الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

في بلدان العسكر يقتلون الشعوب بخناجر الوطنية


يقتلـــــون الشــــعوب بخنــــاجر الوطنيـــــة
 مجازر السيسي فاقت الوصف ونهايته مخزية


"أيها الجنرال عديم الإنسانية ..أود أن أخبرك بأن حبيبة أحمد عبد العزيز التي قتلتها عن عمد مع سبق الإصرار ، كم عرضت نفسها للدهس على الطرق السريعة ، وهي تقوم بإخلاء جثة حيوان صدمته سيارة مسرعة !!"وانتقد والد الشهيدة حبيبة فى تدوينة بثها عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" البشاعة التى ظهر عليها السيسي فى مجازر فض اعتصامى النهضة ورابعة.وأضاف
ما أنت ، فقد قتلت الآلاف من البررة المسالمين العزل في ساعات ، وقمت بحرق الجثث ، وتجريفها ، وإلقائها في مقالب القمامة التابعة لـ (عزبتك) التي ستخرج منها ذليلا مذموما مدحورا بحول الله".


أول ما يخطر على البال فور اندلاع صراع في أي بلد عربي هو السؤال المباشر: ما السبب ومن أطراف الصراع؟ وقلما تجد السؤال الواجب وهو: كيف ننهي هذا الصراع فورا؟ ولكن بين مرحلة فهم الأسباب والتعرف على الأطراف تكون مهمة إنهاء الصراع باتت في مرحلة معقدة وصعبة للغاية.. هذا الحال هو عربي بامتياز، لأن الصراعات العالمية هي بين الدول وليست بين الأنظمة الحاكمة وبين شعوبها، أو بين أطراف متنازعة على السلطة، وأطرف ما تسمع وترى أن الجميع يرفع شعار إنقاذ الوطن وحمايته من الآخر.. ولكن من هو الآخر؟ وما هو تعريف الوطنية عند الآخر أو خصمه؟!


عندما جاء معمر القذافي إلى الحكم على ظهور الأغبياء آنذاك، كان تحت نشوة المد الناصري، وأعلن عن أن ليبيا ستكون إحدى روافع المد القومي العربي، وستناصر القوى العربية الحرة، ولكن بعد سنوات قليلة، ظهر جليا للشعب وللقوى السياسية أن الرجل جاء ضمن برنامج تدمير ممنهج لكل ماهو قومي عربي، فما إن مات عبدالناصر خرج الرائد في الجيش سابقا، والرئيس لاحقا بعباءة الزعامة المجنونة، وشيئا فشيئا بنى في خياله إمبراطورية غير موجودة على الأرض كلها، فاعتنى بالشعارات وحول ليبيا إلى منظومة مدارس سياسية واقتصادية لا تمت إلى الواقع بصلة، فهي مملكة حين يحلم بأنه ملك إفريقيا، وجمهورية حين يتذكر أن عبدالناصر قد مات، وهي أرض الثائرين حينما يقرأ في سيرة تشي غيفارا، وهي قبيلة عندما يذهب في نزهة إلى صحراء الجنوب، وهي ديمقراطية تارة وعسكرية تارة، واشتراكية مطلقة تارة وإمارة إسلامية تارة أخرى.. وقبل أن يموت بساعات اكتشف أنه وليبيا لا شيء للأسف.
الحال اليوم مع الرئيس بشار الأسد ونظامه ليس ببعيد عن منطق القذافي رغم اختلاف السن والتاريخ السياسي والتمكين العلمي للأسد، فهو يقارع بحجة سوريا الوطن الحرّ الذي يواجه الأعداء، ويستند إلى محور الممانعة في وجه الصهيونية والإمبريالية العالمية، وهو حامي حمى سوريا، وصوره في الشوارع هي الحارس الوحيد على أمن واستقرار سوريا، ونسي أنه وريث نظام الوالد الذي تراجع في حرب رمضان وأمر بإخلاء مواقع الجيش السوري في الجولان لتحتلها فيما بعد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقتل عشرات الآلاف في أهل حماه منتصف الثمانينات.. ولم يحاسبه أحد غالبية القادة العسكريين الذين يأتون على ظهور الدبابات، ينهجون ذات النهج، يأتون بدعوى تخليص الوطن من طغيان حاكم ما أو حزب أو جماعة، ثم يلعبون نفس الدور الذي لعبه من جاءوا ليخلصوا الوطن من شرورهم، فيزيدون في قائمة الأشرار اسما أو أسماء جديدة، ليعمدوا إلى قتل الناس، وترويعهم أو سجنهم ومطاردتهم، أو إقصائهم عن الساحة السياسية، لتخلوا الساحة لهم كي يمارسوا هواية التسلط ويرضون رغباتهم السادية السياسية، وتمتلئ الشوارع بصورهم، والصحف بالعناوين الممجدة لتاريخهم المزيف، ثم إذا قام زعيم وطني حقيقي أو جماعة برفع الصوت اعتراضا أو تحركوا لتصحيح وتصويب الأمور المنحرفة لدى جماعة السلطة، تتحرك الأجهزة الأمنية التي تدار ببرمجة غريبة ضد هؤلاء المصلحين، وقد يقتلون بسيف الدولة الصدئ.

ليس هناك للأسف مثال محترم في أغلب بلدان العسكر، فاليمن لم يخرج منها علي عبدالله صالح، إلا بعد أن وصلت الأمور إلى نقطة اللا عودة، وهاهي عمليات الاغتيال والتفجيرات والنزاعات تتصدر المشهد، ولا يزال النظام ذات النظام السابق مع قليل من التغيير في لغة الخطاب، أما على أرض الواقع فلا شيء يبدو أفضل. المصيبة أن الجميع على رأس الحكم يدعي أنه الأحرص على الوطن، وأن مهمته الأساسية هي الحفاظ على أرض الوطن، ومصالح المواطنين، ولكن ما نراه أن أول ضحايا هذه المهمات الرئاسية هم المواطنون العزل والأسر البريئة، حتى بات العرب أكثر الأمم تشردا ونزوحا ولجوءا في بلادهم، وليمت ملايين الناس ليبقى الرئيس رئيسا، والفاسد فاسدا، والنظام على صدورهم جاثيا، بدعوى الوطنية.



ليست هناك تعليقات: