الأربعاء، 26 فبراير 2014

في مصر 11 مليون ‘عانس′ مشكلة تنذر بـ’كارثة اجتماعية’.



انفجارالقنبلة السكانية في مصر 
 تقرير إحصائي في مصر يدق ناقوس الخطر
 11 مليون ‘عانس′ مشكلة تنذر بـ’كارثة اجتماعية’




وسط ضجيج الصراعات السياسية والمشاكل الامنية والاقتصادية، فجر احدث تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر مفاجآت عديدة لا تقل خطورة بشأن التركيبة السكانية، مطلقا تحذيرات من عواقب وخيمة للتصاعد في معدلات زيادة السكان او ما يعرف بانفجار ‘القنبلة السكانية’ اذ بلغ عدد السكان داخل البلاد ستة وثمانين مليونا بزيادة قدرها مليون نسمة عن آب/أغسطس الماضي، وبمعدل زيادة سنوية بلغ 2.5 بالمئة، وكذلك تفاقم مشكلة العنوسة اذ بلغ عدد ‘العوانس احد عشر مليونا ما اثار قلقا واسعا بشأن اثارها الاجتماعية بشكل خاص.
 وحسب التقرير يواجه ما يقرب من مليوني رجل مصري أزمة خلل متزايد للتوازن السكاني مع النساء، اذ يزيد عدد الذكور المصريين بأكثر من اثنين بالمئة عن عدد الإناث، ما يعادل مليونا وثمانمئة واثنين وتسعين ألفا. وبلغت نسبة الذكور 51.1 بالمئة، أي 43 مليونا و946 ألفا، مقابل (48.9 بالمئة) أي 42 مليونا و54 ألف أنثى فقط.
 ‘وأضاف بيان’جهاز التعبئة والإحصاء’ أنه طبقا لتقديرات وزارة الخارجية، يقيم 8 ملايين مصري إضافيين خارج البلاد، ما يرفع التقديرات إلى 94 مليون نسمة في الداخل والخارج. وبالنسبة للعنوسة قال التقرير ان الفتيات اللاتى تجاوزن سن الـ 33 عاما دون زواج وصل عددهن الى 11 مليون فتاة، وان معدل العنوسة يمثل 17′ من الفتيات اللاتي في عمر’الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30′ لأن هذه المحافظات تحكمها عادات وتقاليد، أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38′ والوجه البحري 27.8′، كما أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل حيث تصل إلى 25′.
وأكد خبراء الجهاز أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ يعاني منها المجتمع المصري لا سيما في السنوات الأخيرة. وقال الدكتور حسن عبد اللطيف استاذ علم الاجتماع في جامعة حلوان ان ‘مشكلة العنوسة لها خلفيات عديدة قد تكون أهمها التغييرات التي طرأت على مجتمعاتنا واحتلال النظرة المادية لتفكيرنا حتى أصبحت تحكم اسس الزواج’.
واضاف ‘ لم تعد الفتاة تحلم بالفارس الذي يحملها على الحصان الأبيض، ولم تعد تهتم بقوة الرجل أو الشكل بل الأقوى هو القادر على توفير حياة مرفهة’. 
وعن الحل لهذه المشكلة قال (تفاديا لهذه الكارثة الاجتماعية الحقيقية، لابد أن يساهم المجتمع بأكمله لحل هذه المشكلة والتوعية بأهداف الزواج الحقيقية بعيداً عن الأحلام والماديات إلى جانب تنبيه الفتاة بعدم تركيزها على مستقبلها العلمي أو الوظيفي فقط بل هناك جانب اخر فى حياتها لا بد من التفكير فيه حتى لا تندم الفتاة على مرور قطار العمر).
وأوضحت الاستشارية النفسية وفاء ابو العنين ‘أن الفتاة ‘العانس′ عادة ما تشعر بالوحدة بالرغم من كثرة الناس حولها، حيث تعاني من الغربة والإحساس بالدونية، ويلعب الفراغ النفسي والحرمان العاطفي من دفء الأسرة والأمومة دوراً كبيراً في أن تكون الفتاة عرضة للقلق والاكتئاب، وربما يصل إلى الاضطرابات الجسدية بسبب الكبت النفسي والانفعالات. وعزت الباحثة في علم النفس الإجتماعي ليلى منتصر الى (إنّ طموح المرأة يعلو أكثر فأكثر من الناحية المهنية تحديداً،مما يدفعها الى تأجيل فكرة الزواج بهدف تأسيس حياتها الخاصة وتأمين استقرارها المادي.وحين تتجاوز الـخامسة والثلاثين وتبدأ الرغبة لديها في تأسيس عائلة ‘فيكون القطار قد فات’) . فيما قال الشيخ محمد عبد الرحمن من علماء الازهر الشريف ان ظاهرة العنوسة تعود الى”الآباء لوضعهم شروطا تعجيزية”للشباب”فتجعلهم غير قادرين على تحمل تكاليف الزواج’علاوة على ذلك”غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن. من جانبه يؤكد الدكتور’ محمد متولى ‘ الأستاذ بجامعة الأزهر”’أن الله امتن على الناس بنعمة الزواج. قال تعالى:( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فمن فوائد الزواج على الفرد تحقق الهدوء والسكينة النفسية والتحصل على المودة والرحمة.
واضاف الدكتور (لعلاج تلك الظاهرة ينبغى’على أهل الفتاة البحث عن رجل مناسب يستطيع أن يسعد ابنتهم، وعدم النظر إلى غلاء المهر، وإنما البحث عن رجل مسلم رشيد وأخلاق طيبة، يحفظ على ابنتهم دينها ويصونها ويسعدها ولابد من تيسير سبل الزواج وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف). فكانت التجارب الشخصية للفتيات تعطينا امكانية للتقرب اكثر من تلك الظاهرة: وقالت نهى السيد 28( سنة) مهندسة ديكور: (أفضل أن أظل بلا زواج؛ حتى لا أتزوج وأنجب أطفالاً في عائلة’مفككة خالية من أي علاقة ودودة على الإطلاق، ويكون مصيرها الفشل، ولا أرى أن الجدوى’من الزواج هو اللقب، ولكن الحياة”مودة ورحمة ومشوار عمر بغض النظر عن’الألقاب).