السبت، 28 يونيو 2014

تفضل بمغادرة الطائرة , قرر الكفيل توجيه رسالة توبيخ أمام الكاميرات .



قرر الكفيل أن يوجه رسالة توبيخ ولوم علنية وأمام الكاميرات فكان
لقــــــــــاء الطـــــــــائرة


تمنى البعض أن تكون زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعماً سياسياً كبيراً لزعيم الانقلاب الذي يبحث عن شرعية ولا يجدها، فإذا بها تنزع عنه ورقة التوت بصورة مهينة، ليظهر فيها كالعامل الذي يتعامل مع كفيله وولي نعمته متوجهاً إليه في طائرته مقبلاً رأسه جالساً كالتلميذ في صف الوزراء يتلقى التوجيهات والتعليمات والقهوة العربية أيضاً، ويشار إليه بانتهاء اللقاء فيقوم مسرعاً مهرولاً في رشاقة تبهر معجبيه، وفي مهانة لن تمحى عبر الزمن فقد سجلها التاريخ ليتوارثها الشعب جيلاً بعد جيل. وبعيداً عن أنها زيارة لم تطأ فيها قدم الزائر أرض المحروسة، فلا يجب فهم أبعاد هذه الزيارة وما رافقها بعيداً عن خطاب التهنئة والذي لم يفهمه الانقلابيون، فقرر الملك أن يسمعهم إياه بنفسه، لأن الحر فقط هو من تكفيه الإشارة. فقد بين الملك في رسالة التهنئة ضرورة الحوار للتغلب على عناد الشعب المصري والذي كلفهم الكثير ولا يجدون له ثمرة على الأرض، وأنهم لن يستطيعوا أن يتحملوا فاتورة الانقلاب الثقيلة بمفردهم فكانت الدعوة لمؤتمر المانحين كرسالة واضحة بأن التبعة ثقيلة وأن على الجميع أن يتحمل بل وصل الأمر للتهديد بأن الدول التي سوف تتقاعس عن المشاركة لن يكون لها مكان بينهم إذا ألمت بهم المحن وأحاطت بهم الأزمات، ومن الواضح أن الكويت كانت المقصودة بذلك لأنها توقفت عن المعونات بالفعل وأرسلت وزارة ماليتها لمصر في 2 ديسمبر 2013 ما نصه: "بناء على التفاهم الذي تم بين وزراء مالية السعودية والإمارات والكويت ومصر بشأن الدعم المالي لمصر في الاجتماع الذي عقد في الرياض، تقرر عدم استطاعة الوزارة توفير أي منح لمصر خلال عام 2014".
ومع هذه المناشدة والتهديد والوعيد لم تستجب الدول، واقتصر الترحيب البروتوكولي على الإمارات والتي غيرت من شكل المعونات لتصل في صورة استشارات نظراً لتجربتهم السابقة مع المساعدات النقدية، وكما ورد بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في 19 يونيو أن الإمارات العربية المتحدة تعيد توجيه مساعداتها لمصر من المساعدات المباشرة إلى تنمية القطاع الخاص، حيث وظفت الإمارات مستشارين لتقديم المشورة للقاهرة بشأن إدارة الديون وتقديم الاستشارات الاستراتيجية لتطوير الاستثمار. كما أن الخليج قرر أن تتحول المعونات إلى قروض لتضع أعباءً جديدة على الاقتصاد المصري المنهار فقد ذكرت "قناة الجزيرة مباشر مصر" نقلاً عن شبكة "بلومبيرج" الأمريكية في 14 يونيو بأن السعودية والإمارات يبحثان عن شركاء جدد ويرغبان أن يبادر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في إظهار مرونة لمنح قروض لمصر.
ونظراً لعزوف الدول عن المبادرة بالمشاركة في مؤتمر المانحين، وتحديداً في 18 يونيو وبعد نحو أسبوعين من انطلاق تلك الدعوة فقد ناشد وزير خارجية السعودية المشاركين في مؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى تلبية الدعوة لعقد مؤتمر المانحين والمشاركة بفاعلية فيه.
ونظراً لهذه الصعوبات التي تواجه الكفيل في الاستمرار في دفع الأموال بلا نتيجة ملموسة على الأرض، وكذلك لصعوبة إيجاد شركاء جدد في التمويل فقد قرر الكفيل أن يوجه رسالة توبيخ ولوم علنية وأمام الكاميرات فكان لقاء الطائرة، وكان اللقاء سريعاً لم يتجاوز بضعا وثلاثين دقيقة، والرسالة موجزة مفادها أموالنا ليست نهراً يتدفق بلا نهاية، ولا يلوح في الأفق بوادر نجاح واستقرار لهذا الانقلاب المشئوم، فعليكم أن تبحثوا عن سبيل للخروج من هذا النفق الذي أدخلتمونا فيه، ولا تنتظر المزيد، وتفضل بمغادرة الطائرة.



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





ليست هناك تعليقات: