السبت، 7 يونيو 2014

مواصفات الحكام وطريقة الحكم فى مصر القديمة.



«الطغيـــان الفـــرعونى»
رجـلا يتكلـم اكثر من اللازم لهـــو كـــارثة على المدينـــة
 عــالم مصريات يكشف أســرار الحكم الفرعــوني



الأحداث عبر التاريخ أثبتت أن
 الشعب المصرى صبور ويتميز بالتريث ولا يرضى بالذل والهوان

 يتجاوز جميع الأوضاع الصعبة
 ولكنه بعد فيضان الكيل به يثور لتغيير الواقع والخلاص منه

 المصريين القدماء كانوا حريصين على 
موالاة الصالح من الحكام ... نابذين الطالحين منهم.

وقال د/ صالح: «نظام الحكم فى مصر القديمة بدءًا من الأسرة الأولى وحتى الأسرة الثلاثين كان ملكيًّا قائم على وراثة الحكم من الأب إلى الابن الأكبر من الزوجة الملكية، ولكن هناك بعض الفترات التى حدث بها عدم استقرار مثل ما حدث فى الأسرة السابعة؛ حيث كان هناك 70 حاكمًا لمصر فى 70 يومًا أى كل ملك يحكم يومًا».
وأضاف: «هناك بعض الاستثناءات عن القاعدة الرئيسية لتولى الحكم عن طريق الوراثة، فهناك أشخاص تولت حكم مصر من خارج الدم الملكى، ومنها القائد العسكرى حور محب الذى لا يرتبط بالأسرة الملكية وتولى حكم مصر (الأسرة 18)، ولا يوجد رابط بينه وبين حاكم الأسرة الـ 19».
وأشار إلى أن: الشعب المصرى ثار على الحكم الفرعونى (ما بعد الأسرة السادسة حتى الأسرة 12) وطالب بحاكم عادل وتعديل «الماعت» -الدستور- وحدثت فى تلك الفترة حالة من الجدل وعدم الاستقرار ومناقشات لأفكار متطورة للحكم، مشيرًا إلى بردية «الحديث مع البا» (الروح أو الذات)، والتى توضح ما حدث للمجتمع المصرى خلال فترة الثورة من خلط للقيم والعادات واستشراء لمظاهر الفساد وتوتر فى العلاقات الاجتماعية وعدم الأمان.
وأكد أنه فى نهاية تلك الثورة نجح المصريون فى تغيير نظام الحكم وتولى حكم مصر أمنمحات الأول مؤسس الأسرة الـ 12، وهو أول حاكم من الشعب، وتم خلال تلك الفترة تنفيذ أكبر مشروع اقتصادى فى الشرق الأوسط لاستصلاح 100 فدان دفعة واحدة (محافظة الفيوم حاليًّا).
وكشف صالح عن مواصفات الحكام وطريقة الحكم فى مصر القديمة، مشيرًا إلى أنه كان يتم إعداد ولى العهد ثقافيًّا، وإداريًّا، وعسكريًّا من خلال إدارة بالقصر الملكى متخصصة فى هذا الشأن؛ لتأهيله لتولى الحكم، وكان من أهم مواصفات الحاكم أن يكون مثقفًا، وألا يفرض الرؤية الدينية له وأن يقبل بالتعددية خصوصًا وأن الشعب المصرى متدين بطبعه، لذلك كان لا بد للحاكم إحياء الشعائر الدينية لكل الآله لإرضاء المصريين جميعًا، موضحًا أنه عندما حاول الملك أخناتون أن يفرض الإله «آتون» على المصريين ثار الشعب المصرى ضده ورفض ولم يقبل ذلك.
وأوضح أنه كان هناك فريق عمل للحاكم مكون من (عائلته وأصدقائه فى الطفولة) يعملون كمستشارين له فى إدارة مقاليد الحكم، ولم يكن يعتمد على آراء مستشاريه فى الإدارة والحكم، ولكن كان يأخذ رأيهم فى أرض المعركة فقط، وكان رأيًا استشاريًّا فقط غير ملزم، مشيرًا إلى واقعة الملك تحتمس الثالث فى «معركة مجدو» حيث جمع ضباطه للتعرف على آرائهم فى خطة المعركة، ولكن فى النهاية نفذ رأيه الذى حقق به النصر فى المعركة.

وذكر أنه حدثت بعض المشكلات للملك بسبب مستشاريه، ففى عهد الملك أمنمحات الأول تعرض لمؤامرة اغتيال ويبدو أنها نجحت حيث ترك وصية لابنه سنوسرت الأول يوصيه فيها بالحذر من الأشخاص وحراس القصر وغرفة النوم، وربما ترك تلك الوصية قبل أن يموت أو أن ابنه كتبها قبل وفاة والده ونسبها له، فيما حدثت محاولة اغتيال أخرى للملك رمسيس الثالث من قبل بعض مستشاريه، ولكنها فشلت حيث تم اكتشافها وتم تحويلهم جميعًا للمحاكمات.
وأشار عالم المصريات الدكتور أحمد صالح إلى أن أفضل فترة حكم عاشها المصريون هى فترة الدولة الحديثة التى تضم الأسرات الـ (18 – 19 – 20) والتى استمرت حوالى 500 عام، وذلك بسبب النهضة الاقتصادية والعدالة التى شعر بها الشعب، مشيرًا إلى أنه كان هناك محاكم للمرأة، وللعمال، وللميراث، وللفسادين.
وأكد أن تلك الفترة شهدت انتقالاً للسلطة بطريقة سلسلة، وتوسعت مصر فى الخارج حيث امتدت الإمبراطورية المصرية إلى منتصف لبنان وسوريا وثلث ليبيا، وثلثى السودان، الأمر الذى جعل اقتصاد تلك البلاد يصب فى مصلحة الشعب، كما حدث انتعاش للاقتصاد المصرى من خلال التجارة الخارجية وتبادل المنتجات المصرية والآسيوية والإفريقية.
وتابع أنه كان هناك تقسيم إدارى جيد للدولة، وتم تقسيم النوبة إلى جزئين (شمالية وجنوبية)، يحكمها شخص واحد يلقب بـ«نائب الملك فى كوش» ويعين عمدة لكل جزء لمتابعة شؤون البلاد بطريقة سليمة، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص إدارة للصحراء وسيناء من ضمن مهامها إعداد الطرق للمناجم والمحاجر والموانئ.
.............................
فى الجزء الثانى من كتاب «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان فصل عن «الطغيان الفرعونى»، اورد فيه نص رسالة الملك خيتى لابنه مريكارع (حوالى 2000 سنة قبل الميلاد يقول فيها: اذا وجدت فى المدينة رجلا خطرا يتكلم اكثر من اللازم ومثيرا للاضطراب، فاقض عليه واقتله وامح اسمه وازل جنسه وذكراه وانصاره الذين يحبونه، فإن رجلا يتكلم اكثر من اللازم لهو كارثة على المدينة.
حين قرأت تلك العبارة قلت إن على باسم يوسف وفريقه ومحبيه أن يحمدوا الله ويشكروا أولى الأمر، لأنهم تسامحوا كثيرا حين لم ينفذوا وصية الملك خيتى كاملة.

قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا







ليست هناك تعليقات: