الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

عيد السودانيين.. ويكة وشربوت ومرارة والبوسنة "عيدية" ورايات خضراء !!


عيد السودانيين .. ويكة وشربوت ومرارة! 
و عند مسلمي البوسنة "عيدية" ورايات خضراء !!


لا يزال الكثير من مسلمي البوسنة والهرسك يتمسكون بعادات وتقاليد متوارثة تتعلق بطريقة الاحتفال بقدوم عيد الأضحى المبارك، حيث عادة ما يشارك الصغار في عمليات ذبح الأضاحي، كما يترك لهم الكبار مهمة توزيع لحوم الأضاحي على الأقارب والفقراء، وبعد انتهاء من عملية التوزيع ؛ يبدأ هؤلاء الصغار في زيارة أقاربهم وجيرانهم، سواء بمفردهم أو مع آبائهم، من أجل التهنئة بالعيد، وغالبا ما يفعل الصغار ذلك وهم في مجموعات، وبالطبع يحصلون على العيديات. أما الرجال فيفضل أكثرهم القيام بزيارات العيد للجيران والأقارب والأصدقاء في اليوم الثاني أو الثالث من أيام العيد، واليوم الأخير محجوز عادة لتبادل الزيارات بين النساء وذهابهن إلى منزل الوالد، ومن هنا يطلقون على هذا اليوم "عيد النساء".
 عقب الانتهاء من صلاة العيد اعتاد أبناء مدينة سراييفو الطواف في جماعات وهم يحملون الرايات الخضر ويظل هذا المشهد مستمرا، حتى يحل المساء، حيث تظل الرايات الخضراء ترفرف على منازل المسلمين في المدينة وضواحيها القريبة، واعتاد الأطفال اللعب في فناء منازل الأقارب ويتجمع حولهم أهل المنزل والجيران ثم يبدأ أحدهم في إنشاد إحدى القصائد الدينية، وبعد الدعاء والتأمين عليه يحصل الصغار من رب البيت على "العيدية"، ثم يهرولون إلى فناء آخر وهكذا بالترتيب إلى أن يطوفوا بأغلب المنازل في المدينة وفي الختام بعد انتهاء الطواف بكل الأماكن يوزع الصغار العيديات التي جمعوها على أنفسهم بالتساوي.

 عيد السودانيين.. ويكة وشربوت ومرارة!


السودان كغيره من البلدان الإسلامية، لديه نكهة احتفالية خاصة بعيد الأضحى المبارك، وتأخد هذه المناسبة طابعا احتفاليا عند أغلب أهل السودان شبيهة بالأفراح، حيث يحرصون على التجمع في شكل أسر وعوائل حول ولائم الطعام والشواء . 
تبدأ التجهيزات لعيد الأضحى منذ زمن بعيد، ولكن المجهود الأكبر يكون في (الوقفة)، عندما تنشط عمليات ترتيب المنازل وإعادة تأهيل كامل لأركانها المختلفة، وينهمك بعضهم حتى الصباح في التنظيف والتنظيم حيث تتبارى الأسر في إخراج منازلها في أبهى الصور ويظهر التنافس في فرش المنازل والسجاجيد، لأن المنزل الأفضل يصبح حديث الأهل والأصحاب .
أما الأطفال يفوزون بالنصيب الأكبر من الاهتمام، إذ تهتم كل أسرة بشراء الملابس الجديدة وتكون الأسواق على غير العادة مشرعة الأبواب حتى صباح العيد، كما تحرص بعض المساجد في ترديد نداء العيد بشكل جماعي عقب صلاتي المغرب والعشاء بشكل أنشودي رائع (الله أكبر الله أكبر لا إله إ لا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) .
في الصباح الباكر من يوم العيد يحرص الرجال والأطفال على ارتداء الزي القومي السوداني وهو عبارة عن جلابية بيضاء وعمة (وهي شال متر ونصف يلف على الرأس في شكل دائري على أن تبقى الأذنان خارجه)، ويضعون شالا على أكتافهم، أما السيدات من كبار السن فترتدين أيضا الزي السوداني وهو ما يعرف بالثوب، أما بالنسبة لليافعات وصغيرات السن ترتدين العباءات بألوانها المختلفة التي يغلب عليها اللون الأسود. الجميع رجالا ونساء، يؤدون صلاة العيد في الميادين العامة بالمدن والريف، وعند الفراغ من الصلاة يتبادل المصلون السلام والتهاني تأكيدا للترابط الاجتماعي بين السودانيين . ويحرص كثير من السودانيين على التأكد من أن الإمام قام بذبح أضحيته أولا ثم يشرعون في ذبح أضاحيهم من بعده.
 وبعض السودانيين لديهم تقليد خاص، إذ يقدمون ما يعرف بالعصيدة (وهي عبارة عن دقيق يطهى بالماء المغلي ليضاف إليه بعد أن يبرد، أكلة شعبية يطلق عليها الويكة) وتؤكل قبل تجهيز لحمة الأضحى كنوع من التصبيرة باعتبار أن عملية تجهيز الخراف تتطلب وقتا طويلا، كما أن هناك أكلة سودانية شعبية أخرى تمتاز بها جميع القبائل في السودان ويطلق عليها (المرارة) وهي عبارة عن أحشاء الخروف من كبدة وكلى وغيرها إذ تغسل ويضاف لها الملح والليمون والشطة والفول السوداني المطحون وتؤكل عادة قبل الإفطار وبعد الذبح مباشرة، كما أن هناك مشروب سوداني خالص يصاحب أعياد الأضحى ويطلق عليه (الشربوت) إذ تقوم الأسر قبل أيام من العيد عن طريق غلْي التمر ووضعه في إناء كبير ومعه مجموعة من البهارات ليصبح مشروبا يأخذ اللون البني ويكون طعمه لاذعا ويحتسيه الناس بعد تناول اللحم إذ يرون أنه يقوم بتسهيل عملية الهضم .
 واعتاد السودانيون على قضاء العيد مع الأسر الممتدة وغالبا ماتكون العاصمة في (العيد الكبير) خالية تماما إذ إن 80% من سكانها يحرصون على قضاء العيد في الأرياف، حيث الجذور إذ يرون أن للعيد طعما أفضل بين الأهل والأصدقاء، وعموما فإن السودانيين سواء بالمدن أو الأرياف درجوا على أن يضحوا سويا، إذا تقسم أيام العيد الأربعة بين الأهل وعادة تذهب جميع الأسر في اليوم الأول للعيد لدى أكبرهم سنا ويقضون اليوم بطوله هناك، ثم ينتقلون في اليوم الثاني للمنزل الآخر وهكذا، أما إن كانت الأسرة متوسعة يصعب معها تقسيم اليوم الواحد ففي هذه الحالة تذبح الأضحية في الإفطار على أن يكون تناول الغداء في منازل مختلفة. وعيد الأضحى في الريف السوداني لا يقف عند تجمع الأهالي وتناول اللحوم بأشكالها المختلفة فقط، وإنما تصاحبها الاحتفالات والأناشيد والمدائح، ففي بعض المناطق الريفية تنطلق في ليلة العيد المدائح النبوية التي تملأ أرجاء القرية عبر مكبرات الصوت وتستمر حتى الصباح، وهناك بعض المناطق خاصة بولاية جنوب كردفان التي يلتقى فيها الأهالي بعد الفطور بميدان عام وتنطلق الزغاريد والرقصات الشعبية بجانب المصارعة المحلية . ويتميز عيد الأضحى في السودان بطابع تكافلي إذ يحرص الجيران على تبادل أطباق اللحمة المشوية ليتذوق كل طرف طعام الآخر، كما درجوا على تحديد كميات من اللحمة والدفع بها للفقراء والمساكين، كما يرتبط عيد الأضحى في السودان عادة بالزيجات إذ تكثر فيه الأفراح والأعراس.


ليست هناك تعليقات: