تغيير عقيدة العسكر
من قتل العدو الذي يحتل الأرض
إلى قتل الأخ والأب والابن الذي يعارض الانقلاب!
الانقلاب لن يقبل بأية مبادرة للحل السلمي
ولن ينفذ ما أسماه خارطة الطريق، ولن يعيد الديمقراطية
لن تعود الدبابات إلى الى الثكنات
ما لم تكن هناك مقاومة سلمية مستمرة تشعره أنه فاشل
وأنه يقود البلاد إلى طريق مسدود!
ولن ينفذ ما أسماه خارطة الطريق، ولن يعيد الديمقراطية
لن تعود الدبابات إلى الى الثكنات
ما لم تكن هناك مقاومة سلمية مستمرة تشعره أنه فاشل
وأنه يقود البلاد إلى طريق مسدود!
لا يظنن أحد أن الانقلاب العسكري الدموي الفاشي جاء في إطار المواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين الذين يرفضهم والعسكر والكنيسة والحزب الوطني، ولكنه جاء في إطار استراتيجية كبرى تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهي استراتيجية تسعى إلى استئصال الإسلام وتصفيته بوصفه عنصرا يهدد وجود الهيمنة والاحتلال وسرقة الشعوب العربية الأسيرة.
وقد جاء الربيع العربي ليشكل صدمة قاسية للقيادة الصليبية العالمية وأتباعها في المنطقة خاصة بعد أن بدا أن التعبير عن الإرادة الشعبية من خلال صندوق الانتخابات سينسف كثيرا من المخططات الشيطانية التي تسعى لإبقاء العرب والمسلمين رهينة في يد الأشرار.
ولذا لم يكن غريبا أن تهب العواصف عاتية من كل الاتجاهات لتحول الربيع العربي إلى شتاء وصقيع وبؤس دائم.
في الداخل تحرك التمرد الطائفي بقيادة الكنيسة الأرثوذكسية ومعه رموز الدولة العميقة التي صنعها نظام العسكر والمخابرات على مدى ستين عاما لإجهاض الثورة. وفي الخارج كان الدعم الصهيوني العلني والسري مصحوبا بالتحالف مع دول الخليج بقيادة آل سعود، وكان الإنفاق المادي السفيه والتشهير الإعلامي الخسيس والنفاق السياسي البشع؛ معالم للحرب الشرسة التي لم تتوقف عند الحالة المصرية بل تجاوزتها إلى اليمن وليبيا وتونس وسوريا، وكان هناك إصرار عدواني على عدم تجاوز المرحلة الانتقالية من خلال إغراق البلاد في معارك هامشية، وسفك الدماء في الشوارع بلا رحمة، وتصفية الخصوم الإسلاميين ماديا ومعنويا وإحراق مقراتهم وتوظيف مؤسسات الدولة العميقة في حل المجلس النيابي المنتخب وتعويق حركة الرئيس المنتخب في مجال الإصلاح والتطهير، ووصل الأمر في تونس مثلا إلى تحويل قتل أحد زعماء المعارضة الشيوعية بسبب علاقة عاطفية بين إحدى قريباته وعشيقها إلى قضية عامة دفع ثمنها الإسلاميون جميعا عن طريق تغذية المظاهرات وإمدادها بالوقود المسموم الذي اضطر حركة النهضة إلى ترك الحكم والتنازل في الدستور لينجو الإسلاميون في تونس من المصير الذي آل إليه الإسلاميون في مصر ؛ قمعا وقتلا ومطاردة وتسكينا في أعماق السجون ومحاكمات هزلية يسخر منها العالم وفتاوى مجرمة تبيح دماء الأبرياء وتعلن بكل صلف ووقاحة وخسة: طوبى لمن قتلهم وقتلوه!
السيسى يعلن عن تشكيل قوات للتدخل السريع
لاول مرة فى الجيش المصرى
... لمواجهة الارهاب تحت قيادتة لحمايتة...
لاول مرة فى الجيش المصرى
... لمواجهة الارهاب تحت قيادتة لحمايتة...
سقطت الأسباب التي احتج بها الانقلابيون في مصر لإثبات سلامة موقفهم في ارتكاب الجريمة التي دفعت بهم لإهدار الشرعية وخطف الرئيس المنتخب، وإلغاء الدستور الذي وافق عليه الشعب المصري والمجلس النيابي. كانت الأسباب المزعومة تتحدث عن مواجهة انقسام المجتمع وفشل الرئيس وإخفاق حكومته في تحسين الوضع الاقتصادي. وها هي سلطة الانقلاب بعد تسعة أشهر تصنع الانقسام الذي لم يكن موجودا في ظل الرئيس المنتخب، وتواجه انهيارا اقتصاديا واجتماعيا لم يكن قائما من قبل، وتنزلق إلى مزيد من القمع والدم وبث الكراهية والعنصرية، وتمارس دور الصديق الحميم للعدو الصهيوني والعدو المتوحش لأهل غزة المحاصرين! الانقلابيون لم يخافتوا بأنهم شعب دمه أزرق نبيل، أما المسلمون فهم شعب آخر دمه أسود حقير لا يستحق الحياة ولا الكرامة ولا المشاركة في تقرير مصير الوطن ويجب استئصاله والقضاء عليه بكل الوسائل. ولا تجد أبواق الانقلاب المأجورة غضاضة في اتهام الإسلام أنه سبب فرقة المجتمع وانقسامه وصانع تخلفه ومشكلاته، ولم يخجل وزير خارجية الانقلاب الهارب من التجنيد من إعلان ذلك على الملأ، وأكده عضو لجنة السياسات الذي صار رئيسا للوزراء حاليا أمام وفد أميركي حين جعل الإسلام في مصر تغييرا لهوية الشعب المصري، وأن الانقلاب حدث من أجل عدم تغيير الهوية. أي إن الانقلاب جاء لتصفية الإسلام ! أبواق الانقلاب تقنن لسفك دماء المسلمين في مصر حين تصف المسلم الذي يتولى منصبا بأنه شخص متطرف، ولكي يكون معتدلا يجب أن يتخلى عن إسلامه بالطريقة التي تريدها الكنيسة.
ومع أن الانقلاب قتل الآلاف منذ 3 يوليو 2013 حتى الآن ومازال يسفك الدماء، ووضع أكثر من عشرين ألفا في السجون، ويقبض يوميا على العشرات، ويعقد المحاكمات التي تضم المئات ويحكم بأحكام جائرة على الشباب والفتيات، وصار الإسلاميون بلا نوافذ إعلامية تعبر عنهم صحفيا أو تلفزيونيا أو إذاعيا ؛ فإن أذرع الانقلاب الدعائية تصر أن المسلمين يثيرون صخبا إعلاميا مجنونا يعطل الناس عن أعمالهم ويقود البلاد إلى الخراب، وأن المحاكم بطيئة في الحكم على المعتقلين وتستعجل الأحكام الرادعة القاطعة – يعني تريد هذه الأبواق مزيدا من الدم والقتل والسحق لهؤلاء المتمسكين بدينهم والرافضين للانقلاب الذي تدعمه الكنيسة والخليج بقيادة آل سعود، وترعاه أميركا والكيان الصهيوني الغاصب.
أذرع الانقلاب الإعلامية ترفع فزاعة لها وجهان: الأول الإرهاب، والآخر التكفير. الإرهاب التهمة الجاهزة لكل من يعلن إسلامه ويؤمن به منهجا وتطبيقا، وقد أعلن الانقلاب وآل سعود أن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ومعروف للكافة حتى للسادة في واشنطن أن الإخوان لم يمارسوا العنف لا ضد السلطة ولا الشعب طوال ثمانين عاما. أما التكفير فهو تهمة لا أجدها عند الإسلاميين بقدر ما أراها تدور على أبواق الانقلابيين، فقد جاءوا ببعض المعممين الفاسدين الذين حكموا على رافضي الانقلاب العسكري الدموي الفاشي بأنهم خوارج يجب
ورفعوا راية "طوبى لمن قتلهم وقتلوه!" وشجعوا العسكر على تغيير عقيدتهم من قتل العدو الذي يحتل الأرض إلى قتل الأخ والأب والابن الذي يعارض الانقلاب!
لذا لم يكن غريبا أن يتولى إدارة وزارة أوقاف الانقلاب مجموعة من اللواءات القادمين من أمن الدولة والمخابرات، لتحويل مهمة الوزارة الدعوية، إلى مهمة تنظيف الوزارة من كل من يدعو إلى اعتماد الإسلام منهجا وتطبيقا. هؤلاء اللواءات يقودون إدارات الوزارة ويوجهونها بما يخدم الانقلاب في استئصال الإسلام عن طريق السيطرة على المنابر والمساجد، ويقررون للوزير الانقلابي خطة عمله.
واقع الانقلاب يشير إلى أنه من أجل استئصال المعارضة الإسلامية سينزلق إلى مزيد من الدماء، سواء من خلال الأحكام التي تصدرها محاكمه (26 محكوم عليهم بالإعدام فيما يعرف بخلية السويس)، أو من خلال المواجهة في الشوارع، وخاصة بعد فشله الذريع في توفير المواد الأساسية: الكهرباء، الوقود، البوتاجاز، الخبز،...
الانقلاب لن يقبل بأية مبادرة للحل السلمي، ولن ينفذ ما أسماه خارطة الطريق، ولن يعيد الديمقراطية، ولن تعود الدبابات إلى الى الثكنات ما لم تكن هناك مقاومة سلمية مستمرة تشعره أنه فاشل وأنه يقود البلاد إلى طريق مسدود!
التقرير الفضيحة للسيسى على قناة CNN.