الأربعاء، 2 أبريل 2014

كاتب بريطاني يحذر كاميرون من سياسة الرياض وواشنطن تجاه الإخوان..



سايمون تسيدال
 جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة دينية وخيرية
 تطورت وأصبح قوة سياسية، ترفض رسميا العنف


إذا كانت الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا صادقة في التحاور مع العالم الإسلامي في مرحلة ما بعد عصر 9/11، "فإن تصيّد وحظر واحدة من أهم وأكثر الجماعات شعبية، بناء على طلب من الأمريكيين والسعوديين وطغمة عسكرية غير شرعية في مصر؛ عمل لا يمكن فهمه، فبريطانيا تفتخر بتاريخ طويل من استضافة اللاجئين السياسيين والجماعات المنفية الهاربة من الاضطهاد... والإخوان المسلمون، سواءً كانوا من مصر أم سوريا لا يختلفون عن هؤلاء".


حذر سايمون تسيدال المعلق في صحيفة "الغارديان"، حكومة بلاده من اتباع سياسة السعودية والولايات المتحدة، اللتين لم تكونا سعيدتين بصعود الإخوان المسلمين، مطالبا بريطانيا بالامتناع عن ممارسة سياسة الملاحقة والتصيد للجماعة.
وقد جاء تحذير تسيدال، في تعليق له على قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، التحقيق في نشاطات وأفكار حركة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وهو الأمر الذي تم بناء على شكوى سعودية، حسب قوله.
وقال تسيدال: "إن القرار يعكس حالة من العصبية التي تعيشها الحكومات الغربية من صعود "الإسلاميين الجهاديين والتطرف الإسلامي، الذي يتغذى على الفوضى والحرب في سوريا"، مضيفا أن القرار يأتي أيضا ردا على التطورات المتتابعة في مصر، واستجابة لضغوط حلفاء مقربين من بريطانيا. وأكد الكاتب في هذا السياق على حالة عدم الرضا السعودية والأمريكية عن صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة من خلال شخص محمد مرسي، الذي نصّب كأول رئيس منتخب لمصر في عام 2012، مضيفا "عندما أطيح بمرسي في انقلاب قاده الجيش في 3 تموز/يوليو 2013، لم تظهر إدارة الرئيس باراك أوباما أي معارضة للانقلاب؛ على الرغم من رغائها وثغائها حول أهمية الديمقراطية في العالم العربي".

 ويضيف تسيدال أن الحكومة الأمريكية، التي قدمت مليارات الدولارات من الدعم لنظام حسني مبارك، تبنت وبطريقة هادئة النظام العسكري الجديد في مصر بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي، فقد مثل المشير نموذجا يمكن لواشنطن التعامل معه، لأنه يدير الأمور بطريقة تعودت عليها الولايات المتحدة؛ حتى لو كانت هذه الطريقة قائمة على القبضة الحديدية، حسب قول الكاتب. وفي الحقيقة، يقول تسيدال: "فقد تفوق السيسي الذي يقوم بتعزيز قبضته على السلطة، وهو يستعد للترشح للانتخابات الرئاسية على مبارك من ناحية العقلية الدموية والقمعية". فقد قام بإعادة قرار الحظر على جماعة الإخوان، الذي ظل مستمرا طوال عهد مبارك، ووضع مرسي في السجن ووجه له اتهامات بالخيانة، فيما لاحق عناصر الإخوان بقسوة، وأسكت كل الأصوات المعارضة من الصحافيين والمعارضين للنظام، بحسب المقال. ويرى تسيدال أن الولايات المتحدة، التي تعتبر إعادة الاستقرار إلى مصر أولوية، قدمت الدعم للمشير السيسي على طول الخط، "بالرغم من النقد اللين والعابر".

 ويضيف الكاتب "يقول رجال الإدارة الأمريكية إن مصر ستحقق عملية التحول الديموقراطي وستجري انتخابات نزيهة بعد إعادة الاستقرار للبلاد... لكن أحدا في واشنطن أو القاهرة لا يؤمن بهذا الكلام لأن انتخابات ديمقراطية تعني فوز الإخوان مرة أخرى".
وأشار تسيدال إلى إحدى افتتاحيات "واشنطن بوست" التي انتقدت كلام الرئيس أوباما الداعم للديمقراطية، في الوقت الذي يدعم فيه السيسي الذي لن يحقق لا الاستقرار ولا الديمقراطية. ويتابع الكاتب: "إن السيسي يقود نظاما مسؤولا عن مقتل 2500 شخص، واعتقال أكثر من 16000، ليس فقط من مؤيدي مرسي، ولكن من المعارضين الليبراليين والعلمانيين من ناشطي ثورة يناير2011 أيضا"، مذكرا بحكم الإعدام الذي أصدره قاض في المنيا الأسبوع الماضي على 529 سجينا بتهمة قتل ضابط شرطة. 

ويرى تسيدال أن واشنطن "ستقوم بإعادة مصر للمسار الذي كانت عليه قبل الانقلاب، وستستأنف المساعدات العسكرية لها بعد فوز السيسي في سباق للرئاسة يخوضه مع نفسه على شاكلة السباق الرئاسي في عهد مبارك". ويقول: "إن عملية القمع القاسية التي تقوم بها الدولة ضد الإخوان، تلقى دعما حماسيا من السعودية، التي تعتبر حليفا مؤثرا لبريطانيا والممول الرئيس للنظام المصري بعد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن السعودية صنفت الإخوان جماعة إرهابية "مثل الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج الأخرى، وإسرائيل وروسيا".
وكانت السعودية هي التي اشتكت، وقالت: "إن قادة الإخوان المسلمين الذين فروا من مصر بعد الانقلاب، اتخذوا من لندن قاعدة لهم، وستكون مهمة التحقيق في صحة هذه الشكاوي وأهميتها منوطة باللجنة التي قرر كاميرون تشكيلها، وسيقوم التحقيق بالنظر إلى علاقة الإخوان بالتطرف بما في ذلك مزاعم ارتباطهم بالهجوم على الحافلة التي قتلت أربعة أشخاص في طابا شهر شباط/ فبراير الماضي. ويضيف الكاتب البريطاني سايمون تسيدال "إن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة دينية وخيرية، تطورت وأصبح قوة سياسية، ترفض رسميا العنف كوسيلة للوصول لأهداف سياسية، وهي في النهاية جماعة لها امتدادات واسعة وتضم قطاعا من الآراء والناشطين".
 ويقول إنه إذا كانت الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا صادقة في التحاور مع العالم الإسلامي في مرحلة ما بعد عصر 9/11، "فإن تصيّد وحظر واحدة من أهم وأكثر الجماعات شعبية، بناء على طلب من الأمريكيين والسعوديين وطغمة عسكرية غير شرعية في مصر؛ عمل لا يمكن فهمه، فبريطانيا تفتخر بتاريخ طويل من استضافة اللاجئين السياسيين والجماعات المنفية الهاربة من الاضطهاد... والإخوان المسلمون، سواءً كانوا من مصر أم سوريا لا يختلفون عن هؤلاء".