الجمعة، 25 يوليو 2014

كارثة الفرافرة: 10 أدلة تؤكد استعداد الجيش لتدخل عسكري في ليبيا.فيديو



لــواء تابع لخليفة حـفتر 
يحضـر حفل افطـار للجيش المصــرى فى مرسى مطروح



فُجع المصريون مساء السبت الماضى بخبر مقتل 21 مجنداً وصف ضابط – نحتسبهم عند الله شهداء- وإصابة 4 آخرين نتيجة استهداف مجموعة إرهابية إحدى نقاط حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة حيث تم تبادل إطلاق النيران مما أدى لإنفجار مخزن للذخيرة على إثر إستهدافه بطلقة آر بى جى وفق الرواية الرسمية.
وبالإضافة لهذه الرواية، أشار البعض بأصابع الاتهام إلى قادة الانقلاب للتخلص من بعض أركانه فى إطار ما يسميه البعض "الانقلاب يأكل أولاده"، لكن هناك بعد آخر تم إغفاله ربما عن عمد من جانب الأجهزة الرسمية أو عن غير عمد من جانب بعض المحللين، ويتمثل فى تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، إذ هذه هى المرة الأولى التى تشهد فيها المناطق الحدودية مع ليبيا عملية إرهابية بهذه الخطورة، مما قد يوحى بتورط أطراف داخلية أو خارجية بالحادثة لتغذية المخاوف من الأوضاع المتردية فى ليبيا ومن ثم تبرير عملية عسكرية دعماً لقائد الانقلاب العسكرى الليبى الذى لا يزال فى مرحلة المخاض- خليفة حفتر.
وبافتراض صحة الرواية الرسمية، فتلك مصيبة، أما إذا صحت إحدى التكهنات الأخرى فالمصيبة أعظم، ويمكن توضيح ذلك من خلال النقاط التالية:
1-۞ بافتراض تورط مجموعة إرهابية بالحادث تكون العملية قد أكدت مدى الضعف الذى تعانيه منظومة الاستخبارات والدفاع على الحدود المصرية، خاصة أنه كان من المتوقع بعد عملية قتل الجنود بسيناء خلال العام الماضى بنفس الملابسات تشديد الحراسة وعمليات تأمين الجنود فى ظل توتر الأوضاع الأمنية بليبيا والحديث المتكرر عن عمليات تهريب عبر الحدود، لكن القوات المسلحة المصرية منشغلة منذ عام فى تعقب المتظاهرين السلميين الرافضين للانقلاب العسكرى بالشوارع بالتعاون مع الشرطة والبلطجية وأخيراً صناعة "كعك العيد" وقبله المكرونة.
2-۞ تؤكد العمليات الإرهابية المستمرة والتى اشتدت فى عهد الانقلاب فشل نظرية الارتباط الطردى بين الاستقرار وحكم العسكر؛ تلك النظرية التى اشتد عودها بعد ثورة 25 يناير، بعد أن كشفت الثورة سلبيات كثيرة تعانى منها مصر بسبب عقود من الاستبداد والفساد والديكتاتورية أبرزها ضعف الاقتصاد المصرى وحالة الانفلات الأخلاقى، وانتشار أعمال البلطجة، فقد كانت الثورة كاشفة لتلك الكوارث وليست منشئة لها. وعلاج تلك المشكلات يكمن ابتداءً فى تاكيد احترام حقوق الإنسان وصون كرامته وحريته فى الاختيار على أن يتبع ذلك إجراءات أخرى.
3-۞ أعلن المسئولون أنه ستجرى تحقيقات لمعرفة ملابسات ما حدث والكشف عن هوية المتورطين فى العملية مما يثير تساؤلات عن ماهية التحقيقات التى أعلنت القوات المسلحة عن إجرائها لمعرفة المتورطين فى عملية قتل الجنود المصريين بسيناء خلال شهر رمضان الماضى بعد أسابيع من تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية، خاصة أنه أعقب ذلك عملية عسكرية نجم عنها اقتحام مناطق يقطنها أهالى سيناء وهدم منازلهم وتحطيم مساجدهم. وكل ذلك مثبت بشهادات الأهالى وكاميرات المصورين. 
كما أعلنت القوات المسلحة عن قتل العشرات أثناء هذه العملية مكتفية بوصفهم أنهم من العناصر الإجرامية والتكفيرية وأن بينهم متورطين بقتل الجنود المصريين فى سيناء. فأين التحقيقات التى توصلت إلى ذلك؟ وبأى ذنب قتل هؤلاء؟ 
وهل ستصل تحقيقات عملية الفرافرة الأخيرة إلى نقطة نهاية؟ أم سيقتل العشرات بدون جريمة محددة حتى تنتهى التحقيقات إن انتهت؟
4-۞ توعد مسئولو الانقلاب العسكرى بالقصاص لضحايا هذه العملية الخسيسة، على الرغم من عدم الكشف عن هويتهم. وهذا أمر جيد لكن المثير أن هناك اعتداءات أخرى تعرضت لها الأراضى المصرية فى عهد الانقلاب العسكرى دون أن نسمع عن رد فعل مصرى تجاه هذه الاعتداءات رغم أن مرتكبيها معروفون. 
ونسوق منها على سبيل المثال حادث قتل 5 مصريين بسيناء استهدفتهم عصابات الكيان الصهيونى يوم 9 أغسطس 2013، بالإضافة إلى ما نشرته جريدة الوطن المؤيدة للانقلاب العسكرى يوم 16يوليو الجارى تحت عنوان "طيران العدو الإسرائيلى يقصف الحدود المصرية مع قطاع غزة". ولم تنفِ هذا  الخبر أى جهة مسئولة.
5-۞ لأول مرة تنتقل التفجيرات والعمليات الإرهابية بهذا المستوى باتجاه الغرب، فمنذ عهد المخلوع مبارك والدكتور محمد مرسى والانقلاب العسكرى، تتركز العمليات الإرهابية بسيناء والقاهرة ومناطق قريبة منهما، ومعنى امتداد العمليات الإرهابية إلى الفرافرة بالقرب من الحدود مع ليبيا، ضرورة الأخذ بالاعتبار تطورات الأحداث بليبيا منذ الإطاحة بالقذافى واختيار نظام جديد والمحاولات الانقلابية ضده.
6 -۞ لأول مرة منذ فترة طويلة لا يوجه مسئولو الانقلاب العسكرى وأبواقه الإعلامية أصابع الاتهام ودون أى تحقيقات مسبقة إلى جماعة الإخوان المسلمين كما كان يحدث عقب كل عملية إرهابية، مما يوحى أولاً بأن هناك تنسيقاً كبيراً بين الأجهزة الرسمية والأبواق الإعلامية، وثانياً أن هناك أهدافاً خفية تكمن خلف هذا الصمت، إما لترك الأمور على عواهلها لتعمل الآلة الإعلامية الضخمة للانقلاب فى مرحلة لاحقة على التحليل وخداع بسطاء الشعب المصرى وإقناعهم بضرورة توجيه ضربة عسكرية لمن يسمون بالإرهابيين فى ليبيا خاصة إذا تكررت العملية –لا قدر الله- أو بمعنى آخر أن مساندة انقلاب حفتر فى ليبيا رسمياً بات أمراً ضرورياً. 
وهناك سيناريو آخر وهو أن تشير التحقيقات مباشرة إلى أن جهات خارجية وغالباً ستكون ليبية متورطة فى الحادث ونصل بالضرورة إلى ذات النتيجة وهى ضرورة مساندة انقلاب خليفة حفتر.
 7-۞ وبناء على هذه المعطيات لا يمكن بحال فصل هذه العملية الإرهابية عما يحدث بليبيا وما تحدث عنه قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسى بشأن المخاطر التى تواجه مصر وعدداً من دول الجوار بسبب الأحداث فى ليبيا وقد حاول الترويج لذلك أثناء زيارته إلى الجزائر وخلال كلمته أمام القمة الأفريقية. فهل تمثل هذه العملية تمهيداً لتدخل عسكرى مصرى دعماً لانقلاب خليفة حفتر؟، وبناءً على ذلك يكون ما حدث محاولة لخلق مبرر التدخل سواء تمت بأيدى داخلية حشدت لمثل هذا التدخل أو من جانب قادة الانقلاب الليبى اللذين يحاولون توريط مصر بحجة مكافحة الإرهاب.
 8-۞ ويدعم ذلك أن الانقلاب فى مصر لم يكن بمعزل عن المحاولات الانقلابية فى ليبيا، وقد اتضح ذلك فى عدم إدانة تلك المحاولات العبثية سوى مرة واحدة على لسان قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسى إبان توليه منصب وزير الدفاع، وذلك بعد فشل المحاولة الانقلابية الأولى، كما يلقى الانقلابيون فى ليبيا دعماً إعلامياً واسعاً بمصر عبر ترويج المبررات التى ساقها للقيام بالانقلاب، والحديث المتكرر عن خطورة الإرهاب فى ليبيا، وكيف أن حفتر يسعى لكبحه.
9-۞ إنه فى حالة توريط الجيش المصرى فى عملية عسكرية فى ليبيا تحت أى ذريعة، فإن الفشل سيكون حتماً نصيب الانقلاب كونه يساند انقلاباً على نظام منتخب، وكون السلطات فى ليبيا مؤيدة من جانب مليشيات غير نظامية لأن القذافى ترك ليبيا دون جيش أو مؤسسات، ومن ثم قد تتورط القوات المصرية فى حرب شوارع، تذكر بما حدث للجيش المصرى بسبب توريطه فى حرب اليمن إبان حكم الرئيس المصرى سابقاً جمال عبد الناصر والذى يحاول انقلابيو اليوم الاستفادة من تجربته الانقلابية لكنهم ينقلون أحداثها دون مونتاج مما يزيد من تورطهم فى الدماء والإجرام.
10-۞ يفسر البعض العملية بالمقولة الشهيرة "الانقلاب يأكل أبناءه" أمر غير مستبعد أيضاً كون ما حدث يوم 3 يوليو 2013 لا يعبر فقط عن أطماع شخصية للسيسى بقدر ما يعبر عن مصالح متضاربة لأطراف الانقلاب. 
وقد اقتضى انفاذ الانقلاب إحداث توازنات معينة فيما بين هذه الأطراف لكن لكل منها تخوفاتها تجاه الأطراف الأخرى إذ يسعى كل منها لترسيخ أقدامه حفاظاً على مصالحه، ومن ثم قد تكون هذه الحادثة مدبرة للإطاحة بقيادات كبيرة فى الجيش شاركت بالانقلاب العسكرى. وقد شهد التاريخ حوادث كهذه مثل ما حدث فى عهد عبد الناصر من التخلص من بعض القيادات وتدبير التفجيرات وكذلك السادات مثل موقفه مما عرف بمراكز القوى.
ولا يسعنا فى النهاية إلا التأكيد على أن أى اعتداء على كرامة المصريين جميعاً، بالقتل أو الضرب أو السحل أو الاعتقال أو الاغتصاب أو اعتقال البنات لمشاركتهن فى مسيرة لا تقل بشاعة عن أى عمل إرهابى يستهدف رجال الجيش والشرطة الأبرياء، الأمر الذى يستلزم أيضاً ضبط المسئولين عن تلك الجرائم التى تحدث يومياً بحق المصريين ومحاكمتهم. 
ولا يفوتنا فى هذا السياق التذكير بجرائم الانقلاب العسكرى بحق المصريين بمجازر النهضة ورابعة العدوية ومصطفى محمود ورمسيس والمنصة وبين السرايات وميدان الجيزة والمنصورة وغيرها من المجازر التى نالت من أرواح وكرامة المصريين الأبرياء.






قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: