أو عن الصف الإسلامي ؟
"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا "
العلمانيون لا يرضون إلا بالتنازل عن مبادئنا وعقيدتنا
وما وحيد عبد المجيد وناجي الشهابي وأمثالهم منا ببعيد .
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا "
العلمانيون لا يرضون إلا بالتنازل عن مبادئنا وعقيدتنا
وما وحيد عبد المجيد وناجي الشهابي وأمثالهم منا ببعيد .
كنت حريصاً على استطلاع وقراءة ردود الأفعال الخاصة بمبادرة بروكسل ومبادئها العشرة ، وكان أهم ما استطلعته ردود فعل الشباب الإسلاميين – خاصة منظريهم – ممن دعم الشرعية ولا يزال .
ومما وجدته من بعض شباب الصف الإسلامي ظنهم بالإخوان أنهم سيجرون وراء رضا العلمانيين ، وأنهم قرؤوا فيها تخلياً واضحاً من الإخوان عن عودة الرئيس مرسي ..
هذا الكلام أكد بالنسبة لي ضرورة الكتابة ببعض التوضيح والتفصيل ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الإسلاميين وفيما يتعلق أيضاً بمبادرة بروكسل ...
فأقول وبالله التوفيق :
الثقة المتبادلة بين الإخوان والإسلاميين :
على الطرفين أن يعرفا أنهما في الحقيقة طرف واحد ، تلك حقيقة أثبتتها الأيام كما أكدتها العقيدة والأيدلوجية من قبل ، وعليهم أن يجتهدوا ألا يقطع أحدهم رأياً بعيداً عن الآخر ..
1. الإخـــــــــــوان :
على الإخوان بوصفهم الفصيل الأكثر تنظيماً ، والذي هو في حقيقة الأمر أكبر كيان قادر على تنظيم الثورة وحشد الحشود – حتى لو كانت الحشود من غيره – وتحريكها وتوجيهها .. أقول : على الإخوان ( قادة وجنوداً ) أن يعلموا أنه ليس أقرب إليهم من أنفسهم إلا إخوانهم الإسلاميين .
وإن منهجنا الذي أول سطر فيه ( الله غايتنا – الرسول قدوتنا – القرآن دستورنا – الجهاد سبيلنا – الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) يفرض علينا هذا القالب المشترك من الأيدلوجية الإسلامية الواضحة التي لا غبش فيها ، ولا يعدوها زيغ أو ميل أو تلون أو انحراف .
ومهما حاولنا – نحن الإخوان – استجلاب رضا العلماني فلن يكون ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ، العلمانيون لا يرضون إلا بالتنازل عن مبادئنا وعقيدتنا ، وما وحيد عبد المجيد وناجي الشهابي وأمثالهم منا ببعيد .
لقد قدم الإسلاميون الذين طالما غالبناهم في انتخابات سابقة ( من أمثال أحرار حزب الوسط ، وحازم صلاح أبو إسماعيل ، وحزب البناء والتنمية والأصالة وباقي السلفيين بخلاف دجالي النور ) مواقف حرة وشجاعة ، ووقفوا معنا وقفة أبية حرة كريمة تثبت أن معادن هؤلاء وأحذيتهم بعشرات ومئات وآلاف من رؤوس علمانية وليبرالية فاسدة .
وقدم الليبراليون والعلمانيون الذين طالما حرصنا على مشاركتهم – فيما عدا من ندر من أمثال عمرو حمزاوي ، وربما لا أعرف غيره من هذا الفصيل وقف موقفه ، ولا أستطيع أن أطلق على أمثال الأحرار وائل قنديل وسامي كمال وغيرهم من أمثال شرفاء جبهة الضمير بمن فيهم من المسيحيين أنهم ليبراليون أو علمانيون ، هؤلاء نور الله بصيرتهم وعقولهم فلا أراهم بعيدين عن الفكرة الإسلامية - .. أقول أن الليبراليين والعلمانيين قدموا لنا دروساً في الخيانة والخسة والتخلي عن أي مبدأ طالما صدعونا به دهوراً وأزماناً ، وعلموناً في فنون الكذب والضلال وعدم احترام حقوق الإنسان والترضي والثناء عن القاتل السفاح وفن صناعة الفرعون ...
تثبت عقيدتنا وأيدلوجيتنا ومبادؤنا وأفكارنا ومناهجنا ، كما تؤكد الأيام والتجارب أنه لن يقف في خندقي ولا صفي ولا منهجي الإسلامي – بجانب من ندر من أصحاب الضمائر الحية - إلا أخي صاحب العقيدة والرؤية والأيدلوجية الإسلامية الخالصة ، الذي قدم نفسه وروحه ودمه بالكلية شهيداً في سبيل الله .. ولو حاولت إحصاء الشهداء من الإسلاميين من غير الإخوان في هذه الثورة فستجد الأرقام تنبك عن دلالات لها العجب في وفاء هؤلاء وعظيم ما قدموه لدينهم ولعقيدتهم ولإسلامهم ولوطنهم ... هذه حقيقة ثابتة لابد أن يعيها الإخوان ويحرصوا عليها ويؤكدوها بصورة واضحة قاطعة لا تحتمل اللبس أو الفتنة بين الصفوف .
2. الصف الإسلامي من غير الإخوان :
عليهم أن يعوا أن القراءات المتعجلة هي من أشد ما يثير الفتنة بين العقلاء ، ولقد تعجل ذات مرة أحد من شارك في مفاوضات الصلح بين صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ، وكان هذا المتعجل من أنصار علي رضي الله عنه ، وبعد أن وصلت المفاوضات لنهايتها وبات المسلمون في أهنأ ليلة منذ وفاة رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم ، إذ بهذا المتعجل يطلق كلمة شديدة لمعاوية حين اختلف معه ، وقال له : والله يا معاوية ما وقفت هذا الموقف إلا طلباً للإمارة وحظاً للنفس .. أو كلمة نحو ذلك ، فإذا بمعاوية الذي كان قد سلم بكل طلبات خندق علي يغضب ويرفض الصلح وتشتد الفتنة ويزيد عوارها ...
طالما يحضرني هذا المثل حين أرى قراءة أو موقفاً أو تعليقاً متعجلاً من أحد الإسلاميين دون تحري الضبط والتمهل إلى أن تظهر الأمور ، فيتعجل بالنقد وسوء الظن فيشعر الخندقان ( وهما في الحقيقة خندق واحد ) بالفرقة والتباعد ، والله سبحانه يقول : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ، إن الشيطان ينزغ بينهم " ، ولاحظ أن الله قال ( أحسن ) ، ولم يقل ( حسن ) .. سبحانه .
وإن كاتب السطور الذي دعا زملاءه وقادته إلى عدم التخلي عن رفقائهم الإسلاميين ، لا يدفعه إلى ذلك إلا ثقته في قيادته ، ومعرفته بما يدور في نفوسهم هم وباقي رفاقه وزملائه في دعوة الإخوان المسلمين ..
إن الإخوان لا يرون الإسلاميين بعيداً عنهم ، ولا يرونهم إلا من لحمتهم ودمهم ، فعليهم أن يثقوا في إخوانهم وأنهم أقرب إليهم من حبل وريدهم .
وإن كان بعض من يتصدرون المشهد في الإعلام من الإخوان يهرعون إلى بعض الرموز الليبرالية ويتشاورون معهم ، فلا يعني هذا أنه هو الرأي الغالب المتفق عليه بين الإخوان ، قد يكون هذا بسبب رؤية لهذا المتصدر أو اجتهاد ، ولكنه في الحقيقة لا يترجم لواقع إلا برؤية غالبية الصف ومجلس الشورى الخاص بالإخوان والذي أغلبه يتوحد مع الصف الإسلامي ، ويرغب في زيادة بقعة الثورة بإشراك كل صاحب ضمير حي ، ولكن ليس على حساب ثوابت الثورة الإسلامية من تقريب الإسلامي ومن عدم التنازل عن دم الشهداء والقصاص لهم ، ومن عدم التنازل عن الشرعية بكل مكوناتها ..
الرئيس مرسي أيقونة الثورة :
والحقيقة الواقعة التي لا تقبل جدالاً أو طعناً أنه لا يملك أحد من الإخوان كائناً من كان أن يتنازل عن مطلب عودة الرئيس الحر مرسي رئيساً لمصر بكل صلاحياته .
كيف نفعل ذلك والرئيس مرسي وثباته هو أيقونة لهذه الثورة المباركة ، لا يظن ذلك عاقل أبداً ، إننا لو فكرنا مجرد التفكير في ذلك فإننا نعني بهذا القضاء على ثورتنا والتخلص من مبادئها المشتركة ..
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فإذا انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها " الفكرة من هذا الحديث هو أنه يرسخ لفكرة كيف يتنازل الناس عن الثوابت خطوة بخطوة ، وعقلاء الإخوان وقادتها يعرفون ذلك تمام المعرفة ، ويعرفون أننا لو خفضنا سقف مطالب ثورتنا فستنتقض عراها واحدة تلو الأخرى .. وأول مطالبنا هو عودة الرئيس الشرعي المنتخب ، وأنه لا شرعية بعده لأحد إلا بخيارات حرة تجئ بغيره كما جاءت به .
الإخوان لا يمكن أن يتورطوا لهذا الاجتهاد الخاطئ الذي يفسد ثورتهم .. وليس معنى أنه لم ينص عليه في المبادئ العامة المطاطة التي لم يعلن بعد على أساسها أي كيان ، ولم تنعقد بناءاً عليها أي ولاءات ، ولم ينص بعد على أي معالم واضحة لتنفيذها .. ناهيك عن أنه لم يعلن بعد رأي واضح وقاطع للإخوان فيها ، .. أقول ليس معني أنه لم ينص على عودة الرئيس مرسي فيها أن الإخوان تنازلوا عن هذه العودة ..
ذلك أنها ليست وثيقة إخوانية ، نعم عرضت على بعض الإخوان وتشوور فيها ، ولكن لم يظهر بعد بياناً واضحاً كاشفاً يعلن عن تفاصيل ما تشوور فيه ولا القطع برأي الإخوان .. لذلك كله أقولها بكل جزم وبثقتي في قيادتي ، وبمعرفتي لأفراد صفي ، أنه لا تنازل قطعاً ويقيناً عن عودة الرئيس مرسي كأهم مطلب لأنصار الشرعية ، وكأيقونة لثورتنا الإسلامية الوطنية المباركة الخالصة ..
كبســــــــــــــولة :
لا يمكن لعاقل بالطبع أن يعتبر أو يظن لوهلة أني وأنا أتحدث عن الصف الإسلامي أدخل فيه دجالي حزب الزور والظلام المسمون إفكاً بحزب النور ، وذلك أن الحال يثبت أنهم خارج تحالف الشرعية ، وكذلك لمعرفتي اليقينية وتأكدي من أنهم قوم قد أعماهم حسدهم وحقدهم وجهلهم على الإخوان إلى أن لا يروا ولا يبصروا .. ومن فقد البصيرة فكبر عليه أربعاً .
كيف يكون إسلامياً ذلك الذي تواطأ مع أعداء الإسلام وأحباب الصهاينة على الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب حامل كتاب الله الكريم ، كيف يكون إسلامياً ذلك الذي غبش على الرئيس الإسلامي ، لأنه يتنازل عن الثوابت بحجج واهية كالسياحة الإيرانية ، ثم هو ذاته الذي يطلق مصطلحاً غريباً على السفاح الخائن عميل الصهاينة ويقول عنه أنه ( متدين تديناً مقبولاً ، ليس كالتدين السلفي ولكنه مقبول ) ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
كيف يكون إسلامياً ذلك الذي لم ير الدماء المعصومة المحرمة والتي حرمة القطرة منها أشد عند الله من حرمة بيته الحرام ثم هو يتحدث عن عددهم بازدراء فيقول أنهم سبعمائة . ثم يدعم قاتلهم وسافك دمائهم بحجة أنه متدين تديناً مقبولاً !!!
كيف يكون إسلامياً ذلك الأفاك الذي يستخدم أسلوب ( الحواري – والشرشحة – وفرش الملاية ) وهو يتحدث عن الإخوان ويصفهم جهلاً وظلماً وعدواناً أنهم تكفيريون وعملاء لأمريكا ، ويبرئ ساحة عميل أمريكا والصهاينة والذي باعترافه ذاته أن رجل الأمريكان وأنه نسق مواقفه معهم ، وباعتراف وزير خارجيته أنهم متزوجون من الأمريكان وليس علاقة نزوة !
كيف يكون إسلامياً ذلك الذي يتعبد إلى الله باختيار السفاح سافك الدماء ( هكذا صرح برهامي في فيديو شهير اليوم على موقع مفكرة الإسلام السلفي ) كيف يكون هذا إسلامياً ! ( وعلى رأي الثاب أثرف : يا لوقاحته .. مع الاعتذار للرائع الفاضل عبد الله الشريف ) .
إنهم دجالون يستخدمون الإسلام والسلف مطية ، ولا يستحقون نسبتهم للصف الإسلامي الحر الكريم الطاهر .. وما أحسن ما أبدعه أحد أحب أصدقائي السلفيين حين شبه تصريحاتهم عن تدين السيسي فأبدع تدوينة تهكمية رائعة خلاصتها هذه الجملة : ( أرى في " أفيخاي أدرعي " نوعاً من التدين ) ... انتهى التعبير البلاغي الرائع ..
أيها الدجالون من حزب الزور والظلام ، خبتم وخسئتم وخسرتم ، وخاب سعيكم ، وعند المليك المقتدر ستلتقون مع أصحاب المظالم وستعرفون عندها مغبة مواقفكم وتلونكم وخداعكم .. والله من وراء القصد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق