الأربعاء، 21 مايو 2014

لماذا بدت البغضاء من أفواه الذين انشقوا عن الإخوان؟.



كانوا يهاجمون الجماعة، 
 واليوم يهاجمون التيار الإسلامى، وغدًا.. الله أعلم



لماذا بدت البغضاء من أفواه الذين انشقوا عن الإخوان؟
 بالأمس كانوا يهاجمون الجماعة، واليوم يهاجمون التيار الإسلامى، وغدًا .. الله أعلم 
.. مــاذا يقولــون ومــاذا يفعلـــون .. 
لقد أصابنى الذهول لما عدَّد لى أحد الإخوان الكبار يومًا أسماء كبيرة فى عالم الفكر والإعلام 
الآن من الشيوعيين والعلمانيين،
كانوا يومًا من كرام الإخوان، جذبتهم المادة والشهرة والشهوة

فى عام 2007 أصدرت كتابىّ: الإخوان والعنف، الإخوان والأقباط، أهديت نسخًا منهما للدكتور عصام العريان، الذى أثنى عليهما وأوصانى بوضع كتاب ثالث عن أزمات الجماعة الداخلية والانشقاقات التى وقعت فيها، لكنى لم أتحمس للفكرة وقلت له: هذا أمر لا أراه ذا جدوى خصوصًا أن ما نجم عن تلك الانشقاقات لم يكن مؤثرًا فى بنية الجماعة أو فى أفكار ومبادئ أفرادها.. لكن الرجل لم يعقب وأنهى الموقف بجملته المعهودة: شكر الله لك.
غير أنه بعد هذه الواقعة، طفت على السطح بعض الخلافات الداخلية، نتج عنها انسحاب بعض قادة الجماعة ممن كانوا ملء السمع والبصر، ومعهم – بالطبع - عدد من الشباب الذين يتميزون بالقدرة على تسويق أفكارهم وإجادة الظهور الإعلامى والتواصل السياسى مع اتجاهات وتيارات أخرى.
ولقد أدركت صواب وجهة نظر الدكتور العريان بعد تتابع تلك الانشقاقات الفردية؛ إذ لأول مرة أدرك خطورة ما يفعله هؤلاء، ليس على الجماعة وحدها، بل على الدعوة الإسلامية بصفة عامة، فهم لم يتورعوا عن تشويه الحركة وإلصاق شتى التهم بقادتها. ولو صدر هذا الكلام عن شخص من خارج الإخوان ما صدقه أحد، اعتقادًا أنه خصم للجماعة أو حاسد لها، أما وأنه قد كان واحدًا من قادتها فهو عند الناس ثقة، فالناس يقولون: «وشهد شاهد من أهلها».
بعض هؤلاء -وكان مثلا يُضرب فى النشاط والحركة وكان إذا تكلم يُسمع- بقى فى الجماعة عشرين عامًا، كتب مؤخرًا أن لدى الإخوان أسلحة منذ عشرات السنين يستخدمونها فى العنف والإرهاب، قلت: خيبك الله، إن هذا يحسب عليك لا لك -إن كان صحيحًا- وأنك أردت أن تنتقم فأوقعك غباؤك فى هذه الورطة، فأين كنت أيها المعتدل ساعة كانوا يخزنون هذه الأسلحة؟!.
وآخر كتب مذكراته فلم يترك سوءة إلا ألصقها بالجماعة، وكان ذا شأن ومكانة، حكى لى من راجع تلك المذكرات أنه نصحه بألا ينشرها كى لا يتهم بأنه ساذج قد غرر به رغم كونه أستاذًا جامعيًا كبيرًا.
وآخرون وآخرون تضيق بهم المساحة، غير أنا وجدنا بعضهم هو النجم الأبرز فى مؤتمرات دعاية السيسى فى المحافظات، يقف فى كل مؤتمر يقول: «أيها الناس، اتبعوا هذا الرجل فإنه على الحق، وقد نجاكم من الفوضى وخلصكم من الجماعة الإرهابية».. ألا لعنة الله على الظالمين.
فى منتصف التسعينيات حدث انشقاق جماعى، بعد جدل حول إنشاء حزب سياسى للجماعة، انسحب على إثره مجموعة من القادة والشباب عُرفت بمجموعة (حزب الوسط)، لكن الحق يقال لم تصدر عنهم كذبة واحدة أو تدليسًا واحدًا، صحيح بعضهم كان حادًا فى نقده قاسيًا على إخوانه الذين خالفوه الرأى، لكنهم لم يخونوا (العيش والملح) ولم يهتكوا ستر المجالس، ولم يقفوا فى صف المعادين للدعوة كما يفعل (فلان المحامى) أو (علان المسئول الكبير السابق) بل سجن بعض هؤلاء الأفاضل بعد الانقلاب لمواقفهم الرجولية من قضية الشرعية؛ إذ سرعان ما تناسوا الخلافات السابقة، وقاموا بالتصدى للانقلابيين، وكان منهم إخوة بمثابة رأس حربة للجماعة وأنصارها، فك الله أسرهم.
والمقام لا يسع حصر مواقف هؤلاء الناس الذين لم يبقوا على شىء، وداسوا على الأخلاق والقيم والأعراف، ولم ينظروا إلا لمصالحهم الشخصية، ولم يفكروا سوى فى الانتقام، ليس من القادة الذين لم يلبوا طلباتهم فى التصعيد لدرجة أعلى فى الجماعة أو فى تولى منصب سياسى، بل كان انتقامهم عامًا، على الجماعة وأفكارها، بل لا نبالغ إذا قلنا إن بعضهم -بعدما تم استخدامه من قبل الانقلابيين والعلمانيين- يتطوع بالتشكيك فى ثوابت إسلامية لا تخضع إطلاقًا لاختيارات الإخوان.
أسمع الأذى والبغضاء، كل ساعة، من هؤلاء الناس الذين اقتربت من كثير منهم، ولا أصدق حواسى حال سماع ما يصرحون به من كذب وادعاءات ما علمتها -والله- فى تلك الجماعة الطاهرة، وكلما رأيت أحدهم يكذب ويتحرى الكذب سألت الله ثبات قلبى على دينه، وألا أغش أو أخون.
لماذا إذًا بدت العداوة والبغضاء من أفواه هؤلاء الناس؟
لأن الجماعة أطاحت بأحلامهم، وحطمت طموحاتهم، وقطعت لديهم وساوس النرجسية وحب الظهور.. قد يدّعى أحدهم أنه ترك الجماعة لأن قادتها لم يحتملوا النقد، أو أنها تدار بأوامر فلان أو علان، أو أنها اتخذت طريقًا غير الذى وضعه لها الإمام المؤسس منذ البداية.. وهذه كلها تبريرات غير صحيحة، ففلان انشق لأن اسمه لم يوضع على قائمة مجلس الشعب السابق، وكذا فلان الذى أراد أن يكون فى الموقع الفلانى فى الجماعة ثم أتت الانتخابات بغيره فاتهم الجميع بالتآلب عليه وتوجيه الآراء والأصوات ضده.. وهكذا.
ووالله، بقدر غيظى من هؤلاء الناس، بقدر إشفاقى عليهم، خصوصًا أنى أرى زاوية الانحراف تتسع، بالأمس كانوا يهاجمون الجماعة، واليوم يهاجمون التيار الإسلامى، وغدًا.. الله أعلم ماذا يقولون وماذا يفعلون.. لقد أصابنى الذهول لما عدَّد لى أحد الإخوان الكبار يومًا أسماء كبيرة فى عالم الفكر والإعلام الآن من الشيوعيين والعلمانيين، أكد لى أنهم كانوا يومًا من كرام الإخوان، جذبتهم المادة والشهرة والشهوة.. نسأل الله السلامة.
اللهم إن أردت بنا فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين، ولا مبدلين ولا مغيرين.. آمين.
بقلم: عامر شماخ





ليست هناك تعليقات: