الثلاثاء، 4 مارس 2014

أمريكا والسعودية تملكان مفاتيح القرار في مصر.



ما وراء زيارة أوباما للسعودية وترشح عنان للرئاسة
الإدارة الأمريكية لديها علاقات قوية بالجيش المصري 
ولا تحتاج إلي وسيط


 ◄الفريق يوسف عفيفي: أمريكا تمارس ضغوطا علي السعودية لمنع السيسي من الترشح.
 ◄ اللواء علاء عز الدين: أوباما يسعي لمنع السيسي من الترشح ووقف المد الروسي للخليج.
 ◄ اللواء محمد هاني زاهر: واشنطن تراهن علي “عنان” باعتباره المرشح التوافقي.
 ◄ الجماعة الإسلامية: أمريكا والسعودية تملكان مفاتيح القرار في مصر.
 ◄ ”الناصري”: سنقدم الرئيس الأمريكي للمحاكمة نتيجة تصرفاته غير المسئولة.
 ◄ ”غد الثورة”: الإدارة الأمريكية لديها علاقات قوية بالجيش المصري ولا تحتاج إلي وسيط .

تفتح الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي بارك أوباما، إلى المملكة العربية السعودية،والمقررة الشهر الجاري، باب التساؤلات عن وجود تنسيق بين واشنطن والرياض بشأن الوصول لرؤية مشتركة حول الأوضاع في مصر، وخاصة انتخابات الرئاسة القادمة. وبحسب مراقبين فإن الملف المصري هو الملف الرئيسي على مائدة المفاوضات بين أوباما والقيادة السعودية، وأنه سيحسم أمر وجود مرشح توافقي للرئاسة المصرية، بما يضمن إنهاء الأزمة المستعصية فى البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسى، ووضع حد للانقسام غير المسبوق في الشارع المصري، والذي تزداد خطورة استمراره لتنعكس بالسلب على باقي دول المنطقة، التي ستتأثر حتما بما يدور فى مصر. وهناك إجماع بين مصادر متعددة مطلعة على كواليس الأحداث، بأن الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق للقوات المسلحة، هو المرشح الذي توصلت كل من الولايات المتحدة والسعودية، وعدد كبير من دول المنطقة بأنه الأنسب والأفضل لمصر في ظل حالة الاستقطاب الراهنة، وأنه الوحيد القادر علي تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين كافة القوى السياسية المختلفة، باعتباره وجها مقبولا من مختلف التيارات نظرا لأنه الوحيد من بين المرشحين المحتملين، البعيد عن دائرة الصراع الحالية، ويقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، ويحظى بقبول من قطاعات داخل العسكريين، إضافة إلى الإسلاميين الذين سيفضلونه فى كل الأحوال على أى مرشح آخر دخل معهم فى خصومة.

 وقالت المصادر إن واشنطن تريد حاكما يؤمن بالديمقراطية، ولا يستأثر بالسلطة لحساب مؤسسة أو جماعة، وأن مساهمته الفاعلة في تسليم الحكم لأول رئيس مدني في تاريخ مصر، يثبت مدى إيمانه باختيار الشعب لمن يحكمه، وهو من شأنه وضع مصر فى الطريق الصحيح. وأضافت المصادر إن هناك شواهد متعددة على أن السعودية، ترى هي الآخري في الفريق “عنان” طوق النجاة لمصر من وضعها المتأزم الحالي، ورصدت المصادر في هذا الصدد المقال الشهير للكاتب المقرب من السلطة بالمملكة عبد الرحمن الراشد، في جريدة الشرق الأوسط التى يملكها أفراد من كبار العائلة المالكة، والتي رأى فيها أنه من الأفضل لمصر بقاء المشير عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع، فضلا عن مقال مماثل للكاتب جمال خاشقجي في جريدة الحياة اللندنية والمملوكة أيضا للسعودية.

 كما نوهت المصادر بتقرير لافت لصحيفة عكاظ بأن عنان سيخوض انتخابات الرئاسة، بثقة معتمدا على تأييد من قبل قطاعات شعبية تريد الخلاص من الوضع الحالي، وأنه يحظى بشعبية في أوساط العسكريين وأركان دولة مبارك فضلا عن الإسلاميين الذين يرونه الأنسب من باقي المرشحين .
 ورأت المصادر أيضا أن تصريحات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس الوزراء، حاكم دبي، التي قال فيها أيضا إنه يفضل بقاء المشير السيسى، وزيرا للدفاع، تأتى انعكاسا لضغط سعودي، بعد الدعم اللا محدود من الإمارات للمشير السيسى، والذي ترى المملكة أنه باعتباره طرفا في المعادلة الحالية، فلن تساعده الظروف على انجاز المصالحة المطلوبة. كما لاحظت المصادر أن البرنامج الساخر للإعلامي باسم يوسف، بعد إيقافه من قبل قناة فضائية مصرية خاصة، تلقفته قناة سعودية، ليوجه من خلالها انتقادات غير معتادة للمشير السيسى. وأجمع خبراء سياسيون وعسكريون حاورتهم “بوابة القاهرة”، على أن القمة الأمريكية- السعودية المرتقبة، ستحسم تسمية الفريق سامى عنان، مرشحا للرئاسة المصرية باعتباره الوحيد القادر علي الخروج بمصر من المأزق الحالى. يقول الفريق يوسف عفيفي نائب وزير الدفاع وقائد الحرس الجمهوري الأسبق أن الولايات المتحدة الأمريكية تسابق الزمن من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ضربه زلزال 30 يونيو بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي.
 وأكد عفيفي، أن أمريكا تحاول الضغط بالفعل علي المملكة العربية السعودية باعتبارها صاحبة الكلمة العليا في دول مجلس الخليج العربي من أجل وقف الدعم عن مصر ومنع مساعدة دول الخليج للمشير السيسي لمنعه من الترشح للرئاسة.
 وشدد الفريق يوسف عفيفي علي أن أوباما قد يمارس أوراق ضغط شديدة ضد المملكة العربية السعودية للرضوخ لمطالبه ومنع السيسي من الترشح مستخدمة في هذا الشأن ملف سوريا وملف إيران وملف حقوق الإنسان داخل المملكة العربية السعودية كأوراق ضغط لإجبار السعودية علي الاستجابة للمطالب الأمريكية.

 ومن جانبه قال اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا أن زيارة أوباما للسعودية لها هدفين استراتيجيين الأول هو ممارسة ضغوط علي السعودية لسحب دعمها لمصر وخاصة دعم المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، خاصة أن أمريكا لا ترغب بالفعل في وصول “السيسي” للرئاسة المصرية.
 وأضاف عز الدين أن أمريكا قد تمارس ضغوطا قوية تدفع بعض الدول العربية لإثناء السيسي عن الرئاسة باعتباره العائق الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تتبناه أمريكا وإسرائيل. وشدد علي أن وقف مساعدات السعودية لمصر سيترتب عليه وقف كافة المساعدات من دول الخليج العربي وفي مقدمتها الكويت والإمارات التي تخضع دائما للإرادة السعودية.

 وأكد اللواء علاء عز الدين علي أن السعودية تعلم جدا مكانة مصر، وتؤمن بأن مصر هي حائط الصد الحقيقي للمنطقة العربية بالكامل وأن الجيش المصري هو الجيش الوحيد الباقي في المنطقة العربية وأن سقوط الجيش المصري معناه سقوط للمنطقة العربية بالكامل واحتلال كامل من قبل إسرائيل للمنطقة العربية لتحقيق الدولة اليهودية “من المحيط للخليج” وهو الأمر الذي يهدد نجاح القمة الأمريكية السعودية لأن نجاح المطالب الأمريكية قد يكون علي حساب الأمن القومي للمملكة العربية السعودية.
 وأشار عز الدين إلي الهدف الأخر من الزيارة الأمريكية للسعودية، مؤكدا أن أمريكا سوف تمارس ضغوطا شديدة علي السعودية لمنع دول الخليج من عدم تطبيع العلاقات مع روسيا كما فعلت مصر لأن أي تعاون خليجي روسي سيكون علي حساب الولايات المتحدة الأمريكية. ومن جانبه قال اللواء محمد هاني زاهر مدير المركز الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية أن أمريكا تسعي بالفعل للضغط علي المشير عبد الفتاح السيسي لعدم الترشح للرئاسة باعتباره لا يحظي بالدعم الأمريكي، مشيرا إلي أن أمريكا تسعي لدعم مرشح توافقي يحظي بالقبول والتوافق العام في مصر ويحظي في المقام الأول علي رضا وقبول أمريكا وإسرائيل.

 وأضاف زاهر أن واشنطن تراهن علي الفريق سامي عنان باعتباره الحليف الاستراتيجي القديم لأمريكا، كما أنها تراهن علي الرضا والقبول الذي يتمتع به عنان في كافة دول الخليج والتي تعتبره المنقذ والمخلص لها من شبح حرب الخليج بعد أن تصدي الجيش المصري لصدام حسين في غزو الكويت وتهديدات صدام للسعودية، كما أن أمريكا تراهن علي أن “عنان” لم يصطدم بالقوي الإسلامية وأنه سيحظي بقبول كافة القوي الإسلامية في مصر والتي يخشي من خطرها في حالة وجود مرشح ترفضه القوي الإسلامية. واختتم زاهر بقوله أن المملكة العربية السعودية ستخضع في تقييمها وقراراها للمصلحة السعودية فقط وليس للإملاءات الأمريكية. ومن جانبه قال توحيد البنهاوي القيادي بالحزب الناصري, أن زيارة الرئيس الأمريكي اوباما للسعودية الشهر المقبل, تأتي نتيجة تخوفه من تصاعد حده الخلافات بينه وبين دول الشرق. وأستنكر البنهاوي فى تصريح خاص لـ”بوابة القاهرة”, ما تردد عن وجود ضغوط أمريكية على المشير عبد الفتاح السيسي لعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية, مضيفاً أن الشعب المصري هو فقط من له حق اختيار رئيسه. وأضاف البنهاوي, أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت نفسها فى مأزق منذ ثورة 30 يوينو, لذلك سيستوجب عليها الاتجاه لدول الشرق لتصحيح ما أفسدته من علاقات عربيه.
 وأكد البنهاوي أن الرئيس الأمريكي اوباما لن يكمل مدته الانتخابية وسيقدم للمحاكمة نتيجة تصرفاته الغير مسئولة. فيما أستبعد الدكتور محمد محي نائب رئيس حزب غد الثورة و المرشح الرئاسي المنتظر، أن يكون أحد أهداف زيارة اوباما إلي المملكة العربية السعودية هو الضغط علي الإدارة السعودية من اجل التراجع عن موقفها الداعم لترشح الفريق السيسي . وأضاف “محي” لـ”بوابة القاهرة” الإدارة الأمريكية لديها علاقات قوية بالمؤسسة العسكرية في مصر وهي ليست بحاجة لوسيط للتواصل معها فالإدارة الأمريكية سبق وان تعاملت مع الأنظمة في الشرق الأوسط علي مختلف توجهاتها. وأعتبر المرشح الرئاسي المنتظر أن دول الخليج بشكل عام و السعودية بشكل خاص من مصلحتها أن تستقر الأوضاع في مصر ، مشيراً إلي أنهم لا يقفوا خلف مرشح بعينه لقيادة مصر في المرحلة القادمة. من جانبه قال أسامة حافظ عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تدخلان في المعادلة المصرية بشكل واضح وذلك تعليقا على زيارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما للسعودية منتصف الشهر الجاري. وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة، في تصريحات خاصة لـ«بوابة القاهرة»، أن السعودية تمتلك المال، وأمريكا تسيطر على دول الشرق الوسط، وأن المقابلة بين الطرفين قد تحمل الكثير فيما يتعلق بالشأن المصري.