الدعـــوة إلى مراجعـــة أفكــــار الجماعـــــة
لا مفر من “الصدام مع الجيش والشرطة والتمسك بالشرعية”
والعودة للحكم مرة أخرى للحكم.
هل يطغى التيار القطبي على جماعة الإخوان المسلمين؟
بعد عزل الرئيس محمد مرسي وفشل استمرار جماعة الإخوان في السلطة، دعا بعض أفراد الجماعة إلى مراجعة أفكارها بالعودة ﻷفكار سيد قطب، أحد قيادييها التاريخيين، التي تقوم على “الكفر بالديمقراطية” وتوصيف المجتمع بـ”الجاهلي”. أدت ممارسات الحكومة “القمعية” من خلال الإفراط في استخدام القوة والرصاص الحي في إنهاء التظاهرات في مصر، إلى انتشار بعض الأفكار التي تتفق مع أفكار كثير من المجموعات الجهادية التي تعتبر أفكار سيد قطب مرجعا لها. ففي إحدى المظاهرات الدورية لأنصار جماعة الإخوان في الجمعة الماضية، رفع أحد الشباب لافتة كتب عليها “السلمية قتلتنا والتحالف مسكتنا”، في إشارة لانتقاد تمسك التحالف الوطني لدعم الشرعية بخيار السلمية في مقابل الرصاص الحي الذي تستعمله قوات الشرطة. ورفع بعض الشباب شعار “سلميتنا أقوى بالرصاص” على صفحاتهم الإلكترونية، مبدين فرحتهم بأي أعمال تفجيرات أو اغتيالات لقوات الشرطة أو الجيش، خاصة تلك التي تشارك في قمع التظاهرات، في حين يندد التحالف بهذه التفجيرات والاغتيالات ويتبرأ منها في بيانات رسمية. ويذكر الجو العام حاليا في مصر بحملة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضد جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، بعد حادث المنشية الذي اتهمت فيه الجماعة بمحاولة قتل عبد الناصر، مما أدى إلى اعتقال أكثر من ألف شخص من جماعة الإخوان من بينهم سيد قطب، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما. ويمر تنظيم الإخوان المسلمين حاليا بظروف مشابهة، خاصة بعد تصنيفه “تنظيما إرهابيا” من قبل الحكومة المصرية. وتشن السلطات المصرية حملة ضارية ضد أعضائها الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص.
الدعوة إلى مراجعة أفكار الجماعة
.........................................
ويطالب بعض أعضاء جماعة الإخوان بالبدء في مراجعة أفكارها التي “أدت إلى خسارتها للحكم وملاحقتها أمنيا واعتقال معظم قياداتها” –على رأسهم المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع الذي رافق سيد قطب قبل إعدامه في عهد جمال عبد الناصر، وهو المرشد الثاني الذي يتم اعتقاله طوال تاريخ الإخوان الممتد منذ عام 1928- وهروب بعض قياداتها للخارج –وعلى رأسهم محمود عزت، الأمين العام للجماعة وأحد أبرز رموز التيار القطبي-، إلا أن هناك اتجاهات كثيرة داخل الجماعة، كل منها يريد أن يوجه المراجعات إلى اتجاه محدد. وينقسم أعضاء الجماعة حاليا إلى ثلاث تيارات، أولها التيار الإصلاحي المنفتح على التيار الليبرالي الذي يرى أنه يجب “التنازل عن الحكم”، والاعتراف بأنه كانت هناك “أخطاء هائلة” في عهد مرسي، ومحاسبة قيادات الجماعة التي أدت إلى هذا السقوط. أما التيار الثاني، فيرى أنه يمكن التنازل عن عودة مرسي للحكم، في مقابل رفع “الظلم الحالي” وعدم ملاحقة أعضاء الجماعة، في حين يرى تيار ثالث –وهو من التيار القطبي المحافظ- بأنه لا مفر من “الصدام مع الجيش والشرطة والتمسك بالشرعية” والعودة للحكم مرة أخرى.
عناصر الشرطة المصرية خلال عملية إخلاء ساحة رابعة العدوية التي كان يعتصم فيها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي “صقور قطب”
......................................................
ويبدو في الوقت الراهن أن الجماعة أقرب إلى هذا الاتجاه الأخير في ظل إصرارها على المضي قدما في محاولة إسقاط النظام الحالي والعودة للحكم من جديد. ويرى بعض أعضاء هذا الفريق أن السلمية لن تأتي بأي تقدم أو إسقاط للنظام، في ظل استخدام الشرطة للأسلحة الآلية ضد المتظاهرين، الذين يتشكلون في الغالب من الشباب. وفي الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنشأ مجموعة من شباب الإخوان وأنصار القيادي الإسلامي حازم صلاح أبو إسماعيل حركة تسمى “صقور قطب” في إشارة إلى سيد قطب، وأصدروا بيانا دعوا فيه إلى التخلي عن السلمية في مواجهة ما أسموه “الانقلاب العسكري في مصر”. وقالت المجموعة في بيانها إن دعوتهم هذه “تأتي بعد أن طفح الكيل وأصبح خبر القبض على السيدات لا يحرك ضمائر الناس”، وتساءل مصدرو البيان “هل أصبح الإخوان يعبدون السلمية كصنم من دون الله؟”. مجموعة من الشباب الغاضبين وظهرت مؤخرا على الساحة مجموعة أخرى أطلقت على نفسها “أجناد مصر”، وأعلنت عن تبنيها لعدة عمليات ضد أفراد الشرطة الذين شاركوا في مهاجمة المتظاهرين –حسب بياناتها- منها تفجير عبوات ناسفة أمام مقرات الشرطة بالقاهرة الكبرى، أدت إلى مقتل وإصابة عدد محدود من قوات الشرطة. ويبدو من خلال أعمال هذه المجموعة أنها قليلة الخبرة، خاصة وأنها بدأت بثها عبر موقع “فايس بوك” الاجتماعي مما يسهل تتبعهم. وهو أمر غير معتاد في نشاطات المجموعات الجهادية التي تعتمد عادة على “المنتديات والمواقع الجهادية”، كما أن هذه المجموعة لم تعرض وثيقة “مرجعيتها الشرعية وإطارها الفقهي”، مما يشير إلى أنهم مجموعة من الشباب الغاضبين من السلطة الحالية. وعلاوة على ذلك، بدأ أعضاء حركة “مولوتوف” التي ترفع شعار “كل ما دون الأرواح فهو مباح”، في بدء نشاطهم باستهداف سيارات الشرطة أو عناصرها، أو سيارات الإعلاميين الذين قالوا إنهم “حرضوا على قتل الإخوان أو المتظاهرين”، فضلا عن حركات أخرى مشابهة.
إحدى المظاهرات المؤيدة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي
............................................
من جانبه قال أحد القيادات الشبابية في جماعة الإخوان في تصريحات خاصة لـDW عربية “إننا أمام مرحلة جديدة من الصراع الوجودي العقدي.. الخيارات محدودة والابتكار مطلوب، فالسلمية متأصلة عند الشباب، لكن هناك اتفاق ضمني على أن ما دون الرصاص هو سلمي مثلما يحدث في أوكرانيا، والمطلوب من الشباب فقط هو التنسيق والتنظيم الجيد للخروج بأقل الخسائر، والحسم كلما أمكن”. وحول مجموعة صقور قطب قال “هم مجموعة صغيرة جدا من شباب الإخوان ولا يعبرون عن القطاع العريض، والجماعة منهجها سلمي رغم القتل والقمع”.
“أنصار بيت المقدس”
.............................
ولا يزال الجدل يدور بقوة في مصر حول ما إذا كانت جماعة “أنصار بيت المقدس” هي جماعة موجودة على الأرض فعليا أم أنها “فكرة مخابراتية”، كما يحب أن يطلق عليها البعض، خاصة من جماعة الإخوان المسلمين التي تتهم الأجهزة الأمنية بأنها وراء الاغتيالات والانفجارات.
لكن “أنصار بيت المقدس” ردت على زعم البعض بأنها غير موجودة ببث أكثر من فيديو في الفترة الأخيرة – آخر شريط بُث مساء الخميس الماضي- عرضت فيه تدريبات عسكرية لعناصرها على أيدي ملثمين، وعرضت جزءا من عملياتها، ومنها إسقاط مروحية تابعة للجيش في شمال سيناء الأسبوع الماضي. وتعتمد جماعة “أنصار بيت المقدس” – التي تنشط في شمال سيناء- على إستراتيجية امتصاص الضربات، مهما كانت قوتها بأقل خسائر ممكنة.
ثم الرد بقوة، وإحراجها للجيش باستهدافها أهدافا حساسة مثل مبنى المخابرات بعد تصريح المتحدث العسكري بأن الجيش قضى على 90 في المائة من الإرهاب في سيناء، كما تطورت عملياتها النوعية ضد مقرات الأمن باستهدافها مقر مديرية أمن القاهرة بعد تصريح وزير الداخلية قبلها بـ3 أيام الذي قال فيه بأن مديريات الأمن وأقسام الشرطة والسجون مؤمّنة بالأسلحة المتطورة. أحد المباني التي تم تدميرها إثر استهداف مقر الجيش المصري برفح في سبتمبر/ أيلول الماضي وكانت “أنصار بيت المقدس” قد وجهت رسالة تحذيرية للجنود والضباط. وحاولت الجماعة أن تستميل شباب الإخوان لأفكارها من خلال إصدار بيانات تتضامن فيها معهم ضد الاعتداء على التظاهرات واعتقال النساء، وأنها سترد على هذه الاعتداءات، وطالبتهم بالاستمرار في الثورة على “الطغاة” لأنها معركة “على الإسلام”، حسبما جاء في بيان صوتي لها عقب تفجير مديرية أمن القاهرة في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي. وينفي أحد قيادات الإخوان في تصريح لـDW عربية أي علاقة للجماعة بـ”أنصار بيت المقدس” قائلا: “إن الحديث عن علاقة بيننا غير صحيح، وأنصار بيت المقدس تدور حولها شبهات كونها تابعة لأجهزة أمنية”. ومن جانبه فسر الشيخ محمود عبد الحميد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية- والتي شاركت في اجتماع 3 يوليو/ تموز، والذي تم على إثره عزل مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية- تزايد أعمال التفجيرات ونشوء مجموعات جهادية جديدة، في تصريحات لـDW عربية بأنها “نتيجة لقمع التظاهرات”، مشيرا إلى أن الأحداث الحالية “ستنمي حالة العداء للوطن والمجتمع من قبل المعارضين للنظام، خاصة إذا لم تبدأ الدولة في طمأنة الشباب وتهيئة الجو للمصالحة وأن يتوقف الإعلام عن التصعيد الإعلامي والعداء لفكرة المصالحة”.
المصدر / دويتشة فيلا .
والعودة للحكم مرة أخرى للحكم.
هل يطغى التيار القطبي على جماعة الإخوان المسلمين؟
بعد عزل الرئيس محمد مرسي وفشل استمرار جماعة الإخوان في السلطة، دعا بعض أفراد الجماعة إلى مراجعة أفكارها بالعودة ﻷفكار سيد قطب، أحد قيادييها التاريخيين، التي تقوم على “الكفر بالديمقراطية” وتوصيف المجتمع بـ”الجاهلي”. أدت ممارسات الحكومة “القمعية” من خلال الإفراط في استخدام القوة والرصاص الحي في إنهاء التظاهرات في مصر، إلى انتشار بعض الأفكار التي تتفق مع أفكار كثير من المجموعات الجهادية التي تعتبر أفكار سيد قطب مرجعا لها. ففي إحدى المظاهرات الدورية لأنصار جماعة الإخوان في الجمعة الماضية، رفع أحد الشباب لافتة كتب عليها “السلمية قتلتنا والتحالف مسكتنا”، في إشارة لانتقاد تمسك التحالف الوطني لدعم الشرعية بخيار السلمية في مقابل الرصاص الحي الذي تستعمله قوات الشرطة. ورفع بعض الشباب شعار “سلميتنا أقوى بالرصاص” على صفحاتهم الإلكترونية، مبدين فرحتهم بأي أعمال تفجيرات أو اغتيالات لقوات الشرطة أو الجيش، خاصة تلك التي تشارك في قمع التظاهرات، في حين يندد التحالف بهذه التفجيرات والاغتيالات ويتبرأ منها في بيانات رسمية. ويذكر الجو العام حاليا في مصر بحملة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضد جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، بعد حادث المنشية الذي اتهمت فيه الجماعة بمحاولة قتل عبد الناصر، مما أدى إلى اعتقال أكثر من ألف شخص من جماعة الإخوان من بينهم سيد قطب، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما. ويمر تنظيم الإخوان المسلمين حاليا بظروف مشابهة، خاصة بعد تصنيفه “تنظيما إرهابيا” من قبل الحكومة المصرية. وتشن السلطات المصرية حملة ضارية ضد أعضائها الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص.
الدعوة إلى مراجعة أفكار الجماعة
.........................................
ويطالب بعض أعضاء جماعة الإخوان بالبدء في مراجعة أفكارها التي “أدت إلى خسارتها للحكم وملاحقتها أمنيا واعتقال معظم قياداتها” –على رأسهم المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع الذي رافق سيد قطب قبل إعدامه في عهد جمال عبد الناصر، وهو المرشد الثاني الذي يتم اعتقاله طوال تاريخ الإخوان الممتد منذ عام 1928- وهروب بعض قياداتها للخارج –وعلى رأسهم محمود عزت، الأمين العام للجماعة وأحد أبرز رموز التيار القطبي-، إلا أن هناك اتجاهات كثيرة داخل الجماعة، كل منها يريد أن يوجه المراجعات إلى اتجاه محدد. وينقسم أعضاء الجماعة حاليا إلى ثلاث تيارات، أولها التيار الإصلاحي المنفتح على التيار الليبرالي الذي يرى أنه يجب “التنازل عن الحكم”، والاعتراف بأنه كانت هناك “أخطاء هائلة” في عهد مرسي، ومحاسبة قيادات الجماعة التي أدت إلى هذا السقوط. أما التيار الثاني، فيرى أنه يمكن التنازل عن عودة مرسي للحكم، في مقابل رفع “الظلم الحالي” وعدم ملاحقة أعضاء الجماعة، في حين يرى تيار ثالث –وهو من التيار القطبي المحافظ- بأنه لا مفر من “الصدام مع الجيش والشرطة والتمسك بالشرعية” والعودة للحكم مرة أخرى.
عناصر الشرطة المصرية خلال عملية إخلاء ساحة رابعة العدوية التي كان يعتصم فيها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي “صقور قطب”
......................................................
ويبدو في الوقت الراهن أن الجماعة أقرب إلى هذا الاتجاه الأخير في ظل إصرارها على المضي قدما في محاولة إسقاط النظام الحالي والعودة للحكم من جديد. ويرى بعض أعضاء هذا الفريق أن السلمية لن تأتي بأي تقدم أو إسقاط للنظام، في ظل استخدام الشرطة للأسلحة الآلية ضد المتظاهرين، الذين يتشكلون في الغالب من الشباب. وفي الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنشأ مجموعة من شباب الإخوان وأنصار القيادي الإسلامي حازم صلاح أبو إسماعيل حركة تسمى “صقور قطب” في إشارة إلى سيد قطب، وأصدروا بيانا دعوا فيه إلى التخلي عن السلمية في مواجهة ما أسموه “الانقلاب العسكري في مصر”. وقالت المجموعة في بيانها إن دعوتهم هذه “تأتي بعد أن طفح الكيل وأصبح خبر القبض على السيدات لا يحرك ضمائر الناس”، وتساءل مصدرو البيان “هل أصبح الإخوان يعبدون السلمية كصنم من دون الله؟”. مجموعة من الشباب الغاضبين وظهرت مؤخرا على الساحة مجموعة أخرى أطلقت على نفسها “أجناد مصر”، وأعلنت عن تبنيها لعدة عمليات ضد أفراد الشرطة الذين شاركوا في مهاجمة المتظاهرين –حسب بياناتها- منها تفجير عبوات ناسفة أمام مقرات الشرطة بالقاهرة الكبرى، أدت إلى مقتل وإصابة عدد محدود من قوات الشرطة. ويبدو من خلال أعمال هذه المجموعة أنها قليلة الخبرة، خاصة وأنها بدأت بثها عبر موقع “فايس بوك” الاجتماعي مما يسهل تتبعهم. وهو أمر غير معتاد في نشاطات المجموعات الجهادية التي تعتمد عادة على “المنتديات والمواقع الجهادية”، كما أن هذه المجموعة لم تعرض وثيقة “مرجعيتها الشرعية وإطارها الفقهي”، مما يشير إلى أنهم مجموعة من الشباب الغاضبين من السلطة الحالية. وعلاوة على ذلك، بدأ أعضاء حركة “مولوتوف” التي ترفع شعار “كل ما دون الأرواح فهو مباح”، في بدء نشاطهم باستهداف سيارات الشرطة أو عناصرها، أو سيارات الإعلاميين الذين قالوا إنهم “حرضوا على قتل الإخوان أو المتظاهرين”، فضلا عن حركات أخرى مشابهة.
إحدى المظاهرات المؤيدة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي
............................................
من جانبه قال أحد القيادات الشبابية في جماعة الإخوان في تصريحات خاصة لـDW عربية “إننا أمام مرحلة جديدة من الصراع الوجودي العقدي.. الخيارات محدودة والابتكار مطلوب، فالسلمية متأصلة عند الشباب، لكن هناك اتفاق ضمني على أن ما دون الرصاص هو سلمي مثلما يحدث في أوكرانيا، والمطلوب من الشباب فقط هو التنسيق والتنظيم الجيد للخروج بأقل الخسائر، والحسم كلما أمكن”. وحول مجموعة صقور قطب قال “هم مجموعة صغيرة جدا من شباب الإخوان ولا يعبرون عن القطاع العريض، والجماعة منهجها سلمي رغم القتل والقمع”.
“أنصار بيت المقدس”
.............................
ولا يزال الجدل يدور بقوة في مصر حول ما إذا كانت جماعة “أنصار بيت المقدس” هي جماعة موجودة على الأرض فعليا أم أنها “فكرة مخابراتية”، كما يحب أن يطلق عليها البعض، خاصة من جماعة الإخوان المسلمين التي تتهم الأجهزة الأمنية بأنها وراء الاغتيالات والانفجارات.
لكن “أنصار بيت المقدس” ردت على زعم البعض بأنها غير موجودة ببث أكثر من فيديو في الفترة الأخيرة – آخر شريط بُث مساء الخميس الماضي- عرضت فيه تدريبات عسكرية لعناصرها على أيدي ملثمين، وعرضت جزءا من عملياتها، ومنها إسقاط مروحية تابعة للجيش في شمال سيناء الأسبوع الماضي. وتعتمد جماعة “أنصار بيت المقدس” – التي تنشط في شمال سيناء- على إستراتيجية امتصاص الضربات، مهما كانت قوتها بأقل خسائر ممكنة.
ثم الرد بقوة، وإحراجها للجيش باستهدافها أهدافا حساسة مثل مبنى المخابرات بعد تصريح المتحدث العسكري بأن الجيش قضى على 90 في المائة من الإرهاب في سيناء، كما تطورت عملياتها النوعية ضد مقرات الأمن باستهدافها مقر مديرية أمن القاهرة بعد تصريح وزير الداخلية قبلها بـ3 أيام الذي قال فيه بأن مديريات الأمن وأقسام الشرطة والسجون مؤمّنة بالأسلحة المتطورة. أحد المباني التي تم تدميرها إثر استهداف مقر الجيش المصري برفح في سبتمبر/ أيلول الماضي وكانت “أنصار بيت المقدس” قد وجهت رسالة تحذيرية للجنود والضباط. وحاولت الجماعة أن تستميل شباب الإخوان لأفكارها من خلال إصدار بيانات تتضامن فيها معهم ضد الاعتداء على التظاهرات واعتقال النساء، وأنها سترد على هذه الاعتداءات، وطالبتهم بالاستمرار في الثورة على “الطغاة” لأنها معركة “على الإسلام”، حسبما جاء في بيان صوتي لها عقب تفجير مديرية أمن القاهرة في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي. وينفي أحد قيادات الإخوان في تصريح لـDW عربية أي علاقة للجماعة بـ”أنصار بيت المقدس” قائلا: “إن الحديث عن علاقة بيننا غير صحيح، وأنصار بيت المقدس تدور حولها شبهات كونها تابعة لأجهزة أمنية”. ومن جانبه فسر الشيخ محمود عبد الحميد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية- والتي شاركت في اجتماع 3 يوليو/ تموز، والذي تم على إثره عزل مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية- تزايد أعمال التفجيرات ونشوء مجموعات جهادية جديدة، في تصريحات لـDW عربية بأنها “نتيجة لقمع التظاهرات”، مشيرا إلى أن الأحداث الحالية “ستنمي حالة العداء للوطن والمجتمع من قبل المعارضين للنظام، خاصة إذا لم تبدأ الدولة في طمأنة الشباب وتهيئة الجو للمصالحة وأن يتوقف الإعلام عن التصعيد الإعلامي والعداء لفكرة المصالحة”.
المصدر / دويتشة فيلا .