الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

جهات سيادية تدير ملف مظاهرات الأزهر بالتنسيق مع «الطيب»



ثورة طلاب الأزهر.. العمــامة تواجــه الدبــابة
  لجنة أمنية من جهات سيادية
 تدير مظاهرات الأزهر بالتنسيق مع «الطيب»




فى عام 2005، ومع بدء اشتعال مصر بأحلام التغيير السياسى وظهور حركات المعارضة الرافضة لتمديد حكم المخلوع مبارك وتوريث نجله جمال حكم البلاد، كان -بطبيعة الحال- للأزهر الشريف جامعا وجامعة دور كبير فى قيادة الحراك الشعبى والطلابى، وهو دور خلا تماما -بطبيعة الحال أيضا- من أية مشاركة من إدارة ومشيخة الأزهر الشريف الذى قاد ثوات مصر ضد الاحتلالين الفرنسى والإنجليزى، ثم كان لمشايخه العظام أمثال الدكتور «عبد الحليم محمود» و«جاد الحق على جاد الحق» صولات وجولات ضد الحكم المستبد. فى 2005 شنت قوات أمن الدولة حملة اعتقالات ضخمة ضد طلاب الأزهر فى مدينته الجامعية واعتقلت نحو 10 من الطلاب المشاركين فى التظاهرات، وقتها توجه عدد من زملائهم إلى مكتب الدكتور أحمد الطيب -المفتى سابقا ثم شيخ الأزهر لاحقا- وطلبوا منه اتخاذ موقف ضد اقتحام الأمن الجامعة، فكان رد الرجل بالحرف الواحد:
(الأمن هو اللى جابنى هنا وبورقة يقدر يمشينى)! تلك العبارة تكشف الأسلوب الذى يفضل الدكتور الطيب التعامل به مع إدارة الأزهر: تحويله إلى فرع لكل الأجهزة الأمنية بالدولة. ارتباط الدكتور أحمد الطيب بنظام مبارك وأجهزته الأمنية لم يكن يخفيه الرجل، فله تصريح شهير جدا خلال حوار أجرته معه الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها «العاشرة مساء» عام 2010 قال فيه:
«الأزهر والحزب الوطنى مثل الشمس والقمر»!! ولأن التعامل الأمنى مع الملفات المختلفة هو المفضل لشيخ الأزهر، فلم يندهش أحد عندما تنصل من مسئوليته ومسئولية رجاله عن تسمم مئات الطلاب والطالبات فى مايو 2013، وقرر لأول مرة فى تاريخ التعليم المصرى منذ ظهوره قبل 7000 سنة تمكين المخابرات العامة المصرية من الإشراف على مطابخ وتغذية جامعة الأزهر!! الجديد الذى تنفرد «الشعب» بالكشف عنه فى هذا السياق هو أنه منذ بدء مظاهرات طلاب جامعة الأزهر المواكبة لثورة الشارع المصرى ضد الانقلاب العسكرى الدموى، تقرر تشكيل لجنة ذات طابع أمنى على مستوى عال لإدارة الأمور فى مشيخة الأزهر وجامعته!
 والمعروف للجميع أن سلطة الانقلاب فى مصر ظلت تؤجل بدء الدراسة بجامعة الأزهر مرارا بذرائع متعددة لإخفاء رعبها من الطابع الخاص لمظاهرات طلاب الأزهر، كما شن إعلاميو الانقلاب حملة شعواء قوامها سيل من المعلومات المغلوطة التى تفيد أن الإخوان يسيطرون على طلاب الجامعة وأن المدينة الجامعية لجامعة الأزهر هى أحد أخطر المعاقل المتبقية لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بغرض تبرير اقتحامها وشن حملة اعتقالات وسط طلابها.
 نعود إلى اللجنة الأمنية التى تدير جامعة الأزهر، هذه اللجنة يرأسها لواء من المخابرات العامة ويعاونه لواء من القوات المسلحة ولواء شرطة من جهاز الأمن الوطنى ولواء شرطة آخر من قطاع الأمن المركزى، بالإضافة إلى جيش من الضباط مهمتهم موافاة اللواءات بكل جديد حول الوضع «الميدانى» بالجامعة. الغريب أن اللجنة الأمنية فى الأزهر لا تتابع عملها إلا مع الدكتور أحمد الطيب شخصيا وعدد محدود جدا من مستشاريه وموظفى مكتبه. فى ضوء هذه المعلومات يزول التساؤل الذى يشغل المتابعين لما يجرى فى مصر حول صمت شيخ الأزهر وكبار قياداته حول البطش الأمنى غير المسبوق الذى يلحق يوميا بطلاب الأزهر. يشار إلى أن مصدرا أمنيا كشف أن سلطة الانقلاب لديها «رعب» خاص من طلاب الأزهر ومظاهراتهم، وذلك لأنهم «طلاب مدعمون بدراسات شرعية تسحب البساط من تحت أقدام تأييد المؤسسة الدينية الرسمية للانقلاب العسكرى»، على حد قول المصدر. بعد ارتقاء الشهيد «عبد الغنى» طالب الطب.. صمود جامعة الأزهر يلهم طلاب مصر الرافضين للانقلاب الأيام الماضية كانت ساخنة بشكل استثنائى فى جامعة الأزهر، زادت فيها حدة البطش الأمنى ضد الطلاب الذين لا يريدون سوى التعبير عن رأيهم سلميا معلنين رفضهم للانقلاب العسكرى الذى شهدته مصر فى 3 يوليو الماضى بعد مسرحية «ثورة 30 يونيو».. تلك الثورة الوهمية التى شاركت فيها الشرطة التى قتلت ثوار يناير، ومولها فلول نظام مبارك الذين قامت ضدهم ثورة يناير 2011!

ولأن الانقلاب العسكرى فى مصر قام للقضاء على المستقبل، فما زالت قوات أمن الانقلاب تقنص برصاصات الغدر أجمل ما فى مستقبل مصر.. شبابها. جامعة الأزهر التى قدمت منذ ثورة يناير مئات الشهداء فى مختلف المحطات الثورية خصوصا جريمتى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، كانت على موعد مع تقديم شهيد جديد بالرصاص الغادر القادم من أمريكا أو المصنع فى المصانع الحربية للقوات المسلحة.. الشهيد الأحدث فى قائمة شهداء الأزهر هو طالب الفرقة السادسة بكلية طب الأزهر «عبد الغنى محمد حمودة» الذى قتل بطلقات فى رأسه عندما اقتحمت قوات الأمن المدينة الجامعية بحجة التصدى لمظاهرات طلابها. وكعادته حرص الإعلام المصرى على ذكر أن الطالب الشهيد هو «عضو جماعة الإخوان المسلمين» بهدف تقليل التعاطف مع مقتله بدون ذنب على يد الشرطة المدعومة بالجيش والبلطجية. واستمرارا لنهج التنكيل بالشهداء وأسرهم عقابا لهم على تعبيرهم عن رأيهم فقد قامت السلطات بتعطيل تشريح جثة الطالب الشهيد واستخراج تصريح الدفن بحجة «عدم صدور إذن من النيابة».
وفى الاعتداء الأمنى نفسه الذى تم مساء الأربعاء الماضى قامت قوات أمن الانقلاب باعتقال 16 طالبا من المدينة الجامعية للأزهر، وحولتهم إلى النيابة بعدة تهم، منها (التخريب، وتهديد السلم العام، ومقاومة السلطات).
لكن أكثر تهم النيابة إثارة للسخرية، من بين التهم الموجهة إلى طلاب الأزهر المعتقلين هى «التسبب فى مقتل زميلهم طالب الطب عبد الغنى حمودة»! 
كانت مظاهرات جديدة قد اندلعت فى المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر احتجاجا على صدور قرار من إدارة الجامعة بمنع التظاهر، وكذلك صدور قرار بحل الاتحادات الطلابية واتهام عدد كبير من أعضائها بأنهم «مخربون» وإحالتهم إلى مجالس تأديبية. كان مجلس جامعة الأزهر قد قرر الأربعاء الماضى عدم السماح بالمظاهرات داخل الحرم الجامعى بجميع الكليات، بزعم الحفاظ على سير العملية التعليمية، كما قرر المجلس تعليق أنشطة الاتحادات الطلابية بالكليات وتحويل المسيئين منهم إلى مجالس تأديب عاجلة. وأضاف القرار الصادر عن المجلس أنه قد كلف عمداء الكليات طلب تدخل الشرطة حال «توقع» حدوث أعمال اعتداء على الأرواح والمنشآت وتعكير صفو العملية التعليمية. وطالب المجلس وزارة الداخلية بحماية وحراسة المنشآت وتفعيل قرار المجلس بعدم التظاهر داخل الحرم الجامعى.. وجاء نص قرار مجلس جامعة الأزهر كالتالى: (نظرا لما لاقته جامعة الأزهر إدارة وكليات من هجمات بربرية غير مبررة تحت غطاء مظاهرات بعدت عنها الموضوعية والسلمية، طالت فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات، وقذفت الجميع بلهيبها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من التجاوز بل امتدت أياديها إلى هدم المنشآت الجامعية، وإتلاف الممتلكات العامة وتعمد تعطيل الدروس والمحاضرات والأعمال الجامعية الأخرى، فضلا عن ارتكابهم كل ما يخالف النظام والآداب العامة واللياقة، والاستعانة بأفراد من خارج الجامعة بهدف التخريب والهدم، وبناء عليه قرر مجلس الجامعة:
 أولا: عدم السماح بالمظاهرات داخل الحرم الجامعى بكافة الكليات ويهيب مجلس الجامعة بوزارة الداخلية تفعيل هذا القرار. ثانيا: إحالة المخالفين من الطلبة فى كافة الكليات إلى مجالس تأديب عاجلة والتعامل بكل حسم تسمح به القوانين النافذة. ثالثا: مطالبة وزارة الداخلية بحراسة منشآت جامعة الأزهر بكافة الكليات وتفعيل قرار مجلس الجامعة بمنع التظاهر، وذلك حرصا على المتبقى من حساب الفصل الدراسى الأول. رابعا: تعليق أنشطة الاتحادات الطلابية بكافة كلياتها حتى يتفرغ الجميع للدرس العلمى، تلك المهمة التى انتدبت الجميع لإنجاحها، وإحالة جميع أعضاء اتحاد الطلاب الذين ثبت إساءتهم لقيادات الأزهر والجامعة إلى مجلس تأديب عاجل. خامسا: تكليف السادة العمداء فى طلب تدخل رجال الشرطة حالة توقع حدوث أعمال اعتداء على الأرواح والمنشآت وتعطيل الدراسة).
 على الفور أصدر اتحاد طلاب مصر بيانا أدان فيه قتل قوات الأمن الطالب «عبد الغنى حمودة» واصفا الجريمة بـ«الكارثة»، مطالبا بمحاسبة المسئولين عن الواقعة من قيادات وزارة الداخلية وجامعة اﻷزهر. وأضاف البيان أن «مقتل الطالب عبد الغنى محمد، مساء الأربعاء يعد انتهاكا للحريات»، موضحا أنه «مهما حدث من مظاهرات أدت إلى حدوث المشاجرات، يجب ألا تصل أبدا إلى مقتل طالب». وأشار إلى أنه «على مجلس الوزراء اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة المسئول عن الواقعة أينما كان موقعه، لأن غضب الطلاب لن يهدأ إلا بمعاقبة المتسببين فى ذلك».
ولفت البيان إلى أن «جميع الطلاب باختلاف آرائهم السياسية وانتماءاتهم لن يقبلوا بحدوث انتهاكات من وزارة الداخلية داخل الحرم الجامعى». واستمرت مظاهرات طلاب الأزهر احتجاجا على مقتل زميلهم طالب الطب. وضمن فاعليات الاحتجاج على الإرهاب الأمنى لطلاب جامعة الأزهر أعلنت حركة «طلاب ضد الانقلاب» بالجامعة عن بدء إضراب كامل فى 30 كلية بجامعتى البنين والبنات بالقاهرة ردا على «الانتهاكات التى حدثت ولا تزال تحدث فى حق الطلاب داخل الجامعة والمدينة الجامعية».
 كما دعا اتحاد طلاب مصر إلى مؤتمر صحفى أمام كلية طب الأزهر للإعلان عن الانتهاكات التى حدثت فى الجامعة والمدينة، مطالبا للإضراب عن الدراسة فى الجامعة وفروعها بالمحافظات. كما بدأت عدة كليات بجامعة الأزهر بالفعل تنفيذ إضراب كامل احتجاجا على مجزرة الأمن يوم الأربعاء، منها كليات (طب الأسنان، والتجارة، والهندسة، ولغات وترجمة) بنين، و(كليات هندسة، وصيدلة، ودراسات إنسانية) بنات. كما امتدت المظاهرات المتضامنة مع طلاب الأزهر ضد وحشية الأمن إلى مختلف جامعات مصر؛ ففى جامعة عين شمس تظاهر الآلاف بالمدينة الجامعية صباح الخميس 20 من نوفمبر، تضامنا مع طلاب جامعة الأزهر. ورفض أمن المدينة الجامعية خروج الطلاب، وسط محاولاتهم للخروج، وترديدهم هتافات ضد بطش الجيش والشرطة. وفى السياق نفسه أضربت طالبات كليتى الصيدلة والدراسات الإنسانية جامعة الأزهر بنات، ورفضت طالبات الصيدلة حضور امتحان الميدتيرم الذى كان مقررا السبت، ونظمن وقفة احتجاجية داخل الكلية، ورفعن شعارات: «ياللى خايفة على امتحاناتك.. كلاب العسكر قتلوا اخواتك»، «مش هنموت قبل معادنا.. مش هنعيش عبيد فى بلدنا»، «إضراب عام كلية الصيدلة 23-11-2013». كما نظمت طالبات كلية الدراسات الإنسانية مسيرة داخل الجامعة رفعن خلالها شعارات: «إضراب جامعة الشهداء»، «إضراب حتى عودة حق الشهيد»، «إضراب حتى الإفراج عن المعتقلين».
وامتد التضامن مع طلاب الأزهر للجامعات الخاصة، فنظم طلاب الجامعات الخاصة بمدينة 6 أكتوبر وقفة أمام جامعة 6 أكتوبر رفضا لممارسات الانقلاب تجاه الطلاب، وتنديدا بما قامت به قوات الانقلاب من اقتحام المدينة الجامعية للأزهر وقتل الطلاب واعتقالهم. ضمت الوقفة طلاب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وطلاب مدينة الثقافة والعلوم، والمعاهد الخاصة، وطلاب جامعة 6 أكتوبر، بالإضافة إلى مشاركة طلاب مدارس مدينة 6 أكتوبر وزايد. وردد الطلاب المشاركون هتافات مناوئة ضد د.أ حمد الطيب شيخ الأزهر ود. أسامة العبد رئيس الجامعة وضد الحكم العسكرى، وتعالت هتافاتهم مؤكدين أن طلاب الأزهر هم وقود الثورة وخط أحمر، وأن تظاهراتهم ترهب الانقلاب الذى رد عليهم بالاعتداء، وشددوا على تضامنهم مع طلاب جامعة الأزهر رافضين اعتداءات ميليشيات الانقلاب. كما تظاهر طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية تنديدا باقتحام قوات الأمن للمدينة الجامعية لطلاب الأزهر، ما أسفر عن سقوط شهيدين من الطلاب داخل الحرم الأزهرى، وقد قام الطلاب بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهيدين أمام مبنى ميكانيكا. وفى بيان له استنكر «أحمد البقرى»، رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، موقف شيخ الأزهر ورئيس الجامعة مما حدث داخل مدينة الطلبة، الأربعاء من قتل طالب وإصابة عشرات آخرين لمجرد رفضهم اعتقال زملائهم. كما أكد «البقرى»، فى لقائه ببرنامج «حديث الثورة» على فضائية الجزيرة الإخبارية، أن البيان الصادر عن مشيخة الأزهر بشأن أحداث المدينة الجامعية «هزلى»، ولا يعبر إلا عن «البيادة العسكرية التى يدينون لها».

وشدد «البقرى» على أن طلاب الجامعات جزء من المجتمع الذى يعانى الظلم والقهر، مشيرا إلى أن الحكومة الانقلابية تبرر فشلها وتعلق شماعتها على مظاهرات الطلاب بأنها تهدد الأمن القومى. أمام هذا الغضب الطلابى المتصاعد ضد البلطجة الأمنية وتضامنا مع طلاب جامعة الأزهر، واصلت إدارة الجامعة فى مختلف فروعها استخدام أساليب التضييق والضغط على الطلبة والطالبات، ومن نماذج هذا التضييق والضغط قيام إدارة جامعة الأزهر فرع أسيوط بقطع الكهرباء عن المدينة الجامعية لمحاولة منعهمن من استكمال فعالياتهن الليلية الرافضة للانقلاب العسكرى، والمنددة بمذابح الانقلاب فى ذكرى مرور 100 يوم على مذبحة فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. فيما استقبلت الطالبات قطع الكهرباء بالهتافات المنهاضة لإدارة الجامعة وقوات الأمن والتى فرضت سيطرتها الأمنية الفترة الأخيرة على جامعة الأزهرة والمدن الجامعية لها. أما فى محافظة الشرقية فقد شارك طلاب وطالبات مركز أبوكبير «طلاب ضد الانقلاب» فى الوقفة التى نظموها تنديدا باقتحام قوات أمن الانقلاب الجامعية لطلاب الأزهر واعتقال الطلاب وإصابة المئات منهم وسقوط شهداء فى مجزرة جديدة لقوات الانقلاب الدموى. ردد الطلاب الهتافات والشعارات المطالبة بالقصاص لدماء الشهداء ومحاكمة المتورطين فى سفك الدم المصرى محملين عبد الفتاح السيسى قائد الانقلاب المسئولية الكاملة عن دماء المصريين التى تسفك صباح مساء منذ انقلابه على الشرعية، كما أكدوا أن فعالياتهم المتنوعة مستمرة حتى يسقط حكم العسكر وتعود الحرية والكرامة للشعب المصرى.

وفى جامعة حلوان خرجت مسيرات حاشدة بجامعة حلوان للتنديد باقتحام قوات أمن الانقلاب المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر. وردد المشاركون: «اقتل واسجن أكتر فينا.. كل رصاصة بتقوينا»، «طلبة الأزهر يا أبطال.. بكرة جاى خلاص الانتصار»، «احنا معاكم يا أزهرية.. ضد بلطجة الداخلية»، «حركة طلابية واحدة.. ضد السلطة اللى بتدبحنا»، «قولى يا باشا وقولى يا بيه.. طلاب الأزهر عملوا إيه؟»، «يا إعلام يا كذاب.. الطلاب مش إرهاب». أما فى محافظة قنا فقد نظمت حركة «طلاب ضد الانقلاب» بجامعة جنوب الوادى بمحافظة قنا مسيرة طلابية تنديدا بالممارسات القمعية التى تقوم بها قوات أمن الانقلاب ضد الطلاب، وكان آخرها اقتحام قوات أمن الانقلاب المدينة الجامعية بالأزهر واستهداف الطلاب بالخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن ارتقاء شهيد وإصابة العشرات من الطلاب. خرجت المسيرة من أمام مبنى كليتى التجارة والحقوق وجابت أماكن رئيسية وفرعية داخل الجامعة رافعين شارة رابعة العدوية وسط تفاعل كبير من الطلبة والطالبات. ردد الطلاب المشاركون هتافات مناهضة لحكم العسكر ومطالبة بمحاكمة قادة الانقلاب العسكرى منها «يا أزﻫﺮ ﻳﺎ شريف يا ﺃﺯﻫــﺮ ﻳﺎ شريف.. ﺩﻡ ﺷﺒﺎﺑـــﻚ ﻉ الرصيف»، «شيخ العسكر باطل»، «الانقلاب..
هو الإرهاب»، «اقتل واحد اقتل مية.. مش هتنسينا القضية». واستنكرت الحركة فى بيان لها ما حدث بحق طلاب الأزهر داخل المدينة الجامعية من قتل وإصابات واعتبرته انتهاكا صارخا لمعانى الإنسانية. وأكد البيان أن الطلاب لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام تلك الانتهاكات الوحشية، مؤكدا أن مسيرة الكفاح لن تتوقف وأن مصير قادة الانقلاب هو حبال المشانق. وفى سياق متصل نظمت حركة «طالبات ضد الانقلاب» وقفة احتجاجية أمام مدرسة التحرير الثانوية وسط مدينة قنا عقب انتهاء اليوم الدراسى لرفض عمليات البطش والقمع التى تنتهجها ميليشيات الانقلاب تجاه الطلاب الرافضين للانقلاب العسكرى. وعلى صعيد التناول الإعلامى لمجزرة الأزهر الشريف الأربعاء الماضى، قال الدكتور «محمد شرف» عضو «جبهة الضمير»؛ إن طلاب الأزهر يمثلون رأس الحربة بحركة الاحتجاجات الطلابية ضد الانقلاب العسكرى. وأضاف فى حوار مع برنامج «مصر بين طريقين» على فضائية الجزيرة مباشر مصر أن طلاب الأزهر يدركون جيدا أن المعركة مع الانقلاب تتعلق بالهوية، وهم يرفضون هذا الأمر، موضحا أن قوات الانقلاب اعتادت حرق المساجد وهو ما تكرر بالمدينة الجامعية بالأزهر. وندد «شرف» بحكم حبس 38 طالبا بجامعة الأزهر سنة و6 أشهر بتهمة إثارة الشغب، مؤكدا أن الانقلابيين يحاولون كسر إرادة الطلاب المناهضة للانقلاب والنيل من عزيمتهم. وأشار إلى أن حضور رئيس المجلس الأعلى للهيئات القضائية ورئيس المحكمة الدستورية خطاب السيسى الشهير فى 3 يوليو يؤكد أن القضاء رأس حربة للثورة المضادة. وفى بنى سويف قال اتحاد طلاب جامعة الأزهر فرع بنى سويف، إن الانقلاب يريد أن يكسر شوكة الحركة الطلابية بالاعتداء على طلاب الأزهر بعد اقتحام المدينة الطلابية واعتقال المئات منهم وإصابة ما يقرب من 300 طالب واستشهاد 3 آخرين. وجاء فى البيان: «هذا البطش والقمع الجائر الذى يمارسه قادة وأجهزة الانقلاب الدموى الفاجر الذى ما لبث أن كسر كل الخطوط الحمراء! ما يحدث الآن بحق إخواننا فى الأزهر هو الإرهاب الحقيقى والمنظم الذى تمارسه الداخلية التى استباحت كل الدماء! هم يريدون أن يكسروا شوكة طلاب مصر جميعا وليس طلاب الأزهر فقط.. يريدون أن يدمروا مستقبل خيرة شباب مصر وأن تصبح المؤسسات التعليمية مرتعا للخضوع والتسبيح والتمجيد باسم الظلمة والقتلة ولكن هيهات!.

 هذا الأمر دونه رقابنا ونحن على عهد الحرية والمقاومة السلمية ماضون لا نخشى ظالما أو سجانا. وكنا وسنظل على أتم الاستعداد لتلبية نداء إخواننا هناك، وقد خرج المئات من طلاب المدينة الجامعية فى بنى سويف فى مظاهرة احتجاجية تنديدا لما يحدث بحق إخواننا هناك. ونؤكد أننا لن يهدأ لنا بال أو ترتاح نفوسنا حتى ندحر كل هذا الظلم والبطش عن إخواننا مدافعين عن كرامتنا وأمننا فى وطننا حتى يزول هذا الانقلاب الدموى الغاشم».
 جبهة علماء الأزهر: لا عذر بالجهل فى سفك الدماء المعصومة.. وجريمة القتل لا تسقط بالتقادم 
أكدت «جبهة علماء الأزهر الشريف» أن أحكام الإسلام فى القتل وسفك الدماء تشدد على أن تحريم جريمة القتل صارت من المعلوم من الدين بالضرورة تحريما وجزاء وتحذيرا، ونُقل ذلك إلينا بالتواتر وبنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة بحيث لا يعذر أحد يدعى الجهل بها ولا يقبل من فاعلها عمدا ادعاءه الإكراه عليها. جاء ذلك فى بيان أصدرته الجبهة حول الأحداث الجارية على الساحة والموقف الشرعى منها، وما يتعلق بحق الدماء المهدرة وحقوق المطاردين المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال. وشددت الجبهة فى بيانها على أن الله عز وجل كرم الإنسان حين خلقه وجعله آية عظمى بين العالمين، لذلك عصم دمه وحرم قتله لأنه هدم لبنيان الرحمن واجتراء على حق الله تعالى الذى يحيى ويميت؛ لذلك كانت هذه الجريمة أكبر الكبائر جميعا بعد الشرك بالله تعالى. وتابعت الجبهة بيان أوجه التحريم؛ فالقتل عمدا محرم أشد التحريم، جعله الله من أغلظ الذنوب حتى قرنه بالشرك، وإن من أهم الأحكام الشرعية فيها عدم سقوط المسئولية عنها بالتقادم، ولا تقبل فيها الدعاوى الباطلة التى قد يحتج بها القتلة المجرمون، مثل دعوى الأخذ بالثأر من غير القاتل، أو دعوى الإكراه المادى أو المعنوى، أو دعوى طاعة الأوامر الصادرة من الرؤساء أو الحكام. وأكدت الجبهة أن كل هذه وأمثالها دعاوى باطلة، لا تغنى عن القاتل شيئا فى دين الله تعالى، بل بهذا تتسع المسئولية الجنائية؛ فتشمل الآمر والمأمور، إذا أطاع الباطل، وتشمل القاتل، ومن أكرهه على الجريمة، ولذلك تُقتل قصاصا الجماعة التى تجتمع على جريمة قتل الواحد. وشددت الجبهة أن استحلال جريمة القتل، أو ادعاء الجهل بحرمتها -المعلومة من الدين بالضرورة- يُخرجها من باب المعاصى إلى الكفر والعياذ بالله تعالى، كما تشتد الحرمة إذا كان المقتول مُسالما والقاتل مُسلَّحا معتديا ظالما، كما ذكر تعالى ذلك فى قصة قتل قابيل أخاه هابيل.
ولفت البيان إلى أنه يشتد فحش هذه الجريمة، والطاعة فيها بأمور، منها أن تكون ضد النساء والأطفال، الذين حرم الله قتلهم، ولو كانوا مشركين غير محاربين، فكيف بتلك الجريمة إذا كان الـمُعْتدَى عليهم مسلمين، أو كانوا حين الاعتداء عليهم يؤدون الصلاة ونحوها من عبادات الإسلام.