمال ، ويدعم بشّار بالمال ، ويدعم العملاء في أفغانستان وباكستان بالمال ، يطالبون هذا الإنسان الكريم الشهم أن تتحرك نخوته لنصرة قضيّة الإسلام في غزّة !! رمضاء ونار : أيهما تختار ؟
خرجت الفتاوى الصاروخية لتُعلن انتفاء شرعية الخلافية الإسلامية التي أعلنها البغدادي ، وزعم أصحابها بأنهم أفتوا إبراءً للذمّة ، وتعليماً وبياناً للأمة ، ونقول : جزاكم الله خيراً وزادكم الله نصحاً وحملاً لهمِّ الأمة .. هلّا فتوى أو “فُتيّة” بوجوب الجهاد العيني على الأمة الإسلامية في غزّة فقط ، لا نريد العراق ولا سوريا ولا أفغانستان ولا الشيشان ولا بورما ولا أفريقيا الوسطى ولا غيرها .. “فُتيّة” تُبيّن اتفاق الفقهاء والمحدّثين والمفسّرين والعُبّاد والزهّاد وكل من يُعتدّ بقوله من هذه الأمة على مرّ العصور بالوجوب العيني للجهاد إذا احتل العدو جزءاً من الأمة الإسلامية ولم يتم طرده من قِبل أهل البلد المُحتلّ ..
مما يُحيّرني أن البعض حينما يرى هذه المذابح وهذا الطغيان الواقع على الأمة الإسلامية ، ويرى طاغية يقتّل في المسلمين ويذبّحهم ويهتك أعراضهم ، فإن أوّل دعاء يتبادر إلى ذهنه : اللهم سلّط عليه “داعشي” يقطع رقبته ويشفي صدورنا .. ثم تسأل هذا الإنسان : هل أنت مع “داعش” ؟ فيجيبك : لا ، “داعش” عندهم أخطاء كثيرة ؟ أعجَزَنا المعصومون !!
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ..



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات: