الثلاثاء، 6 مايو 2014

حملات "الوطنية المزيفة" .. قليل من الكرامة يا سادة .. صوت



حتى لا ننسى حكايتنا مع الأنظمة العسكرية
 هى حكاية حزينة وقديمة و معلومة للجميع
 ولكن قد تستدعى الظروف أحيانا قليلا من التذكرة


المهندس/ محمد عصمت سيف الدولة باحث المتخصص في الشأن القومى العربي، رئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، وعضو الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسي. استقال من الفريق الرئاسي احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل (نوفمبر 2012) ..
أولا ـ لو كان تصريح نبيل فهمى بأن ((علاقتنا بامريكا زواج شرعى وليست نزوة)) قد قيل فى الشهور الأولى لثورة يناير، لخرجت مليونية فى التحرير تطالب بإقالته، ولنجحت فى ذلك،
  من أين يأتون بهؤلاء القوم ؟ وبكل هذه المذلة ؟
 ان المصريين يستلهمون مواقف احمد عرابى ومصطفى كامل، بينما يستلهمون هم، مواقف امين عثمان الذى صرح بأن علاقة مصر ببريطانيا كالزواج الكاثوليكى و ملعونة الشرعية والاعتراف الدولى التى تستدعى مثل هذه الاستجداءات المهينة ....
  قليل من الكرامة يا سادة،
 كما أنه ليس صحيحا أن هذا التصريح كان زلة لسان، بل كان تعبيرا فصيحا محسوبا و مقصودا لاسترداد رضا السيد الأمريكى، جاء ليكمل سيل التصريحات والمواقف التى صدمت المصريين فى الاسابيع الماضية؛ بدءا بتصريح السيسى للوفد الأمريكى بالامتنان ووعده لهم بعدم الجحود أو الانقلاب عليهم، واستجداءه للمعونات، ثم عتابه على انسحاب الناتو من ليبيا، وما سبقه من التصريح المهين للبنتاجون عن الأمن الامريكى المصرى الاسرائيلى المشترك، مرورا بتأسيس لعصر امتيازات اجنبية جديد فى مصر، بتحصين تعاقدات الدولة، ثم البدء فى رفع الدعم وزيادة الاسعار تنفيذا لروشتة صندوق النقد الدولى، ناهيك على أن ممثلى ثلاثة مؤسسات سيادية كانوا هناك فى اسبوع واحد: وزير الخارجية، رئيس المخابرات، مستشار عدلى منصور، هذا بخلاف الوفود الامريكية التى لا تنقطع عن مصر، أضف الى ذلك عشرات التقارير التى توالت علينا فى الشهور الأخيرة، تؤكد على الدور الاسرائيلى فى اقناع الكونجرس والادارة الأمريكية بضرورة استمرار المساعدات لمصر التى من المفترض انها العدو الأول لاسرائيل. وقبلها تصريحات رسمية أمريكية متعددة من عينة تصريح رئيس الاركان الامريكى مارتن ديمبسى امام الكونجرس فى 18 يوليو 2013 من ان الجيش الاسرائيلى يعتبر الجيش المصري شريكا قويا، لأنهم ملتزمون تجاه اتفاقيات كامب ديفيد، كما انه شريكا قويا لأمريكا والاستثمار فيه له عوائد كثيرة وربما لا تكون آخرها دراسة للكاتب "اريك تراجر" من معهد واشنطن لدرسات الشرق الأدنى أهم المراكز الأمريكية الموالية لاسرائيل بعنوان "استئناف المساعدات العسكرية لمصر: ضرورة استراتيجية"، نشرت على موقع المعهد فى 30 ابريل 2014 حدث كل هذا وغيره الكثير، رغم أن الخطاب الاعلامى الرسمى لم يكف منذ عدة شهور عن الترويج للنظام بشعارات الاستقلال والأمن القومى والوطنية، وهو الخطاب الذى صدقه كثيرون واستبشروا به خيرا، لتكشف لهم الأيام و الأحداث والتصريحات والمواقف انها لم تكن سوى أحاديث للتعبئة و الاستهلاك المحلى، وأنها لم تكن فى حقيقتها سوى احدى حملات "الوطنية المزيفة".
ثانيا ـ ((سنستمر فى بيع القطاع العام))
 كان هذا هو المضمون الحقيقى لما جاء فى خطاب عدلى منصور فى عيد العمال حين قال (( لن نبيع القطاع العام بثمن بخس كما كان يحدث سابقا)) اذاً المشكلة عندهم فى الثمن والسعر، وليس فى المبدأ والتوجه والرؤية والانحيازات، وكأننا كنا نناضل على امتداد عقود طويلة ضد تصفية القطاع العام، بهدف الفصال والمساومة ليس أكثر، الاوطان يا سيد منصور لا تباع، لا بالرخيص ولا بالغالى، والقطاع العام كان فى يوم من الايام هو العامود الفقرى للاقتصاد المصرى المستقل، وهو الذى مول حرب 1973، وهو القلعة الاقتصادية الوحيدة المملوكة لكل الشعب والمحررة من سيطرة راس المال الاجنبى ووكلائه وسماسرته من رجال الاعمال المصريين الذين لا يهمهم سوى ارباحهم عبر نهب ونزح ثروة مصر، وإعادة هذا الدور الى القطاع العام بعد عقود من التصفية والتخريب كان احد اهداف ثورة يناير، كما انه الشرط الرئيسى والاول لتحقيق الاستقلال الاقتصادى المنشود، والخروج من براثن السوق العالمى والشركات متعددة الجنسية، و قرار تصفيته لم يكن قرارا مصريا، بل كان قرار نادى باريس وصندوق النقد الدولى، كما انه لم يكن قرارا اقتصاديا، بل كان قرارا حربيا تم بهدف تجريد مصر من المقدرة على التمويل الذاتى لقدراتها العسكرية، والاعتماد والارتماء فى احضان المعونة العسكرية الامريكية فان كنتم لا تجرؤون اليوم وانتم لا تزالون على البر، من الالتزام بعدم المساس به مرة اخرى، لا بالغالى ولا بالرخيص، فماذا ستفعلون حين تتمكنون من السيطرة الكاملة ؟ 
*** ثالثا ـ تغريدات متنوعة :
 الأسوياء هم الذين يضاعفون جهودهم السياسية والفكرية والجماهيرية للتفوق على خصومهم السياسيين، أما ان يعدموهم، فهذا جنون! لا أعلم أيهم أكثر استفزازا: المرشح الذى لا يذهب الى الناس، أم أولئك يهرولون للذهاب اليه فى مقره الانتخابى. تتملكنا حيرة كبيرة وحزن عميق، فكيف ساءت الأخلاق وانعدمت الضمائر الى هذا الحد، وكيف انخدعنا طوال هذه السنين فى كل هؤلاء الإخوة والرفاق..




ليست هناك تعليقات: