الخميس، 6 مارس 2014

دمعة السيسي بين الواقع والتمثيل. ماكر وممثل بارع .


دمعـــة السيسي بين الواقـــع والتمثيـــل 
وحالة النفاق الإعلامي الفجة


عبد الفتاح السيسي مخاطبا عواطف الشعب المصري المشهور بعاطفيته؛ اهتم الإعلام المصري في خلال الساعات الأخيرة بالترويج لما اصطلح عليه إعلاميا ب”الدمعة التي يحبسها المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في عينه، حزنا على أحوال الفقراء”.
 وقد لوحظ أن إذاعيين وإعلاميين ورؤساء تحرير تناولوا “سر الدمعة التي حبسها المشير”، سواء في برامجهم أو صحفهم، وذلك منذ إلقاء السيسي خطابه الأخير في حفل انتهاء فترة الإعداد العسكري والتدريب الأساسي لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث حظى بعضهم بلقاء المشير في ذلك اليوم، وخرج بعضهم الآخر يحكي للناس سر هذه الدمعة المحبوسة -بحسب زعمهم-.
وعلى الرغم من انتشار صيحات الفقراء والغلابة في أنحاء مصر، وتنكيل الحكومة بهم كما حدث في حلوان وعزبة النخل بعد هدم العشش تارة ومنع الأهالي حتى من المبيت في الشوارع والقبض عليهم تارة أخرى، فإن الإعلام لا يزال يراهن على أن الشعب المصري ينسى بسرعة البرق أو يتجاهل الواقع الحالي أو يتعمد صناعة الفرعون على الرغم من معرفته أنه كذاب ماكر وممثل بارع.

 مشاهد الأهالي المتضررين من هدم عشش عزبة النخل



بكاء واستغاثة سيدة كفيفة 
بسبب هدم منزلها من قبل الشرطة والجيش



ونسرد لكم حالة النفاق الإعلامية الرهيبة والفجة التي انتشرت بسبب ما يسمى الدمعة الحبيسة للسيسي
 فقد قال أحمد موسى، مقدم برنامج “الشعب يريد” على فضائية “التحرير”، إن المشير في حديثه مع زملائنا الصحفيين عقب انتهاء خطابه كان يتحدث عن الفقراء، وذكر أن هناك مواطنين لم يأكلوا اللحمة، ويأكلون عظام الدجاج حتى انهار في البكاء لدرجة أنه أبعد مكبرات الصوت الموضوعة أمامه من صوت البكاء”! 
 وقال مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، في حواره مع برنامج “الحياة اليوم” على فضائية “الحياة 1″ إن “الدموع كادت تنهمر من عيون القائد العام للقوات المسلحة في حديثه عن العشوائيات مثلما كان الحديث عن جهاز فيروس سي، وأخبرني اللواء طاهر عبد الله، رئيس الهيئة الهندسية للقوت المسلحة، أن المشير كانت في عينه فرحة الدنيا لدرجة أنه قال: هناك 20 مليون مواطن سوف يجدون العلاج للالتهاب الكبدي الوبائي، وأنه على مدار سبع سنوات من الممكن القضاء على فيروس سي الذي أهلك صحة المصريين”. 
 ومن جهته، خصص الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذي لجريدة “الشروق” صفحة كاملة في “الشروق” الخميس تحت عنوان: “سر الدمعة التى حبسها المشير السيسى”.  
وقال حسين إنه “خلال جلسة الصحفيين مع المشير السيسى احتلت الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها الحيز الأكبر من النقاش.
 وبعد نهاية الجلسة سألت أحد الخبراء عن سر هذا الاهتمام الكبير من المشير بالأزمة فرد بقوله: لأن الحالة صعبة للغاية.. الأمر بوضوح “إن احنا بلد مش لاقية تاكل”.. نحن بلد مديون بـ 1.7 تريليون جنيه وندفع كل عام 150 مليار جنيه لخدمة هذا الدين، ونعيش بـ165 مليار جنيه بعد تسديد الدعم والأجور وخدمة الدين فى حين يفترض أن يبلغ حجم الموازنة 7 تريليونات جنيه لكى نصلح التعليم والصحة وجميع المرافق.. المشكلة ليست عجز موازنة بل أكبر من هذا بكثير. فمثلا نحتاج 150 مليار جنيه لإصلاح مرفق السكة الحديد ـ وهو رقم أكده السيسى خلال النقاش بالفعل، وقال إننا نعيش فى دائرة شبه مفرغة، فالموظف يريد أن يحصل على راتب جيد، والدولة تريد منه المزيد من العمل والمزيد من التضحية من الجميع”.  
وأضاف حسين: “هنا تدخل قائد عسكرى كبير مطلع على الأحوال العامة قائلا: لولا وقوف الأشقاء العرب معنا، “كنا قطعنا بعض”، هناك فقر شديد وعوز، ونستهلك وقودا بخمسين مليار دولار سنويا، والمواطن لا يسدد إلا حوالى 25 ـ 30? من سعر الوقود، والباقى تدفعه الدولة، مضيفا أن شخصية السيسى على المستوى الاقتصادى لا تقبل مساعدة من أحد فهو يفضل الجوع على أن يأخذ قرشا من الخارج، مضيفا أن مصر أخبرت دول الخليج عقب 3 يوليو بأنها ساهمت فى حصار مصر والمصريين منذ عام 1974، وما يقدمونه من مساعدة لمصر هو مساعدة للأمن القومى العربى بأكمله”. 
  وتابع رئيس تحرير “الشروق” مقاله: “فى هذه اللحظة كان المشير السيسى يستمع فيها إلى هذه الأرقام، التى تواجهها المرأة المصرية فى تجهيز ابنتها للزواج، لمحت دمعة تكاد تسقط منه تأثرا بالواقع الصعب، لكن الرجل حبسها فى النهاية”.😄


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛