الأحد، 11 مايو 2014

العسكر والرذيلة :دولة الحاج السيسي وولده .. فيديو



السيسي خائف.. حتى وهو يغازل الناس


“ومش هسمحلك تقول الثورة فشلت تاني”
 الثورة بالفعل مستمرة.. لا يضرها من خذلها.. فقط علينا أن نكرر المحاولة، أن نتحدث إلى الناس، ألا نسبقهم بأحلامنا
  نكتب، ونتظاهر، ونغني، ونتنفس.. أن نردد وراء محمود درويش:
 هذا البحر لي، هذا الهواء الرطب لي.. 
وستصفو لنا مصر “دولة” حقيقية..
 الثورة مستمرة حفاظًا على الدولة..
 “ومش هسمحلك تقول الثورة فشلت تاني”..

دعك من انخداع بعض الناس بخطاب السيسي، إجاباته التافهة عن أسئلة من نوعية كيف سنحل مشكلة الخبز؟ نقطع الرغيف “أربع تربع” والكهرباء؟ باللمبة الموفرة، والبطالة؟ “هنطلع عربية الكبدة بتاعة أبوك يا لمبي… ولو استمر الحوار لساعة أخرى لقال للناس: الكراسة الصفرا موجودة وكل واحد عارف اللي عليه، وربما استدعى سقيل الندمان في مسرحية تخاريف وقرر حل مشكلة المواصلات بجعل الطرق كلها اتجاه واحد “عشان اللي يروح ما يرجعش”. الناس كالغريق يتعلق بقشة، لا تعتب على من يحلم بقوت يومه، ولا تنشغل كثيرًا بسذاجة خطاب السيسي المقصودة، واستحماره للمشاهدين، لو وجد حقًا من يحاوره لاحترم نفسه وإجاباته وجمهوره أكثر من ذلك، لكنه كان يحاور الفراغ، الرعب الذي سيطر على لميس وتابعها جعل من الحوار محاولة بائسة لتأدية واجب ثقيل.
الأول: سؤال المظاهرات، والثاني: سؤال التزوير
السيسي مرعوب من المظاهرات، لا سبيل لإنكار ذلك، أو التظاهر بأن الباشا أسد، تجاربنا في السنوات الثلاث الأخيرة أثبتت أن أجهزة الدولة المصرية أكثر عمقًا مما نتخيل، في فهمها لطبيعة الشارع، مستويات الحركة والتفاعل، تمفصلات الواقع السياسي والاجـتماعي (يا نهار أسود .. إيه تمفصلات دي؟).
بص.. أهل مكة أدرى بشعابها، وهم مع فشلهم وهشاشتهم في 25 يناير، استطاعوا أن يستعيدوا توازنهم ويعيدوا ترتيب أوراقهم ويخططوا بذكاء لثورة مضادة، وفازوا بجولة ربما ستعطلنا لعام آخر.. لا أكثر. السيسي بدا عصبيًا رغم محاولاته لتصدير “الوش” الخشب، وهو يتحدث عن المظاهرات، يستجدي السيسي المتظاهرين باسم مصر ومصلحتها وأوضاعها الاقتصادية وعجلة الإنتاج، ثم يحدثنا عن الضرورة والاضطرار والحتمية، وقانون التظاهر، وأهمية الاستئذان، ذلك في بلد ما زالت حالة السيولة الثورية فيه هي الشيء “الجامد” الوحيد الذي يمكن أن تمسكه بيديك، ثم يخبط بيديه على المنضدة ويحاول تحمير عينيه وهو يقول “هما هياكلوا البلد ولا إيه”. رجل “مبارك” يخشى من المظاهرات ربما أكثر من خشيته من فشل محاولات شرعنة الانقلاب عبر انتخابات كشف هذا الحوار كم هي هزلية وعبثية مثل “اللمبة الموفرة” وحل مشكلة الكهرباء.
 أما التزوير، فلم يقدم السيسي سوى أخلاقه الحميدة واحترامه لنفسه ضمانًا على عدم حدوثه، مع تكراره لعدد من المرات لم أستطع إحصاءه: أنا صادق، أنا أمين، أنا شريف، تعاملت بشرف، تصرفت بشرف، أحكي لكم بمنتهى الصدق، بمنتهى الأمانة، بمنتهى الشرف، الشرف الشرف الشرف.
 المثل الانجليزي يقول: احترس من المرأة التي تتحدث كثيرًا عن الشرف ..
 س1:ما الضامن لحياة ديمقراطية سليمة في ظل المشروع الإخواني؟
 ج1: تقوى الله …
 س2: ما الضامن لعدم تزوير الانتخابات القادمة لصالح مرشح العسكر
 ج2: أولا: مش هسمحلك تقول العسكر تاني..
ثانيا: الضامن الوحيد: شرف السيسي واحترامه لنفسه
 هل تذكر النوم في العسل : الاحتراااااام .. أنا لا أملك إلا الاحترام .. (!!!)
 السيسي لم يتحدث عن الكثير من الملفات الخطيرة التي تنتظره، لم يعر اهتمامًا لما أحدثته إراقة الدماء بهذه الوحشية من انشقاق مجتمعي يهدد أي مشروع تنموي بالفشل، السيسي بدا عسكريًا يتحدث لجنوده ويخبرهم بأوامره، وبالمسموح به من الأسئلة وبما هو ممنوع، ويشخط فيهم حين يقتضي الأمر، ويشير بإصبعه (بالسبابة طبعا) ويحذر من التجاوز، ويعطي، ويمنع، ويتفضل، ويبشرنا بأنه (هيستحمل).. وكأنها دولة الحاج الله يرحمه..
 وأخيرا: يصمت السيسي ويتولى عنه أحد الحضور تفسير الصمت وتأويله واستخراج الدلالات السمعية والفلسفية العميقة لصمت الكليم… (لاحظ: الحوار مسجل) مساحات السخرية و”الألش” في خطاب المشير لم تترك مجالاً لتحليله بجدية، والإشارة إلى مواطن الديكتاتورية الفاقعة، وعسكرة الحوار الذي هو فرع عن عسكرة الدولة، و”الزغر” للمذيعين، رغم كونهم “بتوعه”، والتعامل مع مصر باعتبارها “وسية” يتفضل فيها على العبيد، فيتحمل النقد، ولا يسجن من يشتمون على تويتر، ويقرر بمفرده هل تصالح مصر أم تخاصم، من سيكون له دور في الحياة السياسية ومن سيستبعد، ما المطلوب من الرعية في الفترة المقبلة، ما هو المسموح به، وما هو الممنوع.. وبمنتهى الحسم.. هكذا حاول أن يبدو.. السيسي خائف.. حتى وهو يغازل الناس “مشيرًا” أنه يحتاج إلى عامين ليحدث تغييرًا في حياة المواطن.. بدا مستجديًا.. ومحاولاً أن يتجاوز هاجس أنه لن يكمل مدته، ربما لن يكمل عامًا واحدًا مثل سابقه.. الثورة التي توشك أن تموت في قلوب بعض من صنعوها يأسًا وإحباطًا ما زالت في رأس الجنرال صداعًا مزمنًا، وبين جنبيه رعبًا أزليًا.
 الثورة بالفعل مستمرة.. لا يضرها من خذلها.. فقط علينا أن نكرر المحاولة، أن نتحدث إلى الناس، ألا نسبقهم بأحلامنا، أن نكتب، ونتظاهر، ونغني، ونتنفس.. أن نردد وراء محمود درويش: هذا البحر لي، هذا الهواء الرطب لي.. وستصفو لنا مصر “دولة” حقيقية.. الثورة مستمرة حفاظًا على الدولة.. “ومش هسمحلك تقول الثورة فشلت تاني”..

العسكر والرذيلة :اعترافات قادة الجيش و الضباط 
منذ محمد علي حتى السيسي




ليست هناك تعليقات: