الأربعاء، 9 أبريل 2014

مصر كل شيء فيها وارد، وكل الاحتمالات مفتوحة.. فيديو


الانتخابات الرئاسية فيلم مقاولات


..ما نعيشه الآن أسوأ من عهد مبارك..
السيسي رمز الدولة العسكرية
 لماذا لا يوجد إعلان رسمي من الدولة عن أعداد المعتقلين؟

 ●● حكم الإعدام لـ529 سيظل كالشوكة يذكرنا بحال العدالة في مصر
 ●● الإعلام عقب 30 يونيو أصبح له طعم مبارك والعسكر
 ●●الداخلية ليس لديها معرفة بأرقام المعتقلين الحقيقية
 ●● المجلس القومي لحقوق الإنسان متواطئ
 ●● وزير العدل ينتقم من الشعب والثورة عبر القوانين "سيئة السمعة"
 ●● ما نعيشه الآن أسوأ من عهد مبارك.. والسيسي رمز الدولة العسكرية يرى جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن حرية التعبير في مصر الآن أصبحت مكبلة، في ظل عدم تغيير النظام، وضع بائس جدًا، على حد قوله، مؤكدًا أن الحل من الأزمة الحالية لن يكون قريبًا. 

  إلى نص الحوار:
  كيف ترى حرية الرأي والتعبير عقب الثورة؟
 وخاصة عقب 30 يونيو؟
         حرية الرأي والتعبير عقب يناير كانت حرية لا سقف لها، ولم تكن من جانب المجلس العسكري، لكنها من جانب الناس، فالحق الذي انتزعوه لم يكونوا على استعداد للتفريط فيه، لكن المجلس العسكري لم يكن يختلف عن مبارك، هم ورثته.
 الشكوى عقب يناير كانت عدم وجود خطوط حمراء، لكننا كنا نقول "فوضى الحرية أفضل من تنظيم الاستبداد"، لكن عقب 30 يونيو أصبح الإعلام صوتًا واحدًا هيستيريًا له طعم مبارك والعسكر وطعم رئيس قاض غير عادل. حرية التعبير الآن مكبلة لأول مرة في تاريخ مصر، هناك أكثر من 15 صحفيًا و3 شعراء داخل السجون في نفس اللحظة، هذا عهد بائس جدًا.

 طالما لم تكن الحرية من النظام لماذا اصبحت مكبلة الآن؟
 النظام لم يتغير، وإن تغير شكله، الفارق أن الإطاحة بالإخوان كان جزءًا منه كراهية فيهم، فالآن هناك جزء من كثرة الكراهية وخوفه من عودتهم على استعداد لقبول إجراءات استثنائية، والنظام يعي ذلك، فأصدر قوانين وبجانبه داخلية تمارس انتقامها، وتقدم مبرر بمحاربة الإرهاب، والنظام يريد تصديق هذه الأكذوبة. النظام استغل التأييد الشعبي في توطيد نظام حكم غير ديمقراطي، والقمع في الشارع، لأن هناك مقاومة في الشارع من فريق مع الحرية والتعبير، لكن هذا الفريق لا يملك تنظيمًا كالإخوان لديه مؤيدون يمارسون العنف، ولا يوجد لديه دبابة ولا إعلام ماسبيرو، لا يملك غير صوته لذلك يتم قمعه.

  لماذا لا يوجد إعلان رسمي من الدولة عن أعداد المعتقلين؟
 لا يوجد دولة تريد تقديم دليل كونها مستبدة وقمعية، هناك من مارس العنف ويستحق العقاب، لكن هناك الكثير قُبض عليهم عشوائيًا وظلمًا، الوضع الآن يشبه وضع حبيب العادلي، الذي سيكون كاذبًا لو أعلن عدد المعتقلين، لأنه لا يعرف عددهم. الضباط لديهم صلاحيات القبض دون حساب، ويتحركون في دائرة القسم كرئيس جمهورية، نحن نعلن تقديراتنا والتي تتراوح ما بين 20 أو 24 ألفًا، لكن الدولة لا تعرف عددهم وهذا كارثة.

ما تعليقك على مدة الحبس الاحتياطي التي تصل لشهور؟
 في مصر رسميًا لا يوجد اعتقال، ولكن يوجد وضع أسوأ بالحبس الاحتياطي دون مدة محددة، فالتعديلات التي وضعها وزير العدل، عادل عبد الحميد، جعل الحبس الاحتياطي أسوأ من الاعتقال، وفى النهاية يتم إخلاء سبيلهم، ليكونوا على ذمة قضية سهل استكمالها بدلاً من تلفيق قضية جديدة، هذه حلقة شريرة تستخدم الآن من جهاز العدالة للتنكيل بالمعارضين، الشكل فيه قانون، لكن في الحقيقة هذه دولة اللا قانون.

على الرغم من خروج العديد من الشكاوى بوجود تعذيب
 خرج تقرير زيارة المجلس القومي للسجون بنفي تلك الشكاوى.. الحديث عن المجلس القومي بأنه مجلس لحقوق الإنسان غير صحيح، هذا مجلس حكومي فاقد المصداقية، وهذا ليس حديثًا،
 وقت مبارك لمع النظام ونظام تونس بجانبه، ووقت الإخوان لمعهم ونظام قطر بجانبهم، والآن يُلمع نظامًا مستبدًا.
 ما فعله المجلس تطبيق لجملة الشاعر محمود درويش "يدعو لأندلس أن حُصرت حلب"، الشكوى كانت من تعذيب داخل أبو زعبل، فالزيارة جاءت لطرة الذى لم يصدر منه شكاوى. التعذيب كان طرة، جاء في مجلس أمناء الشرطة بطرة، أنا رأيت التعذيب على جسد دومة، وعقب الضغط، تم فتح تحقيق، لكن حديث المجلس عن عدم وجود تعذيب يثبت أنه مجلس متواطئ.

هل أصبحت أماكن الاحتجاز جزءًا من التعذيب؟
    محمد مرسى من ابتدع عهد الحبس والتحقيق داخل المعسكرات، النظام الحالي، حوّل معسكرات الأمن مكانًا للحجز والمحاكمات والتحقيقات، الدولة أصبحت عبارة عن سجون ومحاكمات داخل السجون، هذا وضع مهين ومخل بالعدالة وعار.

لماذا كان الحكم في قضية عربة ترحيلات أبو زعبل صادم؟
 منذ ثلاثة شهور، كنت في مواجهة مع لواء شرطة، كنت أتحدث عن عربات الترحيلات، فقال إن هذه عربات وبها كراسي، فقلت له لا مافيهاش، لأن العربة المجهزة بكراسي لا تسع إلا 24، إنما المعتقلوين كانوا أكثر من 40، لو فيها مقاعد لن تتسع لهم. لو يوجد عدل كان حوكم من سمح بعدد أكبر من طاقة العربة بالدخول فيها، ثانيًا دي جريمة وحشية ناس محبوسة في الصيف في عز الحر في صندوق حديد، ويقذفوا بقنبلة غاز، هذا شخص سادي وكان يجب أن يعاقب بالسجن مدى الحياة لأني ضد عقوبة الإعدام، لكنه قتل معارضين ومنتمين للإخوان، فسادية المتهم قابلتها سادية أخرى بالقبول بهذا، أنا لا يعنيني من قتل، مهما كانت خلفيته، الضحية مصري، والعدالة لما تحكم على حد بناء على خلفيته وانتمائه، دى عدالة مختلة.

ما تعليقك على تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان 
حول فض رابعة العدوية؟
 تقرير المجلس القومي، يلخصه رأيي في المجلس أنه مجلس متواطئ وعار على حقوق الإنسان، الناس فاكرة تقرير الفض، لكن المجلس تواطأ على كثير من الأمور، نحن أرسلنا لمحمد فايق، رئيس المجلس، نستغيث به أن القضاء العسكري جمد قضية الاتصالات منذ 3 سنوات دون وجه حق، متمنين منه "افتح بقك، قول حاجة".

 هل تتوقع خروج تقرير لجنة تقصى الحقائق حول الفض
 بنفس شكل تقرير المجلس؟
 لا أستطيع ان اجزم حول شكل التقرير، لكن جريمة رابعة ضد الإنسانية ولابد من تحقيق نزيه وعادل ومحاكمة من أجرم فيها، لما مئات يموتوا لازم يبقى فيه تحقيق، حتى الآن لا يوجد تحقيق، المقلق بالنسبة لي ليس التقرير، لكن المقلق بالنسبة لي النظام، مثلما تواطأ مرسى على تقرير تقصي الحقائق في عهده، لكن هذا النظام اللى مش باين إنه بيحترم العدالة تأخر في تشكيل اللجنة، ومش واثق إنه نظام عادل.

هل يمكن أن يكون مصير ذلك التقرير نفس مصير
 تقرير لجنة مرسي؟ 
. مصر كل شيء فيها وارد، وكل الاحتمالات مفتوحة.

 العقوبات التي يفرضها قانون مكافحة الإرهاب، كيف تراها؟
 قانون مكافحة الإرهاب صدر من جهة غير ديمقراطية وهو حلقة من قوانين سيئة السمعة كقانون التظاهر، وتعديلات قانون يسمح بمدة الحبس الاحتياطي، الصادر من عادل عبد الحميد، فلن نندهش منها، فهو وزير العدل وقت المجلس العسكري ومن اصدر قانون الضبطية القضائية والتي كان رد المحكمة عليه "عيب"، هذا وزير ينتقم من الشعب والثورة عبر القوانين.

هل خالف القانون نصوص الدستور؟
 قانون الإرهاب مخالف للعقل، ومخالف للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والدستور الذي أنشأته الدولة ودعت للتصويت عليه بنعم وانتهكته. في حالة تطبيقه، كيف ترى الوضع؟ الأسوأ في القانون، هو وضع الصحافة، خاصة الأصوات العاقلة في الصحافة غير المتلونة، تعريف الإرهاب فضفاض ويمكن أن يطالها، جزء مهم ممن سيتم ضربه بالقانون سيكون الصحفيين والكتاب.

هل يعتبر حكم الإعدام لـ529 
... بداية في التوســع في تلك الأحكــام؟ ...
 يمكننا الآن التاريخ لمصر حديثًا بيوم صدور حكم الإعدام قبله وبعده، ده حكم عمره ما حصل في العالم، ولا أعتقد أنه سيحدث، سيظل كالشوكة ليذكرنا بحال العدالة في مصر. في ظل هذه الانتهاكات هل يمكن أن تتم مصالحة في هذا الوضع؟ الحديث عن مصالحة الآن في ظل حالة الكراهية للنظام وهو الطرف الأقوى، وخطاب الكراهية والعنف الذي يبثه الإخوان، وهو أكبر من خسارتهم للحكم وفض رابعة، غير حقيقي. وسط هذا الوضع كلمة مصالحة كلمة فضفاضة ومايعة، الآن ما يهمني سيادة القانون، الزعل أو الغضب منها ستكون مشكلة الغاضب.

 كيف سيستمر الوضع وسط طرف يبدي كراهية
.. وطرف مصمم على القمع؟ ..
 وسط الأوضاع الحالية أنا غير متفائل سوى بالمتواجدين في الشارع يكتشفون يومًا عقب يوم أن الاستبداد له وجهان، ديني وعسكري، الحل في المدني الديمقراطي.
 ■ أمس كان اليوم الأول لوجود الشرطة رسميًا داخل الحرم الجامعي، الوضع بوجودها أسفر عن قتلى، كيف تراه عقب وجودها؟
 عند وجود تفجيرات وعنف يجب أن تتواجد الشرطة، لكن يبقى وجودها للتأمين والحماية، أنا ضد وجودها المستمر، لكن ليس معنى اختلافنا مع أدائها أن يتم رفض وجودها وسط حدوث جرائم، بانتهاء الجريمة والظرف يجب انسحاب الشرطة، أنا أرفض وجودها الدائم داخل الجامعة.

 أين العدالة الانتقالية في مصر؟
 العدالة الانتقالية في أي مجتمع تكون الخطوة التالية لسيادة القانون، لكن في مصر نحن في المربع صفر، لا يوجد عدالة. هل يمكن اعتبار الوضع الآن أسوأ من وضع مبارك؟ اللحظات التي نعيشها الآن أسوأ في تاريخ مصر الحديث منذ الخمسينيات وأسوأ من مبارك، الفارق فقط أن القمع يتم والناس تراه، أيام مبارك كانت الناس منسحبة وكان النشطاء من يتم قمعهم، الآن القمع للكل، والأفضل تحركهم حتى لو اتخذوا موقفًا خاطئًا من انسحابهم.

هل ترى أخطاء للمعارضة في 30 يونيو؟
 نعم، كان هناك أخطاء للمعارضة في 30 يونيو، المطلب في 30 يونيو، كان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن في الحقيقة هناك أصابع كثيرة لعبت علشان تعلى الموضوع، والإخوان سهلوا ذلك. 
 المعارضة لم تكن كتلة واحدة، هناك معارضة نزيهة، وهناك معارضة متواطئة، فيه ناس كانت نازلة مع انتخابات رئاسية مبكرة، تطرفوا جدًا بقوا ضد الديمقراطية كلها، نحن على مشارف عام من استيلاء العسكر على الحكم، وأقول العسكر لأن السيسي رمز العسكر، وما فعله الإخوان فعله السيسي، في البداية قالوا لن نترشح، وخلي الناس تجرب، الناس لم تكتشف الإخوان إلا عقب حكمهم.

هل ترى في أحد المرشحين من يستطيع قيادة المرحلة؟
        لم أكوّن وجهة نظر حول الانتخابات، ورأيي مش إيجابي حتى الآن، أنا لا أرى انتخابات، ولكنها مسلسل رديء، أو فيلم مقاولات، أنا ضد الدولة العسكرية وضد الدولة الدينية، والسيسى حيبقى رمز دولة عسكرية.

 هل سيصبح قانون التظاهر ذريعة للحكم على النشطاء 
عقب حكم ماهر وعادل ودومة؟
 الإجابة على هذا السؤال ستكون بسؤال آخر،
 هل لو كان هناك نظام ديمقراطي، سيتم محاكمتهم أصلاً؟!

 من المسئول عن حالة الكراهية الآن؟ المعارضة أم السلطة؟
 المعارضة ليست كتلة واحدة هناك معارضة دينية إقصائية لن يقبلوا إلا بوجودهم في الحكم وبيكفروا الآخرين، وهناك معارضة مدنية، المسئول عن هذا الوضع المجلس العسكري والإخوان في خراب مصر.
 في النهاية، كيف ترى الخروج من الأزمة الحالية؟
 الخروج لن يكون في روشتة، لن يكون قريبًا على الإطلاق، لكنه هيتم باستمرار مطالبة الناس بحقوقهم، المصريين اللى خرجوا في 25 يناير، وبعض المخلصين ممن خرجوا في 30 يونيو، دفعوا الثمن دم، وسجن ومحاكمات عسكرية، هم دفعوا تمن سلعة لم نحصل عليها، وسنظل وراءها حتى نحصل عليها، وطالما نقاوم هناك أمل..