الاثنين، 7 يوليو 2014

أردوغان: الأمة التي تنسى دينها تتحكم فيها أمم أخرى


وإذا نسيت حضارة تصبح أسيرة حضارات أخرى


قال "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي، "لو نسيت أمة من الأمم دينها، فإنها تصير محكومة من أمم أخرى تتحكم فيها، وإذا نسيت حضارة ما المصادر التي كانت سببا في نشأتها، فإنها تصبح أسيرة حضارات أخرى". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، مساء الجمعة، عقب مشاركته في إفطار نظمته جمعية "خريجو ثانويات الأئمة والخطباء" بمدينة اسطنبول، والتي أكد فيها أن "مدارس الأئمة والخطباء حينما ظهرت في تركيا كانت بمثابة نوع من أنواع المقاومة التي تبنت فكرا مغايرا ومخالفا لما كان موجودا وسائرا". وأضاف رئيس الحكومة التركية "كافة مدارس الأئمة والخطباء تتمتع بمكان خاصة في قلبي وعقلي"، وتابع "لذلك كنت حريصا على تعلم أبنائي الأربعة في تلك المدارس، فجميعهم خريجو الأئمة والخطباء". 
 ولفت "أردوغان" إلى أن ظهور تلك المدارس "جاء نتيجة حاجة اجتماعية، إذ جاءت فترة على البلاد شهدت هوة كبيرة بين الدولة والشعب، أدت إلى إظهار حاجة المجتمع لمدارس تحمل على عاتقها مسؤولية تعليم الشباب القيم الوطنية والمعنوية". 
 ولفت إلى أن الدولة التركية في الماضي "كانت تسعى لتعطي شكلا للمواطن يروق لها، بدلا من أن تتشكل هى بحسب الشكل الذي عليه مواطنوها، فحرصت وزارة التربية والتعليم والمدارس على تنشئة الأطفال من خلال أفكار معينة ليكونوا قالبا واحدا يحمل أفكارهم". 
 وأضاف "اردوغان": "الشخص الوحيد الذي حرصوا على إنتائجه وتنشئته هو الشخص الذي ليس لديه دين ولا قيم دينية أو معنوية"، لافتا إلى أن "الهدف من وراء كل هذه الجهود التي بذلت في الماضي هو سلخ الشباب والأطفال عن ماضيهم وتاريخهم وأجدادهم وكل قيمهم المعنوية والدينية". وأوضح رئيس الحكومة التركية أن "هذه الجهود بمثابة الخطر الأكبر الذي يمكن أن يحل بالأمم والحضارات فيتسبب في تداعيها وانهيارها، لأنه إذا انفصلت أمة من الأمم عن تاريخها وجذورها وروحها وجوهرها وأجدادها، فهذا يعني فناء هذه الأمة بالكامل، ويعني كذلك أن الأمة التي حدث معها ذلك هى ينتج عنها مجتمع صناعي غير حقيقي يخدم أهدافا ما". 
 وأشار إلى أن الأمم التي مسحت من ذاكرة التاريخ، كان السبب في نسيانها وانهيارها "هو فصلها عن جذورها وتاريخها، وليس باحتلالها وارتكاب المجازر وإعمال آلة القتل بها". وأفاد أن "كل هذه المحاولات تمت تجربتها في فترة من الفترات في تركيا، وأراد القائمون على تنفيذها النجاح في ذلك، أرادوا أن يضعوا مسافة بيننا وبين جذورنا وبين كل القيم التي صنعتنا، أرادوا أن ينسونا روحنا وجوهرنا". ولفت إلى أن "هؤلاء نجحوا إلى حدما في ذلك حيث أصبح المتعلمون من أبناءنا من الحاصلين على الدكتوراة، وخريجي التعليم العالي عاجزين عن قراءة المخطوطات والأثار التي تزخر بها مكتباتنا التي ليس لها مثل في العالم أجمع". 
 وتابع قائلا: "لا يمكن لجيل انفصل عن تاريخه وجذوره وكتبه أن يستمر ويحيا، ونحن نكافح الآن لكي نتغلب على ذلك، وهذا يوضح ثقل المهمة الملقاة على عاتق طلاب وخريجي مدارس الأئمة والخطباء". وبخصوص الانتخابات الرئاسية قال "أردوغان" رئيس الحكومة التركية، أن "رئيس تركيا المقبل لن يكون يختاره نواب البرلمان، وإنما سيختاره الشعب لأول مرة في تاريخ البلاد، ليتولى المنصب بناء على رغبة حقيقية من شعب سيمثله". 
 وأكد رئيس الحكومة التركية أن تركيا ستشهد بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة بداية عهد جديد من الديمقراطية. وأوضح "أردوغان" أن الشعب التركي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة خلال الفترة المقبلة، مضيفا "معا سنبني بلدنا، معا سنكون أكبر وأفضل، معا سننشئ تركيا جديدة ومختلفة بعد 10 أغسطس المقبل". وناشد المواطنين الأتراك، التزام وحدة الصف، والتكاتف "من أجل التصدي لكل المحاولات التي تسعى لشق صفهم والنيل من تركيا"، مشيرا إلى أن "الأوضاع في دول الجوار العراق وسوريا وغيرها من الدول خير مثال يحتم علينا التماسك". وأعرب عن أسفه لما يحدث للمسلمين في كافة أنحاء العالم في "مصر وميانمار وسوريا والعراق وليبيا، فأينما وجود المسلمون حلت بهم المصائب وسط صمت دولي رهيب لما يحدث بحقهم". وفي شأن آخر حذر أردوغان الأمهات والآباء الأتراك من ترك أولادهم دون رقابة "حتى لا يقعوا تحت سيطرة عناصر الكيان الموازي"، مضيفا "فكما تعلمون هذا الكيان شن هجمات استهدفت أمننا القومي خلال الفترات الماضية أرادوا من خلالها تمزيق المجتمع بهدف الحفاظ على مصالحهم الشخصية".



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




ليست هناك تعليقات: