الخميس، 3 أكتوبر 2013

يا سيسى هذا جيش مصر وليس جيش نوال



يا سيسى هــذا جيش مصــر وليس ملهى ليــلي


■  السيسى مهم جدا لأنه يكشف عقلية العسكريين الذين يحكمون البلاد
■ السيسى يؤكد أن المتحدث الرسمى باسم الجيش جاذب للنساء (هوّ ملهى ليلى ياسيسى ولّا جيش) ؟!
■ ضابط بالقوات الجوية يقترح السيطرة على الإعلاميين بالترغيب والترهيب
■ والسيسى يدعو الجيش للتماسك والتكتل ضد استجوابات البرلمان الفيديو المسرب بسبب خلافات قادة الانقلاب مع بعضهم البعض يؤكد أن خلاف الظالمين رحمة، أقصد الفيديو المسرب للقاء الضيق بين السيسى وزير الدفاع وعدد من العسكريين، حول السيطرة على الإعلام. كنت أحتاج عشرات الساعات لشرح ما أقصده عن خطورة حكم العسكر، وهذا الفيديو يوضح ما أريد خلال دقائق.
وإذا أراد مواطن أن يحكمه هؤلاء فهو يحتاج لضرب البيادة، وسيشعر بها على رأسه يوما ما بعد فوات الأوان.
يقال إن هذا الفيديو يرجع تاريخه إلى 24 ديسمبر2012. الضابط الكبير عمر من القوات الجوية يقول كلاما مذهلا: لقد كانت لنا حماية على مدار 50 سنة من الإعلام، وكانت هناك خطوط حمراء تحمينا والآن لا توجد.
وأرى أن الإعلام يسيطر عليه 20 أو 25 صحفيا، إذا سيطرنا عليهم بالترغيب والترهيب نقدر نتحكم فى الإعلام.
السيسى (يقاطعه مع ابتسامة عريضة وخبث مخابراتى يدعى السذاجة): طيب الترغيب دى عرفها، ولكن الترهيب يكون إزاى؟!!
 عمر: إحنا نعمل معاهم حوار، ونظهر لهم الكارت الأحمر، يقوموا يعرفوا حدودهم والخطوط الحمرا. وتكون اللقاءات سرية ومنفردة مع كل واحد على حدة. 
لازم يا سيادة الريس الشئون المعنوية تدخل على الإعلام ونستقطب 10 أو 20% منهم.
واعترض الضابط عمر على صورة المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة باعتباره لا يعكس صورة القوات المسلحة.
السيسى: أنا حاريحك بالنسبة لأحمد. أحمد جاذب جدا للستات (الحاضرون يضحكون وأحدهم يقول: بيقولوا إنه كان بنت زمان)
ويتابع السيسى: نحتاج لكام ضابط ولكام شكل لتمثيل القوات المسلحة والتواصل مع الناس.
أما بالنسبة للنقاط الأخرى فالثورة أوجدت إفرازات وأعراض منها تفكيك القيود التى كانت تحمى القوات المسلحة فى الإعلام رغم أن القانون لا يزال يمنع نشر أى شىء عن القوات المسلحة بدون إذنها. ولسه فيه برلمان جى.. يمكن يطلب استجوابات عن القوات المسلحة (وكأن هذه كارثة محدقة!!) ياترى حانعمل إيه فى الاستجوابات، وحتتأثروا بيها إزاى، لازم نكون يد واحدة.. كتلة واحدة.. متفاهمين.. عندنا ثقة، دون أن تؤثر هذه الاستجوابات علينا سلبا.
ونحن لا نزال نشكل أذرع لنا على مستوى الدولة وهذا يأخذ وقتا طويلا حتى نمتلك حصة مناسبة فى التأثير الإعلامى. وحققنا أشياء كثيرة ولكن لم نحقق بعد كل مانريده! (انتهى تفريغ الشريط)
 ■ الملاحظات أولا: هذا الحوار يؤكد ما كتبته مرارا أن المخابرات الحربية والعامة وقيادة القوات المسلحة تتعامل مع الجيش كحزب سياسى حاكم، هو الذى يضمن لها دوام السيطرة، وتبقى المشكلة فى توزيع المناصب والغنائم والمكاسب. وليس جيشا محاربا لديه رسالة ضد العدو الصهيونى. فهذه القيادة تؤمن بما قاله السادات: إن حرب أكتوبر هى آخر الحروب.
 لم يكن هذا تصريحا للسادات كما خدعنا ولكن كان تعهدا شفويا، ثم مكتوبا مع إسرائيل عبر الولايات المتحدة وعبر لقاءات التهامى مع موشى دايان فى المغرب وتحت رعاية الملك المغربى.
 وكان هذا التعهد من شروط زيارة السادات للقدس المحتلة ! فضابط القوات الجوية الذى لا تبدو رتبته ولكن لا شك أنها عالية يتحدث بروح الثلة التى تحمى نفسها وأسرارها من الشعب.
علما بأنها أسرار معروفة جيدا للولايات المتحدة وإسرائيل. بل كل طلقة ذخيرة نحصل عليها من واشنطن مكتوبة فى وثائق الكونجرس، وتباع فى دفاتر على قارعة الطريق فى واشنطن. وإسرائيل تعرفها قبل أن نستلمها!
والسيسى يرد على عمر بك بنفس الروح: روح الثلة والحزب والجماعة والعشيرة (أهلى وعشيرتى!!) يتحدثان عن اختراق الإعلام وكأنهم يخترقون صفوف الأعداء، بالتجنيد والترغيب والترهيب.
ولا يعترض السيسى على كلمة ترغيب كما توقعت أول مرة أسمع فيها الفيديو، ولكنه يستعبط ويسأل: هو الترهيب إزاى؟!!
 حتى يتحمل المتحدث الكلام. ويتحدث السيسى عن استجوابات مجلس الشعب القادمة وكأنه يتحدث عن غارات جوية محتملة، أو قصف مدفعى مركز، وهو يدعو لوحدة الصف والتراص كتلة واحدة لرد الأعداء (ممثلى الشعب المنتخبين) مذمومين مدحورين دون أن ينالوا من القوات المسلحة. مفهوم وحدة المجتمع غائب عن هؤلاء القوم، إنهم غير مشغولين إلا بتأمين أوضاعهم وشاليهاتهم وامتيازاتهم وسيطرتهم على المجتمع لا لأى هدف وطنى بل لمجرد السيطرة (صولجان الحكم).
 أما تأمين الوطن فهو غير مطروح على جدول الأعمال.
 عندما كنت فى مركز تدريب المشاه بالهايكستب مجندا فى القوات المسلحة، كان الدرس الأول الذى أخذناه من قائد السرية أنه يريد أن يضرب سورا حديديا حول السرية فلا تتسرب أى أخبار عنها للسرايا الأخرى ولا فى كل مركز التدريب.
ولا بأس من ذلك ولكن كل شىء فى العقيدة القتالية انتهى من القوات المسلحة ولم يبق إلا الدرس الأول عمل سور حديدى للمعلومات حول السرية ثم حول الجيش.

 ولكــن ماذا يفعــل هــذا الجيش؟
 وهل انتقل من تصنيع الأسلحــة إلى تصنيع المكـــرونة 
فهـذا ما لا يجــوز الخــوض فيه إلا بإذن
.. القـانون الذى يتباكى عليه السيسى..

وبينما تعرف إسرائيل كل كبيرة وصغيرة عن جيش مصر من خلال الأقمار الصناعية التى كان يتعين على السيسى رئيس المخابرات الحربية أن يكافح من أجل امتلاك مصر لها ومن خلال وسائل أخرى عديدة ، فإن شعب مصر هو الطرف الوحيد المحظور عليه أن يعرف ماذا يجرى فى القوات المسلحة.
 ثانيا: أما نساء مصر - وهن نصف المجتمع - فهم يرسلون لهن الدلوعة أحمد (جاذب جدا للستات وفق نص كلامه)، وهى كلمة مهينة للجيش ولنساء مصر فى آن معا. هذا مفهومهم للتعامل مع الشعب. والحقيقة فإننى أتفق مع الضابط عمر على ملاحظته بخصوص هذا الولد المايص، بل وأتفق مع السيسى لأول مرة، لأننا وصفنا هذا المتحدث بأنه (ملذق) فى البنات. ولكنها يا سيسى نوعية من البنات تسىء للقوات المسلحة الذى تزعمون أنكم حماة سمعته، وأنت لا تعرف ما هى القوات المسلحة لأنك لم تخض حربا واحدة فى حياتك.
 ثالثا: سيادة الضابط عمر لقد خدعك السيسى، وكل ما طالبت به يحدث فعلا ومن قبل ثورة 25 يناير ولقد تم تجنيد أكثر من 90% من الإعلاميين المسيطرين (من 20 إلى 25 واحدا) و9% أمريكان صرف و1% وطنيون مستقلون.
ولكن الانفلات تجاه القوات المسلحة حدث بسبب أن معظم عملاء أجهزة الجيش بعد الإعلام الرسمى هم أيضا عملاء لأمريكا وإسرائيل وليسوا أوفياء للجيش حقا (إعلام ساويرس والمصرى اليوم واليوم السابع والوطن والشروق وكل فضائيات الفتنة).
ولا يكتبون إيجابيا عن الجيش إلا بعد تلقى الثمن مقدما.
بينما لا يوجد أوفياء حقا للقوات المسلحة وللأمن القومى كمؤسسة إلا جريدة الشعب وحفنة متناثرة من الإعلاميين، وعدد محدود من اللواءات المتقاعدين الذين ينافحون عن العقيدة القتالية للبلاد ضد أعدائها التاريخيين: إسرائيل وأمريكا. لقد دافعت عن شرف القوات المسلحة حين سافرت لغزة، ولكن القضاء العسكرى هو الذى حبسنى عامين.
قبلها فى عام 2008 بكيت على معبر رفح وأنا أتحدث مع المعتصمين الغزاويين الذين يطالبون بفتح المعبر وكان على رأسهم د. أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى.. كنت أحدثهم من التليفون المحمول وهم يسمعوننى عبر مكبرات الصوت من الناحية الأخرى، بكيت وأنا أقنعهم بعدم التفكير باقتحام المعبر بسبب الحصار الخانق، وقلت لهم: إننى أعدهم أن الجيش المصرى لن يخذلهم (وكان الجنود المصريون يشيرون لى بعلامة النصر والتأكيد من داخل سياراتهم دون أن يراهم الضباط، وإن كان الضباط متجاوبين أيضا). لم يكن لدىّ معلومات ولكن شعرت أن عدم عرقلة سفرى لرفح المصرية وكان معلنا قد يكون رسالة إيجابية، وكانت تحليلاتنا إيجابية تجاه الجيش المصرى، وكنا نسمى بعض قياداته الجناح الوطنى، وكانوا يسربون لنا أن مبارك هو العقبة الوحيدة بينهم وبين نفس المواقف التى نتخذها فى حزب العمل ضد أمريكا وإسرائيل.



واليوم أبكى بالدم قبل الدموع على خذلان الجيش المصرى لتوقعاتنا.. أبكى وأنا أرى الجيش يقتل النساء والأطفال من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال، يهدم بيوت الآمنين، ويجرف أشجار الزيتون، ويعيد بناء صرح الاستبداد الذى هدمناه فى ثورة 25 يناير. يحاصر غزة حتى الموت. ويزعمون أن الجيش المصرى مستهدف من أمريكا؟ لا أدرى لماذا؟ وهل يمكن أن يجدوا جيشا هماما أكثر من ذلك؟ أغلق كل الأنفاق لأول مرة منذ عشرات السنين. وخلق أزمة تموينية فى غزة. 
وبدأت الحالات المرضية الحرجة تموت (طفلان حتى الآن). تعاون استخباراتى عال مع أجهزة أمن إسرائيل. تشريد أهلنا فى رفح المصرية. 
 المأساة وصلت إلى حد اضطر الانقلابى إلى الاعتذار مع أنه لم يعتذر عن مذابح رابعة وشاتيلا. 
 رغم أن إسرائيل اعتذرت عن مذابح صابرا وشاتيلا وقدمت شارون للتحقيق. 
أعتذر لكل فلسطينى ومصرى وعربى خدعناه بمصطلح الجناح الوطنى، رغم أننا لم نيأس من تطهير الجيش، وهذا ماقصدته عندما تحدثت عن تفكيكه.
 سنطهر الجيش يوم 6 أكتوبر أو على الأقل سنبدأ هذه العملية.
2 ■ نجحت دعوتنا قبل الميعاد نعم نجحت دعوتنا للزحف يوم 6 أكتوبر قبل أن تبدأ.
فالجميع يعلم أننا لا نملك أسلحة ولا مدرعات، ولكننا نخوض معركة سياسية مع هذا الانقلاب الفاشل بإذن الله. ومعركتنا ليست جغرافية بالأساس.. ولكن الدعوة التى أيدناها بقوة -وكانت دعوة الشباب بالأساس- هى الزحف الأكبر للتحرير يوم 6 أكتوبر عيد كل المصريين. الشباب لم يكذب خبرا وتظاهر فعلا فى التحرير يوم الثلاثاء الماضى بالمئات وهتف بسقوط العسكر لمدة ساعة تقريبا، وهذا جيد جدا. الانقلاب انزعج جدا وأجّل انتظام القطارات وأجَّل فتح الجامعات التى لم تفتح وعلى رأسها الأزهر. 
إرباك صفوف الانقلاب هدف فى حد ذاته، فهو أشبه بخلخلة المصارع لتوازن منافسه فى لعبة الجودو باليدين، بحيث يستطيع فى الخطوة التالية أن يضربه بقدمه فيوقعه بضرب قدم واحد (آشيهارى) أو بضرب القدمين معا (كورى آشيهارى).
 لعبة جلطة المرور تنجح باستمرار، وعيبها أنها تتعب المواطنين، ولكن الإحساس بضرورة توقف الحياة هم الأهم ويرجح صحة هذا الاختراع. طلاب الجامعات يجلجلون، بينما الحملات على القرى أدت لتأجيج الثورة فى ذات القرى!! وقرى أكثر. 
وكل ضربة من الانقلاب يواجهها ضربة من الشعب فى مكان غير متوقع، وهنا ينتقل اللعب من الجودو إلى الملاكمة، مع اقتباس طريقة محمد على كلاى فى الضرب والطيران كالفراشة. وظهرت مظاهرات الفراشة ثم الحلل، ثم عفاريت ضد الانقلاب، ثم مظاهرات السيارات والدراجات البخارية والدراجات والحمير والبغال ويخلق ما لا تعلمون !! مظاهرات على صفحة النيل والترع بالسباحة والمراكب، طائرات ورق صفراء. 
شعار رابعة تحول إلى بعبع فظيع، حتى أصبح من أحراز النيابة فى مصر والأردن، بينما انتشر من أستراليا إلى الولايات المتحدة مرورا بباكستان. 
 وتم رفعه فى قمم الجبال وفى أعماق المحيطات.
وهذا الشعار سيبقى للأبد لأنه مغموس بأطهر الدماء، وشعار رابعة يعكس أهمية الشعارات. لولا كل هذه الدماء ما كان لهذا الشعار أو غيره يكتسب كل هذا الزخم والعمق والقدرة على التاثير على الأصدقاء والأعداء على السواء. 
وهذا يعنى أننا نكسب المعركة المعنوية، والمعركة أساسا معنوية. 
بينما الآخرون ماذا يكون شعارهم: دبابة (سحقت طفلا) أم صورة السيسى الكئيبة لشخص مجوف بلا تاريخ ولا حاضر، ولكنْ ربما مستقبل أسود بإذن الله. هم بكل دباباتهم وطائراتهم محاصرون. انزعجوا من الزخم المتوقع ليوم 6 أكتوبر. 
فعادوا للأفكار البالية. فقد رأوا كما توقعنا أن قتل الناس فى عيد القوات المسلحة لمجرد رغبتهم فى التظاهر السلمى بميدان التحرير ستكون فضيحة، لذا دعوا للفكرة البالية: تجميع حزب البانجو والخمرة من السفلة والمـأجورين للاحتشاد فى ميدان التحرير فى نفس الوقت. 
حتى نتهم نحن بالرغبة فى الصدام!!! رغم أن ميدان التحرير خال الآن. ونحن سنترك الشباب يتصرف.. سنترك أمواج الشعب تتحرك كأمواج البحر يوم 6 أكتوبر، ولكننا لا نستهدف الصدام مع البلطجية، وسنترك الخيار لأمواج الشعب: فقد تتجمع فى ميدان بديل.. أو تدخل ميدان التحرير دون مشكلات بناء على قوتها العددية أو تتجول كالمعتاد فى أرجاء القاهرة الكبرى فى مواصلة مستمرة لا تكل ولا تمل لحصار الانقلاب حتى الموت.
 3 ■ نعم من واجب كل مؤمن أن ينصح أخاه بطريق الجنة ويحذره من النار تصور إعلام الانقلاب أنه ضبطنا بالجرم المشهود حين كتبنا فى المانشيت: يوم الفرقان: اختر مقعدك بين الجنة والنار وقالوا إن جريدة الشعب توزع صكوك الغفران لدخول الجنة. والحقيقة نحن غير مسئولين عن جهل البعض بألف باء الدعوة وغير مسئولين عن ضعف اتصال البعض بالقرآن الكريم. فالجنة والنار ذكرتا 384 مرة فى القرآن الكريم دون عد كلمة الآخرة التى تشمل الاثنين معا، فإذا أضفناها أصبح العدد الكلى 618 مرة.
إذن لا تخلو صفحة من القرآن من الوعد والوعيد بالجنة والنار بألفاظ مختلفة. 
 ومن لا يتحدث كل يوم عن الجنة والنار مع نفسه ومع الآخرين فليس بمؤمن حقا. وعندما يدل المؤمن أخاه المؤمن بطريق الجنة ويحذره من طريق النار فهو يقوم بأبسط واجباته (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) ولا يعنى ذلك أنه يملك صكوك الغفران، ولا يعنى أن الشخص الداعى نفسه قد ضمن مقعده من الجنة. ولكننا نوصى بعضنا بعضا دون كهنوت ورجال دين مع كل الاحترام للعلماء الثقات المجاهدين. وعندما نتحدث عن واقعة معينة وهى: قيام رجال الشرطة والجيش بإطلاق الذخيرة الحية على البشر المسالمين ونقول إن عقوبتها النار، فنحن نردد مضمون آيات القرآن الكريم ونأثم إن لم نفعل ذلك، فقد نكون شركاء بالصمت، أو باتخاذ موقف عدائى من أشقائنا فى الجيش والشرطة بدلا من السعى لهدايتهم وهى من عند الله بطبيعة الحال ولكننا أدوات وأسباب لهذه الهداية إن حدثت، ونسعى للأجر والثواب وحقن الدماء البريئة وإنقاذ جنودنا من النار. وقد ذكرت هذه الآيات من سورة الفرقان: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا). وأضيف اليوم للذين قتلوا بالفعل عند الحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة وغيرها أن فرصة التوبة مفتوحة (إلا من تاب وآمن وعمل عملاصالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) الفرقان 68 – 71. والعلمانيون والملحدون والذين عملوا خدما عند فاروق حسنى يقومون الآن ليقولوا إننا نوزع مقاعد الجنة والنار، وهو إرهاب لوقف الدعوة، وحتى لا نحذر أخوتنا الجنود والضباط من الهاوية التى يسقطون فيها.
ونعود لمعنى الآية الكريمة ما هى الحالات المقصودة للقتل بالحق وهل تنطبق على قتل المؤمنين فى رابعة وغيرها من مواطن التجمع والتظاهر السلمى. 
فى آية أخرى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). 
إذن هناك سببان للقتل بالحق لا ثالث لهما: السبب الأول: النفس بالنفس، وهى عملية القصاص المعروفة من قتل يقتل. وهى ترتبط بالجرائم الفردية.
 السبب الثانى: الفساد فى الأرض: وهو مشروح فى القرآن فى مواضع عدة والمقصود به حد الحرابة على قطاع الطرق من العصابات المسلحة التى تعتدى على ممتلكات وأرواح الناس، وهذا ينطبق على أى عدوان خارجى يستهدف ديار المسلمين وهو ما يتعين مقاومته بالقوة، وقتال البغاة الذين يخرجون على الحاكم الشرعى بالسلاح. كل هذه الحالات لا تنطبق على المتظاهرين أو المعتصمين السلميين تأييدا للحاكم الشرعى وفقا لمعايير الاسلام (بالشورى والبيعة). 
منع المرور فى تقاطع رابعة لايمكن أن يرقى إلى مستوى الفساد فى الأرض، وإلا لاعتبر إغلاق ميدان التحرير 6 شهور خيانة عظمى وكفرا أكبر !!!! الفساد الأكبر فى اللحظة الراهنة هو الانقلاب على الشرعية.
 ولكننا لا ندعو إلى قتاله درءا للمفسدة، ولاعتقادنا أن المقاومة السلمية كافية إن شاء الله، ولا بد أن نسلكها حقنا للدماء نسبيا فخلال المقاومة السلمية تكون الخسائر البشرية أقل وإن كانت من جانب واحد (الشعب). المهم.. نريد يوم 6 أكتوبر أقوى كل الأيام منذ الانقلاب، لترتفع أصواتكم إلى عنان السماء واستمعوا جيدا لحفيف أجنحة الملائكة واعلموا أن نصر الله قريب، أقرب مما تتصورون ..
..إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُم وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم
.. وَالَّذِّينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُم وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُم ..











ليست هناك تعليقات: